بركة يحذر الحكومة من تأثير الجشع على المجهود الحكومي
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
دعا نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، الحكومة، وهي « تدخل الثلث الأخير » من ولايتها، إلى الانتقال إلى السرعة القصوى في تفعيل الإصلاحات والالتزامات التي تعهدت بها في البرامج الانتخابية للأحزاب المشاركة فيها »، كما طالب بضرورة مواجهة ما أسماه « الجشع التضخمي » الذي تعاني منه البلاد، وإلى تعزيز تواصل الحكومة مع المواطنين.
وسجل بركة في كلمة في لقاء الأغلبية الحكومية أن الحكومة حققت « نتائج مُرضية وإيجابية في عدة مجالات وقطاعات، رغم الصعوبات، ورغم التضخم وتقلبات الأسعار الدولية، ورغم ضيق الهوامش الميزانياتية »، لكنه سجل أن سقف الانتظارات مرتفع ويزداد ارتفاعا، معتبرا أن الحكومة لا تكف عن العمل والاجتهاد وتكثيف الجهود والبحث عن الحلول الملائمة لتلبية الحاجيات ومواجهة إكراهات الظرفية.
واعتبر بركة أن « المواطن يحتاج إلى تدابير ملموسة تتجاوب مع حاجياته الملحة والمشروعة، ويحتاج كذلك إلى تواصل مستمر وسهل وشفاف حول المنجزات التي تم تحقيقُها » مضيفا، هناك مجهودات وإصلاحات لا يصل صداها إلى المواطن، هذا واقع وعلينا أن نتداركه في القريب العاجل ».
وسجل بركة أن « هناك كذلك وللأسف بعض السلوكات غير المواطنة التي ينبغي التصدي لها في ظرفيات تقلبات الأسعار الدولية وتدهور القدرة الشرائية (حرام يكون عندنا وفي ظروفنا وفي سياق بلادنا وحنا تنشوفو إرادة جلالة الملك وانخراط الشعب المغربي في الأزمات، حرام يكون عندنا ما يسمى الجشع التضخمي: ( Greedflation# cupidité inflationniste)، بمعنى هناك أشخاص يعملون على استغلال السياق التضخمي لرفع الهوامش التجارية وتحقيق أرباح مفرطة ».
وأضاف « لا يكفي أن تتخذ الحكومة القرارات والإجراءات، وأن تتم تعبئة موارد مالية ضخمة بالمليارات من الدراهم، لكن لا بد من مجهود تواصلي لشرح وتفسير مجهودات الحكومة في العمق الترابي حيث المواطنات والمواطنين الذين ينتظرون هذه المجهودات ».
كما أكد على ضرورة التعبئة واليقظة والتتبع من طرف البرلمانيين الذين يتواجدون في الأقاليم والمدن والقرى لكي ينقلوا إلى الأغلبية، أثر ووقع وتداعيات التدابير المتخذة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
واعتبر بركة أن الحكومة ربحت معركة مواجهة التضخم المستورد ( دعم النقل، دعم فاتورة الماء والكهرباء، الرفع من ميزانية المقاصة)… والحكومة ربحت معركة مواجهة التضخم الناتج عن الجفاف بالنسبة للخضر (الطماطم، البصل. البطاطس…)، اليوم علينا أن نواجه التضخم الناتج عن الجشع لا سيما بالنسبة للمواد الغذائية Greedflation؛
وأضاف « نعم الحكومة تعبئ موارد مالية مهمة لصالح المواطن لمواجهة ارتفاع أسعار مواد أساسية كاللحوم، ولكن جشع بعض الفاعلين في القطاع يُكَسِّر هذه التدابير والمجهودات، وبالتالي نعول عليكم من أجل التتبع واليقظة والمراقبة اليومية في الأقاليم والعمالات والجماعات، حتى تحقق الإجراءات الحكومية أهدافها وخصوصا تموين السوق بكيفية كافية، وتقليص الأسعار بشكل ملموس حتى تصل التدابير الحكومية إلى الفئات المستهدفة. وحتى لا يكون هناك أي تجاوز أو انحراف عن الأهداف المرسومة ».
كلمات دلالية الأغلبية الحكومية نزار بركةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الأغلبية الحكومية نزار بركة
إقرأ أيضاً:
رمضان شهر الرحمة لا الجشع والاحتكار
عُرف عن شهر رمضان عبر أزمنة التاريخ الإسلامي بأنه هو خير الشهور وأطيبها وأحبها إلى قلب المسلم، لِمَ لا وهو شهر الفضل والجود، وشهر النور النازل من السماء إلى الأرض، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، بل وهو شهر ليلة القدر، تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر في منزلة العبادة، وهو الشهر الذي تهبط فيه الملائكة من السماء إلى الأرض لتفرح بالصائمين، وترفع أعمالهم الصالحة إلى الله، وهو شهر الصبر والمثابرة، والاجتهاد في العبادة والطاعة والتقرب إلى الله لنيل رضاه ورحمته، إنه شهر الخير لفضله وكرمه وجوده، ولهذا فإن جوهره أن يقوم على بذل المسلم أقصى درجات العبادة، والزهد في الدنيا، وبخاصة عن الطعام والشراب والملذات، والكف عن فعل الموبيقات، فالخير في شهر رمضان يكمن في إحساس المؤمن بالفرحة والسعادة وصفاء الروح والذهن، ما يمكنه من الاجتهاد في الصلوات، وقراءة القرآن، وزيارة المساجد لأداء الصلوات، والاعتكاف بقدر ما يستطيع خلال الشهر الكريم، كما أنه شهر العطف على الفقير، وشهر الرحمة وصلة الرحم، والإقبال على حب الناس، ولهذا لم يكن شهر الصوم أبدا شهرا للبذخ والإسراف والتبذير وملء البطون، وسماع المسلسلات، والانشغال بشبكات التواصل الاجتماعي، بل هو شهر للعبادة والطاعة والإنابة، إنه يعد للمؤمن بمثابة عمرة وإصلاح العام كله من أجل تقويم النفس وإصلاحها، وتهذيب النفوس وسموها عن كل ملذات الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا، كانت سنته هو والصحابة بعد مشقة الصيام هو إفطارهم على التمر والماء وكسرات الخبز، ليدلنا ذلك على أن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، هي الزهد والقناعة والصبر وزيادة العبادات من أجل التقرب إلى الله لنيل عفوه ورضاه.
إن رمضان شهر الرحمة والإحسان، وليس شهرا للجشع والاحتكار، لأن الإسلام قد حرم الجشع والاحتكار، وحذر مرتكبيهم من مغبة ذلك، كما أن ارتكاب تلك الجرائم في حق الناس وبخاصة في شهر رمضان معناه مضاعفة الإثم وانتظار العقاب من الله، وذلك لأن الاحتكار وغيره من مظاهر الجشع والاستغلال بحجة غلاء الأسعار أو تحقيق الربح علي حساب الفقراء يتنافى مع قيم الإسلام وشرائعه السمحة، بسبب خروج مرتكبيه عن الحكمة التي من أجلها شرع الله البيع الحلال، والرأفة بالناس، كما أن شهر رمضان الذي يهل علينا بكرمه ونوره وجوده هو شهر للرحمة والتراحم بين الناس، وشهر للالتزام بقيم الإسلام وتعاليمه التي أمرنا الله بفعلها والالتزام بها عملا بسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي منا كمسلمين إلا أن نتقي الله، ونقبل على العبادة والطاعة والتقرب إلى الله، وحسن صيام رمضان وفق تعاليم الله، فلنعمر المساجد بإقامة الصلوات، وشد المآزر، وإقامة لياليه، وعدم التبذير والاسراف، وتدريب النفس على الرضا والقناعة والحمد، وبشكر الله على نعمه التي يجود علينا بها، وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير.