اليوم 24:
2024-10-22@21:00:08 GMT

من أوحى له بمقترح التقسيم؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

بلغة ديبلوماسية أنيقة أكد السيد وزير الشؤون الخارجية ما راج خلال الأيام الماضية حول إحاطة المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية السيد دي ميستورا، والمقصود هنا مقترح تقسيم الصحراء المغربية، طبعا تصريح المسؤول الأول عن الخارجية المغربية في الندوة الصحفية جاء دقيقا بليغا  » لا نتفاوض حول السيادة المغربية »، موقف المملكة من مقترح التقسيم هو عينه الذي عبرت عنه بلادنا سنة 2002 عندما جاء به جيمس بيكر، غير أن أبلغ ما ورد في تصريح السيد ناصر هو كونه طرح السؤال البليغ لماذا لم يحدد السيد دي ميستورا الأطراف التي أوحت له بإحياء هذه الوجبة الباردة إن لم نقل « المتعفنة »، والتي ولدت ميتة، والراجح أن الفرق بين الأمس واليوم، هو أن تقرير الأمين العام ساعتها قال بوضوح أن الجزائر إقترحت تقسيم الصحراء بين المملكة المغربية وما بين عملائها، ساعتها جاءها الرد من الرباط حاسما، رفض مطلق وإدانة المقترح، وزيارة ملكية للعيون، وترأس مجلس وزاري في الداخلة، لماذا لم يقرأ السيد دي ميستورا كل هذه المعطيات؟
فمن أوحى له؟
طبعا كلام السيد دي ميستورا جاء ضد المسار الذي تمر منه القضية والذي يتميز بالدعم الدولي المتزايد لمقترح الحكم الذاتي، كما أنه يشكل نكوصا عن التوجه الأممي الذي استقر على الدعوة إلى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي، كما أنه يناقض بوضوح موقف مجلس الأمن الدولي الذي إعتبر المقترح المغربي جدي وذي مصداقية ويشكل أرضية صلبة للبحث عن حل سياسي.


ستظل الأمم المتحدة تدور حول نفسها في بحثها عن حل لهذا النزاع المفتعل، إلا إذا تمكن المنتظم الدولي من إرغام الجزائر على الجلوس على طاولة المفاوضات، ليس بوصفها عضو ملاحظ، ولكن لأنه طرف في النزاع لأن دورها حاسم في النزاع وهو ما أكد عليه التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة.
هذا المستجد الغريب، والمتعلق بمحاولة إحياء مقترح ولد ميتا يمنح كامل الشرعية للدعوات الملكية و آخرها في خطاب إفتتاح السنة التشريعية الرابعة، والتي يؤكد فيها جلالته على وجوب اليقظة والتعبئة الدائمة، طبعا هذا التوجه لدى المبعوث الأممي يجعله عمليا في حكم الفاشل، والظن أن طريقه نحو مغادرة منصبه ليست إلا مسألة وقت، أما المغرب الذي يمضي قدما في المسار الوحدوي التنموي الديمقراطي، فلن يظيره ما يقوله بعض المتكلمون، الذين لم يستوعبوا بعد، طبيعة النزاع ومداخل حله، كما أنهم لن يغيروا أبدا الواقع الجديد، فالعالم اليوم إزاء أطروحتين، أطروحة وحدوية تراكم الانتصارات، رغم التحديات، عرضت مقرر الحكم الذاتي وفق المعايير الدولية، وتراكم كل اليوم الدعم لهذا المقترح، وأطروحة إنفصالية ماضوية سجينة أيديولوجيات الحرب الباردة، مازالت تحلم بإقامة « جمهورية الخلاص جنوب المغرب.
على العالم الحر أن يختار، فإما الانحياز إلى مقترح المغرب الرامي إلى منح الإقليم حكما ذاتيا بإعتباره نقطة الوصول وليس نقطة الانطلاقة، كما أكد على ذلك وزير الخارجية، وإما إدامة هذا النزاع مع كل تكلفته على أمن واستقرار وازدهار شعوب المنطقة.
ليس هناك منطقة وسطى بين هاذين الاختيارين، لقد إختارت دول عظمى دعم الموقف المغربي وهي تعرف جيدا طبيعة النزاع، فأي مقولات ومقترحات تمس بالسيادة المغربية مآلها الفشل، على الأمم المتحدة أن تقرأ تاريخ النزاع وتاريخ تعاطيها معه، كي تخرج من الدوران حول نفسها.
ويبقى السؤال، من أوحى للسيد دي ميستورا بمقترح التقسيم؟ طبعا بإمكانه أن يقول قصر المرادية إذا أعجزه الكلام عن القول الواضح الصريح الجمهورية الجزائرية.

 

 

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

إستونيا تعلن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت جمهورية إستونيا، يوم الاثنين 21 أكتوبر 2024، انضمامها إلى الدول الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وذلك خلال لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيره الإستوني مارغوس تساهكنا في الرباط.

وأكد الإعلان المشترك الصادر عن اللقاء أن "إستونيا تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في أبريل 2007 للأمين العام للأمم المتحدة، أساسًا جيدًا وجادًا وموثوقًا به" لتسوية نهائية لقضية الصحراء المغربية.

كما جدد الوزير الإستوني دعم بلاده للمسلسل الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة الوصول إلى "حل سياسي عادل، براغماتي، مستدام ومقبول من الأطراف" في القضية.

وأبرز الإعلان المشترك توافق المغرب وإستونيا على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في المسلسل السياسي، حيث جددا دعمهما للقرار 2703 لمجلس الأمن، الذي يؤكد على دور الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي ومستدام.

وفي هذا السياق، أكد الجانبان على أهمية المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، خصوصًا احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية.

 يأتي هذا الموقف من إستونيا في إطار الدينامية الدولية الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، ويتماشى مع مواقف معظم الدول الأوروبية.

 

مقالات مشابهة

  • تركيا.. الحزب الكردي يرحب بمقترح بهشالي للإفراج عن أوجلان
  • غوتيريش يعرب عن قلقه إزاء عرقلة الجزائر للعملية السياسية بشأن الصحراء المغربية
  • عرضها دي ميستورا سراً..الرباط: فكرة تقسيم الصحراء المغربية مرفوضة نهائياً
  • إستونيا تعلن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي
  • إقبال على قنصلية متنقلة لفائدة الجالية المغربية ببلد الوليد
  • بوريطة يرد على دي ميستورا: "المغرب لا يتفاوض على سيادته على الصحراء"
  • بوريطة يجيب دي ميستورا حول “شرح مبادرة الحكم الذاتي”: حينما تحترم باقي الأطراف الخطوط الحمراء سنخوض في التفاصيل
  • بوريطة يرد على دي ميستورا: المغرب لايتفاوض حول صحرائه ونريد أن نعرف من أوحى له بفكرة التقسيم (فيديو)
  • هوكشتاين إلى بيروت بمقترح إسرائيلي معقد لإنهاء الحرب