يطرأ على محيطنا كثير من التغيرات التدريجية والجذرية بين الحين والآخر .... أحداث جديدة تأتي لتغير خططنا، وأشخاص يتلونون ونفوس تتبدل .... نواجه تحديات على المستوى الشخصي تتلخص في إثبات الذات وسط محيط مليء بالأحقاد، يضعنا تحت المجهر .... لذلك نضطر لحماية أنفسنا ونستعد للدفاع عن ذاتنا.

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فأكثر شيء ثابت في الحياة هو التغيير.

هناك تغيرات نحن من نقوم بها لنغير بها الواقع، وتغيرات أخرى تفرض علينا، يجب أن نواكبها ونتفاعل معها .... الخطط التي نرسمها قد تتغير حسب الظروف، التي إما تساعد على إنجاح خططنا أو تعرقل تنفيذها، فنضطر لتعديلها.

أما عن الأشخاص، فنتعجب كيف أن الوجوه التي عرفناها بالأمس هي نفسها اليوم، ولكن بشخصيات مختلفة، وآراء ووجهات نظر متغيرة، وللوقت دور كبير في خلق هذا التغيير .... وكم من أشخاص يتلونون حسب المصالح لتحقيق أهداف مادية أو نفسية، ثم تتبدل نفوسهم معنا حسب تحقيق المصلحة .... كالصفقات التي يحبنا الغير وقت نجاحها، وترى نفس الأشخاص ينقلبون عليك إن لم تتحقق مصلحتهم معك.

مسألة إثبات الذات في هذا العصر مسألة صعبة، خاصة في محيط مليء بالأحقاد التي تأتي على شكل سخرية، ونقد هدام، وروح إحباط وإفشال من الحاقدين الذين لا يستطيعون فعل شيء، فيشفون عجزهم عن طريق تعجيز الآخرين .... مع أن نجاح كل إنسان يختلف في تعريفه من شخص لآخر، فكل يرى النجاح بمنظوره الخاص والمختلف .... حتى السعادة نسبية وتختلف في مفهومها من شخص لآخر .... ومع ذلك، كل منا يحب أن ينظر إلى الآخر، وكثير من الناس يجزئون مبادئهم وينتقدون أخطاء غيرهم دون النظر إلى أخطائهم.

من أجل حياة صحية وإيجابية خالية من السلبيات والتوترات .... يجب ألا نلتفت لمن ينتقدنا بشكل هدام أو يقلل من قيمة أي شيء نراه قيمًا في نظرنا .... كما يجب أن نحمي أنفسنا من خلال عدم مشاركة تفاصيل حياتنا الشخصية مع أي شخص، لكي نبتعد عن التطفل وسوء الفهم .... وألا نقدم مبررات تدعم مواقفنا بهدف إقناع الآخرين، لمنع بذل جهد بلا جدوى أو تضييع وقتنا الذي قد نحتاجه في فعل أشياء أخرى أكثر أهمية .... علينا أن نستعد لأي تغيير يطرأ على حياتنا ونتكيف معه وأن نظل واثقين في أنفسنا وفي قوة إرادتنا في صنع التغيير للأفضل وفق رؤيتنا التحليلية العميقة للأمور

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

حوار مع الذات

 

خالد بن حسن الطويل

للضرورة القصوى، وللعمر وللحياة، ولك أنت. يجب أن تكون لك وقفات مع النفس تتحدث فيها مع ذاتك، تقلب صفحاتها وتبحر في مكنوناتها؛ لترى مكوناتها وتفاصيلها، تخاطبها لتعلم خفايا دهاليزها؛ للتمكن من تفنيد الصالح والطالح من تلك التفاصيل… ففي الكثير من الأحيان؛ نحمل معنا مشاعر قاسية لتجارب مررنا بها ذات عمر، أو خيبات آلمتنا كثيرا، كما أننا نحتاج إلى اكتشاف مميزات تلك النفس لنشعر بها ونغذيها…

 

لم يعُد الوقت متأخرا إطلاقاً لتلك الوفقات؛ فكل العمر قابل للإصلاح، وكل نفس قابلة للحياة بسعادة، وما نحتاجه فقط هو وقفات حياتية مع ذواتنا؛ لندرك ونتدارك أنفسنا، لكي لا يمر العمر ونحن في متاهات الحياة لم ندرك بعد الطريق إلى الراحة النفسية والتصالح مع الذات، والذي هو الركيزة الأساسية إلى حياة متوازنة مع أنفسنا ومع الآخر …

 

المبحر في لج الحياة يجب أن يُدرك أن تلاطم الأمواج لا يعني اليأس، وأن السقطات لا تعني النهاية مطلقاً، هي مجرد منعطفات لابد منها؛ لكي نتعلم، وتنمو شخصياتنا وتصقل ذواتنا…

 

عند العتمة، وحينما تتقطع سبل الحلول، تيقن بأن ما تواجهه عبارة عن تحصين تستفيد منه في قادم العمر للتعامل مع المحن، فالخبرات لا تبنى دون ألم. وتراكم التحديات يعني الصقل الذي نحتاجه جميعا؛ لتكوين ذوات قوية ترفد الآخرين بالحلول..

 

جميعنا قد نمر في مرحلة من العمر بسوداوية نرى معها انعدام الأمل، ونهاية طواف الحياة، نشعر بالخيبة، ونمارس طقوس الحزن، ونرى الغد بعين اليأس، لكن في الحقيقة يجب أن ندرك أن كل مراحل العمر مهما كانت، تبقى مجرد مرحلة ووقت سوف يمر وأن بزوغ شمس الأمل قادم، وأن الزمن كفيل بمعالجة كل شيء مهما كان، والأهم أن نؤمن بهذه الحقيقة؛ لنبقى أقوياء، ونمحو رواسب التجارب القاسية؛ لتمر مراحل العمر دون أن تحمل شوائب تلك المحن..

نعم! من المهم جدا أن نتيقن بأننا أقوياء، وأن ما يحدث اليوم سوف يصبح ذكرى نأخذ منه العبرة والفائدة، وأن قادم الأيام ستحمل لنا في طياتها السعادة والفرح.

و حتى إن  داهمنا الأرق اليوم فحتماً سوف نخلد لنوم مريح غدًا بنفس هادئة وروح  تتوق لصباح جميل…

 

يجب أن ندرك بأن شخصياتنا وذواتنا نحن من يحمل مسؤولية صقلها، والحفاظ عليها متزنة قوية ومبتسمة، ونحن من يجب أن نبحث عن بقعة ضوء في الظلام الحالك لنتمسك بالأمل دوما..

مقالات مشابهة

  • سوء الاختيار
  • «الأمم المتحدة».. دور غائب وإصلاح منشود (ملف خاص)
  • حوار مع الذات
  • إيمان كريم: صابحة حمدي نموذج فريد من ذوي الإعاقة البصرية في التعامل مع الإتاحة التكنولوجية الجديدة
  • أخبار الفن.. أحدث ظهور لـ حفيدة أصالة .. أول تعليق من كريم عبد العزيز بعد فوزه بجائزة الإبداع
  • كريم عبد العزيز يهدي جائزة الإبداع عن دوره في «الحشاشين» لروح المنتجين حسام شوقي وفتحي إسماعيل
  • أصعب دور قدمته .. اول تعليق من كريم عبد العزيز بعد فوزه بجائزة الابداع
  • خالد ميري يكتب: متى تنتهي الحرب؟!
  • خالد الغندور: قائد الأهلي يحفز اللاعبين بتصريحات حسين لبيب وأيمن عبد العزيز