سؤال العراقيين .. هل يتاهل منتخبنا للمونديال .. !
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
مع ان منتخبنا تاهل مرة واحدة لمونديال المكسيك 1986 وبرغم تعدد المحاولات منذ ذلك التاريخ التي بائت بالفشل لاسباب لا يمكن حصرها وتحميلها المسؤولية لجانب واحد .. الا ان السؤال اخذ مديات اكبر اذ اصبح مباشرا وعلى جميع الالسن من مختلف الشرائح : ( هل سيتاهل العراق الى مونديال 2026 ) . في مطلب مشروع طموح في ظل ظروف اتحادية ممتازة لم تكن مسبوقة اطلاقا .
فالحكومة برئاسة الأستاذ محمد شياع السوداني لم تبخل باي شيء لمساعدة المنتخب وقدمت للاتحاد عامة ورئيسه الأستاذ الكابتن عدنان درجال خاصة ما لم يحظ به الأساتذة ( حسين سعيد وناجح حمود وعبد الخالق مسعود ) سابقا .. فضلا عن حضور ظاهرة اللاعب المغترب بقوة وما لها من تاثير واضح تمثل بوجود عدد من لاعبينا المغتربين المحترفين في دوريات اوربية .. وكذا انطلاق دوري النجوم المعزز بالمحترفين واللاعبين المحليين . لا ننسى الاموال الضخمة من التسويق والاعلانات والهبات والمساعدات المخصصة من الفيفا ومن الحكومة العراقية التي قدمت طائرة خاصة للمنتخبات الوطنية سهلت عمل الاتحاد واختزلت الوقت والجهد والمال .. فيما لم يكن معهودا من قبل .
كذلك الاستقرار النسبي الذي يتمتع به العراق حاليا افضل بكثير مما كان عليه في المواسم السابقة مما انعكس على انسيابية وحركة الفرق لجميع المحافظات جوا وبرا مع وجود انضباط داخل ميدان اللعب والجماهير ..
من جانب اخر وبعد الخسارة امام كرويا الجنوبية التي كانت متوقعة لاسباب وفوارق تتعلق بمستوى الدوري بين البلدين الذي ينتج نوعية من اللاعبين مختلفة . مما وضع المنتخب على المحك وفتح الباب مشرعا للسؤال المعبر عن مخاوف العراقيين اذ لم يقدم منتخبنا حتى الان خلال اربع مباريات خلت المستوى المطمئن للوصول .. مع وجود منافسين جدد على مستوى اسيا وفي مجموعتنا التي تعد الاسهل بتاريخ مشاركات العراق . حيث انها تعد بطولة غرب اسيا .. بمعزل عن تاهل كوريا الجنوبية أولا كما هو متوقع .. فان العراق عليه ان يفوز بقية مبارياته امام الأردن وعمان والكويت لضمان التاهل .
هنا ملاحظة مهمة يجب ان نعيد ونكررها كي لا يوهم الجمهور والاعلام .. بان التاهل يجب ان يحسم بشكل مباشر من مجموعتنا .. والا فان التاهل عبر الملحق سيكون اصعب بكثير .. ذلك ما يحتم تكثيف الجهود وإعادة قراءة الواقع وتصحيح الأخطاء الاتحادية في العلاقة مع رموز الكرة العراقية واعلامها وجماهيرها التي تصدعت كثيرا خلال السنتين الاخيرة .. فان خلق بيئة إيجابية من أولويات اتحاد الكرة من اجل دعم مسيرة المنتخب التي ما زالت غير مضمونة ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق ! حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أسفار غزة
طائرات تكتنز بالذخيرة، تحطّ في ساحاتكم، فتوزّعون الموت على الشوارع والخيام، تصهر النيران الأجساد، وتُبيد الإنسان والمكان. هي لغة الغرب مع الشرق، فلا شيء غريب.
نراوغ القذائف، ونقفز تحت الغارات. نتمترس خلف عناوين شوارعنا وحيطان بيوتنا، وبالطلقات القليلة وبما تيسّر نصطاد جنودكم. نجرّدهم من كل الحديد الذي يختبئون خلفه، ننقضّ عليهم بأيدينا وبعض من آمالنا.
تحرقون كل ما تطاله أنظاركم، بالطائرات والدبابات، ثم تجهزون على ما تبقى عندما يظهر جنودكم، يأتون مدججين بالسلاح، متمترسون بالحديد، يملؤهم الرعب ويحرّكهم الحقد. يقتلون الجريح ويرقصون على جثة مقاتل ثم يتلاعبون بصبي أصبح وحيدا، يحيطون به ويدخلونه في دائرة الموت، تتعالى ضحكاتهم وصوت رصاصهم حتى يقضي رعبا بلا قلب ولا ذكريات.
نخرج إليكم حفاة جائعين، تسبقنا قلوبنا، نغير على أوكاركم وننسف دروعكم فأنتم لا تطيقون انكشافها. بدونها تصبحون عاجزين، تتلفتون في كل اتجاه، لتضيق عليكم الأرض، فتنطلق السيقان تسابق الريح بحثا على ملجأ بعيد.
تحمّلنا كل الموت القادم من شتى أصقاع الأرض ومن كبد السماء تقذفونه وتضحكون، تحمّلنا كل الجوع بعد أن أغلقتم علينا الأفق، وأصبحنا من غير قمح وزرع. احتملنا كل العطش عدا ما تجود به السماء من مطر، لكننا أبقينا بنادقنا مُشهرة في وجوهكم، فنحن ملتصقون بأرض كانت لنا دوما.
ترى لو لم تجدوا بيتا يؤوي غطرستكم، وفراشا وثيرا تخلد إليه هواجسكم، أو نقودا تلبي حاجاتكم ورغباتكم، أو شوارع تأمنون السير فيها، أو مدنا مزينة بالأضواء ومترعة باللهو والمرح.. هل كنتم تقولون إن هذه الأرض وعْد الإله وأنها عنوان عقيدتكم، وَوُجهة نبيكم في رحلة الخلاص؟
انظروا كم تحمّلنا لنبقى، وتساءلوا كم تتحمّلون. نعم اسألوا أنفسكم كم تتحمّلون قبل قرار الرحيل؟ ألم يخطر ببالكم سؤال كهذا؟ إنه أس وجودكم. هو سؤال أزلي قائم بيننا، لن يجيبه أحدنا، فالإجابة سيلفظها التاريخ يوما
انظروا كم تحمّلنا لنبقى، وتساءلوا كم تتحمّلون. نعم اسألوا أنفسكم كم تتحمّلون قبل قرار الرحيل؟ ألم يخطر ببالكم سؤال كهذا؟ إنه أس وجودكم. هو سؤال أزلي قائم بيننا، لن يجيبه أحدنا، فالإجابة سيلفظها التاريخ يوما. دعونا ننتظر فالوقت لعبتكم، وتظنّوه دوما صاحبكم، لكنه سيكون يوما قاتلكم.
سجونكم قلاع وحصون خارج أسوار الإنسانية، مَن يخرج منها لا يبقى منه الكثير ليحيا، فيعيش بالقليل الذي بقي منه ثم يموت وحسرة الحياة تغصّ في حلقه، يعيش قليله فقط لأن أحلامه لم تنطفئ، وظلت في صدره جذوة يحتضنها مثل جنين.
تملؤكم شهوة القتل فتحاربون كل مظاهر الفرح بالحرية، تنتزعون راياتنا وتُسكتون زغاريدنا وتحاربون رقصاتنا، لكنكم لا تمسكون ما يضج في صدورنا من عشق للأرض والحياة ومن أمل بعيد حر لوطن يعيش بسلام على هذه الأرض. أبدا لن يتوقف بعطشكم طوفان أماني عودتنا أو دورة الزمان تعود إلينا.
كل ما تفعلوه فقط من أجل أن تبقوا يوما آخر، فنحن من ينتظر زمانه، انتظار البحر للنهر ليعود بعد غياب، فنحن من أديم هذه الأرض.. من قمحها وزيتونها.
الموت عرس لمن يبقى، وعرس لمن يقضي، إنه مظهر آخر للحياة، هو دورة أخرى للوجود وليس النهاية التي تعشعش في أحشائكم فترفضون ما يعدكم الإله بعده.
في معتقل "سديه تيمان" تجلّى عفن التاريخ، ملأت رطوبة القبور الأجواء، فملأت العقول التائهة والأنظار الزائغة لتصبّ كل ويلاتها وأحقادها على جسد السجين الهزيل، جسد نبت من الحنين لقريته المغتصبة، وعاش أحلامه التي تريدون اغتيالها يوما بيوم. بعضهم تعب وقضى، لكن البقية ظلّت قلوبهم معلّقة بالسماء، فنحن لنا إله لكن ليس كإلهكم، كما نحن لسنا مثلكم، فالربّ لم يرفع الطور فوق رؤوسنا لنسجد، لأننا نحبه وهو يحبنا.