كسلا(السودان) - قُتل أكثر من 70 شخصا منذ اندلاع الاشتباكات في ولاية الجزيرة الأحد، بعد انشقاق قائد في قوات الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش، وفق ما أفاد الثلاثاء مسعفون متطوعون ونشطاء.

وأكدت غرفة طوارئ جنوب الحزام التي تضم مسعفين متطوعين في بيان الثلاثاء، العثور على "عشرين جثة متفحمة بينهم 4 أطفال وامرأتان" في الخرطوم، فيما أشارت إلى أنّ "عدد المصابين 27 بينهم أطفال ونساء".

من جهتها، أفادت لجنة المقاومة في ود مدني، وهي واحدة من مئات المجموعات التطوعية التي تنسق المساعدات في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، في بيان تلقته وكالة فرانس برس، بأنّ غارة جوية للجيش على مسجد أسفرت عن مقتل 31 شخصا في ولاية الجزيرة.

واتهمت لجنة المقاومة الجيش باستخدام "البراميل المتفجرة" في القصف، متحدثة عن "عشرات الأشلاء والجثامين... لم يتم التعرف عليها الى الآن".

وأعلن الجيش الأحد أنّ قائد قوات الدعم السريع في الجزيرة أبو عاقلة كيكل انشقّ عن هذه القوات مع "عدد كبير من قواته" لـ"القتال إلى جانب جيشنا"، في ما وصفه بأنّه أول انشقاق على مستوى عالٍ ضمن قوات الدعم السريع للانضمام إلى الجيش.

وقال متحدث باسم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إنّ كيكل وآخرين منشقّين سيحصلون على "عفو"، في وقت يتخوّف المدنيون من هجمات جديدة.

وفي شرق الولاية الذي مزّقته الحرب، قال ناشطون إنّ 20 شخصا على الأقل قُتلوا في هجمات نفّذتها قوات الدعم السريع منذ الأحد.

واندلعت الحرب في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح الرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت بأزمة انسانية حادة ونزوح الملايين.

ويخوض الطرفان معارك عنيفة في ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أواخر العام الماضي.

- هجمات "انتقامية" -
وبعد ساعات فقط من سيطرة الجيش على تمبول التي تقع على بعد 75 كيلومترا شمال ود مدني، أفاد شهود عيان بأنّ قوات الدعم السريع عادت "لتشنّ عمليات" في المدينة.

وقالوا إنّ عناصر قوات الدعم السريع "كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي في الهواء" ويجبرون المدنيين على حمل بضائع منهوبة.

وقال مصدر في قوات الدعم السريع لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته لكونه غير مخوّل التحدث إلى وسائل الإعلام، إنّ هذه القوات "صدّت" بحلول الثلاثاء "محاولة للجيش" لاستعادة السيطرة على بلدة تمبول.

وتُتهم قوات الدعم السريع على وجه الخصوص بعمليات نهب على نطاق واسع ومحاصرة قرى وارتكاب أعمال عنف جنسي ممنهجة في الجزيرة ومختلف أنحاء السودان.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب تشمل استهداف المدنيين والقصف العشوائي على مناطق مدنية وصولا الى إعاقة وصول المساعدات الانسانية أو نهبها.

وفي الرفاعة على بعد خمسين كيلومترا شمال عاصمة الولاية، قالت لجنة المقاومة المحلية الثلاثاء إنّ هجمات قوات الدعم السريع على سلسلة من القرى في شرق الجزيرة أسفرت عن مقتل عشرين شخصا على الأقل.

ويتهم نشطاء هذه القوات بتنفيذ "عمليات انتقامية ضد مدنيين عُزّل"، ردا على انشقاق كيكل.

وبحسب المرصد المركزي لحقوق الإنسان، فإنّ ما لا يقل عن سبع مدن وقرى تعرّضت لـ"هجمات انتقامية لا تولي أهمية إلى حقوق المدنيين أثناء الحرب".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان

اندلعت مواجهات عسكرية عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الجمعة في مناطق متفرقة جنوب وغرب أم درمان، إحدى المدن الثلاث المكونة للعاصمة الخرطوم.  

وأفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات مكثفة منذ ساعات الصباح في المناطق الغربية لأم درمان، وتحديداً في أحياء الموليح وقندهار وأمبدة، التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع. 

واستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة وخفيفة في المواجهات التي استمرت لساعات.  

وفي تطور متصل، بثت عناصر من الجيش السوداني تسجيلات مصورة تعلن سيطرتها على حي "أمبدة كرور"، في إطار تقدمها العسكري الذي شهدته الأيام الأخيرة، حيث تمكنت من استعادة سيطرة على سوق ليبيا ومنطقة دار السلام وعدة أحياء أخرى.  


أما في القطاع الجنوبي من أم درمان، فقد شهدت منطقة "صالحة" - التي تعد أحد أهم معاقل الدعم السريع - اشتباكات عنيفة، فيما يحاول الجيش التقدم نحو الأجزاء الجنوبية للمدينة.  

ولم يصدر أي بيان رسمي من الجيش أو قوات الدعم السريع حتى وقت متأخر من اليوم حول هذه التطورات الميدانية.  

وتأتي هذه الاشتباكات في إطار تراجع ملحوظ لنفوذ قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء السودان، حيث تمكن الجيش من السيطرة على معظم أراضي العاصمة المثلثة، بما في ذلك الخرطوم وبحري وأجزاء كبيرة من أم درمان، إضافة إلى استعادته مواقع استراتيجية مثل القصر الرئاسي والمطار والمرافق الحكومية.  


أما على مستوى الولايات، فقد تقلصت سيطرة الدعم السريع إلى أجزاء محدودة في ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب صغيرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى أربع ولايات في إقليم دارفور، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.  

وفي السابع والعشرين من آذار/ مارس الماضي، أعلن الجيش السوداني أنه نجح في تطهير آخر معاقل قوات الدعم السريع في محافظة الخرطوم، وذلك بعد يوم من استعادته السيطرة على مطار الخرطوم وعدد من المقار الأمنية والعسكرية، إضافة إلى أحياء متعددة في شرق وجنوب العاصمة، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان 2023.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل ونزوح نحو 15 مليون شخص، بينما تذهب بعض الدراسات الأكاديمية الأمريكية إلى تقدير عدد الضحايا بحوالي 130 ألف قتيل.

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • الجيش السوداني: مرتزقة من اليمن ودول أخرى يقاتلون مع الدعم السريع!
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • تجاهل مصري لـ«مزاعم» حول تدخل القاهرة في «حرب السودان» .. شقيق «حميدتي» تحدّث مجدداً عن غارات جوية ضد «الدعم السريع»
  • دعوات إلى سكان الفاشر لمغادرتها بعد احتدام المعارك ونقص الغذاء
  • اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ"الدعم السريع" على مقر "الفرقة 19 مشاة" وسد مروي  
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ«الدعم السريع» على مقرات عسكرية
  • الجيش السوداني: إسقاط مسيّرات أطلقتها الدعم السريع قرب سد مروي ومقر الفرقة 19 مشاة
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان