لقبت بـ«ريشة جباليا»، واشتهرت برسوماتها التي تجسد واقع الحرب المؤلم، عاشت حياتها في محاولة للبقاء تحت قصف الاحتلال، لكن إسرائيل كسرت «ريشتها» ولطخت ألوانها بالتراب، واستشهدت الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب، إثر تعرض منزلها للقصف خلال وجودها شمال قطاع غزة، عن عمر يناهز 32 عامًا.

مريم قوش، صديقة الراحلة، تروي تفاصيل المكالمة الأخيرة للفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب معها قبل انقطاع الاتصال تمامًا.

تفاصيل المكالمة الأخيرة لمحاسن الخطيب

تقول «مريم» لـ«الوطن»، إنها قبل انقطاع الاتصال في الشمال، تحدثت مع صديقتها «محاسن»، وكان صوتها مرتجفا وقلبها ينتفض، وحاولت الأولى أن تمازح الفنانة الفلطسينية للتخفيف عنها، لكنها كانت تسمع أصوات الطيران المرعبة الممزوجة مع إطلاق الرصاص، مضيفة: «كنت أعلم أن الوضع كارثيا هناك، لكنني لم أتخيل للحظة أن هذه مكالمتي الأخيرة لها.. كنت أمزح كثيرا، حتى لا تبقى في دائرة الخوف.. فحاولت مزاحها وارتفعت ضحكتها التي تحولت لنحيب لا يتوقف».

خلال المكالمة الأخيرة، حاولت «مريم» تهدئة صديقتها، التي لم تكف الحديث عن الموت، محاولة ادخال الطمأنينة على قلب «محاسن»، قائلة: «لا تتحدثي عن الموت، صدقيني سيكون القادم أجمل.. سننجو، سنرسم ونعزف ونكتب، صدقيني سيمر كل هذا وستكونين بخير».

نهاية مكالمة «محاسن» مع صديقتها

وبعد أيام قليلة تلقت «مريم» نبأ وفاة صديقتها الشابة، التي نشرت صورة جعل الجميع يتحدث عنها، كانت الصورة تصف معاناة طفل بين النيران، مكتوبًا عليها: «نحن نحترق».

وقبل ساعات من استشهادها، كتبت محاسن الخطيب عبر صفحتها بموقع التوصل الاجتماعي فيسبوك: «أعتقد أن العالم تخاذل كثيرًا لدرجة أنه أصبح لا يرى، وأصبحت الحرب علينا حياة طبيعية لديهم، وأعتقد أن من غادر قطاع غزة، أكمل حياته بصورة طبيعية، وقد تصيبه نخزات من الوجع أحيانًا علينا لكنه يكمل بعدها بشكل عادي، أعتقد أننا اعتدنا على وجعنا، وأصبحت قلوبنا بلا نبض على حالنا، وأعتقد أننا فعلًا مجرد أرقام لا قيمة لنا سوى عند خالقنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محاسن الخطيب الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب الخطيب فنانة فلسطين المکالمة الأخیرة محاسن الخطیب

إقرأ أيضاً:

تفاصيل الرحلة الأخيرة في حياة ضحايا «معدية أبو غالب»

لم تنال الطالبة "أميرة" وابنة عمها "رضوى" سوى ليلتين من الراحة، عقب اجتيازهما امتحانات الصف الأول الإعدادي، حتى خرجا للعمل سويا في "مزرعة فاكهة" رفقة بنات بلدتهن "سنتريس" لتوفير احتياجاتهما من مصاريف دراسية، وتخفيف أعباء المعيشة عن أسرهما.

قالت لي يا بابا أنا هروح شغل مع البنات عشان نجيب لبس مدرستنا ومصاريفنا

لم يرفض "حمدي" طلب ابنته "أميرة" برغبتها في العمل مع صديقاتها، و جارتها "سلمي"17 عامًا رئيسة عمال في قرية "سنتريس" بأشمون في المنوفية، وحكى بدموع الفراق آخر حديث دار بينه مع ابنته قائلا: "قبل ما بنتي تخلص الامتحانات قالت لي يا بابا أنا هطلع شغل جني عنب عشان ضغوطات الحياة وعشان نجيب لبس مدرستنا ومصاريفنا".

أسر وضحايا معدية ابو غالب

الرجل الستيني "حمدي" لم يعلم أنه أهدر في حق ابنته حينما وافق على عملها في الإجازة داخل إحدى مزارع الفاكهة دون أن يعرف أي تفاصيل عن العمل سوى أجرتها المُرضية بالنسبة لها:" قالت لي هطلع اشتغل مع صحابي عشان نوفر مصاريف الدروس والمدرسة".

في الخامسة فجرًا، استيقظت الطفلة "أميرة" كعادتها منذ أن بدأت في العمل أحضرت زيها المخصص للعمل ووجبة طعام بينما خرجت تنتظر مع " وفاء ورضوي" نجلتي اعمامها "هشام وهاني" الميكروباص للذهاب إلى عملهن رفقة فتيات بلدتهن سنتريس.

السابعة إلا دقائق، وبعد أن حمل "محمد خ" ـ سائق الميكروباص ـ ركابه من قريتي "سنتريس و القناطرين"، وصل محطته الأخير "معدية أبو غالب"، وقبل أن يصل بر الأمان حدث ما هو غير متوقع، إذ انزلق "الميكروباص" من أعلى المعدية في مياه الرياح البحيري، حال انشغاله بمعاتبة آخر على مضايقة راكبة لديه.

أمام المحكمة تقص والدة " أميرة" حكاية طفلها المؤلمة:" بنتي كانت بتطلع مع اخواتها في موسم العنب والمرة دي طلعت مع بنات عمها وفاء ورضوي" واستنكرت الأم ما يتردد على لسان الأهالي بأن السائق هو من دافع عن بناتهن من مضايقات احد الشبان حال تواجدهن على المعدية:" عشان يعاتب واحد نزل ساب البنات يقعوا في الرياح".

تقطع "أم وفاء" حديث سلفتها "أم أميرة" وتلقي لومها الشديد على سائق الميكروباص:" كنا مدينه أمانة ومحافظش على بناتنا"، تغالب الأم دموعها وهي تتذكر آخر ما دار مع طفلتها:" جات مرة قالت لي يا ماما السواق ساب العربية في الطريق ماشية وحدها ونزل عشان نسي التليفون بتاعه واحنا قعدنا نصرخ ووقفنا العربية".

"أم وفاء" تحكي مأساة على حافة الرياح البحيري حينذاك:" بنتي آخر واحدة لقيوها في الميه بعد يومين من الحادث، لو أعرف إن الميكروباص كان بيحمل 25 بنت مكنتش خرجتها من البيت:، لم تستوعب الأب التي لم تذق طعم الراحة منذ رحيل ابنتها المفجع ما قالته لها جارتها:" كنت مسافر ولقيت جارتي بيقولي بنتك شغاله مع أم سماح عملت حادثة تعالي"، تتحدث الأم عن جارتها "سلمي.

منذ رحيل الصبايا في مياه النيل تغير كل شيء في حياة أمهاتهن، فالأحزان كست قلوبهن برحيل فلذات كبدهن "3 من منزل واحد ماتوا والبلد كلها حزينة"، الأهالي يطالبون بالقصاص العادل والناجز "مش عايزين غير حق بناتنا بالقانون.. عايزين قلوبنا تبرد".

وحجزت محكمة جنح إمبابة بمحكمة شمال الجيزة، اليوم الإثنين، القضية المتهم فيها 5 متهمين تسببوا في غرق 16 فتاة إثر انقلاب ميكروباص كان يقل "عمال" من أعلى معدية "أبو غالب" بمنشأة القناطر شمالي الجيزة، إلى جلسة 4 نوفمبر للنطق بالحكم.

اقرأ أيضاًفي زيارة رسمية.. النائب العام يصل مدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية

حملات للتبرع بالدم وندوات توعوية بجامعة دمنهور ضمن مبادرة «بداية»

مقالات مشابهة

  • «الأونروا» تكشف تفاصيل جديدة بشأن جثث الشهداء في غزة.. «رائحة الموت بكل مكان»
  • جريمة هزت عرش جرجا وأشاعت الحزن بالبلينا.. تفاصيل اللحظات الأخيرة بحياة ضحية التوكتوك
  • تفاصيل الرحلة الأخيرة في حياة ضحايا «معدية أبو غالب»
  • "العالم تخاذل كثيرًا لدرجة أنه أصبح لا يرى".. استشهاد الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب
  • آخر منشوراتها: "العالم تخاذل كثيرًا لدرجة أنه أصبح لا يرى".. استشهاد الفنانة الفلسطينية محاسن
  • تحدت الاحتلال بريشتها.. من هي الرسامة الفلسطينية محاسن الخطيب؟
  • آخر منشوراتا: "العالم تخاذل كثيرًا لدرجة أنه أصبح لا يرى".. استشهاد الفنانة الفلسطينية محاسن
  • نحن نحترق.. آخر أعمال الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب قبل استشهادها في جباليا
  • من هي الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب؟.. ناضلت بريشتها فقتلها الاحتلال