ماذا يعني ارتفاع سعر الذهب؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
حدث شيء غريب لسعر الذهب خلال العام الماضي. وهو بتسجيله مستويات قياسية متتالية يبدو أنه فكَّ ارتباطه بالعوامل التاريخية والتقليدية المؤثرة فيه مثل أسعار الفائدة والتضخم والدولار. كما أن انتظام ارتفاع سعر الذهب لا يتَّسق مع التقلُّبات في أوضاع جيوسياسية محورية. تشير خصيصة الذهب المتمثلة في الحفاظ على قيمته وجاذبيته في كل الأوقات سواء المستقرة أو المضطربة إلى شيء يتعدّى الاقتصاد والتطورات السياسية والجيوسياسية المتسارعة في وتيرتها.
خلال الإثني عشر شهرًا المنصرمة ارتفع سعر أونصة الذهب في الأسواق العالمية من 1947 دولارًا إلى 2715 دولارًا مسجلًا بذلك ارتفاعا في قيمته بحوالي 40% تقريبا. والمثير للانتباه أن هذا الارتفاع في سعره ظل يتخذ مسارا خطيا (مطّردا) نسبيا مع اجتذاب أي تراجع فيه مزيدا من المشترين. حدث ذلك على الرغم من بعض التأرجحات العنيفة في أسعار الفائدة المتوقعة والنطاق الواسع للتقلب في عائدات السندات الأمريكية المعيارية وهبوط معدلات التضخم وعدم استقرار قيمة العملة. قد يميل البعض إلى التقليل من أداء الذهب واعتباره جزءا من ارتفاع عام في أسعار الأصول. على سبيل المثال كما في صعود قيمة مؤشر «ستاندارد آند بورز» الأمريكي بنسبة 35% في الإثني عشر شهرًا المنقضية. مع ذلك، هذا التلازم نفسه (بين ارتفاع سعر الذهب وصعود مؤشر ستاندارد آند بورز) غير عادي. وسينسب آخرون ارتفاع سعر الذهب إلى الصراعات العسكرية التي فقد فيها عدد كبير من المدنيين الأبرياء أرواحهم وسبل كسب عيشهم بالإضافة إلى الدمار الهائل للبنية التحتية. مع ذلك تشير رحلة ارتفاع سعر الذهب إلى احتمال وجود الكثير من العوامل الأخرى التي تفعل فعلها. كانت مشتريات البنوك المركزية الأجنبية المتواصلة محرِّكا مُهمَّا لأسعار الذهب؟ ومثل هذا الشراء للمعدن الأصفر لا يتعلق فقط كما يبدو برغبة بنوك عديدة في تنويع موجوداتها من العملات والأصول الاحتياطية بعيدا عن هيمنة الدولار الكبيرة على الرغم من «الاستثنائية الاقتصادية» للولايات المتحدة. (وهي الاستثنائية التي تستند عليها هذه الهيمنة- المترجم). فهنالك أيضًا اهتمام باستكشاف بدائل ممكنة لنظام المدفوعات المرتكز على الدولار والذي ظل في قلب البنية المالية الدولية لحوالي 80 عاما. إذا سألت: لماذا يحدث هذا؟ ستحصل في العادة على إجابة تشير إلى فقدان عام للثقة في إدارة أمريكا للنظام المالي العالمي وإلى تطورين محددين. ستسمع عن تحويل الولايات المتحدة الرسوم الجمركية التجارية إلى سلاح وعن العقوبات الاستثمارية وعن تراجع اهتمامها بالنظام المتعدد الأطراف والتعاوني والمرتكز على قواعد والتي لعبت دورا محوريا في تصميمه قبل 80 عاما. كما ستسمع أيضا عن استمرار روسيا في معاملاتها التجارية وتنمية اقتصادها على الرغم من إقصاء بعض بنوكها في عام 2022 من نظام «سويفت» وهو النظام العالمي الذي يتحكم في الأغلبية الغالبة من المدفوعات العابرة للحدود (سويفت اختصار لاسم جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك باللغة الإنجليزية. وهو نظام تحويلات مالية بين البنوك- المترجم). فعلت روسيا ذلك بإيجاد نظام بديل ومعقَّد للتجارة والمدفوعات تتعامل به مع عدد قليل من البلدان. وعلى الرغم من أن هذا النظام غير كفء وباهظ التكلفة إلا أنه سمح لروسيا بالالتفاف حول الدولار والحفاظ على مجموعة أساسية من العلاقات المالية والاقتصادية الدولية. ثم هنالك ذلك الجانب المتعلق بالصراع في الشرق الأوسط حيث يعتبر عديدون الولايات المتحدة متقلبة وغير متسقة في دعمها لكل من حقوق الإنسان الأساسية وتطبيق القانون الإنساني. لقد تعزز هذا التصور من خلال الطريقة التي ظلت الولايات المتحدة تحمي بها حليفتها الرئيسية (إسرائيل) من عواقب أعمال مُدانة على نطاق واسع من المجتمع الدولي. ما هو على المحك هنا ليس فقط تآكل الدور المهيمن للدولار ولكن أيضا تغير تدريجي في تشغيل النظام العالمي. ليست هنالك عملة أخرى أو نظام مدفوعات لهما قدرة أو وراءهما رغبة للحلول محل الدولار في قلب النظام المالي. كما هنالك حد عملي لتنويع الاحتياطي الأجنبي. لكن يوجد عدد متزايد من الأنظمة أو الآليات المالية الصغيرة التي يتم بناؤها للالتفاف حول هذا القلب المتمثل في الدولار. كما هنالك عدد متزايد من البلدان المهتمة بهذه الآليات والتي يتزايد استخدامها لها. الذي ظل يحدث لسعر الذهب ليس فقط غير عادي من حيث المؤثرات الاقتصادية والمالية التقليدية. بل يتجاوز المؤثرات الجيوسياسية ليعكس ظاهرة أوسع نطاقا تطلق زخما طويل الأمد. ومع ترسيخ هذه الظاهرة لجذورها تخاطر بتفتيت النظام الدولي وتآكل النفوذ العالمي للدولار والنظام المالي للولايات المتحدة. وسيكون لذلك أثر على قدرة أمريكا على توجيه وتشكيل النتائج. كما سيقوِّض أمنها القومي. إنها ظاهرة على الحكومات الغربية التعامل معها بقدر أكبر من الاهتمام. ولا يزال هنالك وقت لتصحيح المسار على الرغم من أن ذلك لن يكون بالقدر المأمول من جانب البعض. محمد العريان رئيس كلية كوينز بجامعة كمبردج ومستشار شركتي آليانز وجراميرسي. الترجمة عن «الفاينانشال تايمز» |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ارتفاع سعر الذهب على الرغم من
إقرأ أيضاً:
عقب ارتفاعه أمس.. سعر الذهب اليوم الأربعاء في مصر
ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات أمس الثلاثاء في ظل ضعف مستويات الدولار الأمريكي بالإضافة إلى تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، بينما تنتظر الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية لتقييم مسار السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا أمس ليسجل أعلى مستوى عند 2918 دولار للأونصة بعد ان افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2889 دولار للأونصة.
يستمر التذبذب في حركة الذهب منذ الأسبوع الماضي، لتستقر الأسعار في نطاق يتراوح بين حوالي 2880 و2930 دولار للأونصة، وتحتاج الأسواق إلى رؤية كسر فوق أو تحت هذه المنطقة لمعرفة الاتجاه القادم للذهب، وإن كان الاتجاه العام يظل لصالح استمرار صعود الذهب.
ويقدّم موقع “صدى البلد” الإخباري، أسعار الذهب اليوم الاربعاء 12-3-2025، على مستوى جميع الأعيرة الذهبية، في كافة محلات الصاغة.
بورصة الذهب مباشرسعر الذهب عالميًا الآن سجل 2918 دولارات للأوقية.
سعر الذهب عيار 18
سجّل سعر جرام الذهب عيار 18 اليوم 3534 جنيهًا للشراء.
سعر الذهب عيار 21 الأكثر انتشارًا وصل إلى 4123 جنيهًا بدون مصنعية، وتتراوح أسعار المصنعية بين 3 و8% من سعر الجرام.
أما سعر الذهب عيار 24 الأعلى سعرًا، فسجّل 4712 جنيهات.
سعر الجنيه الذهب اليوم
بلغ سعر الجنيه الذهب اليوم 32.984 ألف جنيه.
وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أدنى مستوى منذ قرابة 5 أشهر خلال تداولات اليوم، مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من أصحاب العملات الأخرة، في حين انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.4%.
انخفاض مستويات الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكي ساعد الذهب على الحصول على بعض الدعم، ولكنه يظل في حاجة إلى حافز لاختراق منطقة التداولات العرضية الأخيرة واستكمال الصعود إلى قمته السعرية الأخيرة عند 2956 دولار للأونصة، حيث يبقى الاتجاه الصاعد العام سليم ويشهد مقاومة أقل.