جريدة الوطن:
2024-10-22@23:32:29 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

بوتين: زيارة مثمرة

بوتين: زيارة مثمرة

 

 

بشكل عام، تُقيم زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى أي دولة مهما كان حجمها من قبل دوائر صناعة القرار العالمي بأنها: ذات قيمة استراتيجية قبل أن تكون إضافة معنوية ومادية.
والسبب، أن مخرجات زيارات سموه ذات مردود إيجابي سواءً على مستوى الدولتين الإمارات والدولة التي يزورها، وهذا هو العرف الدبلوماسي في العلاقات الدولية، أو كذلك على مستوى العالم.

لهذا فإن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي يقوم بها لروسيا حالياً وذلك رداً على سؤال الأستاذ نديم قطيش مدير عام قناة سكاي نيوز عربية حول تقيمه لزيارة سموه لروسيا بأنها: زيارة مثمرة.
وبالتأكيد أن الزيارة ستكون لشمل كل الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها من مجالات التعاون الثنائي وكذلك الاهتمامات الدولية لأن هذا هو نهج دولة الإمارات من خلال فكرة الشراكات الاستراتيجية.
ومن باب التأكيد لما نقوله، فأغلبنا يتذكر قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية، نيودلهي، في سبتمبر من عام 2023 عندما تفاجأ العالم بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يردد كلمة شكراً “ثلاث مرات” صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” أمام الجمع العالمي. حيث كان قد بادر سموه بفكرة أو مبادرة عالمية محتواها التعاون بين الشرق الجغرافي بالغرب الجغرافي مرور بمنطقة الشرق الأوسط وذلك بهدف تغيير قواعد السلوك المدمر للمنطقة لتكون الشركة الاقتصادية هي أساس هذه القواعد لمساعدة على الدول خلق أسس للتقارب بين بعضها من خلال”الربط الاقتصادي”.
مثل هاتين الإشادتين اللتين جاءتا من أكبر دولتين في العالم وبينهما صراع عسكري وتنافس جيوستراتيجي لأكثر من عامين، ممكن أن تسمعها من العديد من قادة العالم، ولكن المهم فيما ذكرتهما أن الاثنين “أمريكا وروسيا” يتفقان على أهمية حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأي محفل أو زيارة الأمر الذي يشير إلى المهارة الدبلوماسية التي وصلتها دولة الإمارات في التوازن في العلاقات الدولية. وبالتالي علينا كمراقبين لهذه الزيارة ألا نتفاجأ كثيراً أو نستغرب عندما نجد مبادرة إماراتية خلال هذه القمة تحمل رسالة لاستقرار العالم وتحقيق السلام لأن هذا همه الرئيس لكل جولاته العالمية.
وإذا كان نجاح الوساطة الإماراتية التاسعة خلال عام 2024 فقط لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يوم السبت الماضي وشملت (190) أسيراً مناصفة؛ تعطي أملاً للرأي العالم العالمي فيما يمر فيه من انتظار وترقب وما يعيشه من حالة عدم الاتزان النفسي والسياسي خاصة وأن الرئيس الروسي أشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة بأن بلاده منفتحة على الوساطة لإيجاد حل سلمي في هذه الحرب فإن علينا أن ندرك أن هذه الوساطات تعكس التزام دولة الإمارات بإيجاد حل سلمي وإجراء الحوار لحل هذه الأزمة والأزمات الأخرى في العالم منها ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من صراع إسرائيلي إيراني.
كثيرة هي المحاولات الدبلوماسية التي نجحت الإمارات في إيجاد حلول سلمية لقضايا اتسمت بالتعقيد وما زلنا نتذكر الوساطة التي أنهت الحرب بين إثيوبيا وأريتيريا والتي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً. فكل النجاحات هي نتيجة لحالة الثقة والمصداقية التي جعلت الإمارات في مكان مختلف عما هو معروف بها في العديد من دول العالم.
في نظري أن أحد الأسباب لتلك المكانة التي حققتها الإمارات أن مسعاها الأساسي خدمة الإنسان أو مواطن كل دولة فيشعر مواطن تلك الدولة التي يزورها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكأنه هو زعيمه لأن سموه يلامس الحاجات الإنسانية. أضف إلى ذلك أن العلاقة التي تربط القيادة السياسية الإماراتية مع باقي قيادات العالم تتسم بالأخوية أو ما يعرف في العلاقات الدولية بالشخصية وهذه النوعية من العلاقات كثيراً ما تساعد في فهم مقاصد ومنطلقات الدولة تجاه كل قضية وخلقت نوعاً من فهم حالة التوازن الدبلوماسي لدولة الإمارات.
لقد أدركت دولة الإمارات مبكراً تغيرين في العلاقات الدولية.
التغير الأول: إعادة تشكيل المنطقة وهي منطقة مهمة في الاستراتيجية الدولية ومنطقة صراع بين القوى الإقليمية والدولية وأن ملفاتها تتسم بالتعقيد وعدم الاستقرار.
التغير الثاني: التنافس على النفوذ الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا من خلال الحرب الروسية الأوكرانية ما يتطلب سياسية خارجية متزنة أو المتوازنة مع الجميع مع ثبات على موقفها ومبادئها الواضحة في القضايا الدولية والإقليمية.
وساعدها ذلك الفهم لأن تخلق لنفسها وضعا استراتيجيا في العالم يحترمه السياسيون وتقدره الشعوب منطلق هذا الوضع مساعدة الجميع في العيش بسلام من خلال المبادرات والاستمرار في التأثير الإيجابي على القضايا الإنسانية فصارت من الدول القليلة التي تتمتع بثقة المجتمع الدولي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشیخ محمد بن زاید آل نهیان فی العلاقات الدولیة دولة الإمارات صاحب السمو من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد الحسيني: الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية لتعزيز الرخاء الاقتصادي العالمي

تشارك دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية، في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تنطلق اليوم الإثنين في العاصمة الأمريكية واشنطن وتستمر حتى 26 أكتوبر(تشرين الأول) 2024.

ويترأس محمد بن هادي الحسيني، وزير الدولة للشؤون المالية، وفد الدولة المشارك في الاجتماعات، والذي يضم كلاً من إبراهيم الزعابي، مساعد محافظ المصرف المركزي لقطاع السياسة النقدية، و أحمد القمزي، مساعد محافظ المصرف المركزي لقطاع الرقابة على البنوك والتأمين، وعلي عبد الله شرفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة، وحمد عيسى الزعابي، مدير مكتب وزير دولة للشؤون المالية، وثريا حامد الهاشمي، مدير إدارة العلاقات والمنظمات المالية الدولية في الوزارة، وعدد من المختصين من وزارة المالية ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وقال محمد بن هادي الحسيني: "إن مشاركتنا في هذه الاجتماعات تتيح لنا فرصة مهمة لتعزيز أطر التعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين، والمشاركة في تشكيل السياسات الاقتصادية الدولية التي تؤثر بشكل مباشر على منطقتنا العربية، وتعتبر عضويتنا في اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والعالمي، حيث نسعى من خلال ذلك إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل في دول المنطقة، وتعزيز الاستقرار المالي والنقدي”.
وأضاف: "نعمل جاهدين لدعم الدول النامية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، ونحرص من خلال اجتماعات لجنة التنمية الوزارية المشتركة لمجلسي المحافظين، على دعم مسارات التنمية الاقتصادية في الدول ذات الدخل المنخفض، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ومن خلال هذه المشاركة تؤكد دولة الإمارات التزامها بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الرخاء الاقتصادي العالمي، ومعالجة التحديات المتعلقة بالقضاء على الفقر وبناء القدرات المالية للدول الناشئة".
وتهدف هذه الاجتماعات لمناقشة عدد من القضايا العالمية الملحة في مجالات الاقتصاد والتنمية، بحضور نخبة من قادة الاقتصاد الدولي، منهم محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية والتنمية وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وتتناول الاجتماعات السنوية عدداً من المواضيع مثل التوقعات الاقتصادية العالمية، والقضاء على الفقر، والتنمية الاقتصادية، والمساعدات الدولية، إضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه النظام المالي العالمي.
كما ستشهد الاجتماعات انعقاد اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ولجنة التنمية التابعة للبنك الدولي، اللتين تسهمان في رسم السياسات المالية والاقتصادية الدولية على ضوء التحولات الاقتصادية العالمية.
وعلى هامش الاجتماعات، تنظم وزارة المالية بالتعاون مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي وسفارة دولة الإمارات في واشنطن، حفل استقبال البنوك الإماراتية، والذي يعد فرصة للتفاعل مع الوفود المشاركة وكبار المسؤولين من المؤسسات المالية والبنوك العالمية، حيث يعزز هذا الحدث العلاقات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات، ويبرز الدور الريادي للقطاع المالي الإماراتي على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ العلاقات الدولية: «بريكس» يضم 6 من أكبر 10 دول منتجة للنفط
  • بوتين يلتقي بـ 3 رؤساء من أعضاء مجموعة «بريكس»
  • بوتين خلال لقائه شي: التحالف الروسي مع الصين نموذج للعالم
  • العلاقات الإماراتية الروسية.. نموذج للشراكة الدولية
  • صقر غباش يؤكد متانة العلاقات الإماراتية الإيطالية
  • رئيس الدولة: الإمارات حريصة على بناء شراكات فاعلة مع مختلف دول العالم
  • محمد الحسيني: الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية لتعزيز الرخاء الاقتصادي العالمي
  • وفد اقتصادي كوري يبحث التعاون الاقتصادي المشترك في رأس الخيمة
  • رئيس الإمارات يصل إلى موسكو في زيارة رسمية