مضى أسبوع كامل على استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار ولم تطرح إسرائيل حتى الآن أي مشروع جدي لصفقة تبادل الأسرى مع حماس بل إنها كثفت حربها ومذابحها في شمال القطاع بشكل غير مسبوع ولا يكشف عن أي نية في التمهيد لصفقة تبادل؛ فهي ما زالت تمنع حتى دخول الماء والطعام إلى شمال القطاع، وعمدت إلى إضرام النار في المستشفيات التي لا تملك الحد الأدنى من مقومات عملها.
تثبت إسرائيل أن هدفها الوحيد من هذه الحرب هو إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتحويل المكان إلى مقابر مفتوحة ومساحات خصبة للأمراض والأوبئة، أما الرهائن الذين كثر الحديث عنهم ما هم إلا طعم ومبرر امتطه إسرائيل خلال حربها الهمجية.
لو كانت إسرائيل تريد حقا الوصول إلى صفقة لإطلاق الرهائن لأطلقت مبادرة واضحة حتى لو كانت مجحفة ولكن الأمر لا يعنيها تماما، الأمر الذي عزز القناعات مع من بقي من قيادات حماس أن إسرائيل غير جادة أبدا في الوصول إلى أي صفقة مع حماس حتى لو كانت مقابل وقف مؤقت للحرب ودخول المعونات ولو في حدها الأدنى.
الغريب في المشهد أن الولايات المتحدة كان يمكن أن تطرح مبادرة تمثل إدارة بايدن لتبادل الأسرى تكون ورقة رابحة في الانتخابات التي لم يبق على موعدها إلا أيام قليلة جدا. وهذه الورقة هي من أهم الأوراق التي يمكن أن تعزز موقف الديمقراطيين في الانتخابات القادمة خاصة أمام اللوبي اليهودي، وترك بايدن الأمر ضده حزبه ونائبته ليكون ورقة ينتقد عبرها ترامب سياسة بايدن الرخوة والتي لم تعد مؤثرة على حليف أنقذه من خطر وجودي في لحظة كاد فيها أن ينتهي تماما.
إن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد جرائمها في شمال القطاع من شأنه أن يعقد الأمر مع قيادات حماس الجديدة التي لم تعد تثق في أي مبادرة مهما بدا أنها من صناعة حكومة نتنياهو اليمينية.
بداية النهاية التي تحدث عنها نتنياهو ما هي إلا وهم جديد من الأوهام التي تتحرك خلالها إسرائيل، أما الإبادة فلم تتغير ولا يبدو أن ثمة مسار حقيقي يوصل إلى نهايتها. لكن في المقابل المقاومة مستمرة ما دام هناك احتلال وما دام هناك فلسطيني قادر أن يرمي "بعصا السنوار" في وجه الطغيان الصهيوني.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في تحقيقات للمحكمة الجنائية الدولية تتعلق بمواطني الولايات المتحدة أو حلفاء لها مثل إسرائيل، ليكرر بذلك إجراء سبق أن اتخذه خلال ولايته الأولى.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمس الخميس أمرا تنفيذيا لفرض عقوبات على الجنائية الدولية، منتقدا إصدارها أوامر اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
ويتيح ذلك فرض عقوبات مالية وعقوبات على التأشيرات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في التحقيقات فضلا عن استهداف أفراد أسرهم.
متى أُسست المحكمة ولماذا؟أُسست المحكمة عام 2002 لمحاكمة المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجريمة شن عمل عدائي؛ عندما تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك بنفسها.
ويمكنها نظر القضايا المتعلقة بجرائم يرتكبها مواطنو الدول الأعضاء أو على أراضي الدول الأعضاء من قبل أطراف أخرى، في حين يبلغ عدد الدول الأعضاء 125 دولة. وتبلغ ميزانية المحكمة لعام 2025 نحو 195 مليون يورو (202 مليون دولار).
ما الذي تحقق فيه؟تجري المحكمة الجنائية الدولية، بحسب موقعها الإلكتروني، تحقيقات تتعلق بمناطق مختلفة مثل الأراضي الفلسطينية وأوكرانيا ودول أفريقية مثل أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وفنزويلا في أميركا اللاتينية وميانمار والفلبين في آسيا.
إعلانوتقول المحكمة إن هناك 32 قضية أمامها، بعضها يضم أكثر من مشتبه به واحد، في حين أصدر قضاة المحكمة ما لا يقل عن 60 مذكرة اعتقال.
كم عدد الذين أدانتهم؟أصدر قضاة المحكمة 11 حكما بالإدانة و4 أحكام بالبراءة، في حين احتُجز 21 شخصا في مركز الاحتجاز التابع للمحكمة بلاهاي ومثلوا أمام المحكمة، ولا يزال 31 متهما فارا. كما أسقطت التهم عن 7 أشخاص بسبب وفاتهم.
ومن بين الإدانات الـ11، كانت 6 فقط منها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما كانت الإدانات الأخرى تتعلق بارتكاب جرائم مثل التأثير على الشهود.
وجميع الأشخاص الستة المدانون من قادة المليشيات الأفريقية في دول جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وأوغندا.
وتراوح الأحكام بين 9 أعوام و30 عاما في السجن، وأقصى عقوبة سجن ممكنة هي السجن مدى الحياة، وفق رويترز.
من على قائمة مذكرات الاعتقال؟أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، المتهم بالمسؤولية الجنائية عن أعمال تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاح حرب في غزة، في حين رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية".
كذلك أصدرت مذكرة اعتقال بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت ومحمد دياب المصري المعروف بمحمد الضيف القائد العام لكتائب القسّام الذي أعلنت الكتائب لاحقا استشهاده.
وقد رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية"، ووصف الاتهامات بأنها سخيفة وكاذبة، في حين شنت إسرائيل حملات عدة على المحكمة.
وتضم القائمة كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتهم بارتكاب جريمة حرب تتمثل في نقل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني، في حين نفت موسكو مرارا الاتهامات.
وفي الأشهر الماضية، طلب المدّعي العام للمحكمة إصدار أوامر اعتقال لقادة كبار من أفغانستان وميانمار، لكن القضاة لم يوافقوا عليها رسميا.
ما الدول التي ليست أعضاء فيها؟رغم أن المحكمة تحظى بدعم العديد من أعضاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ليست أعضاء بها وترى أن المحكمة "يمكن أن تُستغل في ملاحقات قضائية بدوافع سياسية".
ورغم أن ميانمار ليست عضوا في المحكمة، قال القضاة في عامي 2018 و2019 إن المحكمة لديها سلطة قضائية لنظر الجرائم المزعومة عبر الحدود والتي وقع بعضها في الجارة بنغلاديش العضو في المحكمة الجنائية الدولية، مثل الترحيل والاضطهاد.
وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة ولا تعترف بسلطتها القضائية لكن تم قبول الأراضي الفلسطينية كدولة عضو في المحكمة في عام 2015.
ويعني هذا، إلى جانب حكم أصدره قضاة، أن المحكمة يمكنها النظر في جرائم الحرب في قطاع غزة الذي تعرض لحرب إسرائيلية -بدعم عسكري أميركي- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.