#سواليف

#حرية_التعبير بين #القانون و #الإنسانية : #قضية_احمد_حسن_الزعبي
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

في لحظة تاريخية فارقة، حيث تلتقي القوانين الصارمة مع الروح الإنسانية، نقف مرة اخرى أمام قضية الكاتب الوطني الأردني أحمد حسن الزعبي بقلوب مفعمة بالحزن والأسى. هذا الكاتب، الذي لم يكن مجرد ناقدا للحكومة، بل كان صوتًا حرًا يجسد نبض الشعب الأردني، دفع ثمنًا باهظًا لموقفه الجريء بالدفاع عن قضايا وطنية تلامس حياة كل مواطن أردني.

مرضه الشديد داخل السجن يجعلنا نتساءل: أين هي الإنسانية في هذا الوضع؟ أين هو الإرث الاردني من التسامح والرحمة الذي عرفناه على مر العقود؟

أحمد حسن الزعبي لم يكن صوتًا عابرًا، بل كان مرآة تعكس هموم الشعب واماله و وتطلعاته، هو رجل جسّد حرية التعبير في أرقى صورها، تلك الحرية التي كفلها دستور الأردن، الذي نفخر به جميعًا. لكنها اليوم، تبدو وكأنها تخضع لاختبار قاسٍ. فالزعبي يمثل قضية أكبر من مجرد شخص، إنه رمز لصراع مستمر بين القانون الجامد وحق الإنسان في أن يقول ما يؤمن به دون خوف من السجن أو القمع.

مقالات ذات صلة الدويري: فقدان أثر مسيّرة حزب الله يعكس فشل منظومة الدفاع الإسرائيلية 2024/10/22

إن حرية التعبير ليست مجرد حق قانوني، بل هي روح الديمقراطية، وهي الجسر الذي يعبر منه الوطن نحو مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة. الزعبي، طوال مسيرته، لم يكن سوى ناقد بناء يسعى إلى إصلاح الأوضاع، وليس تهديدًا لأمن الوطن واستقراره . هذا ما يجب أن ندركه جميعًا. صوته هو صوت الشعب، وآلامه هي آلامنا، ومعاناته هي جرح في ضمير كل مواطن يؤمن بالحرية والكرامة.

وفي ظل هذه الظروف القاسية التي يمر بها الزعبي، يجب أن نتذكر أن العدالة ليست فقط في تطبيق القوانين بحذافيرها، بل في مراعاة الإنسان ككيان يحمل في داخله الكرامة والحقوق. لا يمكن أن يكون السجن هو الحل لكل معارض أو ناقد. بل يجب أن نعود إلى قيمنا الأصيلة التي تنادي بالتسامح والرحمة، خاصة في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها هذا الكاتب الوطني.

إننا نعيش في زمن لا يحتمل الانقسامات، فالنيران التي تشتعل حولنا في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن تتطلب وحدة الصف وتلاحم الجهود خلف القيادة الهاشمية الحكيمة ظفاعا عن الوطن الغالي . وفي هذا السياق، يصبح من الضروري أن نحافظ على كل صوت وطني حر، مثل صوت أحمد حسن الزعبي، الذي طالما دافع عن الوطن وحقوق مواطنيه. رسالته من داخل السجن، حين قال “الوطن لم يظلمني”، تحمل في طياتها معانٍ عظيمة، تدعو الجميع إلى إعادة النظر في قضيته من منطلق إنساني ووطني.

وفي هذا الوقت الذي نشهد فيه تحديثًا سياسيًا حقيقيا يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي تجسد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ، نرى أن إطلاق سراح معتقلي الرأي هو خطوة ضرورية لتعزيز مسيرة الإصلاحات. هذه الإصلاحات التي تعد بُشرى أمل لكل من يؤمن بأن الحرية والأمن يمكن أن يتعايشا في وطن واحد وهي تبعث برسائل للداخل والخارج على حد سواء ،فمشروع التحديث السياسي يمضي بخطى واثقة وحثيثة ،والأردن امن مستقر بفضل حنكة القيادة ووعي الشعب .

يجب أن نبرهن للعالم أننا دولة تؤمن بالديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان، وأن صوت الحق والعدالة لن يخبو فيها، مهما كانت المصاعب والتحديات. إن احترامنا لحقوق الإنسان هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مزدهر ومستقر لوطننا الغالي وشعبنا الاردني الحر الابي .

وفي الختام، لا يسعنا سوى أن نناشد الحكمة والرأفة في التعامل مع هذه القضية، وأن نعي أن حلها يجب أن ينبع من قيم التسامح والإنسانية التي تربينا عليها في هذا الوطن. إن صوت أحمد حسن الزعبي وصوت كل الوطنين المخلصين للبلاد والعباد يجب أن يكون جزءًا من مسيرة الإصلاح التي نسعى لتحقيقها ، ليظل الأردن واحة للحرية والديمقراطية وملاذ للاحرار للأمن ونموذج للامن والاستقرار في منطقة تموج بالتحديات.
بالتسامح والإنسانية، نؤمن بأننا سنصل إلى ما نصبو إليه من مستقبل أفضل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف القانون الإنسانية أحمد حسن الزعبی حریة التعبیر فی هذا یجب أن

إقرأ أيضاً:

لهذا السبب.. سارة سلامة تتصدر ترند "جوجل"

تصدر اسم الفنانة سارة سلامة، ترند جوجل، بعدما شاركت متابعيها أمس بأحدث جلسة تصوير خضعت لها، من خلال  حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام".

إطلالة سارة سلامة 

 

وارتدت سارة سلامة في الصور بنطلون باللون الأسود مع توب بنفس اللون كان كاشفًا عن بطنها وارتدت فوق جاكت أسود.


كما ارتدت سارة سلامة حذاء باللون الأبيض، وبدت وهي ممسكة حقيبة باللون الأسود ووكانت مرتدية بعض الإكسسوارات، كما  اعتمدت على تسريحة الشعر المنسدل على كتفيها، ونسقت مع إطلالتها مكياجا بالألوان الهادئة، وحظيت الصور على إعجاب عدد كبير من قبل متابعيها.

آخر أعمال سارة سلامة

 

وكان آخر أعمال سارة سلامة الدرامية مشاركتها في مسلسل "الأجهر"، بطولة عمرو سعد، درة، سيد رجب، عمرو عبدالجليل، أحمد صفوت، ناهد السباعي، مصطفى أبوسريع، أنوشكا، أحمد مجدي، محمد جمعة، ندى بهجت، محمود قابيل، عارفة عبدالرسول، نور النبوي، بدرية طلبة، محمد التاجي، نهلة سلامة، ياسر الزنكلوني، حمدي هيكل، حسني شتا، محمد خميس، أحمد حبشي بجانب ضيوف الشرف وفاء عامر، أشرف عبدالغفور، خالد زكي، باسم مغنية، رابي عمرو سعد، وهو من تأليف ورشة ملوك المكونة من محمد فوزي، أحمد بكر، أحمد حلبة، أحمد عيد، وإخراج ياسر سامي.

مقالات مشابهة

  • أخنوش: النضج السياسي الذي يطبع الأغلبية الحكومي كان سبباً في تجاوز تعطيل المشاريع التنموية التي ورثناها في السنوات السابقة
  • ماسك يقدم مليون دولار لدعم حرية التعبير وحمل السلاح خلال لقاءات مع المحافظين
  • د. ثابت المومني يسأل عن جرم الكاتب الزعبي وجرائم خونة الوطن
  • نائب:حرية التعبير ما زالت مقيدة في ظل الحكم الإطاري
  • وفيات الثلاثاء .. 22 / 10 / 2024
  • حرية التعبير في خطر.. برلماني يخشى من القانون: أحزاب السلطة تريد التقييد
  • حرية التعبير في خطر.. برلماني يخشى من القانون: أحزاب السلطة تريد التقييد - عاجل
  • علي احمد عواد الزعبي في ذمة الله
  • لهذا السبب.. سارة سلامة تتصدر ترند "جوجل"