يمانيون:
2025-04-24@13:27:41 GMT

الإعلام العربي المتصهين.. قناة “إم بي سي” مثالاً

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

الإعلام العربي المتصهين.. قناة “إم بي سي” مثالاً

يمانيون – متابعات
“إن يحيى السنوار كان الوجه الأخير للإرهابي مصاص الدماء وقاد العديد من الجرائم الوحشية وقد تخلص العالم من شره”.. ما قرأته الأن عزيزي المتصفح، لم يقله صهيوني، كنتنياهو، أو غالانت، أو هاليفي، أو بن غفير، أو سيموتريش، بل هو كلام جاء في سياق تقرير بثته قناة “إم بي سي” السعودية.

هذا الكلام المقزز، لا يمكن وصفه بالسقوط الأخلاقي فحسب، بل هو سقوط من القيم الإنسانية بشكل عام، فلا يمكن أن يصل شخص ما إلى هذا المستوى من الحقارة والنذالة والخسة، ويصف أشرف من في قومه ودينه من الرجال الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن مقدساته ودينه وأرضه وعرضه بالإرهابيين ومصاصي الدماء، حتى أن الكثير من مشاهدي تلك القناة، كانوا يعتقدون أن القناة تعرضت لقرصنة من قبل الكيان الصهيوني، الذي بث عبر شاشتها هذا التقرير، ولكن هذا الاعتقاد ما أسرع أن تبخر، بعد أن اتضح أن القناة هي المسؤولة عن التقرير.

ما لم تتوقعه الجهات الممولة والمسؤولة عن تلك القناة، هو أن يثير هذا التقرير المخزي، كل ردود الفعل الواسعة والمنددة، لأنها كانت تتصور، أن المقاومة انهارت وأن جمهورها رفع الراية البيضاء، بعد استشهاد بعض قادتها، إلا أن الأمر جاء على خلاف تصورها، خاصة بعد ردة الفعل العراقية الشجاعة، لذلك اضطرت إلى حذف التقرير، والإعلان عن فتح تحقيق مع الجهات التي تقف وراءه في القناة، في محاولة للتنصل من هذا العمل العار والمنحط.

الكثيرون أكدوا أن القنوات “الإسرائيلية” ومنها “القناة 14” المعروفة بتوجهاتها الصهيونية العنصرية المتطرفة، ما كانت لتبث هذا التقرير، الذي ينضح غباء لا يوصف، لأنه ينتقص من اعتبار تلك القنوات الصهيونية.. ولكن الذي غاب عن هؤلاء هو أن التقرير لا ينضح غباء فحسب، بل حقدا لا يوصف ضد أناس، لا يكنون أي عداء للجهة التي تقف وراء تلك القناة، الأمر الذي يكشف عن تواطؤ بين الجهات التي تقف وراء القناة وبين الصهاينة قتلة أطفال ونساء غزة. ان القناة قدمت خدمة مجانية، للكيان “الإسرائيلي”، دون أن تحصل على شيء في المقابل، سوى لعنة العرب والمسلمين، وخاصة المظلومين في غزة، الذين يتعرضون إلى إبادة جماعية، أثارت حفيظة شعوب العالم أجمع وفي مقدمتهم الشعب الأمريكي، الذي انتفضت جامعاته انتصاراً لأهل غزة، وتنديدا بجرائم الإرهابيين الحقيقيين، بايدن وبلينكن وأوستن ونتنياهو وغالانت وهاليفي.

اللافت في تقرير قناة “إم بي سي” السعودية، محاولتها وضع قتلة المسلمين، والمسيئين للدين الإسلامي الحنيف، من زعماء العصابات التكفيرية، في خانة واحدة مع أشرف الأناس، قادة محور المقاومة، الشهداء قاسم سليماني، والسيد حسن نصرالله، وأبو مهدي المهندس، وإسماعيل هنية، وعماد مغنية، وجهاد مغنية، وسمير القنطار، وفؤاد شكر، والسيد بدرالدين الحوثي، وصالح العاروري، ويحيى السنوار.. وهي محاولة كانت في قمة الغباء، فالإنسان العربي العادي، بات على دراية كاملة، بالفرق الشاسع بين قادة الإرهاب التكفيري، وبين قادة محور المقاومة، فقادة الإرهاب التكفيري، ليسوا سوى بيادق بيد الأميركي و”الإسرائيلي”، يستخدمه كلما أراد ضرب أمن واستقرار الدول والبلدان العربية والإسلامية، كما حصل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، خدمة لـ”إسرائيل”.

رغم أننا توقفنا قليلا أمام تقرير قناة “ام بي سي” الذي جاء تحت عنوان يلخص التوجه الصهيوني لهذه القناة، وهو :”ألفية الخلاص من الإرهابيين. الشخصيات التي روّعت العالم وسفكت الدماء”، إلا أن هذا التوجه ليس محصورا بهذه القناة التي كانت أول قناة عملت على نسف القيم والأخلاق العربية والإسلامية، و تفكيك عرى الأسرة العربية، عبر الإفلام والبرامج الداعرة، تحت يافطة الترفيه، فهناك قنوات عربية أخرى بالعشرات، أكثر صهيونية من الصهاينة، بل هناك قنوات عراقية تبث خارج العراق، وتستضيف فلول البعث الصدامي والطائفيين والحاقدين والدواعش، تحت يافطة حرية التعبير، بينما هم ليسوا إلا أبواق رخيصة للصهيونية ومشروعها التفكيكي للمجتمعات والدول العربية، بل أن هناك العشرات من الصحف والمواقع الإلكترونية، تشن حملات مسعورة ليل نار ضد كل شرفاء الأمة، بهدف نسف روح المقاومة، وبث روح الخذلان والإحباط والاستسلام والابتذال في الشباب العربي، فعلي سبيل المثال لا الحصر، فبالرغم من وقوع خبر استشهاد البطل يحيى السنوار، على الشعوب العربية والإسلامية والحرة في العالم، وقع الصاعقة، إلا أن صحيفة “عكاظ” السعودية، أبت إلا أن تسبح عكس التيار، فخرجت علينا، وعلى صفحتها الأولى، بعنوان في قمة الخسة، حيث كتبت وبالخط العريض “إسرائيل تلحق السنوار بهنية… حماس بلا رأس”!!

فرحة “عكاظ” باستشهاد البطل يحيى السنوار، لم تضاهيها فرحة سوى فرحة المجلة الأميركيّة “تايم” حيث نقلت خبر استشهاد السنوار باستخدام رسمة بورترية رقمية لوجه الشهيد السنوار، تُغطيها علامة «إكس» حمراء!

شيطنة الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين والعراقيين وكل من يتصدى للإرهاب الصهيوني، من قبل الإعلام العربي المتصهين، هو سقوط مهني وإعلامي وأخلاقي، يبزّ الأعلام الصهيونية.. إلا أن محاولات تخدير أو كسر إرادة الشعوب العربية، وخاصة حواضن محور المقاومة، قد باءت بالفشل، فمعركة “طوفان الأقصى” لم تكشف إجرام أميركا والغرب ووحشية الصهاينة فقط، للإنسان العربي والمسلم والحر في العالم، بل كشفت قبل ذلك عن الوجه القبيح للصهاينة العرب، الذين يتنافسون على تقديم فروض الطاعة و الولاء للثنائي الأميركي “الإسرائيلي”، رغم علمهم أن الهدف النهائي لهذا الثنائي هو “توسيع مساحة “إسرائيل” لتشمل بعض أجزاء من دولهم!!.

أخيرا نقول للصهاينة العرب، لقد صدعتم رؤوسنا بمقولة أنه “لا يمكننا أن نكون ففلسطينيين أكثر من الفلسطينيين”، ولكن كيف أصبحتم إذا “صهاينة أكثر من الصهاينة؟” اخزاكم الله في الدنيا قبل الاخرة.

* المادة نقلت حرفيا من موقع قناة العالم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

إعلانات الجزيرة الممولة.. نموذج للتأثير القسري على “يوتيوب”

محمد محسن الجوهري

أصبحت مشاهدة مقاطع “يوتيوب” تجربة مزعجة للكثيرين بسبب كثافة الإعلانات الممولة، لكن يبقى للمستخدم خيار حظر بعض الإعلانات أو الإبلاغ عنها إن لم يرغب في رؤيتها مجددًا. غير أن بعض الإعلانات، وعلى رأسها تلك الخاصة بمنصة الجزيرة 360، تبدو عصية على الحظر. فمهما حاولت تجاوزها، تبقى ماثلة أمامك بإصرار، لتطرح تساؤلات مشروعة حول آليات الانتشار والظهور التي تتحكم بها شركات التكنولوجيا العالمية.

هذا النموذج من الحضور الإعلامي القسري يكشف كثيرًا من الخفايا حول طبيعة التمويل الضخم لبعض المؤسسات الإعلامية، والدور الذي يلعبه المال في فرض خطاب معين على الجمهور، بغض النظر عن طبيعة هذا الخطاب أو صدقيته. فحين تتمكن مؤسسة إعلامية من احتلال صدارة التوصيات على المنصات العالمية، أو من فرض نفسها على شاشات المستخدمين دون خيار للرفض، فنحن أمام نموذج من الاستحواذ الإعلامي لا يقل خطرًا عن أشكال الاستبداد التقليدية.

وبالرجوع إلى قناة “الجزيرة” القطرية، نجد أن ما تملكه من أدوات ليس المحتوى بقدر ما هو المال السياسي الضخم الذي يُستخدم لتوجيه الرأي العام العربي والإقليمي. إذ لطالما اتُّهِمت القناة بلعب أدوار تتجاوز الإعلام إلى صناعة التأزيم، وتعزيز الانقسامات الداخلية بين مكونات المجتمعات العربية. ويكفي أن نراجع أرشيف تغطيتها للأحداث في سورية، أو العراق، أو ليبيا، لندرك كيف يمكن للإعلام الممول أن يُسهم في إذكاء النعرات الطائفية والعرقية، بل وحتى في تبرير الاقتتال الداخلي.

فعلى سبيل المثال، خلال السنوات الأولى للأزمة السورية، ركّزت تغطيات الجزيرة على تأجيج السرديات الطائفية، وسعت لتصوير الصراع وكأنه حرب بين مذهبين، بدلًا من عرضه كأزمة سياسية واجتماعية مركبة. وقد أشار كثير من الباحثين في الإعلام إلى خطورة هذا النوع من الخطاب، الذي يسهم في ترسيخ الكراهية بدلًا من فتح باب الفهم والحوار.

ولا يقتصر التأثير على الإعلانات وحدها، بل يمتد ليشمل نتائج البحث على محركات مثل “غوغل”، حيث تلعب الأموال دورًا جوهريًا في تحسين ترتيب الصفحات، وتمكين مؤسسات معينة من الظهور أولًا، حتى لو لم تكن الأكثر موضوعية أو مهنية. هذا التلاعب بخوارزميات الانتشار يُعد نوعًا من “الرقابة الناعمة”، حيث لا يُمنع المحتوى المنافس بشكل مباشر، بل يُدفن تحت سيل من المحتوى الممول والمهيمن.

إن خطورة هذا الوضع تكمن في أن التمويل الضخم لا يستخدم فقط لأغراض تجارية، بل بات يُستخدم كسلاح سياسي ناعم، يُعيد تشكيل وعي الجماهير، ويوجه النقاشات العامة نحو ما يخدم مصالح مموليه. وهذه الظاهرة باتت تستحق دراسة متعمقة من قبل خبراء الإعلام، وصانعي السياسات، للحفاظ على الحد الأدنى من التوازن والعدالة في الفضاء الرقمي.

إن التمويل الضخم لا يصنع فقط إعلامًا مهيمنًا، بل يصنع واقعًا إعلاميًا جديدًا تتحكم فيه القنوات الكبرى بالرأي العام، وتُحاصر الأصوات البديلة والمستقلة، في ظل تواطؤ خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وسياسات المنصات التجارية.

وحين يغيب التوازن، وتُفرض قناة ما على الجمهور رغمًا عنه، فإننا نكون أمام أزمة حرية إعلام حقيقية. فالمشكلة لا تكمن في وجود إعلام ممول، بل في غياب الحياد الرقمي، وضعف آليات حماية المستخدم من الإعلام القسري.

مقالات مشابهة

  • بدء المرحلة الثالثة من مشروع تدعيم القناة “ج1” بسهل الغاب
  • “تنظيم الإعلام” تبدأ رصد المخالفين لضوابط مزاولة المهنة
  • جريدة الثورة وموقع “نبض” للأخبار العربية يوقعان اتفاقية تعاون مشترك ‏
  • الإعلامية سونيا الزغول تنضم إلى قناة التغيير العراقية وتقدّم برنامج “لعبة النفوذ” للجمهور العربي
  • “تنظيم الإعلام” تؤكد إلزامية التسجيل المهني لممارسة العمل
  • إعلانات الجزيرة الممولة.. نموذج للتأثير القسري على “يوتيوب”
  • “البرلمان العربي” يثمن جهود الحكومة الليبية وصندوق التنمية في تنفيذ مشاريع إعمار شاملة
  • “نزع سلاح المقاومة”
  • “تجمع القبائل والعشائر” في غزة : نبارك الأعمال البطولية للمقاومة الفلسطينية
  • صفعة قوية لـ مذيع قناة الـ BBC بعد سؤال قيادي “حوثي”: لماذا ورطتم انفسكم والشعب اليمني في حرب مع أقوى جيوش العالم؟ (فيديو)