إيطاليا تلتف على حكم قضائي وتصدر مرسوما يقلص عدد البلدان "الآمنة" للمهاجرين
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أصدرت الحكومة الإيطالية مرسوما جديدا بهدف التغلب على العقبات التي قد يضعها القضاء ويمكن أن تعرقل اتفاق الهجرة المثير للجدل مع ألبانيا. وبموجب هذا المرسوم -الذي دخل حيز التنفيذ فورا- تقلص الحكومة قائمة البلدان التي تعتبر "آمنة": من 19 دولة إلى 22، بعد استثناء الكاميرون وكولومبيا ونيجيريا.
اعلانويحدد المرسوم البلدان الآمنة التي يعترف بها، ويضع استثناءات على فئات معينة من الناس كالمنشقين السياسيين مثلا، أو على أجزاء من الإقليم.
وتبذل إيطاليا مساعي حثيثة لتنفيذ خطتها التي أعدتها مع ألبانيا للتعامل مع ملف المهاحرين، لتخفيف العبء الملقى على إيطاليا في استقبالها للاجئين، مع السماح لروما بإعادة المهاجرين الذين لم يحصلوا على اللجوء إلى البلدان "الآمنة" من خلال إجراء سريع.
ويتضمن الاتفاق احتجاز المهاجرين في مركز إعادة المهاجرين، ضمن خطة تتبعها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لإدارة هذا الملف.
يأتي هذا بعد أن لم يتمكن بعض المهاجرين من البقاء في مدينة غيادر الألبانية، عندما لم تصادق محكمة روما الجمعة الماضية على أول 12 مهاجرًا تم إرسالهم من إيطاليا، فأمروا بالعودة إليها، ونقلوا على إثر ذلك إلى مدينة باري الإيطالية. هذا بالإضافة إلى أربعة مهاجرين أعيدوا فعلا لأنهم "ضعفاء" ولكونهم قاصرين أو يعانون من مشاكل صحية.
أول 12 مهاجرًا أرسلتهم إيطاليا إلى مركز معالجة طلبات اللجوء الذي تم افتتاحه حديثًا في ألبانيا ينزلون في ميناء باري حيث يتم إعادتهم بواسطة سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطاليValeria Ferrario/ APما هي قصة الـ12 مهاجرا؟كان أحد قضاة قسم الهجرة في محكمة روما أمر بإرسال المهاجرين إلى إيطاليا بسبب استحالة الاعتراف بالبلدان الأصلية "الآمنة" للمهاجرين المحتجزين، وفي هذه الحالة لا يمكن إعادة المواطنين من بنغلاديش ومصر إليهما، وعليهم البقاء في إيطاليا.
تم اتخاذ القرار"تطبيقًا للمبادئ الملزمة" الواردة في حكم محكمة العدل الأوروبية بتاريخ 4 تشرين أول/ أكتوبر 2024. وقررت المحكمة أن أي بلد لكي يُعتبر آمناً فإنه يجب أن تكون كافة أرجائه آمنة، وتركت المحكمة مساحة للتقييم الخاص بالقضاء.
مركز معالجة ملفات المهاجرين في ميناء بألبانياVlasov Sulaj/APومع ذلك، فإن القرار الوزاري المشترك الصادر في 7 أيار/ مايو 2024 -الذي كان يشمل قائمة من 22 بلدا آمنا- لا يحترم توصية القضاة الأوروبيين. وذلك بالرغم من كونه يمنح صلاحيات للسلطات الإيطالية لاختيار المهاجرين من بنغلاديش ومصر من أجل ضمان بداية "سلسة" للاتفاقية مع ألبانيا.
الحكم القضائي وقف في طريق الاتفاق الإيطالي الألبانيكان الحكم المتعلق بالـ12 مهاجرا بمثابة حجر وقف في طريق الاتفاق بين إيطاليا وألبانيا الذي يمتد لخمسة أعوام. ويشمل استضافة تيرانا ثلاثة آلاف مهاجر شهريا يأخذهم خفر السواحل الإيطالي من المياه الدولية. ثم يتم فحصهم من أجل الحصول على اللجوء المحتمل في إيطاليا أو إعادتهم إلى بلدانهم.
أصرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بقوة على الاتفاق، ودافعت عنه باعتباره "نموذجا" جديدا للتعامل مع الهجرة غير الشرعية. وهاجمت ميلوني الحكم الذي أصدره قضاة روما ووصفته بأنه "متحيز" ووعدت بالتغلب على أي عقبة قضائية.
في سياق آخر، أشار خبراء قانونيون إلى أن المرسوم الجديد الذي وافقت عليه حكومة ميلوني لا يمكن أن يكون كافيا لحل النزاعات المستقبلية المحتملة، لأن أحكام الاتحاد الأوروبي تسود على القوانين الوطنية المتضاربة.
أما وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي رفض الانتقادات يوم الاثنين قائلاً إن المرسوم الجديد يتماشى مع حكم محكمة العدل الأوروبية، ويأتي وفقًا للائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2026.
انقسام في إيطاليا حول حقوق المهاجرين قبل المرسوم الجديدكانت غالبية الحكومة متماسكة في الأيام الأخيرة في هذا الملف، وانتقدت تدخل القضاء باعتباره لا داعي له في مجال السلطة السياسية.
اعتبر وزير العدل والقاضي السابق كارلو نورديو حكم روما بأنه "غير طبيعي"، بينما نشرت رئيسة الوزراء بريدًا إلكترونيًا من نائب المدعي العام للمحكمة العليا ماركو باتارنيلو عندما كتب إلى زملائه في السلك القضائي: "لا توجد تحقيقات قضائية ضد ميلوني، وبالتالي هي لا تتحرك لمصالح شخصية ولكن لوجهات نظر سياسية، الأمر الذي يجعلها أقوى بكثير وأيضًا أكثر خطورة".
Relatedمسؤولة يونانية تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في التعامل مع قضية الهجرة في ظل الحرب وتغير المناخبينهم مصريون.. إيطاليا ترسل "ليبرا" أول سفينة حربية تحمل دفعة أولى من المهاجرين إليها نحو ألبانيا إعادة 12 مهاجراً من ألبانيا إلى إيطاليا بعد صدور حكم قضائي يُبطل احتجازهموقال توماسو فوتي زعيم المجموعة في مجلس النواب عن حزب "فراتيلي ديتاليا" وهو حزب رئيس الوزراء يوم الاثنين: "المشكلة ليست مشكلة كفاءة، بل مشكلة مبادئ". وأضاف: "لا يمكن للقاضي العادي أن يقرر ما إذا كان البلد آمنًا أم لا، فهو شخص أعلى من القضايا الفردية".
ورد اتحاد الغرف الجنائية والرابطة الوطنية للقضاة -وهما المنظمتان اللتان تمثلان المحامين الجنائيين والقضاة في إيطاليا على التوالي- بأن القرار "يقتصر على تطبيق التشريعات الأوروبية ذات الصلة" ويتم مع مراعاة "احترام حقوق الناس وضماناتهم".
اعلان"مراكز العودة" والاتحاد الأوروبي ككلطرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لأول مرة فكرة "مراكز العودة" في رسالة إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي، وتمت مناقشتها خلال قمة يوم الخميس.
يُعتقد أن الاقتراح مستوحى من الصفقة الأخيرة التي أبرمتها إيطاليا مع ألبانيا التي بموجبها يتم إرسال المهاجرين الذكور العازبين الذين اعترضتهم السلطات الإيطالية في البحر إلى مراكز في ألبانيا أثناء معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وذلك رغم قلة المعلومات المتوفرة حتى الآن.
نشطاء يحملون صور رئيسي وزراء إيطاليا وألبانيا وهم يرتدون زي ضباط الشرطة يحتجون عند مدخل ميناء شينغجين شمال غرب ألبانياVlasov Sulaj/APوتعتبر دول مثل النمسا والدنمرك وهولندا وألمانيا داعمة للخطط، بالرغم من عدم اعتمادها بعد على مستوى الاتحاد الأوروبي.
انتقد رئيسا وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وبلجيكا ألكسندر دي كرو هذه الدعوات علنًا، قائلين إنها مكلفة للغاية وفشلت في معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية في الماضي.
اعلانمعلومات مضللة في ملف الهجرة غير الشرعيةأدت دعوات بعض الزعماء في الاتحاد الأوروبي إلى النظر في إنشاء مراكز لمعالجة الهجرة خارج أراضي الكتلة إلى انتشار معلومات مضللة.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية في أوائل تشرين الأول/أكتوبر مقالاً نقلاً عن دبلوماسي أوروبي، قال إن الكتلة "ستقيم معسكرات ترحيل في الدول المجاورة التي تريد الانضمام إلى للاتحاد كصربيا وألبانيا ومولدوفا".
أثار الأمر موجة من التقارير المضللة في مولدوفا، وفضح المتحدث باسم الحكومة في كيشيناو دانييل فودا، التقارير على قناته على تيليجرام وقال لصحيفة تايمز: "ظهرت قصة جديدة تدعي أن مولدوفا ستستضيف مركزًا لطالبي اللجوء المرفوضين الخاضعين لإجراءات الترحيل".
وأضاف "لنكن واضحين، الحكومة لا تناقش اقتراحا كهذا ولن تقبل مثل هذه الأفكار".
اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بارنييه وتاجاني يلتقيان لتعزيز التعاون الحدودي ومواجهة الهجرة غير الشرعية انقسام أوروبي حول ميثاق الهجرة واللجوء الجديد رئيس الوزراء الألباني: اتفاقية الهجرة مع إيطاليا "حصرية" ولا يمكن تكرارها مع دول أخرى أزمة المهاجرين ألبانيا المفوضية الأوروبية إيطاليا جورجيا ميلوني أورسولا فون دير لايين اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. اليوم الـ382: حزب الله يستهدف ضواحي تل أبيب وإسرائيل تقصف مراكز الإيواء بغزة وبلينكن في المنطقة يعرض الآن Next تل أبيب تضرب تحذيرات واشنطن بعرض الحائط.. تجويع غزة مستمر مع اعتراض 254 شحنة أممية إنسانية للقطاع يعرض الآن Next بريطانيا تقرض أوكرانيا 2.9 مليار دولار من عائدات الأصول الروسية المجمدة يعرض الآن Next أسعار الـ"بيتكوين" تحلّق مع الرهان على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة يعرض الآن Next بلينكن في حجه الـ11 إلى إسرائيل في عام واحد.. هل بوسعه الضغط على نتنياهو لوقف الحرب على غزة اعلانالاكثر قراءة عودة السعال الديكي.. وباء يجتاح أمريكا وأوروبا دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما الكشف عن أخطر شبكة تجسس إيرانية في إسرائيل اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما تقرير "ألفية الخلاص من الإرهابيين" يشعل الجدل.. التحقيق مع مسؤولي "MBC" السعودية ومطالب بالمقاطعة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024روسياغزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيلأوكرانياأمطاردونالد ترامبكوارث طبيعيةإعصارحفل موسيقيواشنطن Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل أوكرانيا أزمة المهاجرين ألبانيا المفوضية الأوروبية إيطاليا جورجيا ميلوني أورسولا فون دير لايين الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 روسيا غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل أوكرانيا أمطار دونالد ترامب كوارث طبيعية إعصار حفل موسيقي واشنطن السياسة الأوروبية الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next مع ألبانیا فی إیطالیا لا یمکن
إقرأ أيضاً:
ما هي رسالة الاتحاد الأوروبي إلى ترامب بشأن أوكرانيا؟
يسعى زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إرسال "رسالة واضحة" إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في قمة تعقد اليوم الخميس، بشأن دعمهم المتواصل لأوكرانيا وسيناقشون أيضا التحديات الأمنية والاقتصادية التي تفرضها عودته للبيت الأبيض.
كما سيستضيف الزعماء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مستهل محادثاتهم في بروكسل وسيعيدون التأكيد على "التزامهم الراسخ" بدعم أوكرانيا "مهما طال الوقت"، وذلك وفقا لمسودة بيان ختامي للقمة.
ودعا ترامب مراراً إلى نهاية سريعة لحرب أوكرانيا الدائرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقال يوم الإثنين الماضي إن على زيلينسكي أن يستعد للتوصل إلى اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكنه لم يوضح إن كان ذلك يعني أنه يقصد تنازل كييف عن أراض لموسكو في إطار مفاوضات للتوصل إلى تسوية.
وذكرت مسودة البيان الختامي لقمة الاتحاد الأوروبي "لا يجب أن تنتصر روسيا" وأشارت إلى أن أي مبادرة بشأن أوكرانيا يجب أن تتضمن مشاركة كييف.
ووصف دبلوماسي أوروبي مسودة البيان بأنها تبعث "برسالة واضحة إلى الولايات المتحدة".
كما سيناقش زعماء الاتحاد الأوروبي العلاقات الأوسع نطاقا مع الولايات المتحدة وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية محتملة عبر الأطلسي.
???? European Union leaders aim to send a "clear signal" to U.S. President-elect Donald Trump at a summit on Thursday about their continued support for Ukraine and will also discuss the security and economic challenges posed by his return to the White House. pic.twitter.com/r0udTlJGse
— Geopolitical Kid (@Geopoliticalkid) December 19, 2024وقال ترامب من قبل إن الاتحاد الأوروبي "سيدفع ثمناً باهظاً" برسوم جمركية لعدم شرائه ما يكفي من الصادرات الأمريكية. وتعهد بالفعل بأن يفرض رسوماً جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لبلاده وهم كندا والمكسيك والصين. وبالتالي يدرك الاتحاد الأوروبي أنه لن يستثنيه من ذلك.