الصين تحطم الرقم القياسي بأقوى مغناطيس في العالم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
في إنجاز علمي جديد، أعلنت الصين عن نجاحها في بناء أقوى "مغناطيس مقاوم" في العالم، إذ بلغ المجال المغناطيسي الذي أنتجه هذا المغناطيس 42.02 تسلا، وهو ما يعادل أكثر من 800,000 ضعف المجال المغناطيسي للأرض.
تم تحقيق هذا الإنجاز في 22 سبتمبر في منشأة المجال المغناطيسي العالي المستقر (SHMFF) التابعة لمعاهد العلوم الفيزيائية في مدينة هفي الصينية.
هذا الرقم الجديد يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 41.4 تسلا، الذي حققه مغناطيس في المختبر الوطني للمجال المغناطيسي العالي في فلوريدا، الولايات المتحدة، عام 2017.
تُستخدم المغناطيسات المقاومة بشكل واسع في الأبحاث العلمية، وهي مصنوعة من أسلاك معدنية ملفوفة لتوليد مجالات مغناطيسية قوية ومستقرة.
أقرأ أيضاً.. اكتشاف المجال المغناطيسي حول الثقب الأسود في «درب التبانة»
أداة علمية واعدة لاكتشاف فيزياء جديدة
تساعد هذه المغناطيسات القوية الباحثين في دراسة خصائص المواد المتقدمة مثل "الموصلات الفائقة"، التي تنقل الكهرباء دون فقدان للطاقة عند درجات حرارة منخفضة.
كما تتيح هذه المجالات المغناطيسية العالية فرصة لاستكشاف حالات جديدة من المادة قد تؤدي إلى اكتشافات علمية غير مسبوقة، وفقاً للعالم مارك-هنري جوليان من المختبر الوطني للمجالات المغناطيسية في فرنسا، "يمكنك باستخدام هذه الحقول أن تنشئ أو تتحكم في حالات جديدة من المادة".
والمجالات المغناطيسية العالية مفيدة أيضًا في التجارب التي تتطلب قياسات دقيقة، حيث إنها تزيد من دقة النتائج وتجعل من السهل رصد الظواهر الضعيفة، كما أشار الفيزيائي ألكسندر إيتون من جامعة كامبريدج. يقول إيتون: "كل تسلا إضافي في هذه الحقول يجعل الأبحاث أكثر قيمة من ذي قبل بشكل مضاعف".
التحدي: كفاءة مقابل تكلفة
رغم أن المغناطيسات المقاومة تُعتبر من التقنيات القديمة، إلا أنها تستطيع الحفاظ على حقول مغناطيسية عالية لفترات طويلة، مقارنة بالمغناطيسات الهجينة أو فائقة التوصيل. كما أنها تتميز بسهولة التحكم في قوة الحقل، إذ يمكن رفع المجال المغناطيسي بسرعة كبيرة بمجرد تدوير مقبض. لكن المشكلة الأساسية في هذه المغناطيسات هي استهلاك الطاقة الكبير، مما يجعل تشغيلها مكلفًا. فعلى سبيل المثال، استهلك المغناطيس الصيني 32.3 ميجاواط من الكهرباء لتحقيق الرقم القياسي.
هذا التحدي دفع العلماء إلى العمل على تطوير "مغناطيسات هجينة وفائقة التوصيل"، حيث تتطلب هذه الأنواع طاقة أقل لتوليد نفس القوة المغناطيسية. ورغم أن هذه التقنيات الجديدة توفر كفاءة تشغيل أعلى، إلا أنها تأتي بتحديات إضافية، مثل التكلفة العالية وتعقيد أنظمة التبريد اللازمة لتشغيلها.
في المستقبل، تسعى الصين إلى بناء مغناطيس هجين بقوة 55 تسلا، بينما يعمل علماء في الولايات المتحدة على تطوير مغناطيس فائق التوصيل بقدرة 40 تسلا. ورغم أن هذه التقنيات تبشر بتقليل التكاليف على المدى الطويل، إلا أن التكلفة النهائية ما زالت غير واضحة.
هذا الإنجاز يعكس المنافسة المتزايدة في المجال العلمي العالمي، حيث يُعد تحسين قدرات المغناطيسات أداة أساسية لفهم أعمق للفيزياء واكتشاف ظواهر جديدة قد تغير مستقبل الأبحاث العلمية.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطاقة الفيزياء الصين الكهرباء المجال المغناطیسی
إقرأ أيضاً:
الصين تتعهد بعدم الرضوخ لضغوط ترامب التجارية وتصفه بالمتنمر
انتقدت الصين الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدها، مؤكدة أنها لن ترضخ، ودعت المجتمع الدولي للوقوف في وجه التنمر الأميركي وفق تعبيرها.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في فيديو نشرته باللغة الإنجليزية مع ترجمة للصينية، إن "الانحناء أمام المتنمر أشبه بتجرع السم لإرواء العطش، ويُفاقم الأزمة".
ووصفت الصين الولايات المتحدة بأنها "نمر من ورق"، وأشارت إلى أن الواردات والصادرات الأميركية تُشكل أقل من خُمس التجارة العالمية، وأن الولايات المتحدة "لا تُمثل العالم بأسره".
وأضافت "لقد أثبت التاريخ أن الرضوخ لا يُؤدي إلا إلى مزيد من التنمر، والصين لن ترضخ".
كما دعت الخارجية الصينية في الفيديو دول العالم إلى كسر الهيمنة الأميركية، وتعهدت بأن بكين "ستصمد مهما هبت الرياح، وعلى أحدهم أن يتقدم، حاملاً مشعلاً في يده، ليبدد الضباب وينير الطريق".
تذبذب وتشددوقالت الصين في الفيديو "عندما يتضامن باقي العالم تصبح الولايات المتحدة مجرد قارب صغير جانح، ولا شك أن الولايات المتحدة ستواصل التذبذب في مواقفها وممارسة سياسة التشدد".
وكان البيت الأبيض أكد في 10 أبريل/نيسان الجاري أن الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية، ودخلت حيز التنفيذ في اليوم ذاته، ترفع التعريفات الإضافية التي تفرضها واشنطن على بكين إلى مستوى 145%.
إعلانوأعلن ترامب قبل أسابيع فرض رسوم جمركية، جاء بعضها مربكا في كثير من الأحيان، على دول عديدة منها كندا والمكسيك والصين، مما أثار تقلبات غير مسبوقة في الأسواق وأثر سلبا على ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية.
وردت الصين بفرض رسوم على السلع الأميركية بنسبة 34%، ثم أعلنت لاحقا زيادة تلك الرسوم الانتقامية لتصل 125%.
وأبدى ترامب مؤخرا استعدادا للتفاوض مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، وأشارت إدارته الأسبوع الماضي إلى انفتاحها على تهدئة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم التي أثارت مخاوف من حدوث ركود.