روسيا – أفادت وكالة “نوفوستي” الروسية بأن الدول الغربية تحاول منذ أكثر من عامين معرفة حجم “أسطول الظل” الذي يُزعم أن روسيا تستخدمه لتصدير موارد الطاقة للالتفاف على العقوبات.

وكان الاتحاد الأوروبي العام الماضي هو أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال الروسي، حيث اشترى بأكثر من 6 مليارات يورو. وتميزت إسبانيا وفرنسا بشكل خاص بحجم المشتريات.

والآن وصلت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي إلى الحد الأقصى مرة أخرى. ووفقا لمعهد الاقتصاد والطاقة والتحليل المالي، لا تزال فرنسا وإسبانيا وبلجيكا في المقدمة (87%). حيث تضاعفت الصادرات إلى فرنسا.

وفي أوروبا، يعترفون: “نعم، مجبرون على أن نشتري، لأن البدائل قليلة”. لكنهم ما زالوا “ملتزمين بالرغبة في الحد من التجارة مع روسيا، ووقفها تماما في المستقبل”.

وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشير إن هناك حاجة إلى “أعلى مستوى من الشفافية” فيما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال. مؤكدة أن هذا ضروري “للقضاء على الاعتماد المتزايد”.

يحاول الغرب بشكل دوري تحليل كيفية تحايل روسيا على العقوبات. وأفادت “بلومبرغ” بوجود أكثر من 600 ناقلة “رمادية” تحمل الغاز والنفط الخاضع للعقوبات.

وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن 50 سفينة مستعملة اشترتها شركات شرق أوسطية غير معروفة.

وفي الآونة الأخيرة، قامت وسائل الإعلام الغربية بتحديث بياناتها. حيث تدعي “بلومبرغ” أنه تم تجديد “أسطول الظل”. فقد اشترت شركة “ماتياس” لإدارة السفن، المسجلة في أغسطس في دبي، ثلاث سفن.

وأشارت الوكالة إلى أن “روسيا تستخدم شبكة من الشركات الوهمية تمتد من دبي إلى الصين لنقل الغاز من محطة “القطب الشمالي-2″ للغاز الطبيعي المسال، ويعد هيكل الملكية الغامض سمة نموذجية لأسطول الظل”.

وأكدت شركة “نوفوتيك” لإنتاج الغاز الطبيعي في روسيا عدم انخراطها في “أسطول الظل” الخاص.

وهددت بلجيكا بأن الآلية التي يتم تطويرها لتتبع مصدر الغاز الطبيعي المسال ستسمح “باكتشاف ومنع عمليات التصدير”.

وذكر الخبير الصناعي المستقل ليونيد خزانوف أنه “من غير الواضح تماما كيف يكون ذلك ممكنا، ولا يوجد بنك لعينات الغاز، وليس من السهل تتبع حركة الناقلات، ومع ذلك، كلما كانت العقوبات أكثر صرامة، زادت تكلفة مصادر الطاقة على أوروبا”.

إن حقيقة أن أكبر المشترين يشرعون في توسيع نطاق عمليات التفتيش على الناقلات التي تنقل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لم تفاجئ المراقبين، ومع ذلك، إذا كان “أسطول الظل” موجودا، فهذا يعني أن هناك من يحتاج إليه.

وقال بافيل ماريشيف عضو مجلس الخبراء في جمعية الغاز الروسية: “إلى أولئك الذين يصدرون التصريحات بصوت عال ضد موسكو، إن هذه المبادرة دعائية بحتة ولن تؤدي إلى شيء”.

فرضت بريطانيا عقوبات على 22 سفينة، بما في ذلك أربع ناقلات للغاز الطبيعي المسال، “لوجود علاقات مع روسيا”، وكذلك شركة “روسغازدوبيشا”. ويوجد الآن 43 سفينة على قائمة لندن السوداء.

وأفادت صحيفة “فايننشال تايمز” بأن روسيا زادت أسطولها من ناقلات النفط بنسبة 70% تقريبا. وارتفعت الصادرات البحرية من 2.4 مليون برميل يوميا في يونيو 2023 إلى 4.1 مليون في يونيو 2024.

وهذه كلها سفن غير مسجلة في مجموعة السبع.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات الروسية ووسطاءها يشترون الناقلات المستعملة، ويستغل أصحابها الغربيون الفرصة النادرة للتخلص منها بأسعار مرتفعة.

وأكد الخبراء أن التدابير المتخذة ضد السفن التي تنقل النفط والغاز الطبيعي المسال من روسيا عديمة الفائدة على الإطلاق. وسوف يبحر الوقود ببساطة إلى آسيا، وليس إلى أوروبا.

وأضاف ليونيد خزانوف: “وبناء على ذلك، ستزداد عمليات تكرير النفط الروسي في الهند والصين لتحويله إلى بنزين ووقود ديزل، من أجل تصديره لاحقا بما في ذلك إلى الاتحاد الأوروبي. وهذا يعني أن المستهلكين الأوروبيين سيضطرون إلى دفع المزيد مقابل هذه المنتجات. وسيبقى الغاز الطبيعي المسال في الهند والصين، في حين سيشتريه الاتحاد الأوروبي بأسعار باهظة من قطر ونيجيريا وغيرها”.

وقال بافيل ماريشيف: “أسطول الظل رواية كتبها طرفان، المصدر والمستورد. حيث أن المستهلكين وخاصة الأوروبيين لا يقل اهتمامهم باستدامة إمدادات الغاز الطبيعي المسال عن المصدرين الروس. وبالتالي، فإن العقوبات الإضافية لن تؤدي إلا إلى زيادة التكلفة النهائية”.

واعترف المحللون الغربيون أنه بات من الصعب السيطرة على الوضع، ولكن بالنسبة لسوق الطاقة العالمية يبدو أن هذه هي “القاعدة الجديدة”.

المصدر: “نوفوستي”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الغاز الطبیعی المسال الاتحاد الأوروبی أسطول الظل

إقرأ أيضاً:

أوابك: الدول العربية مرشحة للقيام بدور أكبر في منظومة الغاز الأوروبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) جمال اللوغاني إن الدول العربية مرشحة للقيام بدور أكبر في منظومة الغاز الأوروبية على المديين المتوسط والبعيد بفضل المشاريع الجديدة الجاري تنفيذها في كل من قطر والإمارات وسلطنة عمان وموريتانيا.
وقال اللوغاني - في تصريح له اليوم / الثلاثاء / بمناسبة إصدار المنظمة دراسة بعنوان (إمدادات الغاز في أوروبا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.. الفرص والدروس المستفادة) - أن الشركات الوطنية في الدول العربية نجحت في إبرام صفقات تعاقدية متوسطة وطويلة الأجل مع العديد من الشركات الأوروبية لبيع وشراء جزء من إنتاجها مستقبلا بإجمالي يفوق الـ15 مليون طن سنويا مستفيدة من التوجه الأوروبي نحو الغاز الطبيعي المسال.
وذكر أن المنطقة العربية كانت حاضرة في مشهد الغاز الأوروبي بعد اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية بفضل العلاقة الاستراتيجية التي تربطها بالدول الأوروبية وخطوط النقل الممتدة بينها وبين الجزائر وليبيا علاوة على الحصة السوقية التي تتمتع بها الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي المسال في السوق العالمي.
وبين أن عدد الاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمتها الشركات والدول الأوروبية مع نظيراتها العربية للتعاون في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال خلال الفترة من فبراير 2022 حتى سبتمبر الماضي بلغ نحو 32 اتفاقية تمت خلالها تغطية 12 سوقا أوروبيا مشيرا إلى أن تلك الاتفاقيات المبرمة ستسمح بتأمين حصة سوقية لها في السوق الأوروبي خلال المديين المتوسط والبعيد تضاف إلى حصتها الحالية بما يعزز من أهميتها كمورد موثوق ومستدام وطويل الأجل للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
وأفاد اللوغاني بأن الدراسة تناولت تحليل انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية على مزيج إمدادات الغاز في أوروبا لا سيما في سوق الاتحاد الأوروبي وكيف تمكنت أوروبا من تخطي أزمة نقص إمدادات الغاز الروسي والدروس المستفادة من هذه التجربة وانعكاساتها على الدول العربية.
وذكر أن روسيا أدت دورا محوريا في تلبية احتياجات السوق الأوروبي من الغاز لسنوات عديدة بيد أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت إلى فقدان روسيا دورها التاريخي كأكبر مصدر للغاز إلى أوروبا بعد أن كانت تلبي نحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز ولجوء أوروبا إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال كخيار يضمن لها تحقيق أمنها لناحية الطاقة ويجنبها الوقوع تحت تأثير أزمات مستقبلية بسبب الاعتماد على مصدر واحد في تلبية جزء كبير من احتياجاتها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المستفيد الأكبر من هذا "التحول التاريخي" وأصبحت المصدر الأكبر للغاز الطبيعي المسال إلى سوق الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أنه في حال انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية خلال الفترة المقبلة فمن غير المرجح أن تعود روسيا لمكانتها التاريخية كأكبر مصدر للغاز لدول الاتحاد الأوروبي أو أن تستحوذ على حصة سوقية ضخمة تمكنها من استغلال الغاز "كورقة ضغط" كما كان سابقا.
ورأى اللوغاني أنه من غير المحتمل أيضا أن يتم الاستغناء تماما عن الغاز الروسي وإخراجه من معادلة الغاز الأوروبية خصوصا في ظل استمرار اعتماد بعض الدول الأوروبية على الغاز الروسي التي لا تزال لا تملك الوصول إلى السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال.
ودعا اللوغاني إلى الاستفادة من نجاح التجربة الأوروبية في تخطي أزمة انقطاع إمدادات الغاز الروسي لما تتضمنها من دروس يمكن الاستفادة منها في حالة حدوث أزمات مماثلة في مناطق أخرى من بينها أهمية التضافر بين الدول لتحقيق المصلحة المشتركة والاستغلال المشترك للبنية التحتية للغاز لضمان مرونة منظومة إمدادات الغاز وتنسيق التخفيض الطوعي للاستهلاك لتجنب حدوث أزمات وضرورة تأمين مخزونات مرتفعة للغاز قبيل قدوم فصول ذروةالطلب.
وأكد أهمية استغلال الدول العربية الراغبة في الاستثمار بمشروعات تصدير الغاز والغاز الطبيعي المسال للفرصة الذهبية الراهنة في السوقين الأوروبية والعالمية في ظل الإيقاف الحالي الذي فرضته الولايات المتحدة على منح تراخيص لمشاريع الإسالة الجديدة لديها والذي قد ينتهي العمل به قبل نهاية 2024.
وأشار إلى ضرورة العمل على استمرار ضخ الاستثمارات في تطوير موارد الغاز الطبيعي باعتبارها الضمانة الرئيسية لتوفير الغاز بأسعار معقولة وتجنب حدوث أزمات طاقة والحيلولة دون اتخاذ إجراءات للتدخل المباشر للتحكم فيأساسيات السوق من عرض وطلب أو وضع سقف سعري على الأسعار في الأسواق التنافسية. 

مقالات مشابهة

  • نجم التنس الروسي: “كدت أن أفقد خصيتي”!
  • توقيع عقد لنقل الغاز الطبيعي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي
  • أوابك: الدول العربية مرشحة للقيام بدور أكبر في منظومة الغاز الأوروبية
  • ينتج 7.2 مليون طن سنويًا.. وزير البترول يستعرض إمكانيات مجمع المصرية للغاز الطبيعي المسال
  • بحث يزعم أن انبعاثات الميثان من استخراج الغاز تتفوق على الفحم
  • ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.. افتتاح قسم العلاج الطبيعي في المستشفى الإماراتي العائم
  • روسيا تؤمن إمدادات الغاز الطبيعي لصربيا
  • وزير البترول المصري: لن نستغني عن الغاز الطبيعي رغم خطط التحول
  • مصر تخفض هدف الطاقة المتجددة في 2040 وتركز على الغاز الطبيعي