في اليوم العالمي للتأتأة.. اعرف أسباب تلعثم الكلام وطرق علاجه
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
يحتفل العالم في 22 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للتأتأة أو ما يُعرف بالتلعثم في الكلام، وهو حالة مرضية يعاني منها حوالي 70 مليون شخص حول العالم، أي بما يقترب من 1% من سكان الأرض، وتسبب التذبذب عند الكلام وعدم القدرة على توحيد الألفاظ معاً، وفق ما ذكره موقع health line الطبي.
غالبا تصيب التأتأة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات، حسب ما قالته الدكتورة فاطمة عبد الحميد، استشاري النطق والتخاطب، وتظهر في صورة صعوبة بدء الكلام، وتكرار الكلمة عدة مرات أو تكرار حرف منها بشكل سريع، كما يعاني المصاب بها من تشنج عضلات الوجه لا إرادياً واضطراب في ترتيب كلمات الجملة.
ويمكن تصنيف التأتأة في الكلام إلى ثلاثة أنواع، هي التأتأة العصبية التي تنتج عن وجود خلل في الإشارات المرسلة بين الأعصاب والدماغ والعضلات، والتأتأة النفسية التي تنتج من الجزء الخاص بالتفكير في المخ، والتأتأة المتعلقة بالجانب التنموي وهي تنتشر بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وغالبًا ما تختفي دون الحاجة إلى علاج.
أضافت الدكتورة فاطمة عبد الحميد خلال حديثها لـ «الوطن»، أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لإصابة الطفل بالتأتأة منها وجود خلل وراثي بمنطقة الدماغ المسؤولة عن الكلام، أو الصدمات النفسية التي يواجهها الطفل في مرحلة النمو، كما يحدث التلعثم نتيجة بعض الاعتلالات الفسيولوجية العصبية.
ويمكن علاج التأتأة أو التلعثم في الكلام من خلال اتباع مجموعة من الإجراءات، أوضحتها استشارية النطق والكلام، أبرزها تأمين بيئة اجتماعية ونفسية مريحة تساعد الطفل على التحدث بحرية، كما ينبغي إعطاء الوقت الكافي للطفل لإنهاء الحديث بنفسه.
كما ينبغي الإستعانة باخصائي تخاطب ليساعد الطفل الذي يعاني من التأتأة على تحسين نطقه وحديثه من خلال تدريبه على تمارين الإطالة والتنفس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التأتأة صدمات نفسية خلل وراثي فی الکلام
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com