السفر إلى جنيف.. رحلة الاستمتاع بالحضارة والثقافة مع هدوء الطبيعة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أين يمكن أن تجد مدينة أوروبية تجمع بين جمال أحيائها وعراقة تقاليدها وهدوء أجوائها؟ وأي مدينة يمكن أن تزور معالمها الأبرز مشيا، دون أن تحتاج إلى ركوب وسيلة نقل عمومي لتقطع بك مسافات طويلة.
يطلق عليها لقب "أصغر مدينة في العالم" بسبب طابعها متعدد الثقافات، فنجد المعارض الفنية ومتاجر التحف وكاتدرائية سانت بيير التاريخية، فضلا عن المطاعم الصغيرة في ساحات البلدة القديمة النابضة بالحياة، رغم هدوء شوارعها التي تعود للقرون الوسطى.
اكتشف مدينة سويسرية مليئة بالمفاجآت والواقعة بين قمم جبال الألب ومزارع الكروم مع دليل السفر هذا، وانطلق في مغامرة لا تُنسى في جنيف!
النافورة الأيقونةوبعد شهرة جنيف في مجال الساعات والبنوك والشوكولاتة، تعد نافورة جنيف "Jet d’Eau" أحد أشهر المعالم الأوروبية ونقطة الجذب السياحي الأبرز في قلب ميناء المدينة، ويصل ارتفاعها إلى 140 مترا، ما يجعلها من أطول النوافير بالعالم.
وقد تم اختراع نافورة المياه عن طريق الصدفة تقريبا، وهي تجسد الطموح والديناميكية والسمعة الدولية لمدينة تحترم بيئتها. فمنذ عام 1891، ساهمت -في شكلها الأصلي وهو عبارة عن عجلة كبيرة- في إضفاء الحيوية على منطقة وسط جنيف، إذ جرى بناء النافورة في الأصل لتكون صماما لتخفيف الضغط على آلات صنع المجوهرات.
وفي عام 1886، اضطر المصنع الهيدروليكي -الذي قام بتوزيع القوة المحركة لنهر الرون على الحرفيين وصانعي الساعات في جنيف- إلى إطلاق المياه في الهواء الطلق جراء الضغط الزائد، وذلك عندما أغلقت ورش العمل أبوابها في المساء.
وهكذا أصبحت النافورة الأيقونة رمزا للمدينة بـ 500 لتر من مياه البحيرة التي تتطاير في الهواء كل ثانية بسرعة 200 كم/ساعة تقريبا. ويزن الماء المنبعث من النافورة بشكل دائم في الهواء أكثر من 5 أطنان.
إذن لا تنتظر! استغل وجودك في جنيف للالتقاط صور فوتوغرافية مميزة من أمام النافورة، فهي من أهم الطقوس التي درج عليها السياح خلال زيارتهم للمدينة.
ساعة الزهورويتم تصوير الساعة الأكثر شهرة في جنيف يوميا من قبل مئات السياح من جميع أنحاء العالم، فهي تجمع بين التميز في صناعة الساعات في جنيف والدراية في فن البستنة.
وقد أقيمت الساعة عام 1955 تكريما لشهرة صانعي الساعات السويسريين، ويبلغ قطر هذه الساعة العملاقة 5 أمتار ومحيطها 18 مترا. وعند الاقتراب منها، ستلاحظ أن عقرب الثواني ضخم فهو يبلغ من الطول مترين ونصف المتر، وهو ما يجعله الأطول في العالم.
وتضم ساعة الزهور -الواقعة في قلب الحديقة الإنجليزية- قرابة 12 ألف زهرة يُعاد تشكيلها وترتيبها 4 مرات كل سنة، إيذانا بتغير الفصول.
وبالإضافة لشكلها الجمالي والزخرفي، يمكنك ضبط ساعتك بالرجوع إليها، لأنها تقدم الوقت بدقة سويسرية لا مثيل لها، لأن دقتها مضمونة بفعل اتصالها الإلكتروني بالأقمار الصناعية.
ثم يمكنك التجول في الحديقة الإنجليزية، وهي أول حديقة ريفية على الطراز الإنجليزي في جنيف ويعود تاريخها إلى عام 1854. وتضم منحوتات مخصصة للفنانين الأكثر تأثيرا في تاريخ جنيف، ونصب تذكاري وطني، وهو عبارة عن تمثال لامرأتين تحملان بعضهما البعض عند الخصر، وهو ما يرمز إلى ضم جنيف إلى سويسرا في عام 1814.
متاحف جنيفوتعتبر هذه المدينة الواقعة في الطرف الغربي لسويسرا موطنا حقيقيا للثقافة، حيث تكشف النقاب عن متاحفها المتعددة وصالات العرض التي لا تعد ولا تحصى طيلة السنة، بالإضافة إلى المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية.
وتتميز جنيف بسهولة التنقل إذ يمكن زيارة المعارض من خلال الانتقال من متحف إلى آخر سيرا على الأقدام أو بالدراجة لخوض تجربة ثقافية، تجمع بين التعرف على عصر صانعي الساعات الأوائل والكنوز التاريخية.
ومنذ افتتاحه في عام 1910، يدعوك متحف الفن والتاريخ ـ وهو أكبر المتاحف في سويسرا ـ في رحلة عبر الزمن لاكتشاف الآثار والفنون الجميلة من خلال قرابة 650 ألف قطعة وعمل فني.
وأما متحف باتيك الذي تأسس عام 2001، فيضم إرث صناعة الساعات من جنيف أو سويسرا أو أوروبا، ويعود تاريخه للقرن السادس عشر، كما يضم المتحف أرقى إبداعات صانعي الساعات الرئيسيين لعلامة جنيف التجارية، ونجد أيضا مكتبة مخصصة بالكامل لهذه الصناعة العريقة.
وتعد جنيف مسقط رأس الصليب الأحمر وموطن المتحف الوحيد المخصص لأعمال أول فائز بجائزة نوبل للسلام في العالم وهو هنري دونان، ويقع المتحف الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر (MICR) مقابل قصر الأمم وتم افتتاحه عام 1988.
وإذا كنت من عشاق الهندسة المعمارية، فلا تفوت فرصة زيارة كاتدرائية سانت بيير التي خضعت لأكثر من تعديل عبر التاريخ منذ بنائها عام 1160، وتحتوي على كنوز تعود للعصور القديمة. وبعد صعود 157 خطوة، ستصل إلى قمة أبراجها للاستمتاع بإطلالة بانورامية مذهلة بزاوية 360 درجة على المدينة والبحيرة.
التنقل والإقامةتوفر بطاقة "سيتي باس" (City Pass) التنقل إلى 60 نشاطا مجانيا أو بأسعار مناسبة جدا في جنيف، سواء للصغار والكبار لمدة تتراوح بين يوم إلى 3 أيام، وذلك من أجل اكتشاف المتاحف والاستمتاع بالرحلات في بحيرة ليمان الشهيرة أو بالجولات الإرشادية.
ومنذ 140 عاما، تبحر القوارب في أكبر بحيرة داخلية في أوروبا الوسطى (بحيرة ليمان) لتقديم رحلات يومية بين سويسرا وفرنسا.
وبالإضافة إلى سهولة التنقل بين الموانئ والقلاع، تشمل رحلة القارب مناظر طبيعية خلابة للقمم المغطاة بالثلوج لجبال الألب السويسرية وللمدن المحيطة.
وبفضل قرب المناطق السياحية من بعضها البعض، يمكنك المشي في أنحاء المدينة بسهولة أو تأجير دراجة كهربائية لاكتشاف مزارع الكروم الرائعة في جنيف بشكل مريح بصحبة مرشد خاص.
ويشهد قطاع الفنادق في جنيف رواجا كبيرا بفضل سياحة الأعمال التي تشتهر بها المدينة، لذا غالبا ما تكون ممتلئة خلال الأسبوع، وتقدم عروضا ترويجية في عطلة نهاية الأسبوع بأسعار أكثر جاذبية.
لذا ينصح دائما بمتابعة العروض المتوفرة على الإنترنت لتتمكن من العثور على خصومات في فنادق 3 أو 4 نجوم بنسبة قد تناهز 50%.
ويعتبر فندق "مانداران أوريونتال" من أجمل أماكن الإقامة بفضل موقعه في قلب جنيف على طول نهر الرون وبالقرب من البنوك، ويضم 178 غرفة وجناحا واسعا يناسب العائلات. كما أن مطعمه الياباني الفاخر "ساشي" المستوحى من التراث الآسيوي يقدم كلاسيكيات الطهي ورحلة تذوق إلى عالم من النكهات.
وفي البلدة القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، ستقدم لك المطاعم ما لذ وطاب من الأطباق التي ستسافر بك إلى نكهات سويسرا الأصلية. وفي جو دافئ ومريح، يدعوك مطعم "لي أرمير" (Les Armures) الشهير ـ أحد أقدم مطاعم جنيف ـ للسفر عبر الزمن لاكتشاف فن الطهي السويسري، مثل الراكليت والفوندو، بأسعار مناسبة جدا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی جنیف فی قلب
إقرأ أيضاً:
سويسرا تشرع بيع وزراعة وتعاطي الماريجوانا للبالغين بشكل مقنن
بغداد اليوم - متابعة
أقرت سويسرا، فجر اليوم السبت (15 شباط 2025)، تشريعا مثيرا لزراعة وشراء واستهلاك القنب للبالغين.
وحصل إقرار مشروع هذا القانون لمنتجات القنب (الماريغوانا) على 14 صوتا مؤيدا وتسعة أصوات معارضة وامتناع عضوين عن التصويت في البرلمان السويسري.
ويؤدي تعاطي هذا النوع اثارا سلبية من ضمنها تشويش الحواس، وتباطؤ الوقت، والشعور بالسعادة والاسترخاء، أو العكس، والشعور بالارتياب واحمرار العينين، وزيادة الشهية، وجفاف الفم، والتغيرات في ضربات القلب وضغط الدم.
فيما تشير دراسة إلى أن اختبارات الدم للحمض النووي يمكن استخدامها لتحديد مستخدمي القنب الذين لديهم خطر أعلى للإصابة بالذهان، مما يسمح بالتدخل المبكر واتخاذ تدابير وقائية، كما توفر هذه الدراسة مزيداً من الأدلة على المخاطر الصحية طويلة الأجل المرتبطة باستخدام القنب بانتظام، وخاصة الأنواع عالية القوة.
اما في سويسرا يتوقع المشرعون بعد تشريعه، أن "يساعد القانون الجديد على تنظيم سوق القنب لحماية المستهلكين والقُصّر بشكل أفضل وتثبيط الاستهلاك، كما يرغب البرلمان في فرض ضريبة إضافية على منتجات القنب لخفض الاستهلاك".
ووفقًا لهذا التشريع، سيسمح للبالغين بزراعة ثلاث نبتات كحد أقصى، وستخضع عملية بيع القنب لرقابة صارمة من قبل السلطات، وسيكون متاحا للشراء في عدد من المنافذ المرخص لها، وسيظل توزيع القنب وبيعه للقاصرين محظورا، وكذلك قيادة السيارات تحت تأثير المخدرات.
المصدر: وكالات