لجريدة عمان:
2024-10-22@18:53:45 GMT

السعادة المدجنة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

صديق منذ زمن الطفولة البريئة يمتلك كل ما يمكن أن يقال عنه بأنه أسباب السعادة الدنيوية من منصب اجتماعي ووظيفة مرموقة وحياة عائلية مستقرة وكثير من زخرف الحياة الدنيا، دعاني فـي يوم إلى لقاء خارج إطار كل الرسميات المتعارف عليها والتي باتت تؤطر حياته من كل جانب، أسرّ لي بأنه لا يجد المتعة والسعادة والشغف فـي حياته رغما عن كل ما يمتلكه وما يحيط به من ترف الحياة شاكيا لي بأن حياته صارت رتيبة وضيقة ولا يجد بها طعم السعادة.

قد يكون هذا المشهد عابرا ويمر على الكثيرين من أمثالي وأمثالكم من أن الناس باتوا لا يجدون للسعادة طعما رغم امتلاكهم لكل مقوماتها المادية على الأقل وتبدو حياتهم من بعيد بأنها مثالية كاملة لا ينقصها شيء، وهذا ما بات يعرف اليوم بمصطلح «السعادة المدجنة» أي السعادة التي تبدو مثالية من الخارج لكنها فـي الواقع سعادة مؤقتة زائلة لا يلبث صاحبها أن يعود إلى حالة اللا سعادة طلبا لشيء آخر يجلب له الفرح والسرور، فالسعادة المدجنة غالبا ما تكون مرتبطة بامتلاك الأشياء المادية وليست بالأشياء الحقيقية التي يأتي معها الاستقرار النفسي حتى وإن كانت تلك الأشياء ليس لها قيمة مادية.الامتلاء والامتلاك هي ظاهرة مرادفة لهذا العصر وهي ما يدجن السعادة ويقلل من قيمتها ووقتها، فالامتلاء بمفهومه العام يعني الشي الممتلئ الفائض عن الحد وقد يكون الامتلاء نتيجة للامتلاك أي امتلاك كل شيء لدرجة تصل إلى حد الشبع والتخمة بحيث لا يشعر صاحبها بأي طعم لذيذ آخر عند حصول الامتلاء، وهذا ما يحدث فـي مفهوم السعادة المؤقتة التي تصاحب امتلاك الشيء المادي ثم العودة إلى اللا سعادة أو إن صحت تسميتها بالتعاسة فور أن يذهب بريق ذلك الامتلاك، فـيمكن أن يكون لدى الفرد كثير من مقومات السعادة المادية من المال والجاه والغنى والمنصب والأشياء المادية الأخرى ولكنه يظل يشعر بالفراغ وعدم السعادة من داخله. فالامتلاء أو الامتلاك لا يعني أن الإنسان ممتلئ من الداخل ويشعر بالسعادة بل قد يكون ذلك مجرد واجهة خداعة يحاول صاحبها أن يخدع بها نفسه والآخرين من حوله.

السعي وراء المثالية الزائدة والظهور بمظهر الكمال فـي كل شيء فـي الحياة هي ما يؤدي إلى فقدان جوهر السعادة فنمط الحياة الحديثة هو ما أفقد الناس السعادة والفرح والسرور، ومحاولة مجاراة الآخرين والتشبه بهم ومقارنة الذات بهم من دون مراعاة للفروقات الفردية والاجتماعية والنفسية والمالية هي ما يجر إلى الوقوع فـي شباك السعي الحثيث وراء محاكاة الآخرين والتشبه بهم بغية الحصول على السعادة التي هي فـي نظر الكثيرين مادية أكثر منها روحية.

قد يكون مفهوم السعادة مطاطا يحتمل الكثير من التعريفات والأوصاف لكنه كما قال عنه البعض بأنه ذلك الشعور بالفرح والرضا الداخلي عن النفس وعن الحياة بعيدا عن المقاييس المادية مدججا ومحصنا بسلام داخلي قوي ينبع من أعماق النفس يمنح الفرد طمأنينة وهدوءا وهذا ما يمكن تمييزه بين السعادة الحقيقية عن تلك المدجنة، التي ترتبط بالمظاهر دون الجوهر.

لا أتمنى أن تفارقنا السعادة رغم كل ما يحدث فـي العالم من نكبات وكوارث ومآسٍ مضاف إليها محاكاة وتقليد للآخرين بغية استجداء بعض من أطراف السعادة الزائفة المغلفة بأوهام النجاح المادي أو المعنوي، أتمنى أن ننعم بالسعادة الحقيقية، فهي تلك التي تتسلل إلى قلوبنا برغم الصعاب، تنمو من أبسط اللحظات، وتتغذى على السلام الداخلي فـي ذواتنا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المعركة الحقيقية لم تبدأ.. مقرّب من الفصائل: لا يوجد أي قيادي بحزب الله اللبناني في العراق

بغداد اليوم - بغداد 

اكد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، اليوم الثلاثاء (22 تشرين الأول 2024)، عدم وجود أي قيادي بحزب الله اللبناني في العراق.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" العراق استقبل العوائل اللبنانية المتضررة من عدوان الكيان، بناءً على جهود حكومية ودور المرجعية في البعد الإنساني، لكن بالمقابل نؤكد بعدم وجود أي قيادي بحزب الله او حتى عوائلهم في العراق، بل ان الضيوف من كل أطياف لبنان واغلبهم من ذوي الشهداء".

وأضاف، ان" قيادات حزب الله تقاتل في جبهات عدة من الجنوب اللبناني، ومحاولة البعض الادعاء بان ضيوف العراق من بيروت وغيرها من المدن اللبنانية هم من حزب الله حصريا هو ادعاء بعيد عن الحقيقة وخلط للأوراق لتحقيق اجندة معروفة يدفع بها المحتل وماكنته الإعلامية من حلفائه في المنطقة".

وأشار المصدر الى، ان" معركة لبنان الحقيقية لم تبدأ حتى الان والمحتل فشل في اختراق 7 مناطق حدودية مع الجنوب اللبناني خلال الأيام الماضية ".

ووسّعت إسرائيل -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه.

ويرد حزب الله يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • قراراتنا نجحت| وزير التعليم يسرد امام مجلس النواب انجازاته في خفض كثافات الفصول وسد عجز المعلمين وتحسين أوضاعهم المادية
  • المعركة الحقيقية لم تبدأ.. مقرّب من الفصائل: لا يوجد أي قيادي بحزب الله اللبناني في العراق
  • 6 كلمات من خاتم الأنبياء: مفتاح السعادة والاطمئنان في الدنيا والآخرة
  • خبراء اقتصاد يكشفون الأسباب الحقيقية لانهيار الريال اليمني
  • أمين الفتوى يوضح حكم استخدام المحافظ الإلكترونية في المعاملات المادية
  • الحوثيون يفتعلون تهمة كاذبة للتغطية على الأسباب الحقيقية لاغتيال شقيق عبد الملك الحوثي بصنعاء
  • السعال المزمن قد يكون وراثياً
  • ما هكذا يكون الرد يا سالم!!
  • الرعب يسيطر على قيادات الجماعة.. الحوثيون يكشفون الأهداف الحقيقية للقصف الأمريكي لصنعاء بطائرات الشبح