د. محمد بشاري يكتب: إلى أين تتجه الحركات الإسلامية بعد طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تساؤلاتي
ما بعد “طوفان الأقصى” لا يمثل فقط حدثًا عابرًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل يطرح تساؤلات مهمة حول واقع ومستقبل الحركات الإسلامية، التي لطالما لعبت دورًا بارزًا في الحياة السياسية والاجتماعية في العالم العربي. قد يبدو هذا الحدث بالنسبة للبعض فرصة للإسلاميين لاستعادة نفوذهم، ولكن هل حقًا ما حدث يعكس لحظة تاريخية جديدة يمكن أن تعيد تشكيل موازين القوى السياسية؟
لقد كانت نكسة 1967 نقطة فاصلة في العالم العربي، حيث أدت إلى اهتزاز الثقة بالأنظمة القومية، وظهور الإسلاميين كبديل سياسي يتبنى خطابًا قوامه “الإسلام هو الحل”.
في هذا السياق، يمثل “طوفان الأقصى” محاولة جديدة للإسلاميين لاستعادة الزخم الشعبي من خلال استغلال مشاعر الغضب تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في القدس. لكن السؤال هنا: هل يمكن لهذا الغضب أن يكون كافيًا لاستعادة نفوذ الإسلاميين في المشهد السياسي؟ في ظل التحولات العالمية والمحلية، يبدو أن هناك مسافة بين الإسلاميين والجماهير التي أصبحت أكثر انشغالًا بالاستقرار والتنمية، بعيدًا عن الأيديولوجيات التقليدية.
الفضاء الإلكتروني، من جانب آخر، أصبح أداة مهمة في هذا العصر، حيث تعتمد الحركات الإسلامية عليه بشكل كبير لتعويض تراجعها في الميدان السياسي التقليدي. منصات التواصل الاجتماعي توفر فضاءً لتعبئة الجماهير، خاصة بين الشباب. ولكن، هل يمكن لهذه الوسائل الرقمية أن تحل محل القنوات السياسية التقليدية؟ أم أنها مجرد وسيلة لتفريغ الغضب دون تقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه المجتمعات؟
تجد الحركات الإسلامية نفسها اليوم في موقف يتطلب إعادة التفكير في استراتيجياتها. المحاولات السابقة لفصل العمل الدعوي عن السياسي، كما حدث في المغرب، لم تكن كافية لاستعادة الثقة الشعبية. بل إن هذه الحركات تحتاج إلى إعادة تقييم عميقة لمواقفها، خاصة بعد ارتباط بعض فصائلها بالعنف والإرهاب. تأويلات مثل “الحاكمية” و”الجاهلية”، التي تروج لها الجماعات المتطرفة، تشوه صورة الإسلام، وتستغل مشاعر الغضب الشعبي لأغراض تخريبية، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التأويلات جزءًا من الإسلام السياسي، أم مجرد تحريفات تخدم أجندات معينة.
في ختام تساؤلاتي، لا يمكن تجاهل دور القوى الدولية في تحديد مستقبل الإسلام السياسي. السياسة الغربية تغيرت تجاه هذه الحركات، خاصة بعد تصاعد تهديدات الإرهاب. اليوم، تجد الحركات الإسلامية نفسها محاصرة بين ضغوط داخلية وخارجية، مما قد يدفعها إلى قبول السلام السياسي كخيار وحيد للبقاء. لكن، هل تستطيع هذه الحركات تقديم خطاب جديد يلبي تطلعات الشعوب، ويحقق الاستقرار، أم أن مصيرها هو التراجع أمام التحديات المعاصرة؟
تظل هذه الأسئلة مطروحة، في انتظار إجابات قد لا تأتي في المدى القريب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرکات الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
مسير ومناورة لخريجي دورات المعلم والطالب الرسالي و”طوفان الأقصى” بريمة
الثورة نت|
نظم أبناء منطقة بني الضبيبي بمديرية الجبين محافظة ريمة ، مسير ومناورة ،لخريجي دورات المعلم الرسالي والطالب الرسالي وطوفان الأقصى، نصرة لغزة والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني الامريكي .
وردد المشاركون خلال المسير والمناورة بمشاركة عضو مجلس الشورى احمد عبدالرحيم النهاري ووكيل المحافظة يعيش الضبيبي، الهتافات المنددة بالجرائم الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة بدعم أمريكي وخذلان عربي وتواطؤ دولي وأممي.
وأكد المشاركون الجاهزية لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي والاستمرار في التعبئة والتحشيد استعدادا لخوض “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
وجدد المشاركون في المسير التفويض لقائد الثورة في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الأعداء والتصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم العدوانية ضد الشعب اليمني ومواصلة إسناد الشعب الفلسطيني في غزة.
وشددوا، على ثبات الموقف اليمني قيادةً وجيشا وشعبا مع فلسطين وابنائها ومجاهديها مهما كان الثمن ولا تراجع أو تهاون في هذا الموقف.