حمدان بن محمد يطلق منصة «Ignyte» الرقمية
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، المنصة الرقمية «Ignyte»، بهدف تمكين الجيل القادم من الشركات الناشئة ورواد الأعمال من النمو والتوسع على المستويين الإقليمي والدولي.
تهدف منصة «Ignyte» التي أوجدها وطورها مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي العالمي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، إلى أن تشكل ركيزة أساسية ومُساهماً رئيسياً ضمن استراتيجية دبي للاقتصاد الرقمي، وذلك عبر تمكين أكثر من 100.000 شركة ناشئة ورائد أعمال عام.
وكجزء من طموح دبي لأن تصبح مركزاً عالمياً لريادة الأعمال، تُتيح المنصة لرواد الأعمال الوصول إلى شبكة عالمية واسعة من المستثمرين والمُوجّهين والشركات الكبرى والجهات الحكومية، مما يخلق منظومة شاملة تعزز نمو الأعمال.
ولتحقيق أقصى استفادة للشركات الناشئة المنضمة إلى المنصة، تهدف «Ignyte» إلى توسيع نطاق خدماتها وعروضها بشكل كبير من خلال جذب 5.000 صندوق رأس مال استثماري ومستثمرين، و5.000 مُرشد وخبير مُعتمد، وأكثر من 500 شريك من الشركات والجهات الحكومية، بالإضافة إلى 5.000 ميزة حصرية، حيث ستساعد هذه الميزات الشركات الناشئة على توفير أكثر من 100 مليون دولار أميركي بشكل جماعي.
من جانبه، قال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي: «يمثل إطلاق منصة Ignyte خطوة مهمة في إطار تعزيز اقتصاد دبي الرقمي، وينسجم مع الركائز الأساسية لاستراتيجية مركز دبي المالي العالمي 2030، والتي تركز على تمكين الشركات من النمو بشكل أسرع من السوق من خلال التركيز على الابتكار. ولا شك في أنه بتوفير منصة عالمية للشركات الناشئة للتواصل والابتكار والنمو، فإن مركز دبي المالي العالمي يؤكد مجدداً التزامه بتعزيز مكانة دبي كمركز رائد لريادة الأعمال والابتكار والتقدم التكنولوجي».
وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عضو اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي في دبي: «يُواصل مركز دبي المالي العالمي تعزيز سمعة دبي مركزاً عالمياً في مجالات التكنولوجيا والابتكار، إذ تُعتبر (Ignyte) أحدث مبادرة تُظهر مدى التزامنا الراسخ بتفعيل مستهدفات استراتيجية دبي للاقتصاد الرقمي، والتي تهدف إلى مضاعفة مُساهمة الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2032. من خلال (Ignyte)، سنُمكّن الشركات الناشئة من الإسهام بشكل أكبر في اقتصادنا، وندعمهم للعب دور أكثر أهمية في مجتمع يَقوده التحول الرقمي».
تمكين الشركات الناشئة نحو تحقيق النمو العالمي
تهدف منصة «Ignyte» إلى تمكين الشركات الناشئة والمؤسسين في كل مرحلة من مراحل مسيرة نموهم، بدءاً من التطوير والتأسيس إلى تحقيق التوسع العالمي. وبإتاحة الوصول إلى المُوجّهين والمُرشدين وخُبراء القطاع الذين واجهوا تحديات مُماثلة، يُمكن لرواد الأعمال الحصول على إرشادات قيّمة تُساعدهم خلال مسيرتهم. ويُمكن للشركات الناشئة من خلال المنصة التواصل مع المستثمرين المحتملين، والمشاركة في فعاليات التواصل، والاستفادة من العروض الحصرية منخفضة التكلفة.
كما تسهم منصة «Ignyte» في سد الفجوة بين رواد الأعمال وأصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك الشركات والهيئات الحكومية، بما يخلق فرصاً للتعاون والابتكار.
سوق رقمي متنامٍ
تتميز «Ignyte» بسوق رقمي متنامٍ يقدم عروضاً متميزة وحزماً حصرية مُصممة خصيصاً للشركات الناشئة، تشمل أدوات الإنتاج، والرموز السحابية، وأنظمة إدارة علاقات العملاء، والخدمات المتخصصة. ومع خطط لتوسيع هذه العروض إلى 5.000 عرض عام، يوفر هذا السوق المدعوم بالذكاء الاصطناعي توصيات مخصصة، بما يساعد الشركات الناشئة على العثور على عروض غير متوفرة في أي مكان آخر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حمدان بن محمد دبي حمدان بن محمد بن راشد الإمارات مرکز دبی المالی العالمی للشرکات الناشئة الشرکات الناشئة من خلال
إقرأ أيضاً:
الهُوية الرقمية للأطفال والناشئة منصة «عين للطفل»
تستمد سياسات سلامة الأطفال شرعيتها من منهاج الحقوق التي تفرض أهمية حمايتهم وصون حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز بيئتهم بالثقافة الداعمة للمرتكزات الأصيلة، التي تقدِّم لهم نطاقا واسعا من المعرفة والتعلُّم، ولعل التطورات التقنية المتسارعة قد أحدثت نقلات نوعية بشأن تلك الحقوق وجعلت الدول تقدِّم الكثير من البرامج والمبادرات والخدمات التي تُسهم في سلامة الأطفال وحمايتهم.
لقد أتاح الانتشار الواسع للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الرقمية المفتوحة، إضافة إلى توفُّر الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال، فرصا واسعة للتواصل، والمشاركة والتعلُّم والنفاذ إلى المعلومات والبيانات وفتح آفاق متعددة للمعرفة، الأمر الذي وسَّع من فرص تعرُّضهم للمخاطر والتهديدات؛ فعلى الرغم من أهمية العالم الرقمي وارتباط الأطفال والناشئة به، وإمكاناته المتعددة للتعلُّم والتعليم والترفيه، إلاَّ أنه يمثِّل بابا مفتوحا من مخاطر التضليل والعنف والاستمالة والاستغلال وغير ذلك.
ولأن المجتمعات تُدرك أهمية التقنيات الرقمية الحديثة وقدرتها على فتح آفاق المعرفة والتعلُّم، ومدى ارتباط الأجيال الحديثة بتلك التقنيات (بدءا من جيل الألفية وجيل زد وحتى جيل ألفا)، الذين يولون أهمية كبرى للتقنيات الحديثة ويُدخلونها في يومياتهم ويعتمدون عليها في الكثير من إنجازاتهم العلمية والعملية بل وحتى الاجتماعية، فإنه لا يمكن الاستغناء عن التقنيات الحديثة ولا يمكن التراجع عن استخدامها وتطويرها والاعتماد عليها، لذلك وجب على الدول إعداد المحتوى الوطني الذي يقدِّم المعرفة والتعلُّم ضمن مجموعة من المحددات والضوابط الاجتماعية والأخلاقية التي تحمي الأطفال والناشئة وتصون حقوقهم.
إن نطاق حماية الأطفال والناشئة في ضوء التطورات التقنية لا تعني إدارة واحتواء الأنشطة غير القانونية التي تضر بهم وحسب، بل تنطلق من إيجاد بيئة رقمية صحيَّة من خلال توفير المحتوى الرقمي الآمن، الذي يضمن لهم تعلُّما وترفيها وتواصلا ضمن بيئة رقمية تحرص على ترسيخ القيم والآداب والثقافة المجتمعية من ناحية، وتغرس مفاهيم المعرفة القائمة على التفكير المرن وحُرية الرأي والتقييم والتحليل من ناحية أخرى، الأمر الذي يوفِّر مجالات خصبة للتعلُّم المرن القائم على الاستجابة والدعم والمساعدة الذاتية والوقاية من المخاطر.
لذا فإن توفير المحتوى الرقمي الآمن يُسهم في تحقيق التوازن بين حماية الأطفال والناشئة من مخاطر المحتوى المضلِّل، ويوفِّر فرصا لبناء مواطنين رقميين مسؤولين عما يقدمونه لاحقا من محتوى وما يسهمون به في بناء مجتمعهم. إن تنافس الدول وتسابقها من أجل تقديم المحتوى الرقمي لشعوبها وخاصة للأطفال والناشئة، ينطلق من تلك التحديات التي أصبحت تتزايد في ظل التطورات المتسارعة للتقنية والذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث شَهِد العالم إنشاء منصات رقمية لإنتاج المحتوى الرقمي وتقديمه بصور بصرية وسمعية تعتمد على التقنيات الحديثة وتستفيد من تطوراتها.
إن هذه المنصات تتيح للأطفال والناشئة اكتشاف هُويتهم الشخصية، ومهاراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم التواصلية في بيئة آمنة، توفِّر لهم فرص امتلاك مهارات خاصة ذات صلة بقضايا المجتمع وتطلعاته وأهدافه المستقبلية لتحقيق ما يُسمى بـ(الأمان الرقمي)، الذي يرسِّخ المفاهيم والقيم، ويمنح بيئة داعمة للتفكير والإبداع والابتكار وفق منظومة ترفيهية تفاعلية ذات أبعاد تعليمية واجتماعية وثقافية قادرة على جذب انتباههم وإمتاعهم في الوقت نفسه.
ومن تلك المنصَّات اللافتة المتخصصة للأطفال والناشئة منصة (عين للطفل)؛ التي تم تدشينها قبل أيام قليلة تزامنا مع افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 في نسخته التاسعة والعشرين، حيث قدَّمت وزارة الإعلام هذه المنصة ضمن (منصة عين) الإعلامية الثقافية، وقد تركَّزت المنصة على تقديم محتوى ثقافي قائم على التعليم والترفيه، الذي يؤمِّن للمستخدمين الصغار بيئة تعلُّم جاذبة من خلال برامج ثقافية واجتماعية ذات طابع مرن ومسلٍ.
إن منصة (عين للطفل) توفِّر المحتوى الثقافي الآمن، الذي يعبِّر عن الطفل العماني وتطلعاته وإمكانات ولوجه إلى عوالم من المعرفة والتعلُّم والإمتاع. إنها منصة تقوم على مفاهيم التربية الحديثة المعتمدة على بناء المواطن الإيجابي المرتبط بمجتمعه وحضارته الضاربة في القِدم والمتطلِّع إلى العالمية بانفتاحها وآفاقها الواسعة اعتمادًا على الإبداع والابتكار والتفكير الناقد، ولهذا سنجد أن المنصة لا تقوم على التعليم المباشر بقدر ما ترتكز على فكرة الإمتاع النافع.
إذ تحتوي المنصة على برامج وطنية وأخرى عربية وعالمية، تفتح أمام المستخدم الصغير آفاقا من التعلُّم والمعرفة والإمتاع بما يتناسب وتطلعاته وميوله؛ حيث نجد برامج ذات طابع محلي ثقافي منها برنامج (الأغاني الشعبية للأطفال) الذي يتصدر قائمة (الأكثر مشاهدة في سلطنة عُمان)، وبرنامج (أسماء من عُمان)، و(ثمرات النخيل)، و(رحلات وسام)، وسلسلة (حكايات قبل النوم)، وغيرها، وبرامج تربط الأطفال بتطلعاتهم الوطنية المستقبلية كما هو الحال في برنامج (فرقة 2040)، و(لوطني أنتمي)، إضافة إلى العديد من البرامج المحلية العلمية مثل (أستوديو ألفة)، والبرامج التي تنمي لديهم الفكر الاقتصادي كبرنامج (ريادة الأعمال للأطفال)، و(همام في عالم التجارة)، وغيرها الكثير.
كما توفِّر منصة (عين للطفل) محتوى عالميا متنوِّعا من خلال العديد من البرامج والمسلسلات الدرامية القائمة على الحكايات العالمية مثل (نساء صغيرات)، و(أبطال الكرة)، و(هايدي) وغيرها، وكذلك دراما المغامرات مثل مسلسل (ماركو باولو)، و(تنانين فلوري)، وبالإضافة إلى المسابقات والتسالي المتنوِّعة القائمة على مستويات التعلُّم المتقدمة (التحليل والتقويم والبحث)، فإن المنصَّة تقدِّم لمستخدميها الصغار ممن يبدعون في صناعة المحتوى مساحة لتقديم محتواهم الإبداعي، فيعرِّفون بهذا المحتوى ويحظون ببيئة رقمية آمنة تحفظ حقوقهم وتدعم مواهبهم من ناحية، ويسهمون في توفير محتوى ثقافي وطني للأطفال من ناحية أخرى.
إن منصة (عين للطفل) فضاءً تقني آمن للأطفال والناشئة بما تقدمه من برامج تتناسب مع مفاهيم التنشئة الرقمية الحديثة، التي تعتمد على التربية في بيئة إلكترونية آمنة قادرة على منحهم ما يحتاجونه من آفاق معرفية وتواصلية، وضمان تنمية مهاراتهم وتطبيقها في نطاق اجتماعي وثقافي آمن، إضافة إلى حماية هُويتهم الرقمية من المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها في الفضاءات الرقمية الشاسعة؛ حيث تتيح لهم التسجيل واختيار الهُوية الرقمية المناسبة، وتوفِر لهم إمكانات البحث والتحميل المباشر للبرامج وغير ذلك.
لذا فإن هذه المنصة توفِّر بيئة رقمية ثقافية، ذات محتوى يعتمد على التوازن بين البصري والسمعي، التعليمي والترفيهي، لما توفِّره من برامج ومواد وكُتب سمعية ومسابقات وتسلية تعزِّز الهُوية الرقمية للأطفال والناشئة وتدعم تطلعاتهم المستقبلية، وهي في ذلك تعتمد على هُوية بصرية لافتة من حيث التصميم والألوان المستخدمة وتصنيف المحتوى والإخراج الفني، بما يجذب انتباه مستخدميها الصغار.
وعلى أهمية منصة (عين للطفل)، فإنها تحتاج إلى تكثيف الإعلان عنها وتسويقها عبر وسائل الإعلام ، وكذلك عبر المنصات والمواقع المتعددة، بما يُسهم في وصولها إلى الأطفال والناشئة ليس في عُمان وحسب بل للعالم العربي لتكون إضافة مهمة في التربية الرقمية للأجيال العربية، إضافة إلى أهمية زيادة المواد والبرامج والكتب السمعية والاستفادة من الكتابات العمانية في أدب الطفل في إنتاج تلك القصص والروايات وتحويلها إلى أفلام أو مسلسلات أو برامج تثري الفضاء المعرفي للأطفال والناشئة.
إن تدشين منصة متخصصة للأطفال يقدِّم إثراء للفضاء الرقمي الخاص بالأطفال والذي يتطلَّع إلى المزيد من الاهتمام والدعم، لما له من خصوصية في ظل الانفتاح المتسارع للعالم الإلكتروني وارتباط هذه الأجيال بالتقنية وتأسيس هُويتهم الرقمية منذ نعومة أظفارهم، لذا فإن منصة (عين للطفل) تُعد عتبة مهمة وأساسية في التربية الحديثة وفاتحة للعديد من المنصات الثقافية التي تُسهم في تنشئة مواطني المستقبل على القيم والأخلاق والمبادئ من ناحية والانفتاح المتوازن والتطلُع نحو المستقبل المشرق من ناحية أخرى.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة