تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.. تفاصيل جديدة حول طرق التهريب وآليات التجميع
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
كشف تقرير أممي حديث عن استمرار تهريب الأسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن عبر مسارات بحرية وبرية رئيسية، تستخدمها شبكات تهريب متطورة.
وأوضح التقرير، الذي أعده البرنامج العالمي لمكافحة الشبكات الإجرامية وبرنامج مكافحة الجريمة البحرية، أن هذه الشبكات تعتمد بشكل كبير على سفن خشبية صغيرة تُعرف باسم "الداو"، وهي الوسيلة الرئيسية المستخدمة في نقل المعدات العسكرية إلى المليشيات المسلحة في اليمن.
وأشار التقرير إلى أن الأسلحة تُهرب عادةً على شكل أجزاء منفصلة، ليتم تجميعها لاحقًا داخل اليمن، حيث يقوم الحوثيون بإعادة تجميعها محليًا. ومن بين هذه المعدات العسكرية التي يتم تهريبها، تبرز الطائرات المسيّرة والقوارب المفخخة، التي يستخدمها الحوثيون في تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات اليمنية والتحالف العربي.
وفي إطار الجهود اليمنية لمكافحة التهريب، أعلنت السلطات الأمنية بمحافظة المهرة عن إحباط تهريب أكثر من 3,000 قطعة غيار سلاح كانت مخبأة ضمن شحنة تجارية وصلت إلى اليمن عبر منفذ "شحن" الحدودي مع سلطنة عمان.
ووفقًا لمسؤول أمني، فإن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الإنجازات التي حققتها جمارك منفذ "شحن" مؤخرًا، والتي تضمنت إحباط محاولات تهريب قطع غيار لطائرات مسيّرة وأسلحة متنوعة.
وفي التفاصيل، تمكّن موظفو الجمارك بالتعاون مع الجهات الأمنية من ضبط 3,975 قطعة غيار لسلاح "كلاشينكوف"، كانت مخبأة داخل شحنة تجارية.
وتأتي هذه العملية بعد إحباط تهريب 100 محرك لطائرات مسيّرة في يناير 2023، كانت متجهة إلى جماعة الحوثي. وكشفت الفحوصات الجمركية أن الشحنة التي ادعى مالكها أنها ملابس، كانت تحتوي على معدات وأجهزة اتصالات تستخدم في العمليات العسكرية.
وأشار تقرير صادر عن خبراء مجلس الأمن الدولي إلى أن هناك طرقًا برية تُستخدم لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين عبر الحدود الشرقية لليمن، إضافة إلى الطرق البحرية التي تعتمد على شبكات تهريب قادمة من إيران عبر البحر الأحمر.
وفي تطور آخر، كشف ضابط منشق عن مليشيا الحوثي في وقت سابق تفاصيل دقيقة حول عمليات تجميع وصيانة الصواريخ التي تتم داخل معسكر سلاح الصيانة بصنعاء.
ووفقًا لشهادة الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن الحوثيين يقومون بإصلاح أسطوانات الوقود الخاصة بالصواريخ في هذا المعسكر، بينما تصل الرؤوس المتفجرة والملحقات الأخرى من سلطنة عمان عبر محافظتي المهرة وحضرموت، ويتم تهريبها عبر البحر الأحمر مخبأة داخل أكياس القمح والمواد الغذائية.
وأضاف الضابط أن هذه الرؤوس تُنقل إلى صنعاء بواسطة باصات مغلقة تُشبه تلك المستخدمة في الدورات التدريبية، ليتم تركيب الصواريخ في مواقع الإطلاق قبل ساعات قليلة من استخدامها.
وأكد الضابط أن جميع الفنيين العاملين في هذه العمليات هم من الحرس الثوري الإيراني، الذين يشرفون بشكل مباشر على عمليات تركيب الصواريخ وتجهيزها للإطلاق.
ويرى مراقبون أن عمليات التهريب تعكس تكامل الأدوار بين شبكات التهريب الدولية ومليشيا الحوثي في اليمن، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي تتلقاه الجماعة من إيران.
وأضافوا أن عمليات التهريب لم تعد تقتصر على الأسلحة الجاهزة، بل باتت تتطور لتشمل تهريب قطع غيار وأجزاء يتم تجميعها داخل اليمن، مما يمنح المليشيا قدرات تصنيع محلية متزايدة.
وأشاروا إلى وجود تحديات أمنية كبيرة تواجه السلطات اليمنية، خاصة في المناطق الحدودية والمنافذ البحرية، كما تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتعقب وضبط شبكات التهريب التي تُغذي النزاع في اليمن، وتعمل على إطالة أمد الصراع وتعقيد مساعي السلام.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
اليمن على شفا حرب جديدة.. تحركات لـدعم جهود العودة للصراع؟
عقب هدوء ميداني ساد اليمن لنحو 3 أعوام تجددت معارك دموية في اليمن وتصاعدت مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع، بينما تُجري القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي اتصالات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من أجل إيجاد أرضية سياسية وميدانية لدعم جهود عودة النزاع.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن السعودية تحاذر استفزاز جماعة أنصار الله "الحوثي" حتى الآن، وغير المعلوم ما إذا كانت تلك الاتصالات تجري بغير علم كل من الرياض وأبو ظبي.
وأضافت الصحيفة "أن "أطراف المجلس الرئاسي، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح، ينخرطوا في صراع جذري وإلغائي ضد صنعاء، ويقدّم فيه كل منهما نفسه كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي استراتيجي للهجوم على الأخيرة، مستغلّين التغيّرات الإقليمية".
وقالت "يبدو التنظيمان مختلفين ومتصارعين في كل شيء، سوى مناصبة العداء لصنعاء، وهما يحرّكان ماكيناتهما السياسية والإعلامية والعسكرية كأنهما في سباق مع الزمن لإقناع الدول الكبرى باستغلال الفرصة المتاحة، بحسب زعمهما، لضرب أنصار الله، وخصوصا بعدما أعادت إدارة دونالد ترامب تصنيف الحركة منظمة إرهابية عالمية".
وأوضحت "على أن الأطراف المحلية المستعجلة لعودة الحرب، تدرك التحديات والمخاطر التي تواجهها، وهي لم تنجح حتى اللحظة في تطبيق مقترحاتها التي يعدّ أبرزها توحيد مركز القيادة السياسي والعسكري، وتعزيز قوات حكومة عدن بالقدرات الأساسية القتالية والتدريبية، وتأطيرها ضمن مراكز عمليات مشتركة متعددة الجنسيات، بحيث يسهل تنسيق العمليات في الداخل مع التحالف السعودي - الإماراتي في حال اتخاذ القرار بذلك".
وناحية أخرى نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصادر مطّلعة في واشنطن على ما يتم الإعداد له في شأن اليمن، أن الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب، تبحث مقترحات للتوصّل إلى حلّ جذري، ليس فقط لمشكلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل أيضاً لما تعدّها مشكلة يمثّلها وجود جماعة أنصار الله وقوتها.
واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن التصنيف الأخير "يندرج ضمن خطة أوسع تهدف الخطوة الأولى منها إلى معاقبة الأشخاص والمؤسسات الخارجية الذين يساعدون الحركة، وفرض طوق ضيّق على اليمن، أما الخطوة الثانية، فترمي إلى وضع الأسس القانونية المطلوبة للبدء في تشكيل تحالف عسكري يكون قادراً على ضرب قدرات الحركة بغطاء قانوني وعسكري كبير، ويكون لديه العتاد الجوّي والعديد الميداني، كما كانت حال التحالف ضد داعش".
وفي هذا الإطار، في سياق تحريضه على الاقتتال الداخلي في اليمن، طالب السيناتور الجمهوري الأميركي، جو ويلسون، بلاده بالعمل مع السعودية والإمارات لدعم توحيد جيش حكومة عدن لهزم جماعة الحوثي، قائلا: إن "السعودية شريك وثيق وبنّاء ضد النظام الإيراني".
وفي وقت سابق، سرّبت وسائل إعلام خليجية ويمنية معلومات عن توجّه لدى إدارة ترامب لإنهاء مهمة تحالف "حارس الأزدهار" البحري في الأسابيع المقبلة، في ما يرجعه الخبراء إلى الرغبة في التخلّص من النفقات المالية للتحالف المذكور، بإعادة صياغته على أسس مختلفة وتحميل دول الخليج نفقاته.
ويأتي هذا مع تعزز الانطباع بأن المهمة البحرية – الجوية التي أطلقتها الإدارة السابقة فشلت في منع تهريب أسلحة إلى صنعاء، وأن إيران تمكّنت من خلال الكثير من الثغرات البحرية والبرّية من تهريب المئات، وربما الآلاف، من القطع التكنولوجية التي تحتاج إليها جماعة الحوثي لتطوير أداء المسيّرات والصواريخ التي تملكها، أو تعمل على تصنيعها محلياً.
وبحسب تقييم المسؤولين الأميركيين، والمستمر حالياً، يعود هذا الفشل إلى أن الدول المشاركة في التحالف بفاعلية لم تتخطّ العشر، وأن الولايات المتحدة وحدها من نشرت قوات بحرية وجوية في المنطقة، وقامت بعمليات استطلاع فوق الأراضي اليمنية، وعملت على التصدي للمسيّرات البحرية والجوية والصواريخ التي كان يطلقها اليمن على السفن العسكرية والمدنية التي تحاول خرق الحصار المفروض على "إسرائيل".
وتتصاعد مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع في البلد العربي، الذي يعاني بالفعل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
ومنذ نيسان/ أبريل 2022، شهد اليمن هدنة من حرب اندلعت قبل أكثر من 10 سنوات بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي التي تسيطر على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ أيلول/ سبتمبر 2014.
وفي سياق المعارك المتجددة، أعلن محور تعز العسكري الحكومي، عبر أن "اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الجيش ومليشيا الحوثي في جبهة الأقروض بمديرية المسراخ جنوب شرقي محافظة تعز (جنوب غرب)".
وأضاف أن "قوات الجيش نجحت في إحباط محاولة تسلل عناصر الحوثي، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم"، دون ذكر عدد محدد.