لجريدة عمان:
2024-12-26@15:15:20 GMT

الاستدامة المالية لشركات المساهمة العامة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

أظهرت النتائج المالية الأولية لشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة مسقط والتي تم الإعلان عنها خلال الأيام الماضية أداء جيدا لمعظم الشركات غير أننا نود أن نتوقف اليوم عند واحد من أهم البنود التي تتضمنها النتائج المالية وهو الإيرادات والمصروفات والذي يعد أحد أبرز العناصر في الاستدامة المالية للشركات.

وعلى الرغم من أن قراءة بعض الأرقام تكون معقدة نوعا ما، غير أننا نود أن نشير إلى أهمية هذين البندين وهما: الإيرادات والمصروفات سواء لشركات المساهمة العامة والمساهمين فيها، أو للمستثمرين في البورصة الذين قد يواجهون بعض التحديات عندما يُقبِلون على شراء أسهم الشركات التي تسجل بشكل دائم ارتفاعا في مصروفاتها مقابل الإيرادات التي تجنيها. والشركات نفسُها مطالبة أيضا بمراقبة أدائها ونتائجها المالية واتخاذ الخطوات الضرورية لمعادلة بنود الميزانية أولا بأول؛ إذ لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تصل تكاليف التشغيل إلى 6 ملايين ريال عماني في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري كما لاحظناه لدى إحدى شركات المساهمة العامة في حين أن الإيرادات الإجمالية للشركة خلال هذه الفترة لم تتجاوز 4 ملايين ريال عماني.

ارتفاع مصروفات الشركات بشكل مبالغ فيه مقابل الإيرادات التي تحققها يؤثر دون أدنى شكّ على الاستدامة المالية للشركة، فلا تستطيع الشركة في ظل هذا الوضع التخطيط بشكل سليم للمستقبل سواء من ناحية التوسع في الإنتاج أو من حيث الدخول في أسواق جديدة وتنويع المنتجات، إذ إن الخسائر التي تسجلها الشركات من سنة لأخرى تقلّص قدراتها على النمو وتضاعف من حجم التحديات التي تواجهها، ومع ازدياد العجوزات وتراكم الخسائر يصبح من الصعب على الشركة الاستمرار في أداء أعمالها وتدخل بالتالي إلى قائمة الشركات المتعثرة، وهو ما لاحظناه لدى العديد من الشركات التي لم تقم بتقييم أدائها أولا بأول، وبدلا من أن تشارك المساهمين هذه التحديات في اجتماعات الجمعية العامة السنوية تقوم بتبرير أسباب ارتفاع المصروفات وتراجع الإيرادات؛ حينا بالأزمات الاقتصادية العالمية وحينا آخر بتحديات المنافسة المحلية وفي النهاية تسير بالنهج نفسه حتى تتراكم الخسائر ويصبح من الصعب على الشركة الاستمرار وتضطر إلى التصفية ويخسر المستثمرون في البورصة والمساهمون في الشركة كل أموالهم.

إن الاستدامة المالية تتيح للشركات آفاقا عديدة للنمو وتمكنها من التوسع في الأسواق المحلية والعالمية والحصول على تمويل مريح من البنوك بالإضافة إلى إمكانية الحصول على تمويل من خلال بورصة الأوراق المالية عبر طرح أسهم جديدة للاكتتاب العام، وإذا استطاعت الشركات تحقيق الاستدامة المالية فإن مجالات النمو والنجاح أمامها ستكون واعدة وهو ما يتطلع إليه المساهمون في الشركات والمستثمرون فيها، وحتى تتمكن الشركات من تحقيق الاستدامة المالية المطلوبة فإن عليها مراقبة أدائها أولا بأول والوقوف على حجم الأرباح أو الخسائر التي تسجلها ومستوى إيراداتها ومصروفاتها، وبشكل عام تستطيع الشركات من خلال قياس أدائها؛ نجاحا أو فشلا اتخاذ الخطوات التالية إما بمضاعفة مكاسبها أو على الأقل الحد من خسائرها والاستعداد لمرحلة النمو. أما تجاهل ذلك وتبرير تراجع الإيرادات وزيادة المصروفات من سنة لأخرى فإنه يعمّق مشاكل الشركات ويدفعها إلى الخروج مبكرا من الحياة الاقتصادية واللجوء إلى التصفية بعد أن تجد جميع الأبواب أمامها مغلقة؛ البنوك لن تقدم لها مزيدا من التمويل والمساهمون والمؤسسون سيتوقفون عن الدعم والموظفون في هذه الشركات سيجدون أنفسهم ضمن قائمة المسرّحين بعد أن أخفقوا في حماية الشركة ولم يبذلوا ما يكفي لتحقيق الاستدامة المالية للشركة التي يعملون فيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستدامة المالیة المساهمة العامة

إقرأ أيضاً:

“أبوظبي للزراعة” .. مبادرات مبتكرة ركيزتها الاستدامة في 2024

تبذل هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية جهودا حثيثة لتحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع الرائدة، واتباع أفضل الممارسات الزراعية بما يسهم في استدامة الإنتاج الزراعي ورفع جودة الإنتاج لتحقيق الريادة العالمية في الأمن الغذائي.

وأكدت الهيئة، في تقرير أصدرته اليوم حول مبادراتها ومشاريعها خلال العام الجاري “عام الاستدامة”، التزامها بتحقيق الأمن الغذائي المستدام في الإمارة، من خلال تبني أحدث التقنيات الزراعية وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.

وتعتبر جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، التي أطلقتها الهيئة لتحفيز المزارعين ومربي الثروة الحيوانية على تبني أفضل الممارسات، خطوة كبيرة على طريق الاستدامة، من خلال تقدير جهود المزارعين والمربيين والأسر المنتجة والمزارع التجارية تحفيزهم على الابتكار وتحسين جودة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وهو ما يدعم التنمية المستدامة بمفهومها الشامل.

ويشكل الأمن الغذائي أولوية قصوى في إستراتيجية الهيئة لتعزيز قدرات إمارة أبوظبي، لبناء نظام غذائي مستدام وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

وتتبنى الهيئة مشاريع رائدة للاستخدام الأمثل للموارد المائية، تهدف للحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، كما تعمل على نشر الوعي بين المزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية لرفع كفاءة شبكات الري في المزارع لترشيد استهلاك المياه، وقد ساهمت هذه البرامج في خفض استهلاك المياه في القطاع الزراعي إلى 1.89 مليار متر مكعب مقارنة بـ 2 مليار متر مكعب في عام 2019.

وتوفر الهيئة خدمة الري الجماعي بهدف توفير مياه الري لأكثر من 6500 مزرعة في الإمارة من خلال شبكات ومحطات الري الجماعي، بالإضافة إلى إدخال مصادر مياه غير تقليدية لعدد من المزارع مثل المياه المعاد تدويرها والمحلاة في الزراعة للحفاظ على مخزون المياه الجوفية غير المتجددة بالإمارة، وتعزيز الاستدامة الزراعية والناتج المحلي في الإمارة.

وتعمل الهيئة على تنفيذ البرامج الإستراتيجية الهادفة إلى تنمية القطاع الزراعي مثل برنامج التقنيات الزراعية الحديثة الذي يتضمن عددا من المشاريع مثل مشروع الزراعة المتقدمة، وعمليات ما بعد الحصاد، والتحول نحو ممارسات الزراعة الذكية مناخيًا، والتي تساهم بشكل مباشر في استدامة القطاع الزراعي في الإمارة.

كما استحدثت الهيئة برنامج أبوظبي للممارسات الزراعية الجيدة (AD GAP)، الذي يهدف لضمان تطبيق أفضل الممارسات الزراعية في مزارع الإمارة.

وبلغ عدد المزارع الحاصلة على شهادة “أبوظبي جاب” 1530 مزرعة، كما تتابع الهيئة مستوى التقدم في استدامة القطاع الزراعي، من خلال قياس مؤشر الاستدامة الزراعية سنوياً لضمان تحسن الإنتاج واستدامة مزارع الإمارة، وفق المنهجية المعتمدة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وتشكل إستراتيجية الحد من فقد وهدر الغذاء في أبوظبي التي أطلقتها الهيئة عام 2023، خطوة مهمة لدعم الاستدامة انسجاماً مع هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الإنتاج والاستهلاك المسؤولين، وتتضمن مبادرات وبرامج عدة، في مقدمتها حملة التوعية تحت شعار “معاً لتدوم النعم”.

كما تقدم الهيئة دورات تدريبية وبرامج إرشادية تهدف لتوعية أصحاب وعمال المزارع حول أهمية ترشيد استهلاك المياه وأفضل الممارسات الزراعية التي تساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث تم تقديم 736 دورة وبرنامجا إرشاديا تدريبيا لعدد 18515مشاركاً خلال عام 2023.

وفي مجال تطوير واستدامة قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، نجحت الهيئة في تطوير الجيل التاسع من سلالة نحل العسل الإماراتية حيث تم الانتهاء من موسم تربية الربيع 2024 بإنتاج 4175 ملكة وزع منها 2678 ملكة عذراء على 64 مربى نحل، و 152 ملكة ملقحة على 18 من مربي النحل في الدولة بإجمالي 2840 ملكة، علماً بأنه تم البدء في تربية وتوزيع الملكات على مربي النحل في موسم الخريف بداية من الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2024.

وبلغ إجمالي الملكات التي تمت تربيتها من الجيل الأول حتى الجيل التاسع حوالي 17392 ملكة وتوزيع 13543 على مربي نحل في جميع إمارات الدولة.

كما تنفذ الهيئة بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة مشروعا علميا يهدف إلى حصر أهم الآفات والأمراض التي تصيب طوائف نحل العسل، ووضع برنامج مكافحة متكامل يتناسب مع ظروف الدولة وضمان إنتاج عسل بتميز بجودة عالية ويكون خالبا من متبقيات المبيدات والمضادات الحيوية.

وفيما يتعلق بتنمية قطاع الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي، تقدم الهيئة العديد من الخدمات البيطرية والعلاجية والوقائية والإرشادية، وفق أفضل الممارسات العالمية، كما تدعم الهيئة مربي الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي من خلال تقديم الاستشارات الفنية فيما يتعلق بالرعاية الحيوانية والأعلاف والتغذية، وتعمل على زيادة الاستثمارات في هذا المجال.

وتقدم الهيئة الخدمات الإرشادية لمربي الثروة الحيوانية عبر منظومتها للإرشاد الذكي، مما أسهم في تحسين تقديم الخدمات الإرشادية لمربي الثروة الحيوانية ، وتقدم أيضا دورات تدريبية وورش عمل للمربين حول أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة في تربية الحيوانات، لتعزيز كفاءتهم وتحسين ممارساتهم.

وتُنفذ الهيئة الدراسات البحثية المتعلقة بصحة الثروة الحيوانية وتعزيز إنتاجيتها، بالتنسيق مع الجهات المعنية والجامعات ومراكز البحوث العالمية، ونشر نتائج تلك البحوث في المجلات العلمية العالمية المحكمة.

كما توفر قاعدة بيانات إحصائية دقيقة للثروة الحيوانية تتضمن بيانات حول أعدادها وتوزيع المربين وحيازاتهم، مما يساعد أصحاب القرار على التخطيط السليم وصياغة السياسات التي تهدف للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية ورفع كفاءة برامج الدعم الحكومية، مما يسهم في توجيه الدعم لمستحقيه.

وتنفذ الهيئة حملات التحصين السنوية في إمارة أبوظبي، لرفع مناعة القطعان والوقاية من الأمراض الوبائية العابرة للحدود.

وتعمل الهيئة على تعزيز استدامة الأمن الحيوي من خلال تنفيذ المتابعة المستمرة لمعدلات حدوث وانتشار الأمراض الوبائية والمشتركة التي تصيب الحيوان والإنسان، وتطوير خطط التأهب والاستجابة لمكافحتها والسيطرة عليها.

كما تحرص على بناء قدرات الكادر البيطري من خلال تقديم تدريب سنوي لطلاب كلية الطب البيطري من جامعة الإمارات وطلاب العلوم البيطرية من كليات التقنية في الهيئة.

وفيما يتعلق بتعزيز منظومة السلامة الغذائية، حرصت الهيئة على تطوير إجراءات التفتيش والرقابة لضمان سلامة الغذاء، وتم إطلاق نظام الرقابة الذاتية والتفتيش الذكي، كما تم إطلاق منصة “جاهزية” لإدارة المخاطر والأزمات والإنذار المبكر.وام


مقالات مشابهة

  • نائب وزير المالية : لا ضرائب إضافية على الهواتف المحمولة
  • الأهرام للطباعة تعتمد إعادة تقييم أصول الشركة
  • فوائد القسط الهندي
  • الموانىء العامة:أكثر من تريليون ديناراً إيرادات الشركة خلال 2024
  • البنك المركزي يصدر تعميماً مهماً لشركات الصرافة بشأن عام 2025
  • «أبوظبي للزراعة».. مبادرات مبتكرة ركيزتها الاستدامة في 2024
  • تكريم الشركات الرائدة في توظيف الكفاءات العمانية بجنوب الشرقية
  • “أبوظبي للزراعة” .. مبادرات مبتكرة ركيزتها الاستدامة في 2024
  • “الشركة السعودية للكهرباء” توضح خطوات توثيق عداد الكهرباء عبر تطبيقها الإلكتروني
  • وزير المالية يشيد بمبادرة الهيئة العامة للزكاة