تعاون تاريخي.. آبل تشارك BYD في تصنيع البطاريات الكهربائية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
شهدت السنوات الأخيرة محاولات طموحة من شركة آبل لدخول سوق السيارات الكهربائية، وهو المشروع الذي أثار فضول كثيرين وأشعل توقعات ضخمة حول مستقبل عملاق التكنولوجيا في هذه الصناعة.
منذ عام 2017، بدأت آبل التعاون مع شركة صناعة السيارات الصينية BYD، بهدف تطوير خلايا بطاريات تعتمد على تقنية فوسفات الليثيوم والحديد (LFP) لسيارتها المنتظرة.
على الرغم من الاهتمام الكبير والتقدم الذي أُحرز، إلا أن هذا المشروع، الذي عُرف باسم "مشروع تيتان"، لم يصل إلى غايته النهائية، وتم إلغاؤه في أوائل عام 2024.
بداية الشراكة الطموحة
بدأ التعاون بين أبل وBYD بهدف استخدام خلايا بطاريات LFP التي توفر مزايا كبيرة من حيث التبريد والسلامة، وهي مجالات برعت فيها BYD خصوصًا مع إطلاق بطارية Blade في عام 2020.
الشركة الصينية كانت قد أدخلت تحسينات جذرية على تقنيات البطاريات، ما جعلها شريكًا مثاليًا لآبل في هذا المشروع الطموح.
تم تكليف ألكسندر هيتزينجر، الذي سبق له قيادة تطوير سيارة السباق الهجينة بورش 919، بإدارة المشروع من جهة آبل.
إلى جانبه، قاد الفريق مهندس البطاريات مجيب إعجاز الذي ضم 50 مهندسًا آخرين، في حين قاد مايكل هي جهود BYD في هذا التعاون.
مع مرور السنوات، واجه المشروع العديد من التحديات التقنية واللوجستية. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الفرق الهندسية، بدأت أبل في استكشاف شراكات جديدة في مجال البطاريات، ما أثار التساؤلات حول مستقبل التعاون مع BYD.
في عام 2021، ظهرت تقارير تشير إلى أن آبل بدأت مفاوضات مع شركات صينية أخرى مثل CATL، بهدف الحصول على بطاريات LFP، مع إمكانية التصنيع في الولايات المتحدة.
تقليص الطموحات وإلغاء المشروع
مع اقتراب نهاية المشروع، بدأ يتضح أن السيارة الكهربائية التي طمحت أبل إلى تطويرها لن تتمكن من تحقيق كافة الأهداف المرجوة، لا سيما فيما يتعلق بميزة القيادة الذاتية.
هذا التقليص في الطموحات أدى إلى إلغاء المشروع بشكل كامل في عام 2024، ما وضع حدًا لأحد أكثر المشاريع طموحًا في قطاع السيارات.
ما بعد المشروع: CarPlay هو المستقبل
رغم أن آبل قد تخلت عن فكرة إنتاج سيارتها الخاصة، إلا أن مشاركتها في صناعة السيارات لم تتوقف تمامًا.
إذ تظل الشركة ملتزمة بتطوير وتحسين نظام CarPlay، الذي يستخدمه العديد من مصنعي السيارات حول العالم.
هذا النظام يتيح للمستخدمين ربط هواتفهم الذكية بسياراتهم لتقديم تجربة قيادة أكثر تكاملًا وراحة.
رحلة آبل في مشروع السيارة الكهربائية كانت مليئة بالتحديات والطموحات الكبيرة، ورغم أن المشروع لم يرَ النور في النهاية، إلا أن الشراكة مع BYD وفريق المهندسين الكبير الذي عمل على هذا المشروع قد أسهم في تطوير تقنيات جديدة وتحسينات في مجال البطاريات، قد تجد طريقها إلى مشاريع مستقبلية.
في النهاية، يُظهر هذا المشروع أن أبل لا تزال تسعى للابتكار، حتى وإن لم يكن النجاح دائمًا حليفًا لها.
ومع استمرار تطور سوق السيارات الكهربائية، قد نشهد في المستقبل عودة أبل بفكرة جديدة أو مشاركة أعمق في هذا المجال.
حتى ذلك الحين، يبقى CarPlay هو المحور الأساسي لمشاركة الشركة في قطاع السيارات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بطارية السيارة الكهربائية سوق السيارات صناعة السيارات السيارات الكهربائية صناعة السيارات الصينية السيارات الصينية BYD هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
رئيس شعبة الأدوات الكهربائية: مصر على طريق قيادة الاقتصاد الرقمي الإقليمي
صرح ميشيل الجمل، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية، بأن الدولة المصرية تمضي بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز إقليمي محوري في مجال البيانات والخدمات الرقمية، مؤكدًا أن ما يتم حاليًا من توسعات في البنية التحتية الرقمية، وإنشاء مراكز بيانات عملاقة، ودعم تكنولوجيا الجيل الخامس، ليس فقط لخدمة الاتصالات، بل لخلق منظومة اقتصادية قائمة على المعرفة.
وأوضح الجمل في تصريحات صحفية له اليوم أن التحول الرقمي بات أحد الأذرع الرئيسية لتطوير قطاع النقل واللوجستيات، مشيرًا إلى أن خدمات الجيل الخامس (5G) تمثل نقلة نوعية في تحسين أداء سلاسل الإمداد، والتخزين، وإدارة الأساطيل الذكية، وتتوافق تمامًا مع توجهات الدولة في بناء اقتصاد رقمي شامل.
وأضاف رئيس شعبة الأدوات الكهربائية أن الشراكات الدولية التي تعقدها الحكومة المصرية مع كبرى الشركات العالمية في قطاع الاتصالات، تؤكد جدية التوجه نحو توطين التكنولوجيا، واستغلال الموقع الجغرافي لمصر كنقطة ارتكاز بين الشرق والغرب لنقل البيانات.
وأشار الجمل إلى أن مصر تمتلك مزايا تنافسية حقيقية، أبرزها مرور أكثر من 17 كابلًا بحريًا داخل أراضيها، مما ينقل حوالي 90% من بيانات الإنترنت بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى انضمامها لتحالفات دولية لإنشاء 5 كابلات جديدة، مما يعزز طموح الدولة في السيطرة على سوق نقل البيانات بالمنطقة.
ولفت إلى أن افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومي العام الماضي، ومراكز البيانات التبادلية بالتعاون مع أكثر من 30 شركة عالمية، بجانب مركز كيميت للبيانات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتكلفة مليار دولار، يمثل تطورًا نوعيًا في خطة التحول الرقمي.
وأضاف أن إعلان شركة World Health Management الإسبانية عن إنشاء مركز بيانات للخدمات الطبية باستثمارات قدرها 1.8 مليار دولار يخدم الشرق الأوسط من داخل مصر، يعكس الثقة الدولية في المناخ الاستثماري المصري، وقدرته على احتضان الصناعات الرقمية عالية التقنية.
وأشار ميشيل الجمل إلى أنه من المهم جدًا النظر إلى مراكز البيانات ليس فقط كمبانٍ ضخمة، بل كبنية تحتية لتصدير الخدمات الرقمية، وكمحور رئيسي لدعم التجارة الإلكترونية، والتتبع اللحظي، والأنظمة الذكية في التخزين والنقل.
وأكد رئيس شعبة الأدوات الكهربائية أن معدل نمو مراكز البيانات في مصر هو الأعلى في إفريقيا، ومن المتوقع أن يتجاوز 12% سنويًا حتى عام 2025، مقارنة بـ 6.4% فقط عالميًا، مشيرًا إلى أن القيمة السوقية لهذا القطاع ستتضاعف لتصل إلى 745.6 مليون دولار بحلول 2033 مقارنة بـ 297.8 مليون دولار في 2023، مما يعكس فرصًا ضخمة للنمو والاستثمار.
كما شدد ميشيل الجمل على أهمية استمرار دعم الحكومة لهذا القطاع، خاصة فيما يتعلق بتقديم حوافز للاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، مؤكدًا أن هذه الأدوات ستصبح القاعدة الأساسية لأي منظومة لوجستية ناجحة.
واختتم الجمل حديثه بأن الاقتصاد الرقمي لم يعد رفاهية، بل هو العمود الفقري لمستقبل التجارة والنقل، ومراكز البيانات ليست فقط لحفظ المعلومات، بل هي محطات ضخمة لنقل وتوزيع القيمة الاقتصادية في العصر الجديد.