لم يعد الصراع الحالى صراعًا للحضارات أو للثقافات كما كتب «صاموئيل هانتجتون» تبريرًا للغزو الأمريكى للعراق والدعم العسكرى للمجاهدين فى أفغانستان ضد الروس فى التسعينات من القرن الماضى، وليس الصراع الدائر اليوم فى الشرق الأوسط هو فقط صراع العقيدة والمذهب والدين والدفاع عن الأرض ببسالة وقوة، وإنما ها هو يتطور ويتغير إلى صراع بين العلم والتأخر وبين من يملك أدوات جديدة فى الحروب قد تهزم البشر وقد تقتلهم وهم نيام على فراشهم وداخل منازلهم من تتبع تكنولوجى وأيضًا ذلك الإستخدام الجديد للذكاء الاصطناعى فى المسيرات أو الدرون الذى يشبه اللهو الخفى يظهر من حيث لا تحتسب ويصيب الهدف البشرى والهدف العسكرى والهدف الإستراتيجى.
التعليم هام وكذلك الإعلام والثقافة بمعنى حرية المثقف فى توجيهه وتعليم وتثقيف المجتمع فيما يدفعه إلى تغير نمط السلوك وإعلاء قيم العلم والتعليم والتطور وليس مجرد الحصول على المال بأى أسلوب وأى سبيل ولا الوصول إلى الوظيفة بأقل مجهود والاستغراق فيما هو استهلاكى مظهرى.. فالفنون مثل الدراما ليست ترفيهًا وليست حالة تسطيح الفكر وكذلك المسرح والسينما، ولم تعد القضية سياسة وحكم وإنما القضية الكبرى اليوم هى العلم والتعليم لامتلاك العلوم الحديثة ومعرفة كيفية تصنيعها وإنتاجها بالتوازى مع تعليم جيل جديد وتثقيفه وتعريفه بتاريخه وأيضًا حاضره وأعداءه الحقيقيين إلا وهم الجهل والاستهلاك، لم يبرح أن تظل الصراعات العرقية والمذهبية والسياسية هى الشاغل الأساسى والرئيسى.. اليوم يتكلم سلاح جديد فى الصراع الاستعماري ألا وهو التكنولوجيا المتقدمة من النووى إلى الدرون والمسيرات والقادم أعقد.. صراعنا علمى فكرى تعليم فى المقام الأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصراع الحالي أفغانستان
إقرأ أيضاً:
الصدر يغرد: امريكا عدوة الشعوب
بغداد اليوم -