بعد صناديق الاقتراع.. واشنطن للأحزاب الكردية: شكلوا الحكومة بسرعة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
22 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تستمر القوى السياسية في إقليم كردستان العراق في مواجهة استحقاق تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الأخيرة التي شهدت تصاعدًا في التوترات السياسية بين الأطراف المتنافسة، خاصة بين الحزبين الرئيسيين: الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني.
وعلى الرغم من الخصومات بين الحزبين، يرجح الكثيرون أن التحالف التقليدي بينهما سيعاد تشكيله، في محاولة لضمان استقرار الحكم في الإقليم.
الدور الأمريكي في هذه العملية ليس خفيًا؛ إذ أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية نصائح واضحة للأطراف السياسية في الإقليم بضرورة الانخراط في حوار سريع ومستدام بهدف تشكيل حكومة تمثيلية ومستقرة دون أي تأخير.
هذا التدخل يعكس اهتمام واشنطن الكبير باستقرار المنطقة، لا سيما في ظل الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، حيث تسعى إلى الحفاظ على توازن سياسي يخدم مصالحها الاستراتيجية.
من وجهة نظر تحليلية، يبدو أن الولايات المتحدة ترى في أي تأخير بتشكيل الحكومة تهديدًا لاستقرار الإقليم الذي يعتبر نقطة ارتكاز لسياساتها في العراق والمنطقة. فالتحديات التي تواجه إقليم كردستان لا تقتصر على الخلافات الداخلية فحسب، بل تتعدى ذلك إلى تأثيرات إقليمية ودولية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان وجود حكومة قوية ومستقرة قادرة على التعاون مع بغداد والمجتمع الدولي في القضايا الأمنية والاقتصادية.
من جانبه، أكد القيادي في الاتحاد الوطني، غياث سورجي، أن حزبه يسعى في هذه المرحلة إلى مشاركة حقيقية في الحكومة المقبلة، مع التشديد على ضرورة حصول الاتحاد على أحد المنصبين الرئيسيين، إما رئاسة الحكومة أو رئاسة الإقليم.
هذا التصعيد من قبل الاتحاد الوطني يأتي في ظل تحقيقه تقدمًا في الانتخابات الأخيرة، حيث حصل على 24 مقعدًا، ما يمنحه قوة تفاوضية أكبر مقارنة بالدورات السابقة.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول ما إذا كان بإمكان الحزبين التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
ومن جهة، يصر الاتحاد الوطني على مشاركة أوسع في صنع القرار، بعد أن شعر بالتهميش في الفترة الماضية. ومن جهة أخرى، يواصل الحزب الديمقراطي التمسك بمواقعه التقليدية في الحكومة، حيث كان يسيطر على العديد من مفاصل الحكم في الإقليم.
وتحليلًا لسيناريوهات المستقبل، من الممكن أن نرى مفاوضات طويلة ومعقدة بين الحزبين، حيث سيحاول كل منهما تعزيز موقفه والاستفادة من الضغوط الدولية، خاصة النصائح الأمريكية، التي قد تكون عاملًا حاسمًا في دفع الطرفين للتوصل إلى حل وسط. وفي حال تأخر تشكيل الحكومة، قد نشهد تصعيدًا أكبر في التوترات السياسية، مما قد يؤدي إلى تدخلات دولية أوسع، ليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن من دول إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران، التي تراقب عن كثب ما يحدث في كردستان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الاتحاد الوطنی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: الاتفاق مع واشنطن لتجنب الرسوم الجمركية يتطلب جهودًا كبيرة
أعلن المفوض الأوروبي للاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، أن هناك "عملاً كبيرًا أمامنا" يجب القيام به من أجل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يهدف إلى تجنب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد دومبروفسكيس أن التوصل إلى معايير واضحة لمنع فرض هذه الرسوم يتطلب مزيدًا من الجهود على الجانب الأوروبي.
وقال المسؤول الأوروبي خلال مؤتمر صحفي في واشنطن، بعد أسبوع من الاجتماعات في العاصمة الأمريكية: "ثمّة عمل كثير أمامنا للتوصل إلى معايير ملموسة من أجل تجنّب فرض رسوم جمركية".
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للحد من التصعيد التجاري الذي بدأته إدارة ترامب بعد عودتها إلى البيت الأبيض، حيث اتهم الرئيس الأمريكي في وقت سابق الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بـ"سرقة" الاقتصاد الأمريكي.
من جهتها، فرضت واشنطن رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على العديد من المنتجات الأوروبية التي تدخل السوق الأمريكي، وهي خطوة هددت إدارة ترامب بزيادتها إلى 20% في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري.
وتابع دومبروفسكيس قائلاً إن الكتلة الأوروبية تأمل في تجنب المزيد من التصعيد التجاري، خاصة أن هذه الإجراءات تضر بالاقتصاد العالمي بشكل عام.
وخلال الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي اختتمت في واشنطن، كانت هذه الاجتماعات فرصة للاتحاد الأوروبي لتوضيح موقفه أمام المسؤولين الأمريكيين بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق سريع.
وقد عقد دومبروفسكيس لقاء مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، حيث شدد خلاله على رغبة الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى اتفاق يجنّب العالم تبعات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.