المرافقون في بيت لحم والقدس ووادي الأردن يتحدثون عن العنف في المجتمعات المحلية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أظهرت التقارير الصادرة عن برنامج المرافقة المسكوني التابع لمجلس الكنائس العالمي في فلسطين وإسرائيل أن المجتمعات الفلسطينية تعاني من ضعف في مواجهة العنف، وتعيش في حالة من الخوف المستمر.
وأضافت الصفحة الرسمية لمجلس الكنائس العالمي ، اليوم الثلاثاء ، بان مجموعة من المرافقين قاموا بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة من 12 سبتمبر إلى 10 أكتوبر في بيت لحم والقدس ووادي الأردن، حيث وثقوا حالات من العنف والتهجير ومنع الوصول، وغيرها من الانتهاكات.
وتابعت : من بين الحوادث التي تم تسجيلها، ما حدث في بيت لحم بتاريخ 8 أكتوبر، حيث أفاد سكان منطقة خلة اللوزة بتعرضهم للاعتداء والضرب على يد المستوطنين والجنود عدة مرات في الأسبوع. وأعربوا عن مخاوفهم من الذهاب إلى الحقول أو أشجار الزيتون أو ترك الأغنام للرعي. وقال الرجال إنهم يشعرون بالخوف من ترك النساء والأطفال بمفردهم، خاصة في الليل، نتيجة للاعتداءات العنيفة وإطلاق الغاز المسيل للدموع. وقد تحدثوا عن ثلاث هجمات تعرضوا لها خلال الأيام الخمسة السابقة، وأكدوا حاجتهم الملحة للحماية، خصوصًا بعد الهجوم الليلي الذي أدى إلى تلف أنابيب المياه في مجتمعهم.
وفي القدس، عبّر البدو في منطقة الخان الأحمر - أبو الحلو عن تزايد هجمات المستوطنين ضد طلاب المدارس والفتيات، حيث يستهدف المستوطنون الطريق الذي يسلكه الأطفال في طريقهم إلى المدرسة. وأشار زعيم بدوي إلى أن هذه الحوادث تعكس زيادة مضايقات المستوطنين، مبدياً قلقه من أنه قد لا يُسمح للأطفال باستخدام هذا الطريق في المستقبل.
وفي وادي الأردن، سردت امرأة بدوية من حمامات المالح معاناتها من ظروف المعيشة الصعبة والخوف الناجم عن عنف المستوطنين. قالت إنها لا تستطيع البقاء خارج المنزل لفترة طويلة أو ترك حيواناتها عرضة للاقتحامات. وأوضحت أنها تشعر بأنها تحت المراقبة باستمرار، وأن الطائرات بدون طيار تشير إلى احتمال تعرضها لهدم منزلها. وغالبًا ما يتجول رئيس أمن المستوطنين ويلتقط صورًا لمنازل الفلسطينيين. كما ذكرت حادثة أطلق فيها أحد المستوطنين مسدسه تجاه زوجها، مما أدى إلى ذعر الناس وهروبهم.
واستطردت ، على الرغم من هذه التحديات، أبلغ المرافقون عن ردود فعل إيجابية من المجتمعات التي زاروها. حيث عبّر أحد القادة البدو من جبل البابا عن تقديره للمرافقين المسكونيين لزيارتهم المجتمع. كما أعرب مدير المدارس في أريحا عن سعادته بوجودهم في المدرسة بعد تعرضها للهجوم.
وأشارت قيادة الكنيسة المحلية، التي تلقت هذه التقارير، إلى أهمية التواصل مع الدبلوماسيين والحكومات في إطار أعمال الدعوة التي يقوم بها
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجلس الكنائس العالمي فلسطين إسرائيل انتهاكات حقوق الانسان الامم المتحده
إقرأ أيضاً:
الجار قبل الدار حين يُعيدنا رمضان إلى قيمنا الأصيلة
بقلم: اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
في زحمة الحياة وتسارع إيقاعها يبدو الجار كظلٍّ بعيدٍ نحياه دون أن نراه نحفظ اسمه دون أن نطرق بابه ونلتقيه صدفةً دون أن نتذكر متى كانت آخر مرة جمعتنا معه مائدة أو حديثٌ عابرٌ عن الحياة.
لكنّ رمضان بشعائره وروحه يعيد ضبط إيقاعنا يبطّئ عجلة الأيام لنلتفت إلى من جاورونا العمر قبل الدار إلى من نسمع صوت أذانهم في بيوتنا قبل أن نسمعه في المساجد إلى من تقاسمنا معهم جدرانًا لم تفصل قلوبنا، بل قرّبت أرواحنا.
يأتي يوم الجار العالمي في الأسبوع الأخير من شهر أبريل كفرصةٍ لإعادة الحياة إلى هذه الروابط لتعميق العلاقات بين الجيران وإحياء روح التعاون والتضامن في المجتمعات.
لا يكون هذا اليوم مجرّد احتفالٍ عابر بل مناسبةً لاستعادة ما فقدته المدن الحديثة من دفء العلاقات ولتذكير الناس بأن الجار ليس مجرد شخصٍ يعيش بقربنا بل جزءٌ من نسيج حياتنا اليومية.
في بعض الأماكن يتم تنظيم فعاليات مثل تناول الطعام المشترك أو الأنشطة الجماعية التي تعزز الشعور بالانتماء غير أن رمضان في البيئة العراقية يجعل من هذه الممارسات عادةً يومية حيث تصبح الموائد جسورًا تمتدّ بين القلوب وتتجلى معاني الجيرة بأبهى صورها من خلال تبادل الطعام والعزائم في مشهدٍ يعكس القيم الإسلامية التي حثّ عليها النبي الأكرم حين قال: “الجار قبل الدار”.
من منظورٍ نفسيّ، الجيرة الطيبة تساهم في التخفيف من التوتر وتخلق بيئةً آمنةً يشعر فيها الإنسان بالطمأنينة فحين يدرك أنّ خلف جدار منزله من يسأل عنه ومن يتفقد حاله ومن يهبّ لمساعدته عند الحاجة يتراجع القلق ويقلّ الإحساس بالعزلة التي صارت سمةً للعصر الحديث.
التفاعل الإيجابي مع الجيران يزيد من الشعور بالانتماء ويعزز الصحة النفسية ويُعيد إلى المجتمعات شيئًا من إنسانيتها المفقودة.
أما اجتماعيًا فإحياء هذه المناسبة لا سيّما في رمضان هو فرصةٌ لردم الفجوات التي صنعتها الحياة العصرية بين العائلات ولإعادة بثّ الدفء في شرايين المجتمعات التي بدأت تفقد صلتها ببعضها.
إنّ مجرّد مشاركة الإفطار مع جارٍ قد يكون وحيدًا أو طرق بابٍ لم يُطرق منذ زمن
أو تبادل طبقٍ بسيط كفيلٌ بأن يعيد ترميم العلاقة ويُحيي مودةً كادت أن تذبل.
في عالمٍ يزداد انشغالًا قد يكون الإعلام هو الوسيلة الأكثر تأثيرًا لإعادة تسليط الضوء على أهمية الجيرة وتحويل يوم الجار العالمي إلى مبادرةٍ واسعةٍ تصل إلى كل بيت.
منصات التواصل الاجتماعي قادرةٌ على إحياء هذا المفهوم من خلال حملاتٍ تذكّر الناس بقيمهم وتسلط الضوء على المبادرات المجتمعية وتدعو إلى مشاركة قصص الجيران الذين صنعوا فارقًا في حياة بعضهم.
وفي الحديث النبويّ الشريف: “تهادوا تحابّوا” تكمن معجزةٌ صامتة قادرةٌ على اختصار المسافات وتبديد الخلافات وإعادة وصل ما انقطع.
ليس مطلوبًا أن تكون الهدية فاخرة فربّما وردةٌ تُطرق بها الأبواب أو قطعة حلوى تُهدى لطفل الجيران كفيلةٌ بزرع بذرةٍ من المحبة تنمو مع الأيام.
في شهر الرحمة وفي زمنٍ باتت فيه العلاقات هشّةً كزجاجٍ تكسّره التفاصيل الصغيرة لنُعيد للجار مقامه ولنُحيِ قلوبنا قبل موائدنا.
فربّما كان الجار هو العائلة التي لم نخترها لكنه كان الامتحان الحقيقيّ لإنسانيتنا
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي