بوابة الوفد:
2025-05-02@07:52:24 GMT

الصراع العلمى

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

لم يعد الصراع الحالى صراعًا للحضارات أو للثقافات كما كتب «صاموئيل هانتجتون» تبريرًا للغزو الأمريكى للعراق والدعم العسكرى للمجاهدين فى أفغانستان ضد الروس فى التسعينات من القرن الماضى، وليس الصراع الدائر اليوم فى الشرق الأوسط هو فقط صراع العقيدة والمذهب والدين والدفاع عن الأرض ببسالة وقوة، وإنما ها هو يتطور ويتغير إلى صراع بين العلم والتأخر وبين من يملك أدوات جديدة فى الحروب قد تهزم البشر وقد تقتلهم وهم نيام على فراشهم وداخل منازلهم من تتبع تكنولوجى وأيضًا ذلك الإستخدام الجديد للذكاء الاصطناعى فى المسيرات أو الدرون الذى يشبه اللهو الخفى يظهر من حيث لا تحتسب ويصيب الهدف البشرى والهدف العسكرى والهدف الإستراتيجى.

. القضية الآن أصبحت من يملك مقادير ومفاتيح هذا الصراع الجديد وهم الغرب وكل أذرعه الإستعمارية فى المنطقة العربية، وقد استغلوا ما يعانيه الوطن العربى من فرقة عقائدية ومذهبية ونجحوا فى إغراق العديد من الشعوب فى الإستهلاك الفكرى والتناحر والقتال مع الإستهلاك الإقتصادى والغرق فى بحر المتع الشرائية واستخدموا جميع الطرق والسبل المشروعة وغير المشروعة لإنتاج جيل من الشعوب العربية مفتونًا بالتكنولوجيا ظاهريًا مستخدمًا ومستهلكًا أياها وإن كان غير مهتمًا أو مباليا بإنتاجها أو تصنيعها أو تحليل وإدراك محتواها المدمر، وساهمت أنظمة التعليم والإعلام فى هذه الحروب الخفية الضمنية بدعوى إنتقال العالم إلى ما يسمى بعصر جديد للعولمة وتلك القرية الصغيرة التى يمكن للجميع أن يصلوا إليها يقلّدونها ويحاكون عاداتها وتقاليدها وسلوكها ولغتها وأفكارها من خلال الفن والأفلام والمنصات والألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون والماركات العالمية والنمط الإستهلاكي؛ ذلك بعد أن توحش رأس المال فى الكيانات الكبرى وطغيان الفكر والنهج الإستعمارى من خلال الترويج للسلع والعقارات عبر القروض البنكية للأفراد والأشخاص، وبالتالى أصبح الشباب يعيش محتلا مستعمرا لذلك الإستعمار الجديد فهو يعمل تحت وطاءة القطاع الخاص وقوانينه والدين وفوائده ولم تعد الحضارة الحديثة والتكنولوجيا فى خدمة الفرد ولكن الفرد فى خدمة هذه الثقافة وهذا الفكر الجديد لإستعمار الشعوب فكريًا واستهلاكيا الذى إغراقه فى بحور الإحتياج والعوز والخوف من فقدان كل هذه المظاهر وكل تلك الأدوات الحديثة التى يستهلكها ولكنها تكبله وتستعبده.

التعليم هام وكذلك الإعلام والثقافة بمعنى حرية المثقف فى توجيهه وتعليم وتثقيف المجتمع فيما يدفعه إلى تغير نمط السلوك وإعلاء قيم العلم والتعليم والتطور وليس مجرد الحصول على المال بأى أسلوب وأى سبيل ولا الوصول إلى الوظيفة بأقل مجهود والاستغراق فيما هو استهلاكى مظهرى.. فالفنون مثل الدراما ليست ترفيهًا وليست حالة تسطيح الفكر وكذلك المسرح والسينما، ولم تعد القضية سياسة وحكم وإنما القضية الكبرى اليوم هى العلم والتعليم لامتلاك العلوم الحديثة ومعرفة كيفية تصنيعها وإنتاجها بالتوازى مع تعليم جيل جديد وتثقيفه وتعريفه بتاريخه وأيضًا حاضره وأعداءه الحقيقيين إلا وهم الجهل والاستهلاك، لم يبرح أن تظل الصراعات العرقية والمذهبية والسياسية هى الشاغل الأساسى والرئيسى.. اليوم يتكلم سلاح جديد فى الصراع الاستعماري ألا وهو التكنولوجيا المتقدمة من النووى إلى الدرون والمسيرات والقادم أعقد.. صراعنا علمى فكرى تعليم فى المقام الأول.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع الحالي أفغانستان

إقرأ أيضاً:

لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان

أيا كان توجهك السياسي أو العقدي أو الأيديولوجي حينما تجلس على كرسي السلطة سيكون لك أعداء من الداخل والاقليم والعالم. وهذة هي السياسة ببساطة. تدميرك البنية التحتية اليوم بهدف هزيمة عدوك الحالي يقوي أعداءك المستقبلين ويزيد فرص اقتلاع حكمك الذي لم يبدأ بعد. دأب السياسيون وقادة الحركات المسلحة في السودان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على استهداف الدولة بهدف هزيمة الخصم السياسي بكل السبل والتي يسمونها سلمية ولكن لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان .

فالتحريض على الدولة في المحافل الدولية وما ينتج عنه من عقوبات تقعد الإقتصاد هو الذراع المدني العنيف الذي يقابل تحويل ميزانية الدولة لميزانية حرب ودفاع عبر حركات التمرد و استهداف الاعيان المدنية والسكان بالقصف والتدمير والتهجير القصري. السودان اليوم وبفعل هذا الصراع السياسي العنيف الخالي من أي فعل سلمي أصبح دولة عصية على الحكم وخاصة الديمقراطي لأنه وبالنظر لحجم التحديات الا قتصادية التي بات يواجهها السودان لا يمكن لحكم يسمح بحرية التعبير والتظاهر ان يستمر لأن مقومات استمرار اي حكومة مستقبليه حتى لو كانت منتخبة من الناحية الاقتصادية معدومة.

أي حكومة ستكون رهينة لتدخلات إقليمية ودولية اعنف من التي رأيناها في الفترة الانتقالية بسبب الاعتماد الكبير الذي سيكون على المنح والقروض والهبات. وفي ظل الاضطراب الجيوسياسي الذي يشهده العالم سيكون من الصعب جدا إن تتموضع أي حكومة مستقبلية بشكل يسمح لها بحرية القرار الداخلي وستتجاذبها التقلبات الجيوسياسية الشديدة التي تشكل المشهد السياسي الاقليمي والدولي اليوم و في المستقبل المنظور. ما الفائدة من الجلوس على كرسي ارجله الاربع (الإقتصاد، والجيش والامن، العلاقات الدولية، والتماسك الاجتماعي) آيلة للسقوط.

سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اليوم .. عزاء الفنانة السورية سمر عبد العزيز
  • صراع ما قبل النهائي بين برشلونة والإنتر الليلة
  • القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولى العلمى الثالث للطب الطبيعى والتأهيلى وعلاج الروماتيزم
  • الصراع على سوريا… مجدداً
  • صراع العمالقة.. خبير اقتصادي: الصين قادرة على معاقبة أمريكا بسنداتها ومعادنها |فيديو
  • أبو الغيط: الصراع لا السلم هو الأصل في العلاقات الدولية
  • لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس النواب يأخد الرأي النهائي على مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد اليوم