لماذا طلبت مصر تأجيل تنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية من صندوق النقد؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
كشف مسؤول مصري أن الحكومة طلبت من صندوق النقد الدولي تأجيل تنفيذ بعض الإصلاحات المتفق عليها في القرض الذي تمت الموافقة عليه من قبل الصندوق في آذار/ مارس الماضي، والذي يتضمن رفع أسعار الوقود وتقليص الدعم.
ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، الاثنين الماضي، عن مسؤول حكومي لم تُذكر هويته أن "جميع الإصلاحات ستُنفذ، لكن على مدى فترة زمنية أطول من التي تم الاتفاق عليها".
وصرح الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، جيمس سوانستون، أن الإجراءات التي طلبت مصر تأجيلها تستهدف "تقليل معاناة الأسر المصرية".
وأوضح أن خفض دعم الخبز ورفع أسعار الوقود أدى إلى زيادة نفقات الأسر وفرض ضغوط متزايدة على التضخم. وأضاف أن هذه الإجراءات لا تزال مصر متأخرة في تنفيذها، وهي من الأسباب التي أدت إلى تأخير المراجعة الثالثة للبرنامج.
وتوقع سوانستون أن تحصل مصر على استثمارات أجنبية من المملكة العربية السعودية خلال الأشهر القادمة، مما سيساهم في دعم الاقتصاد المصري، على غرار ما حدث في صفقة رأس الحكمة.
وأكدت الحكومة المصرية لصندوق النقد الدولي التزامها بخفض الدعم على السلع التموينية وزيادة الوعاء الضريبي الذي يخضع له حوالي 22% من المواطنين.
كما تشمل الخطط رفع أسعار الوقود والتحول نحو نظام الدعم العيني، الذي سيبدأ تطبيقه في عام 2025 ليشمل نحو 11 مليون أسرة مؤهلة للحصول على برامج التحويلات النقدية.
وسيتم تنفيذ هذه التغييرات ضمن موازنة 2024-2025 الحالية، التي بدأت في الأول من تموز/ يوليو الماضي، مما يعني استبعاد حوالي 20 مليون مواطن من قائمة الدعم العيني الذي يشمل الخبز المدعوم والسلع التموينية.
طالب صندوق النقد الدولي الحكومة المصرية بسرعة إنهاء قانون يعتمد عليه البرلمان قبل تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل وقبل نهاية العام، ليمنح برنامج سياسة ملكية الدولة وبيع الأصول العامة قوة قانونية ومتانة أكبر.
كما دعا الصندوق إلى الالتزام بنظام مرن لسعر صرف العملات الأجنبية، وتعديل قانون ضريبة القيمة المضافة بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر لتقليل الإعفاءات الضريبية الممنوحة لنحو 19 سلعة وخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تعديل قانون الجهاز المركزي للمحاسبات، وتعاون الصندوق مع البنك المركزي في اختيار شركة دولية لإجراء تقييم مستقل للسياسات والإجراءات والضوابط المتعلقة بالبنوك المملوكة للدولة.
وقد دعا رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي حكومته إلى "مراجعة الموقف مع صندوق النقد الدولي" في ظل الغضب الشعبي الناجم عن قرار رفع أسعار الوقود بنسبة 17.3%، استجابة لمتطلبات الصندوق للإفراج عن شريحة بقيمة 1.3 مليار دولار من برنامج القرض الموسع البالغ قيمته ثماني مليارات دولار.
وأشار السيسي، خلال مؤتمر بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى أنه "إذا كانت التحديات ستدفعنا إلى اتخاذ إجراءات تؤثر سلباً على المواطنين، فيجب مراجعة الموقف مع صندوق النقد".
ولفت إلى أن "الدولة المصرية جزء من الاقتصاد العالمي، وتتأثر بالتحديات التي تواجهه، حيث فقدت ما بين ستة إلى سبع مليارات دولار في الأشهر العشرة الماضية بسبب الأحداث (الحرب) في المنطقة، والتي من المتوقع أن تستمر تداعياتها لمدة عام إضافي".
وأضاف: "نحن نعمل على تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي في ظل ظروف إقليمية ودولية صعبة، حيث إن التحدي الاقتصادي الذي نواجهه مستمر منذ عام 2011. لقد اتخذت الدولة خطوات نحو الإصلاح من خلال برنامجين، الأول في عام 2016 مع الاتفاق الأول مع صندوق النقد، وقد حققنا نجاحاً في ذلك الوقت نظراً لاستقرار الأوضاع الإقليمية والدولية أكثر مما نشهده الآن".
وساهمت الاستثمارات الخليجية، بما في ذلك صفقة كبيرة بقيمة 35 مليار دولار مع شركة القابضة "إيه.دي.كيو"، والتي تمثل أحد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي، في دعم مصر خلال أزمة الديون التي واجهتها العام الماضي.
كما أبرمت مصر في آذار/ مارس الماضي حزمة دعم مالي بقيمة ثمانية مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي، تهدف إلى السيطرة على السياسة النقدية التي تؤدي إلى زيادة التضخم، لكنها تتطلب أيضاً رفع أسعار العديد من المنتجات المحلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصري صندوق النقد الوقود السيسي مصر السيسي الاسعار صندوق النقد الوقود المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صندوق النقد الدولی رفع أسعار الوقود مع صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
«الغرف التجارية»: الإصلاحات الاقتصادية تضع مصر على خريطة الاستثمارات العالمية
أكّد الدكتور محمد عطية الفيومي، أمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس غرفة القليوبية التجارية، أنَّ الحوافز الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مناخ الاستثمار، مما جعل مصر واحدة من الوجهات الواعدة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية.
وأضاف الفيومي أنَّ السياسات الاقتصادية المتبعة، مثل تبسيط الإجراءات الاستثمارية، وتقديم حوافز ضريبية وجمركية، وتوسيع نطاق المناطق الاقتصادية الخاصة، تسهم بشكل مباشر في جذب الاستثمارات الجديدة، وهو ما انعكس على حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي بلغت 46.1 مليار دولار بنهاية العام المالي 2023-2024.
الاستثمار الأجنبي المباشر قاطرة للنمو الاقتصاديوأشار الفيومي إلى أنَّ الحكومة تستهدف زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العام المالي 2024-2025 بمعدل نمو يتراوح بين 10% و15% مقارنة بالعام الماضي، حيث تسعى الدولة إلى تعزيز دور القطاع الخاص وخلق بيئة أعمال أكثر تنافسية لجذب مزيد من المستثمرين.
وأوضح أنَّ الاستثمار الأجنبي المباشر يعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتعزيز النمو، وتحسين القدرة التنافسية للصناعات الوطنية، مشددًا على أهمية الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية التي تسهل دخول الاستثمارات وتزيل العقبات الإدارية والبيروقراطية.
دور المناطق الاقتصادية في دعم التنمية والاستثماروفيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أشار الفيومي إلى أن التنوع الاستثماري وزيادة مساهمة القطاعات الصناعية واللوجستية في إيرادات المنطقة يعززان من قدرتها على جذب المستثمرين الأجانب، إذ سجلت المنطقة نموًا في إيراداتها بنسبة 32% خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، لتصل إلى 5.6 مليار جنيه مقارنة بـ4.3 مليار جنيه في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف أنَّ استمرار تطوير البنية التحتية للمواني والمناطق اللوجستية، بالإضافة إلى تقديم حوافز ضريبية وجمركية للمستثمرين، يعزز من قدرة مصر على استقطاب رؤوس الأموال العالمية، ويجعل المنطقة الاقتصادية مركزًا صناعيًا وتجاريًا إقليميًا.
الحوافز الضريبية والاستثمارية مفتاح النمو الاقتصاديوأكد الفيومي أن السياسات الضريبية المحفزة التي تقدمها الحكومة تُعتبر عاملًا رئيسيًا في جذب المستثمرين، إذ تلعب الحوافز الضريبية دورًا هامًا في تقليل تكاليف الاستثمار، وتعزيز تنافسية الشركات العاملة في مصر مقارنة بالأسواق الأخرى.
وأشار إلى أنَّ الحكومة المصرية تعمل على تهيئة بيئة الأعمال عبر تطوير التشريعات الاستثمارية، وتبسيط الإجراءات، وتحسين البنية التحتية، مما يساهم في زيادة حجم الاستثمارات، وتحقيق معدلات نمو مستدامة، ويؤدي إلى استقرار سعر الصرف وتعزيز الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.
مستقبل الاستثمار في مصر واكتساب ثقة المستثمرينواختتم الفيومي تصريحاته بتأكّيد أنَّ مصر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مناخ الاستثمار، مؤكدًا ضرورة الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، وتوسيع قاعدة الاستثمار المحلي والأجنبي، واستغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها البلاد، مثل الموقع الجغرافي المتميز، وتوفر العمالة المدربة، والاتفاقيات التجارية مع مختلف الدول، مما يجعلها وجهة استثمارية جاذبة على مستوى المنطقة والعالم.