الأزهر للفتوى: الحروف المتقطعة فى القرآن الكريم من علم الغيب
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قال الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإيمان بالغيب يُعد ركيزة أساسية في الدين الإسلامي، مؤكدا أن القرآن الكريم جاء ليوضح معاني الإيمان ويبين أهميته في حياة المسلم.
. الإفتاء توضح
وقال مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريح له: "وجاء بعد فاتحة الكتاب مباشرة: (بسم الله الرحمن الرحيم. الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)".
وأضاف: "ببساطة شديدة، أولاً نريد أن نعرف ما هو الغيب، لكن بعد أن نعرف ما هو الإيمان، حتى يستوعب الناس هذا الأمر بسهولة، الإيمان هو مطلق التصديق، يعني ماذا؟ يعني عندما أقول: آمنت بكذا، فإنني أؤمن بالله سبحانه وتعالى، أي أصدق بوجوده وفعاله ومشيئته وصفاته".
وأوضح الحديدي أن الغيب هو ما غاب عن الإنسان، أي ما لا يُعرف من علمي أو من علمك، وما ليس في دائرة معارف الإنسان، وما لا يستطيع الإنسان الاطلاع عليه، مستشهداً بقوله تعالى: "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً.
وأشار إلى أن الغيب قضية في غاية الأهمية، والإيمان بالغيب أمر في غاية الأهمية، لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ به كلامه في كتابه، وما دام أن هذه آية جاءت في أوائل كتاب الله، فقد يُبنى عليها الإيمان والتصديق بكل آية جاءت بعدها في كتاب الله".
وأكد الحديدي أن "الم" (الحروف المقطعة) هي حروف معجزة جاءت على سبيل الإعجاز في كتاب الله سبحانه وتعالى، حيث تأتي بعدها مباشرة: "ذلك الكتاب لا ريب فيه"، إذ ينفي الله سبحانه وتعالى كل ريب أو شك عن كتابه وكلامه.
وذكر الحديدي أن القرآن يربط بين المتقين والإيمان بالغيب، إذ لا بد أن يكون المؤمن متقياً، ويجب أن يكون لديه إيمان بالغيب. وقال: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين"، مما يعني أن الكتاب هو هدىً للمتقين، وأن الفئة التي تستفيد من هذه الهداية هم المتقون.
وأوضح الحديدي أن أول وصف للمُتقين هو أنهم يؤمنون بالغيب، مضيفًا: "حتى نستفيد من آيات كلام الله سبحانه وتعالى أو من آيات كتاب الله، لابد أن نتسم بتقوى الله سبحانه وتعالى، وعلاماتها الإيمان بالغيب والتصديق بكل خبر جاء عن الله أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأكد الحديدي أن "التصديق له درجات ومراتب، ومن المهم أن يسعى المسلم لرفع درجات إيمانه"، مشددًا على أن الإيمان بالغيب هو خطوة أولى نحو التقرب إلى الله وفهم تعاليم دينه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإيمان بالغيب القران الكريم الأزهر الغيب الله سبحانه وتعالى الحدیدی أن کتاب الله
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يكثف نشاطه التوعوي ويواصل رحلته نحو عالم التلاوة والقراءات
يواصل الجامع الأزهر برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، جهوده الدعوية والتوعوية عبر تنظيم سلسلة يومية من الملتقيات العلمية والفكرية خلال شهر رمضان المبارك، حيث شهد الجامع الأزهر في اليوم الثالث عشر من رمضان، عددًا من الفعاليات التي تناولت قضايا مهمة، مثل "فضل النعم وكيفية شكرها" و"اختيار الصحبة الصالحة" و"دور المساجد في الإسلام"، وذلك من خلال ملتقياته الفكرية المتجددة التي ينظمها الجامع الأزهر كل يوم على مدار الشهر الجليل.
وعُقد ملتقى رياض الصائمين"، بعد صلاة الظهر مباشرة، بالظلة العثمانية، ملتقى "، تحت عنوان "آداب التعامل مع نعم الله" وحاضر فيه الشيخ أحمد إسماعيل عبد الحافظ- واعظ عام بالأزهر الشريف، والدكتور خلف جلال، الباحث بالجامع الأزهر الشريف، وتناول الملتقى نِعَمَ اللهِ علينا التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، وكم هي مُتتابِعَةٌ بتتابعِ الليلِ والنهار، وأن فقهِ التَّعاملِ معَ النِّعَم: أنْ يُوقنَ المسلمُ أنَّ المُنْعِمَ هو اللهُ تعالى، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على احترام النعمة وتوقيرها، وعدم إهدارها، فكان صلى الله عليه وسلم - لا يَعِيبُ طَعَامًا قطُّ بَلْ إِنْ اشْتَهَاهُ أكله، وإلا تركه، كما أوضح الملتقى الأَسْبَاب المُعِينة على شُكْر النِّعَم ومنها: التَّأمل في نِعَم الله، واستحضارها في كلِّ لحظةٍ وحِين، وعدم الغفلة عنها، فإن كثيرًا من الناس يتنعمون بشتى أنواع النِّعَم من مَأْكَلٍ، ومَشْرَبٍ، ومَرْكَبٍ، ومَسْكَنٍ، ومع ذلك لا يستشعرون هذه النِّعَم، لأنهم لم يفقدوها يومًا من الأيام، واعتادوا عليها.
واهتماما بقضايا المرأة، عقد الجامع الأزهر ظهرًا ملتقى "رمضانيات نسائية"، والذي جاء بعنوان " المساجد ودورها في الإسلام" حاضرت فيه الدكتورة سوسن الهدهد أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، والدكتورة نوار عبد الفضيل عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والدكتورة سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر، وناقش الملتقى أهمية المساجد ودورها في نشر الإسلام وتوعية المسلمين واجتماعهم وتآلفهم، فهو مجمع الفضائل ومحل العبادة، وقد شهد الله لمن يعمره بالطاعة والإيمان، ولفت الملتقى أن المساجد هي بيوت الله في أرضه، ومواطنُ عبادته وشكره وتوحيده، وهي أحب البقاع إلى الله، وأشرفُها منزلة عنده سبحانه، وللمسجد رسالته الحقيقية بجانب طهارة القلب والقالب، وهي تزكية النفوس بالإيمان والعلم والعمل.
وبعد صلاة العصر عقد الجامع الأزهر الملتقى الفقهي تحت عنوان "آداب الصحبة في الإسلام" بمشاركة كل من: الدكتور محمود عفيفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، وفضيلة الشيخ محمد سمير صديق، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، وأدار الملتقى أحمد عبد العزيز، منسق رواق اللغة العربية بالجامع الأزهر، حيث تناول الملتقى معنى الصداقة وحسن اختيار الصديق، حيث أكد المحاضرون أن الشرع من البداية اهتم أن تكون الصحبة قائمة على الخير وقائمة على الصلاح، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للجليس الصالح وجليس السوء فقال "إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً"، وبين المحاضرون اهتمام القرآن الكريم بحسن الصحبة والتحذير من سوء الصحبة ضاربين الأمثلة من القرآن الكريم في أكثر من موضع.
ويواصل الجامع الأزهر مسيرته المباركة في تعليم تجويد وترتيل القرآن الكريم من خلال مقارئه المتخصصة، التي تتيح الفرصة للسيدات والرجال والوافدين لتعلم القرآن الكريم مباشرة وأونلاين، وفق أعلى معايير الإتقان، وعلى يد نخبة متخصصة من علماء وحفاظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وتشمل المقارئ: مقارئ صباحية ومسائية برواية حفص عن عاصم، وهي الأكثر انتشارًا بين المسلمين، ومقرأة القراءات، والوافدين، التي تشمل القراءات العشر، لمن يسعون إلى تعلم القراءات المتواترة بإتقان، وتهدف مقارئ القرآن بالأزهر الشريف، إلى تعليم القرآن الكريم برواياته المتواترة، مع إتقان التجويد والتلاوة، وإتاحة الفرصة للرجال والنساء والوافدين لتعلم القرآن في بيئة تعليمية متخصصة، وتقديم التعليم عن بُعد لضمان وصول العلم القرآني للجميع، وتخريج طلاب على دراية عميقة بأحكام التلاوة، ونشر ثقافة إتقان القراءة وفق الروايات المختلفة، حيث القرآن يُتلى كما أُنزل، وحيث يُصقل الصوت بنور التجويد والإتقان.