كشف تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن هناك حلاً أفضل من الضربات العسكرية الأمريكية لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية يتمثل في لعب السعودية وشركائها اليمنيين دوراً أكبر بهذا الصدد، عبر ضغوط اقتصادية وسياسية.

وبدأ الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، وحاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها إعادة ترسيخ مبدأ الردع عبر غارات جوية متكررة، وعقوبات، وعمليات دفاعية بحرية كبيرة.

لكن، وفق "فورين أفيرز"، تلك الجهود فشلت في وقف الحوثيين الذين يواصلون احتجاز البحر الأحمر رهينة وتعطيل التجارة البحرية العالمية، مما يضطر شركات الشحن إلى تجنب قناة السويس واتخاذ طرق أطول بكثير حول قارة إفريقيا.

وعلى الرغم من أن القوات اليمنية المدعومة من السعودية والإمارات نجحت في استعادة بعض الأراضي من الحوثيين قبل وقت قصير من توقيع اتفاق استوكهولم، مما يدل على أن الضغط العسكري قد يساعد في إجبار الحوثيين على التفاوض. ولكن العمل العسكري في حد ذاته لن يمنع الحوثيين من شن الهجمات.

وإلى جانب الضغط العسكري والسياسي، اعتبر التقرير أن الحوثيين يمكن مواجهتهم بشكل أكثر فعالية من خلال قيام السعودية وشركائها اليمنيين والدوليين باستغلال نقاط ضعف الحوثيين المتمثلة في صعوبة استمرارهم على المدى الطويل من الناحية الاقتصادية، وإقناع المليشيا أن معالجة مشكلاتها الاقتصادية، وحماية مصالحها داخل اليمن، يتطلب كبح جماع أعمالها العدائية.

وبحسب التقرير، تأتي إيرادات الحوثيين أساساً من مصادر داخلية محلية وغير مشروعة، بما في ذلك فرض ضرائب عدوانية وأحياناً تعسفية على الاقتصاد اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون ورسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على السلع القادمة من الجنوب الذي تسيطر عليه الحكومة اليمنية، وتحويل الأرباح من الأصول المصادرة والشركات المملوكة للدولة، مثل قطاع الاتصالات الذي لا يزال مربحًا وكذلك الاتجار المخدرات.

وأكدت فورين أفيرز أن ضعف الحوثيين الاقتصادي يتفاقم بسبب افتقارهم إلى الشرعية الدولية، وهو ما ظهر خلال الصيف الماضي حينما بدأت الحكومة المعترف بها دوليا في استخدام سلطاتها لعزل البنوك في شمال اليمن عن النظام المالي الدولي.

وأشارت إلى أن تلك الخطوة كان من الممكن أن تعرض الواردات والتحويلات المالية الحوثية للخطر، وهي عواقب كان يمكن أن يكون لها تأثير أقوى بكثير من العقوبات الأمريكية الحالية"، لكن هذا القرار تم التراجع عنه.

وقبل سنوات، قدرت الأمم المتحدة عائدات الحوثيين السنوية بمقدار 1.8 مليار دولار فقط، وهو ما لا يكفي لحكم 25 مليون شخص وإرضاء جماعات الأعمال والقبائل المؤثرة مع الحفاظ على توفير أموال للحرب، وفق فورين أفيرز.

وتابعت أنه من غير المرجح أن تؤدي هذه العائدات الضئيلة إلى انهيار الجماعة في أي وقت قريب، ولكن نظام الحوثي غير قابل للاستمرار على المدى الطويل، ما لم يؤمن مصادر جديدة كبيرة ودائمة للتمويل قريبا.

وأمضى الحوثيون سنوات في محاولة الاستيلاء على حقول النفط والغاز في اليمن عسكريا، وقد يعيدون النظر في هذه الجهود، مع زيادة عدد مسلحيهم مؤخرا.

واعتبر تقرير فورين أفيرز أن السعوديين لم يستخدموا نفوذهم بعد للمساعدة على وقف التهديد البحري للحوثيين "لأن لديهم أولوية أخرى تتمثل في تجنب الهجمات الحوثية المتجددة على أراضيهم، التي توقفت إلى حد كبير منذ هدنة عام 2022".

ولفت إلى أن خفض التصعيد في غزة شرط مسبق لأي عملية سلام أكثر نجاعة في اليمن، ومن شأنه أن يضعف موقف الحوثيين من خلال تقليص الشرعية السياسية التي تكتسبها المجموعة من مهاجمة إسرائيل والشحن البحري، ومن شأنه أن يمنح السعودية المساحة اللازمة لتبني موقف أكثر حزما. وينبغي للولايات المتحدة أن تلعب دوراً داعماً في هذا الجهد، أولاً وقبل كل شيء من خلال المساعدة على تأمين شكل من أشكال خفض التصعيد في غزة".

وبحسب التقرير، من المرجح أن يظل الحوثيون مصدراً دائماً لعدم الاستقرار في اليمن والمنطقة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لكبح جماحهم العدواني.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فورین أفیرز

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي صادم: العراق يغرق تحت الأرض وتوقعات بزلازل مقبلة

بغداد اليوم - ترجمة

كشفت شبكة (DW) الألمانية اليوم السبت (15 شباط 2025)، عن تفاصيل دراسة قام بها معهد ماسوستش الأمريكي، اكدت ان العراق يتعرض الان الى عملية "غرق تحت الأرض" نتيجة لتحرك الطبقات الأرضية في المحيط وتأثيراتها المباشرة على العراق وخصوصا في المناطق الشمالية. 

وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الدراسة التي قام بها المعهد، اكدت ان سلسلة جبال زاكروس شمالي العراق باتت الان تتعرض لـــ "غرق" داخل الأرض وبشكل بطيء جدا، نتيجة لتكسر الطبقات الأرضية في المحيط والتي قالت انها باتت الان تؤثر بشكل كبير على الطبقات الأرضية تحت جبال زاكروس، الامر الذي تسبب برد فعل متسلسل يدفع بالأراضي العراقية الان الى "الانخفاض بشكل تدريجي" الى دون مستواها الطبيعي. 

الدراسة اكدت بحسب الشبكة، ان تحركات الطبقات تحت الأرضية الان ي جبال زاكروس قد تتسبب لاحقا في تصاعد الأنشطة الزلزالية في العراق، مؤكدة نقلا عن الباحث ريناس كوشناو الزميل في معهد ام أي تي، ان دراسة تحرك وتكسر هذه الطبقات ستساعد في دراسة الأنشطة الزلزالية بشكل عام في العالم. 

وأشار كوشناو الى ان عملية "الغرق" داخل الأرض تحدث الان بشكل بطيء جدا لا يمكن قياسه بوحدات القياس الزمنية الطبيعية للأحداث الجيولوجية، مشيرا الى ان العملية وعلى الرغم من انها تفسر الى درجة معينة تصاعد الأنشطة الزلزالية في العراق الا انها لن تؤثر بشكل فعلي على الطبيعة العراقية في المستقبل المنظور.


بينما أوضحت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، اليوم السبت، أن غرق مناطق بجبال زاكروس في باطن الأرض حادثة طبيعية، فيما بينت أن غوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي الى تراكم الاجهادات.
وقال مدير إعلام الهيئة عامر الجابري في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم" إن "عملية الغرق التدريجي للمنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس في العراق ليست بمعنى تغرق، وإنما يحدث لجزء منه غطس وانزلاق والقسم الأكبر تصادم، حيث ينتج عنه طي للطبقات وتثخن وتفلق وارتفاع مكونة الجبال والطيات والفوالق والكسور والفواصل وغيرها من العمليات الجيولوجية"، مبيناً أن "هذا يحدث منذ ملايين السنوات وما زال مستمراً".
وأضاف أن "هذا الانفلاق يؤدي الى تكوين جبال زاكروس ويعطي مؤشراً بأن حافة الصفيحة العربية، والعراق جزء منها تسبب بهذا التصادم، وغوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي أيضاً الى تراكم الاجهادات على هذه الحافات والتي تؤدي الى حدوث زلازل وهزات أرضية"، مشيراً إلى أن "التنبؤ بها في الوقت والزمان والتاريخ لا يمكن، ولكن تعتبر مناطق نشطة ومرشحة لحدوث هزات أرضية، حيث إن الصفيحة العربية بشكل عام تتحرك عكس عقارب الساعة".
من جهته بين معاون مدير قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للرصد الزلزالي حسنين جاسم لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "منطقة زاكروس تمثل منطقة تصادم منذ ملايين السنين وليست حديثة، حيث إن الصفيحة العربية تصطدم بالصفيحة الأوراسية التي تكون الصفيحة الإيرانية والتركية جزءاً منها وكونت لدينا جبال زاكروس"، موضحاً أن"التصادم الذي أخذ الآلاف من السنين تسبب بتجمع الطاقة التي تحولت فيما بعد الى زلازل بسبب عملية التكسر المصحوبة بحركة الفوالق أو إعادة تنشيط الفوالق الموجودة".
ولفت إلى أن "المدة الزمنية التي تستغرقها العملية التكتونية جداً بطيئة، حيث تتحرك سنوياً لتصطدم صفيحتنا العربية بالصفيحة الأوراسية من 2 سم الى 5 سم، وتصل الى وسط البحر الأحمر من جهة غرب الصفيحة العربية، والبحر الأحمر ينفتح من 3 ونصف سم الى 5 سم التصادم، ويحدث التصادم عندنا 2 سم بالسنة"، مشيراً إلى أن "تكون الجبال والتضاريس والوديان نتيجة للعمليات التكتونية التي تأخذ ملايين أو آلاف السنين لأن حركتها جداً بطيئة، حيث إنه خلال سنة تتحرك بضع سنتيمترات، فبمرور السنوات تشكلت عندنا هذه التكاوين".
وكان الباحث والجيولوجي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ريناس كوشناو، قد كشف في دراسة حول حركة الصفائح التكتونية أسفل جبال زاكروس عن تطور جيولوجي خطير يتعلق بتغيرات بحركة الصفائح التكتونية في جبال زاكروس.
وقال كوشناو خلال الدراسة، وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس في العراق تتعرض لعملية غرق تدريجي في باطن الأرض"، لافتاً الى أن "تأثير هذه العمليات لا يمكن الشعور بها فوراً، فنحن نتحدث عن ملايين السنين".
وأضاف أن "غرق هذه المنطقة في العراق يعود الى حركة الصفائح التكتونية، إذ هناك صدع متزايد يتشكل في منطقة تقع بين الصفيحتين القاريتين العربية والأوراسية، تعرف باسم صفيحة نيوتيثيس المحيطية".
وأوضح أن "هذه الصفيحة، التي كانت تشكل قاع محيط قديم قبل أكثر من 66 مليون سنة، بدأت في الانفصال من جنوب شرق تركيا إلى شمال غرب إيران، وهي الآن تغوص في وشاح الأرض".
وتابع أن "هذه العملية معقدة وتستغرق عشرات الملايين من السنين"، مشيراً الى أنه "قاد فريقاً بحثياً مشتركاً من جامعة غوتنغن في ألمانيا وجامعة برن في سويسرا لدراسة المنطقة المحيطة بجبال زاكروس، كان هدفهم فهم ما يحدث للصفيحة المحيطية عندما تصطدم صفيحتان قاريتان، خاصة وأن المناطق المنخفضة المحيطة بجبال زاكروس أعمق مما يتوقع بالنظر إلى التضاريس المعتدلة نسبيًا للمنطقة".
ولفت الى أن "سلاسل الجبال، تشكلت مثل جبال زاكروس، نتيجة لهذه الاصطدامات التكتونية"، منوهاً بأنه "من خلال دراسة السجلات الصخرية والرواسب، مدعومة بتصوير أعماق الأرض، وجد الباحثون أن صفيحة نيوتيثيس تغوص إلى الأسفل، وتأخذ معها منطقة زاكروس في العراق".
وأردف أن "نتائج البحث قد تسهم في التنبؤ بالزلازل، حيث تتضمن تطبيقات عملية مهمة، تكشف عن الآليات التي تعمل بها الأرض"، لافتاً الى أن "هذه الدراسة تسلط الضوء على مدى ديناميكية كوكبنا، وكيف يرتبط باطن الأرض بسطحها بشكل وثيق”.
واستطرد أن "نتائج البحث يمكن استخدامها لإنشاء نماذج جيولوجية أكثر دقة تظهر النشاط العميق تحت سطح الأرض، مما قد يساعد في التنبؤ بالزلازل".
وبين أن "الزلازل تنتج عن تحركات طبقات الصخور على طول الصدوع أو الفوالق، ويمكن أن يحدث هذا في أي عمق أو نطاق ولكي يتمكن العلماء من تحديد مكان حدوث الزلازل، وعلى أي عمق، وبأي نطاق، فإنهم بحاجة إلى فهم التكوين الجيولوجي واسع النطاق وتوزيع الصخور، وهذا بدوره يجعل من الأسهل تحديد أماكن وقوع الزلازل وقوتها المحتملة".
وأشار الى أن "فهم التضاريس وكيفية تغيرها على مدى ملايين السنين يساعد في تقدير العمق الذي يمكن عنده أن يكون التدرج الحراري الجوفي مرتفعاً بما يكفي لإنتاج الطاقة، مثل توليد الكهرباء".
ونوه الى أن "التغيرات التكتونية تجبر منطقة جبال زاغروس في العراق على الغرق"، مؤكداً أن "هذه العمليات تستغرق عشرات الملايين من السنين لتحدث".
وتابع أن "فريقاً من الباحثين اكتشف أن هناك (صفيحة محيطية) غارقة تحت سطح الأرض تسحب معها المنطقة الشمالية من العراق نحو الأسفل".

مقالات مشابهة

  • تقرير: تدفق الأموال من السعودية والإمارات ساهم في إفشال جهود حكومة اليمن للحد من الفساد
  • سيناتور أمريكي يؤكد أهمية تحرير اليمن من إيران وتوحيد الجيش اليمني لهزيمة الحوثيين
  • "تقرير أمريكي" يتوقع عودة الحرب في اليمن وسيطرة الحوثيين على عدن ومأرب (ترجمة خاصة)
  • ستراتفور: ماذا سيفعل الحوثيون في اليمن بقوتهم الجديدة؟
  • حراك يمني في ميونيخ.. لحشد الدعم الاقتصادي والتحاق المجتمع الدولي بتنصيف الحوثيين منظمة إرهابية (تقرير)
  • تقرير أمريكي صادم: العراق يغرق تحت الأرض وتوقعات بزلازل مقبلة
  • الحوثيون على غرار حزب الله.. مجلة أمريكية: ''اغتيال زعيم الحوثيين لن يكون كافيًا لهزيمتهم''
  • إيران تنفي تصريحات واشنطن بشأن دعم الحوثيين وتقول إنها تدعم الاستقرار والحل السياسي في اليمن
  • تقرير: الحوثيون في اليمن يخرجون من حرب غزة أكثر جرأة.. من الصعب هزيمتهم (ترجمة خاصة)
  • بلا عقاب.. كيف استولى المتطرفون على إسرائيل؟ تقرير أمريكي