لجريدة عمان:
2024-11-25@00:58:40 GMT

السعادة المدجنة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

صديق منذ زمن الطفولة البريئة يمتلك كل ما يمكن أن يقال عنه بأنه أسباب السعادة الدنيوية من منصب اجتماعي ووظيفة مرموقة وحياة عائلية مستقرة وكثير من زخرف الحياة الدنيا، دعاني فـي يوم إلى لقاء خارج إطار كل الرسميات المتعارف عليها والتي باتت تؤطر حياته من كل جانب، أسرّ لي بأنه لا يجد المتعة والسعادة والشغف فـي حياته رغما عن كل ما يمتلكه وما يحيط به من ترف الحياة شاكيا لي بأن حياته صارت رتيبة وضيقة ولا يجد بها طعم السعادة.

قد يكون هذا المشهد عابرا ويمر على الكثيرين من أمثالي وأمثالكم من أن الناس باتوا لا يجدون للسعادة طعما رغم امتلاكهم لكل مقوماتها المادية على الأقل وتبدو حياتهم من بعيد بأنها مثالية كاملة لا ينقصها شيء، وهذا ما بات يعرف اليوم بمصطلح «السعادة المدجنة» أي السعادة التي تبدو مثالية من الخارج لكنها فـي الواقع سعادة مؤقتة زائلة لا يلبث صاحبها أن يعود إلى حالة اللا سعادة طلبا لشيء آخر يجلب له الفرح والسرور، فالسعادة المدجنة غالبا ما تكون مرتبطة بامتلاك الأشياء المادية وليست بالأشياء الحقيقية التي يأتي معها الاستقرار النفسي حتى وإن كانت تلك الأشياء ليس لها قيمة مادية.الامتلاء والامتلاك هي ظاهرة مرادفة لهذا العصر وهي ما يدجن السعادة ويقلل من قيمتها ووقتها، فالامتلاء بمفهومه العام يعني الشي الممتلئ الفائض عن الحد وقد يكون الامتلاء نتيجة للامتلاك أي امتلاك كل شيء لدرجة تصل إلى حد الشبع والتخمة بحيث لا يشعر صاحبها بأي طعم لذيذ آخر عند حصول الامتلاء، وهذا ما يحدث فـي مفهوم السعادة المؤقتة التي تصاحب امتلاك الشيء المادي ثم العودة إلى اللا سعادة أو إن صحت تسميتها بالتعاسة فور أن يذهب بريق ذلك الامتلاك، فـيمكن أن يكون لدى الفرد كثير من مقومات السعادة المادية من المال والجاه والغنى والمنصب والأشياء المادية الأخرى ولكنه يظل يشعر بالفراغ وعدم السعادة من داخله. فالامتلاء أو الامتلاك لا يعني أن الإنسان ممتلئ من الداخل ويشعر بالسعادة بل قد يكون ذلك مجرد واجهة خداعة يحاول صاحبها أن يخدع بها نفسه والآخرين من حوله.

السعي وراء المثالية الزائدة والظهور بمظهر الكمال فـي كل شيء فـي الحياة هي ما يؤدي إلى فقدان جوهر السعادة فنمط الحياة الحديثة هو ما أفقد الناس السعادة والفرح والسرور، ومحاولة مجاراة الآخرين والتشبه بهم ومقارنة الذات بهم من دون مراعاة للفروقات الفردية والاجتماعية والنفسية والمالية هي ما يجر إلى الوقوع فـي شباك السعي الحثيث وراء محاكاة الآخرين والتشبه بهم بغية الحصول على السعادة التي هي فـي نظر الكثيرين مادية أكثر منها روحية.

قد يكون مفهوم السعادة مطاطا يحتمل الكثير من التعريفات والأوصاف لكنه كما قال عنه البعض بأنه ذلك الشعور بالفرح والرضا الداخلي عن النفس وعن الحياة بعيدا عن المقاييس المادية مدججا ومحصنا بسلام داخلي قوي ينبع من أعماق النفس يمنح الفرد طمأنينة وهدوءا وهذا ما يمكن تمييزه بين السعادة الحقيقية عن تلك المدجنة، التي ترتبط بالمظاهر دون الجوهر.

لا أتمنى أن تفارقنا السعادة رغم كل ما يحدث فـي العالم من نكبات وكوارث ومآسٍ مضاف إليها محاكاة وتقليد للآخرين بغية استجداء بعض من أطراف السعادة الزائفة المغلفة بأوهام النجاح المادي أو المعنوي، أتمنى أن ننعم بالسعادة الحقيقية، فهي تلك التي تتسلل إلى قلوبنا برغم الصعاب، تنمو من أبسط اللحظات، وتتغذى على السلام الداخلي فـي ذواتنا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ناقصني السعادة.. بوسي تدخل فى نوبة بكاء شديدة: اتبهدلت بعد وفاة أمي

دخلت الفنانة بوسي فى نوبة بكاء ، اثناء حلولها ضيفة على برنامج “ عندي سؤال ” ، والمذاع علي قناة المشهد ، من تقديم محمد القس . 

و بكت “ بوسي ” عند سؤالها عن الأشياء التى تفتقدها ، إذ قالت : ناقصني السعادة والراحة ، انا أتبهدلت من بعد وفاة أمي فى عمر الـ 16 عامًا . 

واضافت : ناقصني حنية وحب وأهتمام ، أمي كانت تعوضني عن هذه الاشياء ، ولكن من بعد وفاتها أتبهدلت ، كل البلاوي اللي حصلت فى حياتي كانت من بعد موتها  .

وأستكملت : أمي كانت السند والضهر والحنية اللي فى الدنيا ، كانت معوضاني عن غياب أبويا ، رغم انه فى الفترة دي كانت لسه عايش .

 أعمال المطربة بوسي 

وفي شهر يناير الماضي، طرحت شركة روتانا أحدث أغاني الفنانة بوسي، والتى تحمل أسم “زيه تاني” ، وهى من كلمات حسام حسن وألحان مدين وتوزيع وميكس وماستر يحيي يوسف.

وقبلها طرحت بوسى، أغنية جديدة بعنوان "مسولى وصبحوا" على  موقع "يوتيوب" وجميع المنصات الموسيقية، على طريقة الفيديو كليب، والأغنية من كلمات تامر حسين، وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع وميكس وماستر جلال حمداوى، والكليب من إخراج اشرف رمضان.

 

 

مقالات مشابهة

  • زعيم حزب تركي: من يصافحون نتنياهو يتهمونا بالخيانة!
  • مختص: إيجابيات التعداد السكاني تفوق الخسائر المادية جراء إيقاف الحركة الاقتصادية
  • فى طلب السعادة
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • ناقصني السعادة.. بوسي تدخل فى نوبة بكاء شديدة: اتبهدلت بعد وفاة أمي
  • ديسمبر شهر السعادة.. 4 أبراج فلكية تنتظر ضربة الحظ في ختام 2024
  • القصة الحقيقية للرجل "ذو الألف وجه".. كيف خدع 4 نساء في علاقات جدية؟
  • عبدالرحيم كمال ناعيا عادل الفار: كان إنسانا جميلا طيب القلب
  • نقابة المهن الموسيقية تنعى الفنان عادل الفار
  • مجلس نقابة الموسيقيين برئاسة مصطفى كامل ينعى عادل الفار