واشنطن تعترف تدريجيًا بضحايا الهجوم اليمني على حاملة الطائرات “إيزنهاور”
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
الجديد برس|
بدأت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، اعترافًا تدريجيًا بضحايا الهجوم على حاملة الطائرات “إيزنهاور”، حيث نعت البحرية الأمريكية طيارين اثنين قُتلا خلال عملية تدريب في واشنطن.
الحادثة، التي وقعت أثناء وجود الحاملة في قاعدتها بولاية فيرجينيا، تأتي في سياق عودة الطيارين من اليمن، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي في بيانه.
كما أنها المرة الأولى التي يصدر فيها الرئيس الأمريكي بيان نعي لسقوط طياران بحادث عرض رغم تسجيل حوادث اكبر بما فيها تحطم طائرات من نوع اف 35 مقتل طاقمها. ما يهم في الأمر هو استحضار اليمن في بيان الإعلان هذا ، فبايدان أشار صراحة إلى عودة الطياران من اليمن في إشارة واضحة إلى وصول جثمانيهما ، كون ايزنهاور غادرت البحر الأحمر أصلا قبل فترة وجيزة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل قُتل الطياران في هجمات سابقة على “إيزنهاور”، والتي تناولتها وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرًا، أم خلال العمليات الأخيرة التي شهدتها المياه اليمنية؟ وقد دفع ذلك واشنطن لاستخدام قاذفات استراتيجية من نوع B-2 لقصف صنعاء وصعدة في خطوة تبدو انتقامية.
ما هو مؤكد هو أن الطيارين قُتلا في اليمن نتيجة تحطم طائراتهما، سواء في الأجواء أو على متن الحاملة التي تعرضت للاستهداف عدة مرات.
ومع ذلك، هل تملك الإدارة الامريكية الشجاعة لكشف تفاصيل ما حدث وحجم الضحايا.
من المحتمل أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الكشف عن هذه الحوادث كجزء من تصفية سجل الرئيس الأمريكي الحالي الذي يستعد لمغادرة منصبه بحلول العام المقبل. ومع ذلك، يظل الاعتراف بمقتل جنود وطيارين أمريكيين في اليمن تحديًا صعبًا للإدارة الحالية، خاصةً في ظل عدم القدرة على الرد بشكل فعال على تلك الحوادث.
هذا الاعتراف الجديد يتماشى مع الحوادث السابقة التي تحدثت عنها إدارة بايدن، مثل فقدان جنود من البحرية كانوا على متن بوارج في خليج عدن، حيث زعمت واشنطن أن الجثامين ضاعت في المياه، على الرغم من إمكانية إنقاذهم.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بفشل حملتها على اليمن: صنعاء تفرض معادلة الردع البحري وتربك الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية
يمانيون../
رغم الاستعراض العسكري الواسع خلال ولاية ترامب الثانية، أقرّت الولايات المتحدة بفشل حملتها على اليمن، في ظل استمرار وتعاظم الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان الاحتلال الصهيوني ومصالح واشنطن في البحر الأحمر، وتعثّرها في تأمين ممرات التجارة الدولية رغم الكلفة العسكرية الهائلة.
وأكدت مجلتا “فورين بوليسي” و”معهد واشنطن للدراسات” في تقريرين منفصلين أن اليمن بات يشكل تهديداً نوعياً على الهيمنة البحرية الأمريكية، ويقوّض فعالية الإنفاق الدفاعي الهائل الذي بذلته وزارة الدفاع دون تحقيق أهداف ملموسة.
مجلة فورين بوليسي وصفت العمليات الأمريكية في اليمن بأنها “نزيف عسكري بلا إنجاز”، مشيرة إلى أن الأهداف التي أعلنتها واشنطن، وعلى رأسها تأمين الملاحة البحرية وردع الهجمات، لم تتحقق، بل تصاعدت عمليات صنعاء التي استهدفت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل شبه تام لحركة السفن عبر هذا الممر الحيوي.
كما انتقدت المجلة غياب الشفافية العسكرية الأمريكية، حيث تفتقر العمليات إلى بيانات رسمية واضحة، وتُختزل التغطية الإعلامية بفيديوهات دعائية. وأشارت إلى أن الهجمات اليمنية استخدمت ذخائر موجهة تستهلك قدرات بحرية “محدودة أصلاً”، بحسب وصف خبراء عسكريين.
من جهته، حذّر تقرير أعده المقدم في القوات الجوية الأمريكية “جيمس إي. شيبارد” لصالح معهد واشنطن، من أن الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء بات يهدد ليس فقط التجارة العالمية بل كذلك قدرة واشنطن على التحرك السريع عسكرياً في مناطق النزاع، مؤكداً أن مضيق باب المندب يُعد أحد أهم الشرايين الحيوية للوجستيات العالمية والعسكرية، حيث تمر عبره سلع تتجاوز قيمتها التريليون دولار سنويًا.
ووفقاً للتقرير، أجبرت هجمات القوات اليمنية شركات الشحن العالمية على تجنب البحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل رحلة، ما يمثل ضغطاً هائلًا على سلسلة الإمدادات الدولية.
ورغم محاولات واشنطن لفرض الحماية على سفنها، فإن بعض السفن تعرضت لهجمات رغم وجود مرافقة عسكرية، ما كشف ضعف الردع الأمريكي في المنطقة. واعتبر التقرير أن هذه التطورات تتطلب “إعادة صياغة العقيدة البحرية الأمريكية”، إذ إن تعطيل النقل البحري يهدد فعليًا القدرات الأمريكية على الاستجابة الطارئة وإعادة التموضع الاستراتيجي.
واعتبر التقرير أن صنعاء، ورغم غياب حاملات الطائرات أو الأساطيل العملاقة، قد نجحت في فرض معادلة ردع دقيقة وفعالة، أربكت المخططين العسكريين الأمريكيين وأجبرتهم على مراجعة الخيارات التكتيكية واللوجستية.
وتوقع التقرير استمرار الهجمات اليمنية باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ليس فقط في البحر الأحمر، بل لتمتد إلى بحر العرب وشمال المحيط الهندي، مع احتمال توسع الأهداف لتشمل الممرات البديلة التي تحاول واشنطن الاعتماد عليها.
وفي محاولة للحد من تأثير الهجمات اليمنية، اقترحت شبكة النقل عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة للبنتاغون إنشاء 300 منشأة لوجستية – تشمل مطارات وموانئ ومراكز برية – لتسهيل نقل البضائع خارج باب المندب، مشيرة إلى إمكانية نقل الحمولات عبر ميناء جدة أو ممر بري يربط ميناء حيفا في الكيان الصهيوني بالخليج العربي مروراً بالأردن والسعودية والبحرين.
ورغم ما يبدو من بدائل، إلا أن التقارير الأمريكية نفسها تحذر من أن هذه الخيارات مكلفة ومعقدة، وتقع هي الأخرى في نطاق نيران القوات اليمنية، ما يعقّد قدرة واشنطن على تنفيذ استراتيجيتها البحرية في المنطقة، ويجعلها عرضة لردود فعل غير تقليدية من صنعاء، التي تُدير المعركة بإيقاع منضبط يدمج بين السياسة والتكتيك العسكري بفعالية غير مسبوقة.