تتزايد مشاهد العدوان الإسرائيلي بشكل واضح، وهذا العنف المتصاعد لا يعكس فقط حالة من التوتر المستمر، بل يكشف أيضاً عن الأهداف الخفية التي يروج لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أن الاستهداف المنهجي للمدنيين ومنعهم من العودة إلى منازلهم يعتبر خطوة استراتيجية تهدف إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه، مما يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء هذا العدوان في غزة.

تزايد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة 

وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب والمحلل السياسي، إن تزايد العدوان الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة بهذا العنف يؤكد ما يخفيه نتنياهو من اغراض خبيثة تستهدف فصل شمال القطاع عن جنوبه.

وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه يتم إعادة احتلال القطاع هذا عبر منع أهل غزة من العودة الي منازلهم بشمال القطاع وما فوق محور نتساريم.

وأشار رائف، إلى أن فلا يوجد مبرر لما يقوم به جيش الاحتلال في شمال القطع سوي محاولة تفريغ ديمغرافي يريد من خلالها نهب المزيد من الأراضي الفلسطينية.

واستبعد مراقبون ومحللون أن يؤدي اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، إلى وقف الحرب بشكل مباشر في قطاع غزة، إذ أن الأهداف التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم تتحقق بعد، مما يشير إلى أن استمرار الحرب والوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع هو السيناريو الأكثر احتمالاً في المرحلة القادمة.

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة شهيد وإصابات جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في جباليا شمال قطاع غزة  اغتيال السنوار نقطة تحول في الصراع

وتعهد نتنياهو بمواصلة الحرب، في الوقت الذي أعرب فيه قادة غربيون، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أملهم في أن يكون اغتيال السنوار نقطة تحول محتملة في الصراع، ومع ذلك، لم يحسم نتنياهو وحكومته بعد خططهم لآلية حكم غزة بعد انتهاء الحرب.

وحدد نتنياهو أهدافه من حرب غزة بإنهاء حكم حماس والقضاء عليها، بالإضافة إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة حالياً في القطاع. وفي الآونة الأخيرة، أضاف إلى هذه الأهداف تنفيذ ما يُسمى بـ"خطة الجنرالات" في شمال القطاع، وإقامة مناطق عازلة داخله لمنع تكرار هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وعلى صعيدٍ آخر، يعتقد محللون أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد اغتيال السنوار لا تزال ضئيلة، حيث لا يبدو أن أيا من الطرفين يسعى بجدية لتحقيق ذلك.

في الأسابيع الأخيرة، تصاعد الصراع ليشمل ما هو أبعد من القتال في غزة، حيث زادت التوترات في الضفة الغربية المحتلة، وامتدت إلى غزو إسرائيل لجنوب لبنان وقصف مناطق واسعة من البلاد.

في هذه الأثناء، تعهد حزب الله بتكثيف القتال ضد إسرائيل، وأعلنت إيران، الداعمة للجماعة اللبنانية، أن "روح المقاومة" ستتعزز باستشهاد حليفها في غزة. يعتقد أن السنوار، الذي كان يتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل، هو العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر 2023.

مقتل أحد جنود الاحتلال قرب غزة وإصابة آخر بجروح خطيرة بجنوب لبنان العدوان الإسرائيلي يواصل ارتكاب المجازر.. 42,718 شهيداً و100,282 مصابا في غزة ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 42 ألفًا و718 فلسطينيًا

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الثلاثاء، 42 ألفًا و718 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي.

وأفادت صحة غزة، أن إجمالي المصابين ارتفع كذلك إلى 100 ألف و282 شخصا وسط أوضاع صحية متردية في جميع أنحاء القطاع، وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الـ 24 ساعة الماضية 7 مجازر وصل منها للمستشفيات 115 شهيد و487 إصابة.

ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أنه على مدار أكثر من عام لم تتوقف "حرب الإبادة الجماعية" من جانب قوات الاحتلال على غزة وهو ما ألحق أضرارا كارثية بالقطاعات الحيوية في الأرض "الفلسطينية المحتلة"، وعلى رأسها خدمات الصحة والتعليم والمرافق.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، نيابة عن ألأمين العام أحمد أبو الغيط، في أعمال اجتماع "الإطلاق المشترك للتقييم الثالث للآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على حرب غزة".

وأضاف الأمين العام في كلمته، أنه بقدر ما قتلت هذه الحرب آلاف الأبرياء بقدر ما تعمدت تدمير المجتمع والاقتصاد بما كان له أثر بالغ على حياة السكان المدنيين، خاصة الفئات الهشة من الأطفال وكبار السن والنساء والفتيات، فضلا عن الأضرار الجسيمة للنظم البيئية الطبيعية، والتي من المرجح أن يستغرق أمر إصلاحها أجيالًا كاملة.

وقال الأمين العام، إن شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، "ضربوا أروع الأمثلة في الصمود أمام حرب الإبادة الجماعية" التي ترتكبها دولة الاحتلال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة نتنياهو العدوان الإسرائيلي الاحتلال الأراضى الفلسطينية جيش الاحتلال حماس لبنان جنوب لبنان حرب غزة

إقرأ أيضاً:

مخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدعم ترامب.. احتلال غزة وطرد سكانها

في الوقت الذي يلقى مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل الفلسطينيين من غزة، رفضا دوليا موسعا، جدد المستوطنون المتطرفون في دولة الاحتلال الإسرائيلي، دعواتهم لإعادة احتلال القطاع وطرد سكانه، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية» نقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية.

حديث وزير المالية الإسرائيلي

ومن جانب الداخل الإسرائيلي، رحب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية في حكومة الاحتلال، بمقترح ترامب، واعتبره خطوة واقعية يعمل على تحويلها إلى خطة تنفيذ عملية، زاعمًا أن تشجيع هجرة سكان قطاع غزة هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن لدولة الاحتلال، مشددا خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب «الصهيونية الدينية»، على أن إسرائيل ستعود للحرب على قطاع غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة، بدعوى تحقيق الأهداف والحسم العسكري ضد حركة حماس، بحسب ما جاء في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. 

وأوضح وزير المالية الإسرائيلي، إنه سيعد خطة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ لتشجيع هجرة السكان من القطاع، مضيفًا: «على المدى الطويل، تشجيع الهجرة هو الحل الوحيد الذي سيجلب السلام والأمن إلى إسرائيل ويخفف أيضًا من معاناة سكان غزة»، على حد وصفه. 

وفي سياق مرتبط بما قاله ترامب، كرر إيتمار بن جفير، وزير الأمن في حكومة الاحتلال، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه «عوتسما يهوديت»، دعوته إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، زاعما أن تشجيع الهجرة هو الشيء الوحيد الذي سيجلب الحل، والراحة والسكينة لإسرائيل وأيضًا لسكان غزة.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، يروّج نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في حكومة الاحتلال لفكرة الهجرة الطوعية من القطاع، في إطار مخطط التهجير والاستيطان هناك، داعيا بن جفير وسموتريتش مرارًا لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة. 

حديث وزراء حكومة الاحتلال السابق 

وسبق وقال «بن جفير» لإذاعة جيش الاحتلال في شهر ديسمبر الماضي: «الظروف الحالية مواتية لدفع سكان قطاع غزة نحو الهجرة الطوعية، وبدأت ألاحظ انفتاحًا على هذه الفكرة»، مشيرا إلى أن الاستيطان في غزة يجب أن يكون جزءًا من السياسات الإسرائيلية. 

وتزامنًا مع تصريحات بن جفير في ديسمبر، طالب سموتريتش بإعادة احتلال قطاع غزة وخفض عدد سكانه الفلسطينيين إلى النصف من خلال تشجيع الهجرة الطوعية للسكان، متوقعا  أن يخرج نصف سكان غزة من القطاع خلال عامين ضمن دعوات الهجرة الطوعية.

وأشار تقرير نشره موقع «زمان يسرائيل» الإخباري في ديسمبر الماضي، أن نتنياهو منفتح على مسألة الهجرة الطوعية من غزة، وكشف أن رئيس حكومة الاحتلال هو أول من وضع فكرة تهجير سكان القطاع، معلنا «نتنياهو» خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست نهاية ديسمبر من العام الماضي، أنه يعمل على تنفيذ هجرة طوعية لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى، واعترف بمساعيه لإيجاد الدول المستعدة لاستقبالهم.

وأضاف التقرير أن نتنياهو بدأ يعمل على تهجير سكان غزة، ووزير الخارجية إيلي كوهين، وقتها شكَّل طاقمًا مهمته محاولة إجراء اتصالات مع دول يمكن أن توافق على استقبال مُهجَّرين من غزة، لكن فشلت هذه المحاولات في أعقاب ضغوط دولية بعد الكشف عن الخطوات الإسرائيلية، ولاقت تلك المحاولات رفضًا دوليًا واسعًا، وأفاد التقرير بأن نتنياهو صمت منذ ذلك الحين، لكنه لم يتراجع عن فكرة الهجرة الطوعية.

 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 47 ألفا و354 شهيدًا
  • مخطط حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدعم ترامب.. احتلال غزة وطرد سكانها
  • جيروزاليم بوست: نوايا نتنياهو الخفية في صفقة الرهائن مثيرة للقلق
  • وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب من محور نتساريم والسكان يعودون إلى شمال قطاع غزة
  • بدء عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي / فيديو
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من محور نتساريم
  • بيان عاجل من جيش الاحتلال بشأن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة
  • العدوان الإسرائيلي يعتقل خمسة مواطنين شمال سلفيت
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47 ألفا و306 شهداء