مسقط- الرؤية

نظّمت لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعُمال سلطنة عُمان ندوة بعنوان "واقع تشغيل المرأة على ضوء تعديلات تشريعات العمل"؛ تحت رعاية المكرمة الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية عضو مجلس الدولة، ومشاركة عدد من الجهات الدولية والمحلية مثل منظمة العمل الدولية ووزارة العمل ووزارة التنمية الاجتماعية وصندوق الحماية الاجتماعية وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن مشاركة عدد من النقابيات والإعلاميات والمهتمات بقضايا المرأة العاملة.

وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على المزايا التشريعية الخاصة بالمرأة، التي جاء بهما قانونا الحماية الاجتماعية والعمل، ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه المرأة العاملة في بيئة العمل، واستعراض دور الجهات المعنية وجهودها في دعم المرأة العاملة، وتطوير السياسات التي تساهم في تمكينها في سوق العمل، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر والخبرات بين المشاركين.

وقد اشتملت الندوة على 6 أوراق عمل، قدمتها الجهات المشاركة، تناولت ورقة العمل الأولى التي قدمتها آيا ماتسورا متخصصة رئيسية في مجال المساواة بين الجنسين وعدم التمييز بمنظمة العمل الدولية موضوع "تعزيز المساواة وعدم التمييز في عالم العمل في سلطنة عُمان"، وناقشت ورقة العمل الثانية، التي قدمتها سمراء الجهضمية عضو لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان "فرص عمل المرأة وتحدياته في القطاع الخاص في ضوء تشريعات العمل الجديدة"، كما تطرقت الورقة الثالثة التي قدمتها أماني الغافرية باحثة قانونية بوزارة العمل إلى "الدور الرقابي الذي تقوم به وزارة العمل في ضمان عدم وجود ممارسات تمييزية ضد المرأة العاملة والأدوات التشريعية لتعزيز تشغيل المرأة"، وتناولت ورقة صندوق الحماية الاجتماعية التي قدمتها مروى الخروصية أخصائية تشريعات قانونية وقرارات بالصندوق "منظومة الحماية الاجتماعية - إجازة الأمومة نموذجا"، وناقشت ورقة وزارة التنمية الاجتماعية "ممكنات المرأة العاملة في خطط التنمية الاجتماعية وبرامجها" والتي قدمتها وضحة العلوية مديرة دائرة شؤون المرأة بالوزارة، وأوضحت الورقة الأخيرة "دور غرفة تجارة وصناعة عُمان في إقرار الأدوات الإجرائية لتعزيز تشغيل المرأة ومبادرات الغرفة في هذا الجانب"، والتي قدمتها مها البلوشية عضو لجنة صاحبات الأعمال بالغرفة.

وقالت المكرمة الدكتورة عهود البلوشية: "هذه الندوة لها أهمية كبيرة؛ لكونها تلقي الضوء على التعديلات التشريعية في قانوني الحماية الاجتماعية والعمل التي تخص المرأة العاملة، وانعكاساتها عليها، كما أن أوراق عمل الندوة تتناول مواضيع مهمة جدا تلامس واقع عمل المرأة، وخاصة إجازة الأمومة".

وذكرت سعاد بنت علي السليمية رئيسة لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان: "تأتي هذه الندوة ضمن جهود لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان لرعاية مصالح المرأة العاملة والدفاع عن حقوقها، لا سيما في هذه الفترة التي يشهد فيها سوق العمل تطورات عديدة، نتيجة تغيرات اجتماعية واقتصادية على المستويين المحلي والعالمي".

وأوصت الندوة بضرورة تعزيز برامج التعريف بحقوق المرأة في قانون العمل الجديد وقانون الحماية الاجتماعية واللوائح والقرارات الصادرة في شأن تنفيذهما، وتعزيز تولّي المرأة العاملة المناصب القيادية في المؤسسات من خلال تدريبها وتأهيلها ضمن خطط تدريب العمانيين وتعيينهم لشغل المهن القيادية، ورفع الحد الأدنى للأجور بما يعزز من التحاق المرأة للعمل في منشآت القطاع الخاص، وتعزيز المساواة في الأجور بين العاملات والعمال عن الأعمال ذات القيمة المتساوية؛ وتوفير بيئة عمل آمنة ولائقة للمرأة العاملة، تراعي خصوصيتها وتكوينها من خلال تضمين لوائح العمل وأنظمته والتدابير والاشتراطات اللازمة لذلك، وإجراءات صارمة لمكافحة العنف والتحرش في بيئة العمل، ومراقبة امتثال المنشآت بتسهيل تمتع المرأة العاملة بإجازة الأمومة وساعات الرضاعة وغيرها من الحقوق، وحمايتها من الإجراءات التعسفية التي قد تتعرض لها بعد تمتعها بتلك الحقوق، وتشجيع المنشآت على تقديم التسهيلات اللازمة لعمل المرأة، وتشجيع المنشآت على تشغيل النساء من خلال حزمة من المزايا والتسهيلات التي تحفّز زيادة أعداد النساء العاملات، وتعزيز دعم المرأة في ريادة الأعمال من خلال البرامج التدريبية والتمويلية الموجهة للنساء، وتعزيز الشراكات الدولية من خلال إشراك المرأة العمانية في الوفود التجارية الدولية التي تفتح آفاقا جديدة للتعاون وتبادل الخبرات؛ وتعزيز الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات العمالية في ما يتعلق بحماية حقوق المرأة العاملة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقييم منظومة الحماية الاجتماعية يعزز الرفاه الاجتماعي

يعد الرفاه والحماية الاجتماعية من الأولويات الوطنية لرؤية عمان (2040) حيث إن تكرار كلمة «الرفاه» اثنتا عشرة مرة في وثيقة الرؤية دلالة على الرغبة في أحداث نقلة نوعية في المنافع وفروع الحماية الاجتماعية لينعم أفراد المجتمع بمنافع تأمينية فاعلة ومستدامة تكتسب العدالة في التوزيع للفئات الأكثر إلحاحا.

ومما يدل على الاهتمام بمنظومة الحماية، بأنه مباشرة بعد صدور قانون الحماية الاجتماعية كانت التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - بإجراء التقييم والمراجعة للمنافع الاجتماعية بشكل مستمر. وبالتالي، التقييم والمراجعة التي يتم إجراؤها لمنظومة الحماية الاجتماعية هدفه معرفة درجة تأثير تلك المنافع على مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين، كما لا ينظر إلى هذا التقييم من جانب المجالس واللجان المعنية بمنظومة الحماية فقط، وإنما يجب أن يتم أيضا عن طريق الإدارة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق قانون الحماية الاجتماعية.

وللمقارنة، فإن أغلب دول مجلس التعاون الخليجي أجرت تعديلات في قوانين الحماية الاجتماعية وأنظمة المعاشات - على سبيل المثال - في دولة قطر تم رفع سن التقاعد المبكر وأيضا رفعت معدلات المساهمات بهدف استدامة برامج الضمان الاجتماعي. أيضا المملكة العربية السعودية مددت حساب المواطن لحماية الفئات والأسر الأكثر تأثيرا بالإصلاحات الاقتصادية.

ولعل التغيير الملحوظ كان في دولة الكويت حيث عُدلت مستحقات التقاعد وذلك بمنح راتب تقاعدي بنسبة (100%) للذين يكملون الحد الأقصى لسنوات الخدمة، كما أن دولة الإمارات أخذت التوجه نفسه . وبالتالي، إعادة هيكلة قوانين المعاشات والحماية الاجتماعية لم يحدث فقط في سلطنة عمان، وإنما كان توجها خليجيا الهدف منه إعادة التقييم والمراجعة للتأكد من استدامة المنافع والتأمينات الاجتماعية لفترات طويلة.

تتعدد المنافع بمنظومة الحماية الاجتماعية وكل منفعة لها إجراءاتها الخاصة حسب ما تحدده ضوابط الصرف والاستحقاق.

ومن المنافع التي تتسم إجراءاتها بالسهولة والانسيابية هي منفعة كبار السن ومنفعة الطفولة، وبالتالي، أدى ذلك إلى استمرار صرفها بسهولة دونما تأخير عن طريق الربط الإلكتروني برقم البطاقة الشخصية أو جواز السفر. في المقابل فإن منفعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنفعة دعم دخل الأسر من المنافع التي تتعدد بها إجراءات التحري والتقصي للبيانات التي يقدمها الأفراد لمعرفة استحقاقهم لها من عدمه. وقد تطول المدة الزمنية للبت في الطلبات نظرا لعدم وجود نظام معلومات مركزي لبيانات الأفراد. وبالتالي، حسب التجارب السابقة فإنه من ضمن أسباب منح المنافع - ومنها منفعة كبار السن ومنفعة الطفولة - بطريقة مباشرة دون الحاجة للتحقق والتقصي، لأنه وجد بأن إجراءات التقصي لا تفضي إلى الدقة كما أن نسبة الخطأ بها عالية وغالبا لا تحقق العدالة.

والمتأمل لقانون الحماية الاجتماعية الذي شمل ما يقرب من أربع عشرة من المنافع وفروع التأمين الاجتماعي بأنه جاء في (162) مادة، واللائحة التنفيذية والتي تعد مفسره للقانون جاءت في (117) مادة إلا إنه عادة تكون اللوائح أكثر - تفصيلا - من حيث الإجراءات، وبالتالي، لا تكون مواد القانون أكثر عددا من مواد اللائحة لسهولة التعديل ولكن يتضح بأنه في قانون الحماية الاجتماعية، حدث عكس ذلك.

وقد يكون لتبعات ذلك عدم الشفافية في التنفيذ وتسريع البت في طلبات بعض المنافع ومنها منفعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنفعة دعم دخل الأسر. لذا؛ فإنه من أسرع التعديلات التي تمت هو التعديل الذي حدث في بعض مواد اللائحة التنفيذية لقانون الحماية الاجتماعية الذي تم بعد عشرة أشهر تقريبا من اعتماد اللائحة. ذلك التعديل شمل منفعة الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد يكون السبب هو لزيادة عمليات الضبط والتحري وأيضا للحد من الطلبات بعدما وصلت لأرقام غير متوقعة.

كما إنه للمقارنة فإن منفعة كبار السن التي تمنح لكل عماني بلغ سن الستين فأكثر والتي استفاد منها الآلاف من المواطنين بصورة مباشرة ودون تقييد أو ضوابط، بمعنى أنها تصرف للجميع بغض النظر عن مستوى دخلهم الفردي. وإن كانت منفعة كبار السن تصرف بتلك الطريقة للجميع، إلا أن المستحقين لمنفعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنفعة الأرامل لا يجوز لهم الجمع بينها وبين منفعة كبار السن، حيث يصرف لهم المبلغ الأعلى بينهما. هذا التقييد قد لا يحقق العدالة في الاستحقاق بين المواطنين لأن منفعة كبار السن تصرف للأفراد دون استثناءات بينما لا تصرف لكبار السن من الأشخاص ذوي الإعاقة والأرامل الذين هم في أمس الحاجة للدعم المادي والاجتماعي.

من الأمثلة التي تحتاج إلى إعادة نظر منفعة دعم دخل الأسر لأنها تعمل على تعزيز الرفاه الاجتماعي، وبالتالي، يفترض عدم استخدام معادلة - الجذر التربيعي - عند احتساب زيادة مبلغ المنفعة كلما زاد عدد أفراد الأسرة، وأيضا عدم خصم أية دخول يحصلون عليه بغض النظر عن قيمة تلك الدخول ثم منحهم فرق المبلغ. لأنه يتوقع عند صدور أنظمة جديدة تعنى بالحماية الاجتماعية، إما المحافظة على المبلغ الذي كان يحصل عليه الفرد أو تحسينه وليس تخفيضه. لهذا جاءت التوجيهات السامية بالاستمرار في صرف معاشات الضمان الاجتماعي التي كانت تصرفا - سابقا - لمدة عام كامل حتى الانتهاء من دراسة الحالات المستحقة من منفعة دعم دخل الأسر.

وعند تصفح الموقع الإلكتروني لصندوق الحماية الاجتماعية فإنه يتضمن معلومات جيدة تشمل جميع المنافع وفروع التأمين الاجتماعي وآليات استحقاقها، إلا أنه يلاحظ بأن الموقع لا زال بحاجة إلى مزيد من التطوير لتعزيز الفائدة التي يتطلع لها المستفيدون منه ليتمكنوا من متابعة المسار الزمني الذي وصلت إليه طلباتهم وذلك عن طريق تفعيل نظام (Tracing System) الأمر الذي من شأنه التقليل من الاستفسارات والمراجعات لموظفي صندوق الحماية الاجتماعية. كما أن دليل الخدمات من الجوانب التي تحتاج إلى السرعة في الانتهاء منه لأنه يساعد في إعطاء مزيد من الوضوح في الإجراءات التي تتطلبها الحصول على المنافع وخاصة التي تحتاج إلى أدلة مستندية. عليه ينبغي العمل على تحويل جميع الإجراءات المتعلقة بالمنافع وفروع التأمين الاجتماعي لتكون إلكترونية قدر الإمكان تماشيا وخطط التحول الرقمي الذي تنتهجه الحكومة.

منظومة الحماية الاجتماعية بسلطنة عمان قدمت نموذجا رائعا للمنافع وفروع التأمين الاجتماعي التي تتصف بالشمولية نظرا لوضعها في قانون موحد يشمل جميع جوانب الحماية الاجتماعية. هذا القانون أوجد منافع متعددة والنظرة المستقبلية بأن يتم التطبيق الكامل لتلك المنافع ومنها ما يتعلق بمنفعة الباحثين عن العمل ومنفعة الأمومة. عليه فإن عملية التقييم والمراجعة لتلك المنظومة بعد عام من تطبيقها خطوة متقدمة جدا، سوف تعطي الجهات المسؤولة عن تطبيق قانون الحماية الاجتماعية صورة للمدى الذي استطاعت معها المنظومة من رفع مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين. لذا؛ يأتي اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمنظومة الحماية الاجتماعية الشهر الماضي لمتابعة أدائها من أجل أن تكون المنافع وفروع التأمين الاجتماعي تُسهم في تعزيز مستوى الرفاه الاجتماعي بصورة أكثر عدالة لجميع أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • رسميًا .. موعد زيادة المرتبات والمعاشات وتطبيق حزمة الحماية الاجتماعية
  • محافظ الغربية يترأس لجنة اختيار الكفاءات لشغل المناصب القيادية
  • «قيادات على مستوى التحدي».. محافظ الغربية يترأس لجنة اختيار الكفاءات لشغل المناصب القيادية
  • أمل عمار: الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بملف تمكين المرأة
  • حليمة العمري.. دور المرأة مهم بمجال الطاقة لبناء أمهر الكوادر القيادية
  • حزمة الحماية الاجتماعية.. توضيح جديد من الحكومة
  • حقوقي: رفع وعي المرأة وتمكينها أمر ضروري لتحقيق المساواة بين الجنسين
  • اتحاد عمال مصر: حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة ستكون كبيرة
  • تقييم منظومة الحماية الاجتماعية يعزز الرفاه الاجتماعي
  • توصيات بإنشاء مقر للجنة الحوار المشترك بين أطراف الإنتاج الثلاثة