جريدة الوطن:
2025-04-27@03:18:00 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

بوتين: زيارة مثمرة

 

 

بشكل عام، تُقيم زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى أي دولة مهما كان حجمها من قبل دوائر صناعة القرار العالمي بأنها: ذات قيمة استراتيجية قبل أن تكون إضافة معنوية ومادية.
والسبب، أن مخرجات زيارات سموه ذات مردود إيجابي سواءً على مستوى الدولتين الإمارات والدولة التي يزورها، وهذا هو العرف الدبلوماسي في العلاقات الدولية، أو كذلك على مستوى العالم.

لهذا فإن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي يقوم بها لروسيا حالياً وذلك رداً على سؤال الأستاذ نديم قطيش مدير عام قناة سكاي نيوز عربية حول تقيمه لزيارة سموه لروسيا بأنها: زيارة مثمرة.
وبالتأكيد أن الزيارة ستكون لشمل كل الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها من مجالات التعاون الثنائي وكذلك الاهتمامات الدولية لأن هذا هو نهج دولة الإمارات من خلال فكرة الشراكات الاستراتيجية.
ومن باب التأكيد لما نقوله، فأغلبنا يتذكر قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية، نيودلهي، في سبتمبر من عام 2023 عندما تفاجأ العالم بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يردد كلمة شكراً “ثلاث مرات” صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” أمام الجمع العالمي. حيث كان قد بادر سموه بفكرة أو مبادرة عالمية محتواها التعاون بين الشرق الجغرافي بالغرب الجغرافي مرور بمنطقة الشرق الأوسط وذلك بهدف تغيير قواعد السلوك المدمر للمنطقة لتكون الشركة الاقتصادية هي أساس هذه القواعد لمساعدة على الدول خلق أسس للتقارب بين بعضها من خلال”الربط الاقتصادي”.
مثل هاتين الإشادتين اللتين جاءتا من أكبر دولتين في العالم وبينهما صراع عسكري وتنافس جيوستراتيجي لأكثر من عامين، ممكن أن تسمعها من العديد من قادة العالم، ولكن المهم فيما ذكرتهما أن الاثنين “أمريكا وروسيا” يتفقان على أهمية حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأي محفل أو زيارة الأمر الذي يشير إلى المهارة الدبلوماسية التي وصلتها دولة الإمارات في التوازن في العلاقات الدولية. وبالتالي علينا كمراقبين لهذه الزيارة ألا نتفاجأ كثيراً أو نستغرب عندما نجد مبادرة إماراتية خلال هذه القمة تحمل رسالة لاستقرار العالم وتحقيق السلام لأن هذا همه الرئيس لكل جولاته العالمية.
وإذا كان نجاح الوساطة الإماراتية التاسعة خلال عام 2024 فقط لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يوم السبت الماضي وشملت (190) أسيراً مناصفة؛ تعطي أملاً للرأي العالم العالمي فيما يمر فيه من انتظار وترقب وما يعيشه من حالة عدم الاتزان النفسي والسياسي خاصة وأن الرئيس الروسي أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة بأن بلاده منفتحة على الوساطة لإيجاد حل سلمي في هذه الحرب فإن علينا أن ندرك أن هذه الوساطات تعكس التزام دولة الإمارات بإيجاد حل سلمي وإجراء الحوار لحل هذه الأزمة والأزمات الأخرى في العالم منها ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من صراع إسرائيلي إيراني.
كثيرة هي المحاولات الدبلوماسية التي نجحت الإمارات في إيجاد حلول سلمية لقضايا اتسمت بالتعقيد وما زلنا نتذكر الوساطة التي أنهت الحرب بين إثيوبيا وأريتيريا والتي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً. فكل النجاحات هي نتيجة لحالة الثقة والمصداقية التي جعلت الإمارات في مكان مختلف عما هو معروف بها في العديد من دول العالم.
في نظري أن أحد الأسباب لتلك المكانة التي حققتها الإمارات أن مسعاها الأساسي خدمة الإنسان أو مواطن كل دولة فيشعر مواطن تلك الدولة التي يزورها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكأنه هو زعيمه لأن سموه يلامس الحاجات الإنسانية. أضف إلى ذلك أن العلاقة التي تربط القيادة السياسية الإماراتية مع باقي قيادات العالم تتسم بالأخوية أو ما يعرف في العلاقات الدولية بالشخصية وهذه النوعية من العلاقات كثيراً ما تساعد في فهم مقاصد ومنطلقات الدولة تجاه كل قضية وخلقت نوعاً من فهم حالة التوازن الدبلوماسي لدولة الإمارات.
لقد أدركت دولة الإمارات مبكراً تغيرين في العلاقات الدولية.
التغير الأول: إعادة تشكيل المنطقة وهي منطقة مهمة في الاستراتيجية الدولية ومنطقة صراع بين القوى الإقليمية والدولية وأن ملفاتها تتسم بالتعقيد وعدم الاستقرار.
التغير الثاني: التنافس على النفوذ الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال الحرب الروسية الأوكرانية ما يتطلب سياسية خارجية متزنة أو المتوازنة مع الجميع مع ثبات على موقفها ومبادئها الواضحة في القضايا الدولية والإقليمية.
وساعدها ذلك الفهم لأن تخلق لنفسها وضعا استراتيجيا في العالم يحترمه السياسيون وتقدره الشعوب منطلق هذا الوضع مساعدة الجميع في العيش بسلام من خلال المبادرات والاستمرار في التأثير الإيجابي على القضايا الإنسانية فصارت من الدول القليلة التي تتمتع بثقة المجتمع الدولي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشیخ محمد بن زاید آل نهیان فی العلاقات الدولیة دولة الإمارات صاحب السمو من خلال

إقرأ أيضاً:

علاج جديد للوكيميا بنسبة شفاء 96% خلال مؤتمر الإمارات لأورام وأمراض الدم

أبوظبي - وام
انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات مؤتمر الإمارات السابع لأمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمشاركة أكثر من 700 متخصص من الأطباء والباحثين والعاملين في القطاع الطبي من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
يشكل المؤتمر الذي يستمر يومين منصة رائدة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجالات تشخيص وعلاج سرطانات الأطفال واضطرابات الدم تماشياً مع التقدم المتسارع الذي تحققه دولة الإمارات في التخصصات الدقيقة لطب الأطفال.
يركز المؤتمر على مسارين رئيسيين هما أمراض الدم والأورام إضافة إلى طب الأطفال العام ويتناول أحدث الممارسات السريرية والتطورات البحثية والعلاجات الناشئة في هذا المجال.
يهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي بالكشف المبكر عن سرطانات الأطفال وتقديم الدعم الإرشادي للأطباء بشأن تحويل الحالات إلى المتخصصين في الوقت المناسب.
يشارك في المؤتمر مختصون من 22 دولة من بينها المملكة العربية السعودية، العراق، قطر، سوريا، سلطنة عمان، الولايات المتحدة الأمريكية، الهند، إسبانيا، وأوغندا ويتضمن برنامجه العلمي ثماني جلسات رئيسية تُعرض خلالها 60 ندوة متخصصة بمشاركة 87 متحدثاً إضافة إلى عرض 40 ملصقًا بحثيًا محكّماً من 13 دولة ما يعزز من مكانة المؤتمر منصة تعليمية وعلمية بارزة.
استعرض المشاركون في اليوم الأول موضوعات مهمة مثل دور الوراثة في الإصابة بالأورام وأمراض الدم وسرطانات الدم الحادة وأورام الدماغ ومرض 'النيوروبلاستوما' النادر و'الأنيميا المنجلية' وجرى عرض أحدث بروتوكولات العلاج لمرض اللوكيميا الحادة والتي تشمل دواءً جديدًا يرفع نسبة الشفاء إلى 96.
وناقش الخبراء استراتيجيات متقدمة في التخطيط الجراحي لعلاج الأورام المعقدة لدى الأطفال.
وأكد الدكتور زين العابدين كاندي رئيس المؤتمر رئيس اللجنة المنظمة والعلمية واستشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظام لدى الأطفال في مدينة برجيل الطبية في تصريحات لـ'وام' الحاجة الملحة إلى نشر الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة التي تتناول أنماط الأورام الخبيثة ونتائج علاج سرطان الأطفال في دولة الإمارات بما يعزز من فرص التشخيص المبكر والعلاج الفعال.
وأشار إلى دراسة حديثة أجراها الفريق الطبي لأورام الأطفال في معهد برجيل للأورام في أبوظبي والتي أظهرت أن دولة الإمارات تتبع البروتوكولات والمعايير العالمية المعتمدة في تشخيص وعلاج سرطان الأطفال وتتميز بسرعة توفير الأدوية الحديثة فور اعتمادها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وهو ما يعكس تفوق الدولة وريادتها في مجال رعاية الأطفال المصابين بالسرطان.
من جهتها أكدت الدكتورة ليلى علي عيسى محمد الريامي الرئيسة المشاركة للمؤتمر استشارية أمراض الدم والأورام في مستشفى توام أن المشاورات التي أجريت والشراكات التي أُبرمت على هامش اليوم الاول للمؤتمر ستُسهم بشكل مباشر في تحسين المعايير السريرية وتوسيع نطاق الوصول إلى العلاجات المنقذة للحياة في المنطقة.
يشارك في المؤتمر أبرز مستشفيات علاج السرطان العالمية بما في ذلك مستشفى الأطفال في فيلادلفيا ومستشفى جامعة شيكاغو ومستشفى سينسيناتي للأطفال ومستشفى بوسطن للأطفال من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المستشفيات العالمية المتخصصة ما يعزز مكانة المؤتمر منصة محورية لتطوير رعاية الأطفال المصابين بالسرطان على مستوى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • التعليم في السودان.. تداعيات كارثية للنزاع ودعم إماراتي متواصل
  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • علاج جديد للوكيميا بنسبة شفاء 96% خلال مؤتمر الإمارات لأورام وأمراض الدم
  • محمد بن راشد: انطلاقنا نحو المستقبل مرتكز على إرث حضاري غني
  • الإمارات ومالطا تناقشان دفع الشراكة الثنائية في قطاعات الاستثمار والاقتصاد الرقمي والزراعة
  • الإمارات ومالطا تعقدان الدورة الأولى لاجتماعات اللجنة المشتركة
  • لطيفة بنت محمد : جناح الإمارات في إكسبو 2025 فرصة لتعريف العالم بقصة نجاحنا
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل مشاركته في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط 2025
  • حلقة نقاشية لـ«تريندز» تؤكد أهمية مراكز الفكر في تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية
  • Visa : زيادة ملحوظة في حركة السفر إلى الإمارات خلال رمضان 2025