الجزيرة:
2024-10-22@21:35:20 GMT

النسبة الذهبية.. جمال مثالي أم خدعة تسويقية؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

النسبة الذهبية.. جمال مثالي أم خدعة تسويقية؟

يروج الكثير من أطباء التجميل لما يسمى "النسبة الذهبية"، إذ يقومون بنحت ملامح الوجه بناء على نسبة رياضية يُعتقد أنها تزيد جاذبيته وتجعله أقرب إلى "الكمال"، ويستشهد هؤلاء بالتناسق والتناغم الذي تضفيه النسبة الذهبية على الأعمال الفنية والأضرحة المعمارية، وعلى انتشار هذه النسبة في الكثير من الأنماط الطبيعية من حولنا.

لكن هل تستطيع العمليات الجراحية المبنية على هذه النسبة إكسابك جمالا "مثاليا" حقا؟.

ما هي النسبة الذهبية؟

النسبة الذهبية هي نسبة رياضية تعتبر رمزا للتناغم والجمال، وتستخدم بشكل شائع في الهندسة المعمارية والأعمال الفنية.

يمكن استخلاص هذه النسبة بحسبة سهلة وبسيطة: إذا قسمنا خطا إلى جزأين، فإن هذا الخط يحقق النسبة الذهبية عندما يكون حاصل قسمة الجزء الأكبر منه على الجزء الأصغر يساوي حاصل قسمة طول الخط كاملا على الجزء الأكبر، ويساوي تقريبا 1.618 وهي القيمة التي تعادل "النسبة الذهبية" التي يطلق عليها أيضا اسم "النسبة الإلهية" أو"التناسب الذهبي"، ويرمز إليها بالحرف اليوناني Φ (فاي).

ويعتبر مصطلح "النسبة الذهبية" حديثا إلى حد ما، فقد تم اعتماده غالبا اعتبارا من القرن الـ19، مع ذلك، استخدم الرياضيون والفلاسفة اليونانيون القدماء هذه النسبة بشكل شائع، دون أن يطلقوا عليها تسمية "النسبة الذهبية".

فعلى سبيل المثال، اعتقد فيثاغورس، الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، أن الأرقام والنسب هي الأساس لكل شيء في الكون، وأن الجمال يتجلى في النسب المتناسقة، بما في ذلك النسبة الذهبية، والتي كانت تستخدم في دراسة المضلعات المنتظمة، مثل الخماسي، الذي يمكن اشتقاق هذه النسبة من أبعاده.

و في كتابه "العناصر"، قدم إقليدس، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد، وصفا رياضيا دقيقا للنسبة الذهبية التي تساوي 1.618، واعتبرها أساسا لفهم التناغم في الأشكال الهندسية.

استخدامات النسبة الذهبية

النسبة الذهبية حاضرة بشكل كبير في الطبيعة من حولنا، وهذا أحد الأسباب التي دعت البعض لتسميتها بـ"النسبة الإلهية". على سبيل المثال، فإن ترتيب العديد من الأوراق على النباتات منسق بحيث يساوي النسبة الذهبية، التي نجدها أيضا في أنماط طبيعية أخرى مثل الأصداف وأجسام بعض الحيوانات.

أطباء التجميل يروجون للنسبة الذهبية على أنها الوسيلة الفضلى للحصول على وجه جميل بشكل مثالي (وكالة الأناضول)

كما يظهر التناسب الذهبي في جسم الإنسان كذلك، إذ يوجد نسب معينة تساوي القيمة الذهبية، مثل النسبة بين طول الذراع إلى اليد أو بين أطوال أجزاء مختلفة من الوجه.

وتستخدم هذه النسبة على نحو شائع في الأعمال الفنية، والتصميمات الهندسية للوصول إلى نتائج متناسقة مريحة للعين، فقد استخدمها الفنان الإيطالي  ليوناردو دافنشي في لوحاته الشهيرة مثل "الرجل الفيتروفي" والموناليزا، كما استخدمت في العديد من التصاميم المعمارية، وأبرزها معبد "البارثينون" الإغريقي الشهير في أثينا.

النسبة الذهبية في عمليات التجميل

في القرن 21، لم يعد استخدام النسبة الذهبية مقتصرا على الرياضيين والمعماريين والفنانين، فقد انضم أطباء التجميل إلى القائمة أيضا، وراحوا يروجون إلى النسبة الذهبية على أنها الوسيلة الفضلى للحصول على وجه جميل بشكل مثالي، كونها تخلق تناغما وتناسقا في ملامح الوجه.

يستخدم أطباء التجميل اليوم النسبة الذهبية بأشكال متعددة، فيحددون من خلالها على سبيل المثال المسافة المثالية بين العينين، والطول الأنسب للوجه، كما يقومون برسم الملامح، بحيث تتحقق النسبة الذهبية في أبعاد معينة مثل نسبة عرض الجبهة إلى عرض الوجه.

وتستخدم هذه النسبة بشكل شائع في جراحة الأنف التجميلية على وجه الخصوص، وذلك لتحديد الطول والعرض الأنسب للأنف قياسا إلى باقي ملامح الوجه. كما تستخدم كذلك لتحديد حجم الشفاه وشكلها بالنسبة للوجه، وتحديد النقاط المثالية لحقن الفيلر أو البوتوكس بطريقة تعزز تناسق الوجه، وفي تحديد شكل خط الفك وعمق الذقن.

من الناحية الفلسفية يعتبر الجمال مفهوما معقدا أبعد ما يكون عن الأبعاد الرياضية (غيتي إيميجز)

ولا يقتصر تطبيق هذه النسبة على الوجه فقط، بل استخدمت كذلك في الإجراءات الجراحية في كافة أنحاء الجسم مثل عمليات شد الثدي والبطن. وكل تلك الإجراءات يدعي أطباء التجميل بأنها تعزز الجاذبية وتمنح المرأة جمالا مثاليا.

وقد زاد الولع بالوصول إلى المثالية عبر تطبيق النسبة الذهبية من خلال العمليات الجراحية، بعد زعم العاملين في مجال الإجراءات التجميلية أن هذه النسبة تنطبق على وجوه أبرز الجميلات في العالم، مثل عارضة الأزياء الفلسطينية بيلا حديد، والتي يحقق وجهها هذا التناسب بنسبة 94.35 بالمئة.

جمال مثالي أم خدعة تسويقية؟

على الرغم من الرواج الكبير الذي حققته "النسبة الذهبية" في عالم التجميل، فإن كثيرين يعتقدون أن هذه النسبة مجرد خدعة تسويقية، تغري النساء لدفع مبالغ باهظة لجراحي التجميل في سبيل الوصول إلى "الكمال".

في الواقع هناك العديد من الأسباب الوجيهة التي تجعلنا نعتقد أن تطبيق النسبة الذهبية على الوجه لا يجعل منه أكثر مثالية وجمالا بالضرورة، بل على العكس من الممكن أن يشوه الجمال الطبيعي.

وهذا ما أثبتته دراسة استعرضت وجوه الفائزات بمسابقات الجمال ما بين عامي 2001 و2015، ووجدت أن وجوه معظمهن لا تحقق النسبة الذهبية.

تطبيق النسبة الذهبية على وجوه أبرز الفنانات المعروفات بجمالهن مثل أنجلينا جولي شوه صورهن (الألمانية)

ولإثبات عدم وجود علاقة وثيقة بين النسبة الذهبية والجمال، دأب كثيرون لتعديل صور الجميلات حول العالم بحيث تصبح مطابقة للنسبة الذهبية، وقاموا بمقارنة الصور المعدلة مع الصور الحقيقية لتكون النتيجة صادمة، فقد شوهت النسبة الذهبية وجوه أبرز الفنانات المشهورات بجمالهن، مثل أنجلينا جولي، وريهانا وإميليا كلارك ومارغوت روبي وغيرهن.

بالإضافة إلى ذلك، من الناحية الفلسفية يعتبر الجمال مفهوما معقدا أبعد ما يكون عن الأبعاد الرياضية، فهو يتسم بالنسبية ويرتبط بالتفضيلات الشخصية والمعايير الثقافية والاجتماعية، كما أن وجود أنماط مختلفة من الوجوه يعكس تنوعا جماليا فريدا ويضفي طابعا شخصيا على الجمال لا يمكن الوصول إليه عبر تطبيق نسبة رياضية على وجوه جميع النساء في العالم.

عدا عن أن فكرة تطبيق النسبة الذهبية في عالم التجميل بهدف الوصول إلى الجمال المثالي، تتعارض مع جوهر هذه النسبة ومعناها، إذ يشير التناسب الذهبي وفقا لأرسطو إلى الاعتدال ويعتبر نقطة وسطية ما بين الإفراط والتفريط، ويرمز إلى الجمال الطبيعي الذي لا يمكن بالتأكيد الوصول إليه من خلال إجراءات جراحية تسعى إلى الكمال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أطباء التجمیل هذه النسبة

إقرأ أيضاً:

تعقيبا على ان : 64% نسبة زواج السعوديين من الخارج

منذ ابام قرات تقريرا نشرته احدى صحفنا كشف فيه المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، عن دراسة حديثة أشارت إلى أن النسبة المئوية الموزونة لاتجاه السعوديين بالزواج من الخارج بلغت نحو 64.80٪.

أعدها الدكتور محمد التوم ، وأن السبب الذي دفع هذه النسبة باختيار الشريك من غير السعوديين يرجع إلى عدة عوامل مختلفة، وفقا لـ «العربية». منها ارتفاع تكاليف الزواج، وفشل الزواج السابق أحيانا بين سعوديي الجنسية. —الخ.

وبقراءتي لهذ الموضوع ذهلت من تلك النسبة مما جعلني اجزم انه بعد سنوات سيكون مجتمعنا خليط من جنسيات مختلفة عربية و إسلامية وبذا سيكون النسيج الاجتماعي والثقافي كما بالمثل الشعبي (حوسة) غير اني جازم بل متأكد ان تلك النسبة خاطئة 100% ولعل الخطأ وقع في نقل العربية للموضوع او للتقرير واجزم ان تلك النسبة لا تتجاوز ولا حتى 2% ولو صحت تلك النسبة فان حكومتا اعزها الله لن تقبل بهذا بتاتا لأسباب سياسية واجتماعية ولعل الدكتور محمد إعادة النظر في هذا التقرير ويزيده توضيحا ولذا أتمنى النظر ممن يعنيهم الامر بصحة هذا التقرير وما ورد فيه لئلا يكون السكوت عنه دليل على صحته وبالله التوفيق.

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء» توضح حكم إجراء عمليات التجميل لإرجاع الأنف لشكلها الأول
  • سببه عمليات التجميل.. تعرف على مرض أحمد سعد الخطير
  • البطاقة الذهبية.. هام حول استعمال هذه الأرقام
  • البطاقة الذهبية: هام حول إستعمال هذه الأرقام
  • الحرب خدعة
  • لافروف: دعوات بايدن للحوار حول الأسلحة النووية خدعة
  • تعقيبا على ان : 64% نسبة زواج السعوديين من الخارج
  • خدعة أكبر سمكة قرش في العالم
  • فاجعة مؤلمة ونهاية كارثية لعروسة يمنية خارقة الجمال