اللاجئون السودانيون في اثيوبيا.. من لجوء إلى لجوء!
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير / راديو دبنقا
أمستردام: 22 أكتوبر 2024 – اضطر محمود للعودة من غابات اولالا في إقليم الامهرا بإثيوبيا إلى ولاية القضارف، في سبتمبر الماضي، ضمن مئات اللاجئين السودانيين، بعد مسيرة معاناة امتدت لشهور، ولكنه شدّ الرحال مرة أخرى برفقة عدد من زملائه متجهاً صوب مدينة الكفرة الليبية في رحلة لجوء جديدة محفوفة بالمخاطر بعد أن خيرهم والي ولاية القضارف بين الانضمام إلى معسكرات التدريب التابعة للمقاومة الشعبية المساندة للجيش أو العمل في الزراعة.
ويقول محمود لراديو دبنقا إن بعض اللاجئين اتجهوا نحو مصر عبر طرق التهريب المعروفة، وبعضهم صوب جنوب السودان، فيما توزعت أعداد كبيرة في طرابلس والكفرة ومنطقة المثلث.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، تدفقت موجات اللاجئين السودانيين عبر مختلف المعابر نحو إثيوبيا، ووفقا للمفوضية السامية لشئون اللاجئين فقد بلغ عدد الذين عبروا الحدود إلى إثيوبيا منذ أبريل 2023 أكثر من 60 ألف شخص، من بينهم أكثر من 38 الفا من اللاجئين السودانيين، منهم أكثر من 17 الفا عبروا الحدود خلال العام الجاري.
وتسببت الحرب في عبور أكثر من ثلاثة ملايين شخصا إلى دول الجوار خاصة مصر وتشاد وجنوب السودان، فيما بلغ عدد النازحين داخل البلاد نحو 11 مليون.
شهور من المعاناةوعانى آلاف اللاجئين في معسكري كومر واولالا في إقليم الأمهرا من انتهاكات واسعة من قبل المليشيات المحلية تمثلت في القتل والاختطاف طلبا للفدية والسخرة والنهب والسلب والاغتصاب وغيرها من صنوف المعاناة. كما تضرر اللاجئون من التحركات العسكرية للمليشيات المحلية واشتباكها مع الشرطة والجيش الإثيوبي في مقربة من المعسكرات بجانب تردي الخدمات الصحية.
ووفقا لتقرير جديد صادر عن “هيومن رايتس ووتش” في منتصف أكتوبر الجاري فإن اللاجئين السودانيين في اقليم أمهرا بإثيوبيا تعرضوا لحوادث متعددة من العنف والاختطاف والعمل القسري وسط الصراع المستمر بين القوات الحكومية ومليشيات فانو.
وقالت ليتيسيا بدر، نائبة مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “كان اللاجئون السودانيون في إثيوبيا هدفًا للانتهاكات لأكثر من عام من قبل جهات مسلحة مختلفة”. “فر هؤلاء اللاجئون من الانتهاكات المروعة في وطنهم ويحتاجون بشكل عاجل إلى الحماية، وليس المزيد من التهديدات لحياتهم”.
ودفعت المعاناة أكثر من ثمانية آلاف لاجئ للخروج من معسكري كومر واولالا والاعتصام بالقرب من معسكر كومر وفي غابات اولالا.
100 يوم في العراءويقول محمود مكثنا مائة يوم في العراء في غابات اولالا فرارا من انعدام الأمن والخدمات في معسكري كومر واولالا، وتعرضنا لهجمات عديدة شنتها المليشيات المحلية مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، بجانب تفشي سوء التغذية وسط الأطفال والنساء والمسنين، وكنا نعتمد على المساعدات التي تقدم من السودانيين في الخارج وتحويلات أقاربنا، وظلت الأمطار تنهمر فوق رؤوسنا لشهور دون وجود أي مواد إيواء تقينا الأمطار.
ويضيف قررت أخيرا ضمن أكثر من أربعة آلاف لاجئ العودة سيراً على الأقدام إلى نقطة البداية المتمثلة في مدينة المتمة الاثيوبية. وذلك بعد أن حاولت السلطات اجبارنا على الرحيل إلى معسكر افتيت الجديد بالقرب من مدينة شهيدي بإقليم الامهرا ورفضنا ذلك بسبب انعدام الأمن الاقليم في ظل استمرار هجمات مليشيات الفانو.
وأكدت مفوضية اللاجئين الأممية ترحيل ما يقرب من سبعة آلاف لاجئ من معسكري كومر واولالا إلى معسكر افتيت، وإغلاق هذه المعسكرات مشيرة إلى استمرار عمليات التشييد والانشغال.
معاملة قاسيةويتابع محمود قائلاً استغرقت رحلتنا من غابات اولالا إلى المتمة اسبوعا كاملا، وتعرضنا خلالها لصنوف المعاناة تضمنت اعتداءات من الشرطة الإثيوبية تمثلت في منعنا من الدخول إلى مدينة المتمة إلا بعد تسليمهم وثائق اللجوء، وإزالة المساكن المؤقتة التي أنشأناها في مدخل المدينة والاعتداء بالضرب والاعتقال على بعضهم.
ووفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش فإنه في 21 أغسطس 2024، ورد أن الجنود الإثيوبيين والميليشيات المحلية أجبروا اللاجئين على الانتقال إلى مركز الترانزيت بالمتمة وعندما قاوم اللاجئون، دمرت قوات الأمن ملاجئهم المؤقتة واستخدمت العنف، وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش.
ويقول محمود اضطررنا لعبور الحدود إلى السودان بعد تزايد الضغوط من السلطات الاثيوبية بينما تم تحويل المئات منا إلى مخيم ترانزيت المجاور للمتمة وجرى استضافتنا في مخيم بمدينة القلابات يفتقر لأبسط مقومات الحياة.
وأفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أن العديد من اللاجئين شعروا بأنهم مجبرون على العودة إلى السودان، وغالبًا ما انفصلوا عن عائلاتهم في هذه العملية. وعلى الرغم من أن المسؤولين الإثيوبيين زعموا أن هذه العودة كانت طوعية، إلا أن تحقيق هيومن رايتس ووتش وجد حالات شعر فيها اللاجئون بالإكراه.
ويشكو اللاجئون في معسكر ترانزيت بالمتمة من عدم توفر الغذاء مما اضطرهم لأكل بقايا الطماطم والبطاطس، بجانب تردي الخدمات خاصة الوضع الصحي، وقال الدكتور محمد عبد السلام وهو أحد اللاجئين بالمعسكر أن الظروف الإنسانية في المعسكر تزداد سوءًا نتيجة نقص المياه والطعام، مما اضطر اللاجئين إلى شرب مياه الأمطار والاستحمام في المياه الراكدة، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا، خاصة على الأطفال. وأضاف أن إمدادات المياه تصل للمعسكر كل يومين، مما يجعل الكميات المتوفرة غير كافية للشرب. ولكن اللاجئي محمد محمدين كشف لراديو دبنقا عن استئناف توزيع المساعدات الغذائية بواسطة برنامج الغذاء العالمي اليوم الثلاثاء بعد توقف استمر لاسبوع بسبب دخول مليشيات الفانو إلى المعسكر.
وتحد التوترات الأمنية والاشتباكات بين مليشيات الفانو والجيش الفيدرالي من إمكانية وصول المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والامداد المائي في معسكري ترانزيت وأفتيت.
ووفقا للمفوضية السامية لشئون اللاجئين فإن الأمن والخدمات في معسكر المتمة تمثلان مصدر قلق، كما أن الوصول إلى الخدمات، وخاصة خدمات إنقاذ الحياة مثل الرعاية الصحية، يشكل تحديًا أيضًا نظرًا لعدم وجود سيارة إسعاف.
خيارات الواليويتابع محمود الأوضاع في مخيم الاستقبال في القلابات كانت بالغة السوء وتفتقر لكل مقومات البقاء ويضيف اضطررنا للإسراع بمغادرة المخيم خاصة بعد أن خيّرنا والي القضارف بين العمل في القطاع الزراعي أو الالتحاق بمعسكرات المقاومة الشعبية للقتال في صفوف الجيش.
ويضيف لم يكن امامنا سوى المغادرة خاصة بعد أن تسلمنا دعما نقدية من إحدى المنظمات بجانب مساعدات من أقاربنا ، كان خياري ومعي زملاء رافقتهم في رحلة اللجوء إلى إثيوبيا شد الرحال إلى ليبيا لطرق باب جديد للهجرة بحثا عن ملاذ آمن، ووصلنا إلى مدينة الكفرة الليبية بعد معاناة تفوق الوصف. بينما اتجه آخرون إلى مصر وجنوب السودان عبر طرق التهريب المعروفة.
وأعلنت مفوضية اللاجئين عن تعزيز خطتها لدعم اللاجئين السودانيين في ليبيا، حيث وصل عددهم إلى 97,000 شخص مع تدفق 350 لاجئاً يومياً عبر مدينة الكفرة، التي تعاني من ضغوط كبيرة على البنية التحتية. يتركز منهم 65 ألف لاجئ في مدينة الكفرة وحدها.
ويواجه اللاجئون السودانيون ظروفاً قاسية، إذ يعيشون في خيام عشوائية دون مياه نظيفة أو مرافق صحية. تسعى المفوضية وشركاؤها لتوفير المأوى والرعاية الصحية والغذاء، خصوصاً للنساء والأطفال.
وأوضحت المفوضية أن من بين اللاجئين 45 ألفًا و452 لاجئًا مسجلين من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. غير أن التقديرات التي توفرها السلطات المحلية في ليبيا تشير إلى أعداد أكبر للاجئين السودانيين. وأظهر تقييم مفوضية اللاجئين أن 95% من اللاجئين السودانيين المسجلين في ليبيا دخلوا البلاد عبر نقاط حدودية غير رسمية.
ومع استمرار الحرب في السودان للشهر التاسع عشر، وعدو وجود ضوء يلوح في الأفق باقتراب نهايتها، من المتوقع أن تتزايد موجات النازحين واللاجئين من مناطق الحرب مما سيؤدي إلى تزايد حدة المعاناة.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين حرب الجيش والدعم السريع اللاجئون السودانیون اللاجئین السودانیین هیومن رایتس ووتش مدینة الکفرة غابات اولالا الحرب فی فی معسکر أکثر من بعد أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعرب عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص في هجمات للدعم السريع في دارفور
الخرطوم - أعربت الأمم المتحدة السبت 13ابريل2025، عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلا، في السودان بعد هجمات لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور ومخيمين قريبين للنازحين يعانيان من المجاعة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023، شنّت "هجمات برية وجوية منسّقة" الجمعة على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.
في الأسابيع الأخيرة، صعّدت الدعم السريع هجماتها على الفاشر، عاصمة الولاية الوحيدة في دارفور التي لا تزال خارج سيطرتها، بعد بسط الجيش كامل سيطرته على العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
وذكرت تقارير أولية من "تنسيقية لجان المقاومة" المحلية أن عدد القتلى الجمعة بلغ 57 شخصا، منهم 32 مدنيا قتلوا في الفاشر و25 في زمزم.
وقال الجيش السبت إن 74 مدنيا قتلوا وأصيب 17 آخرون في الهجوم على الفاشر.
من جهتها، قالت "المنظمة السودانية لحماية المدنيين" إن القتلى بينهم تسعة من العاملين في المجال الإنساني يعملون في مستشفى بمخيم زمزم تديره منظمة "ريليف" غير الحكومية الدولية.
ودانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي مقتلهم.
وأعلنت في بيان "مقتل زملاء من منظمة غير حكومية دولية أثناء قيامهم بتشغيل أحد المراكز الصحية القليلة المتبقية التي لا تزال تعمل في المخيم".
وأضافت المسؤولة الأممية "يمثل هذا تصعيدا مميتا وغير مقبول في سلسلة من الهجمات الوحشية على النازحين وعمال الإغاثة في السودان منذ اندلاع هذا النزاع قبل نحو عامين".
وتابعت "أحث بشدة أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال على التوقف فورا".
أما قوات الدعم السريع، فنفت في بيان أصدرته السبت صحة مقطع فيديو تداوله نشطاء قالوا إنه يظهر مقتل مدنيين في زمزم.
وقالت إن الفيديو "يظهر مشاهد تمثيلية لانتهاكات مزعومة" و"محاولة يائسة لتجريم قوات الدعم السريع".
وقالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور إن الهجوم على مخيم زمزم تجدد صباح السبت، حيث سمعت أصوات اشتباكات وإطلاق نار كثيف لساعات.
وكان مخيم زمزم أول منطقة في السودان أعلنت فيها الأمم المتحدة حالة المجاعة العام الماضي.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر، امتدت المجاعة إلى مخيمي أبو شوك والسلام القريبين، ومن المتوقع أن تصل إلى مدينة الفاشر نفسها بحلول أيار/مايو.
أسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليونا منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023. واتُهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.