بوابة الوفد:
2024-11-23@15:45:43 GMT

الصراع العلمى

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

لم يعد الصراع الحالى صراعًا للحضارات أو للثقافات كما كتب «صاموئيل هانتجتون» تبريرًا للغزو الأمريكى للعراق والدعم العسكرى للمجاهدين فى أفغانستان ضد الروس فى التسعينات من القرن الماضى، وليس الصراع الدائر اليوم فى الشرق الأوسط هو فقط صراع العقيدة والمذهب والدين والدفاع عن الأرض ببسالة وقوة، وإنما ها هو يتطور ويتغير إلى صراع بين العلم والتأخر وبين من يملك أدوات جديدة فى الحروب قد تهزم البشر وقد تقتلهم وهم نيام على فراشهم وداخل منازلهم من تتبع تكنولوجى وأيضًا ذلك الإستخدام الجديد للذكاء الاصطناعى فى المسيرات أو الدرون الذى يشبه اللهو الخفى يظهر من حيث لا تحتسب ويصيب الهدف البشرى والهدف العسكرى والهدف الإستراتيجى.

. القضية الآن أصبحت من يملك مقادير ومفاتيح هذا الصراع الجديد وهم الغرب وكل أذرعه الإستعمارية فى المنطقة العربية، وقد استغلوا ما يعانيه الوطن العربى من فرقة عقائدية ومذهبية ونجحوا فى إغراق العديد من الشعوب فى الإستهلاك الفكرى والتناحر والقتال مع الإستهلاك الإقتصادى والغرق فى بحر المتع الشرائية واستخدموا جميع الطرق والسبل المشروعة وغير المشروعة لإنتاج جيل من الشعوب العربية مفتونًا بالتكنولوجيا ظاهريًا مستخدمًا ومستهلكًا أياها وإن كان غير مهتمًا أو مباليا بإنتاجها أو تصنيعها أو تحليل وإدراك محتواها المدمر، وساهمت أنظمة التعليم والإعلام فى هذه الحروب الخفية الضمنية بدعوى إنتقال العالم إلى ما يسمى بعصر جديد للعولمة وتلك القرية الصغيرة التى يمكن للجميع أن يصلوا إليها يقلّدونها ويحاكون عاداتها وتقاليدها وسلوكها ولغتها وأفكارها من خلال الفن والأفلام والمنصات والألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون والماركات العالمية والنمط الإستهلاكي؛ ذلك بعد أن توحش رأس المال فى الكيانات الكبرى وطغيان الفكر والنهج الإستعمارى من خلال الترويج للسلع والعقارات عبر القروض البنكية للأفراد والأشخاص، وبالتالى أصبح الشباب يعيش محتلا مستعمرا لذلك الإستعمار الجديد فهو يعمل تحت وطاءة القطاع الخاص وقوانينه والدين وفوائده ولم تعد الحضارة الحديثة والتكنولوجيا فى خدمة الفرد ولكن الفرد فى خدمة هذه الثقافة وهذا الفكر الجديد لإستعمار الشعوب فكريًا واستهلاكيا الذى إغراقه فى بحور الإحتياج والعوز والخوف من فقدان كل هذه المظاهر وكل تلك الأدوات الحديثة التى يستهلكها ولكنها تكبله وتستعبده.

التعليم هام وكذلك الإعلام والثقافة بمعنى حرية المثقف فى توجيهه وتعليم وتثقيف المجتمع فيما يدفعه إلى تغير نمط السلوك وإعلاء قيم العلم والتعليم والتطور وليس مجرد الحصول على المال بأى أسلوب وأى سبيل ولا الوصول إلى الوظيفة بأقل مجهود والاستغراق فيما هو استهلاكى مظهرى.. فالفنون مثل الدراما ليست ترفيهًا وليست حالة تسطيح الفكر وكذلك المسرح والسينما، ولم تعد القضية سياسة وحكم وإنما القضية الكبرى اليوم هى العلم والتعليم لامتلاك العلوم الحديثة ومعرفة كيفية تصنيعها وإنتاجها بالتوازى مع تعليم جيل جديد وتثقيفه وتعريفه بتاريخه وأيضًا حاضره وأعداءه الحقيقيين إلا وهم الجهل والاستهلاك، لم يبرح أن تظل الصراعات العرقية والمذهبية والسياسية هى الشاغل الأساسى والرئيسى.. اليوم يتكلم سلاح جديد فى الصراع الاستعماري ألا وهو التكنولوجيا المتقدمة من النووى إلى الدرون والمسيرات والقادم أعقد.. صراعنا علمى فكرى تعليم فى المقام الأول.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع الحالي أفغانستان

إقرأ أيضاً:

الصدر يغرد: امريكا عدوة الشعوب

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • جامعة كفرالشيخ تحتل المركز الثامن محليا في تصنيف التايمز
  • البنتاجون: لا نسعى لتوسيع الصراع مع روسيا
  • جامعة كفرالشيخ الثامنة محليًا في أول إصدار للتخصصات البينية لتصنيف التايمز 2025
  • بعد وفاته صباح اليوم.. موعد ومكان جنازة الفنان عادل الفار
  • الإيمان والعلم
  • بوتين: الضربات بصواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع أدخلت ملامح صراع عالمي في أوكرانيا
  • عاجل - رئيس الوزراء يؤكد الاهتمام غير المسبوق بالارتقاء بالتعليم العالى والبحث العلمى
  • الصدر يغرد: امريكا عدوة الشعوب
  • بمناسبة يوم العلم.. هكذا بدا المشهد في السرايا الحكوميّ (صورة)
  • في اليوم العالمي للطفل.. كيفية توجيه أبنائنا للعلم والثقافة