حين دُمرت الأرض مدمرة واختلط بارود قصف الاحتلال الإسرائيلي بترابها، واشتد الجوع بأهل مناطق شمال قطاع غزة، حمل يوسف أبوربيع، 25 عامًا، فأسه على كتفه قاصدًا أرضه، حاول استصلاحها بعدما دمرها العدوان، وزرع بعض أنواع الخضراوات لإطعام الفلسطينيين المحاصرين في غزة، بينما كانت طائرات الاحتلال تمر فوقه لقصف ما تبقى من أراضٍ.

يوسف لم يعرف شيئًا في حياته إلا الزراعة، ورثها عن أبيه، وحين بدأت المجاعة، وقف أمامها صامدًا، يحاربها بشتى الطرق، ويفسد رغبات الاحتلال في طرد سكان مناطق الشمال بالحصار ومنع الطعام.

عرف الاحتلال ما يفعله يوسف من مقاومة بدون سلاح، وحاولوا اغتياله عدة مرات، حتى نجحوا أمس، في إنهاء حياته رفقة اثنين من أصدقائه، كانا يساعداه في الزراعة وتوزيع المحصول على أهالي فلسطين.

معاذ أبوسمرة يروي لـ«الوطن» أن يوسف صديقه منذ 19 عامًا، وعاش وتربى في أسرة مهنتها الزراعة بمدينة بيت لاهيا في فلسطين، حاول جاهداً تطوير الزراعة وابتكار طرق جديدة تساعد المزارعين قبل الحرب، منها الزراعة المائية وعدم استخدام المبيدات الحشرية، وكان عاشقا لزراعة الفراولة.

موت الأطفال جوعى.. يحرك يوسف

بدء العدوان ونزح أهالي غرب غزة إلى مدرسة خليل الوزير، وأطبق الاحتلال الحصار، ومات الأطفال جوعى، ما جعل يوسف يعود إلى منزله ومزرعته ليزرع أرضه المدمرة، وفي بداية الأمر زرع سطح منزله بالفلفل والكوسا والباذنجان والملوخية، وكان يجد صعوبة في توفير البذور.

صعوبات عديدة واجهها يوسف في الزراعة، فلا توجد كهرباء لتشغيل «مواتير» الري، ولا يوجد جاز لتشغيل البئر بعدما نفد الوقود، ولجأ لألواح الخلايا الشمسية، وأحيانا كان يسقي المحصول يدويا باستخدام دلو.

مساعدة المزارعين على سد جوع الفلسيطنيين

«يوسف كان دايما يحكيلي ويقول عاوز أشوف المزارعين بيزرعوا ويواجهوا الجوع، ولما أي مزارع بيحتاج مساعدة أو أي شيء، كان بيبقى معاهم، وكان نفسه مناطق الشمال كلها تاكل خضار، ويعتمدوا على حالهم علشان الاحتلال مانع الأكل»، وفقا لحديث معاذ، الذي أكد أن صديقه الراحل نجح في تكوين فريق تطوعي، وبدأت المساحات الزراعية تتوسع، وكانوا ينقلون المحاصيل إلى مراكز الإيواء، ونجح الشاب العشريني فعليا في كسر خطة التجويع.

عندما كان يشعر يوسف بالخطر، كان يجمع الشتلات ويذهب إلى مراكز الإيواء في مناطق الشمال، ويوزعها على الناس حتى يزرعونها فوق أسطح المراكز، وتعرض لمحاولة اغتيال أول أمس أثناء توزيع الخضار، لكنه نجا منها، قبل استشهاده أمس رفقة اثنين من المتطوعين.

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة يوسف

«قبل استشهاده راح بالسيارة إلى جباليا وبيت لاهيا، ووزع خضار، ونجا من محاولة الاغتيال»، هكذا تحدث معاذ عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة يوسف، مشيرًا إلى أنه في آخر تواصل بينهما، نصحه بالابتعاد عن الأماكن الخطرة، لكنه كان يرد: «الموت واحد والرب واحد، كثير ناس طلعت على الجنوب واستشهدوا، وأنا من أرضي وبيتي ما بطلع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يوسف أبو ربيع فلسطيني استشهاد فلسطيني زرع خطة التجويع

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يقتحمون "مقام يوسف" شرق نابلس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اقتحم مستوطنون إسرائيليون مقام يوسف شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم الثلاثاء، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المقام، بحماية قوات الاحتلال، مما أدى إلى اندلاع مواجهات، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية واد فوكين غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
يذكر أن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية كثيرا ما أكد أن المكان هو "مقام، وليس قبرا، وليس لنبي الله يوسف عليه السلام كما يدّعي الاحتلال، وإنما لشخص آخر يدعى (يوسف دويكات) من منطقة بلاطة البلد التابعة لمحافظة نابلس كما تقول الروايات الفلسطينية المتعاقبة".

مقالات مشابهة

  • الفلاحين: وزير الزراعة أكد أن الدولة تقف بجانب المزارعين وتعمل بجد لحل مشاكلهم
  • جيش الاحتلال يعتدي على المزارعين الفلسطينيين
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يمنع المزارعين الفلسطينيين من قطف ثمار الزيتون
  • وزير الزراعة لـ"الفلاحين": الحكومة بكامل أجهزتها تقف خلف المزارعين
  • وزير الزراعة لـ الفلاحين : الحكومة بكامل أجهزتها تقف خلف المزارعين
  • مستوطنون يقتحمون "مقام يوسف" شرق نابلس
  • الاحتلال يمنع المزارعين من قطف ثمار الزيتون غرب سلفيت
  • وزير الزراعة: نعمل على حل مشكلات المزارعين وتشجيعهم على زيادة الإنتاج
  • وزير الزراعة: نسعي لخدمة المزارعين والتخفيف عن كاهل المواطنين