سياسيون وحقوقيون: مذبحة رابعة أسست لجمهورية القمع والخوف في مصر
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
في صباح مثل هذا اليوم الموافق 14 آب/ أغسطس 2013، ارتكب النظام الانقلابي في مصر بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، واحدة من أكبر المجازر بحق الشعب المصري في تاريخ البلاد الحديث، حين قامت قوات من الجيش والشرطة باقتحام اعتصام أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" والنهضة".
أجمع سياسيون وحقوقيون على أن مذبحة "رابعة" التي ارتكبها النظام الانقلابي ضد المعتصمين السلميين العزل احتجاجا على عزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، على أنها أسست لولادة نظام قمعي جديد.
على الرغم من أن قوات الجيش والشرطة ارتكبت سلسلة من المجازر و الجرائم والمذابح في طول البلاد وعرضها خلال فترة الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية ضد انتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن "رابعة" تظل علامة فارقة ونقطة سوداء في تاريخ البلاد الحديث.
وقال سياسيون وحقوقيون في تصريحات لـ"عربي21" إن عمليات قتل المدنيين أصبحت نهجا لدى سلطات الانقلاب؛ بهدف تخويف الناس وترويعهم ودفعهم للتنازل عن حقوقهم التي اكتسبوها خلال ثورة 25 يناير 2011 التي أسست لحقبة جديدة من اختيار الشعب.
وصفت منظمات حقوقية عالمية ومحلية من بينها منظمة "هيومن رايتس ووتش" المجزرة بأنها "إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث"، والتي راح ضحيتها الآلاف ما بين قتلى وجرحى ومختفين.
ورغم الدعوات العالمية والمحلية من قبل المنظمات والمؤسسات الحقوقية بضرورة محاسبة القتلة إلا أن النظام تجاهل كل تلك الدعوات، وعلى العكس قام بملاحقة المعتصمين واعتقل منهم المئات وزج بهم بالسجون وأجرى لهم محاكمات افتقدت كل معايير العدالة، بحسب منظمات حقوقية.
"حل الظلم وغاب الاستقرار"
يقول القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس النواب سابقا، الدكتور جمال حشمت، "دائما تعرف الأنظمة من البدايات وهناك من يريد أن تكون عنيفة للردع وقد تنجح لفترة لكن آثارها كارثية على كل المستويات؛ فمن لم يجد من يوقفه عن عنفه وإرهابه استحل كل شيء وتجاوز كل شيء وفي النهاية يخسر كل شيء".
وأضاف لـ"عربي21": "ما حدث في مصر بعد مذابح الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس وأكتوبر والمنصورة وسبورتنج والرمل وغيرها كثير يوضح ما أشرت إليه حتى هذه اللحظات من حصاد الفشل رغم الإنفاق والديون والارتباك الحادث في صفوف الحكم ومؤسساته، يؤكد أن العنف لا يخلق دولة مستقرة ورغم أن هذا معلوم إلا أن الإصرار عليه يؤكد على سبق الإصرار والترصد وإيصال مصر إلى هذه المرحلة من الضعف والانكسار والفقر والصراع مع فقد منظومة القيم والأخلاق لتسهيل الاستيلاء علي مصر وإرادة شعبها وثروته لصالح أعداء الأمة".
واستدرك حشمت: "لذا نحن أمام خيانة عظمى للأسف شارك فيها جزء من الشعب ونخبه بتآمر ومعارضين وأحرار بسذاجة وحسن ظن مبالغ فيه، ولابد من إعادة النظر في كل الأدوات وكل منظومات العمل التي تستهدف تخليص مصر من هذا النموذج الإرهابي العنيف في حكم البلاد والعباد إلى غير رجعة إن شاء الله".
"رسالة النظام للشعب وصلت وضاعت"
وصف مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، مذبحة رابعة بأنها "الجريمة الأسوأ في التاريخ الحديث؛ وهي جريمة ضد الإنسانية ارتكبها النظام ومعها عدد من المذابح بدأت من 3/7/2013 في إطار ممنهج وواسع النطاق ضد مجموعة من المعارضين".
وفيما يتعلق بعدم محاسبة المسؤولين، أوضح لـ"عربي21": "منذ ارتكاب تلك المجازر وحتى الآن أحدثت جرحا عميقا وجرحا غائرا بسبب عدم ملاحقة الجناة وجبر ضرر المجنى عليه، لذلك سوف تظل نقطة سوداء في جبين من حرض عليها أو أمر بها".
وعن أسباب الوحشية التي تبناها النظام، قال بيومي: "لعل النظام قد أراد ارتكاب الجريمة بهذا الأسلوب وبهذه الوحشية ليقطع على الشعب كل محاولات الرفض لتصرفاته أو مناهضة حكمه، فهي رسالة النظام لشعبه أنه جاء على متن مدرعات ويقتل معارضيه، ولكننا في الذكرى العاشرة لفض رابعة لم يتحقق الاستقرار الموعود، وبدأ النظام ينهار اقتصاديا وبصورة غير مسبوقة مما يعطي الأمل للشعب في القدرة على مواجهة وإرغامه على التراجع".
"قتل الأمل .. لا قتل الناس فقط"
واعتبر الناشط السياسي وأحد المترددين على الاعتصام السلمي، أحمد البقري، أن "مذبحة رابعة هي الفصل بين الإنسانية وألا إنسانية، لم يكن هدف النظام قتل المعتصمين فقط بل كان هدفه قتل الأمل في غد أفضل لدى جموع المصريين".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كانت رسالة من النظام العسكري الجديد بأن أي تفكير في التغيير للأفضل سيكون الرد عليه بالدم؛ لذلك عمد النظام منذ اللحظات الأول على بناء جمهورية القمع والخوف بإبادة المعتصمين في وضح النهار".
وأشار البقري إلى أن "رسالة النظام العسكري الجديد ردت عليه، وها نحن بعد 10 سنوات من المذابح والمجازر لم تنعم مصر بالاستقرار وباتت في مهب الريح، ولم تتقدم خطوة واحدة بل تراجعت خطوات وخطوات حتى لم نعد دولة وأصبحنا شبه دولة تتسول تارة الأرز وأخرى القمح".
"غدر النظام العسكري بالشعب"
يقول السياسي المصري المعارض محمد شريف كمال إن "ذكرى مذبحة رابعة تعيد إلى أذهاننا لحظات عصيبة عاشها رجال ونساء مدافعون عن الديمقراطية ورافضون للانقلاب على مكاسب انتفاضة 25 يناير العفوية التي سعت لهدم دول الفساد واسترداد كرامة الإنسان المصري".
ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن "إراقة الدماء في ذلك اليوم على أيدي عصابة السيسي مثلت قمة الغدر في التاريخ المصري، ومثلت طبيعة النظام الذي بني على الغدر منذ اللحظة الأولى من انقلاب قائد جيش على رئيس منتخب ديمقراطيا وأطلق الرصاص على معتصمين سلميين أمام مقر الحرس الجمهوري دفاعا عن الرئيس المحتجز حين ذاك هناك بدون وجه حق".
واختتم كامل حديثه بالقول "مثلت ( المجزرة) انطلاقا لانتهاك حرمة الدماء التي احترمها المصريون طوال تاريخهم حتى في أسوأ الظروف، فلم يكن غريبا على ذلك النظام أن يستكمل مسيرته فيما بين القتل خارج إطار القانون، الإخفاء القسري، والاحتجاز في ظروف غير آدمية، والمحاكمات الصورية والإعدامات الظالمة، والإهمال المتعمد حتى الموت الذي شمل العديد من المحتجزين دون مسوغ قانوني، حتى بمقياس ذلك النظام، والذي أدى إلى وفاة المئات منهم الرئيس المنتخب ديمقراطيا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات مصر رابعة مصر رابعة قمع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مذبحة رابعة فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
ترحيب حذر.. عربي21 ترصد قراءات إسرائيلية حول طاقم ترامب الرئاسي
تواصل المحافل السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية تقديم تعليقاتها الخاصة بإعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لفريقه الرئاسي المحيط به، وكيف سيؤثر على مستقبل العلاقة مع دولة الاحتلال، وما يتعلق بها من تطورات سياسية وعسكرية في المنطقة عموما، وفيما غلب على هذه القراءات الإسرائيلية الترحيب اللافت بهوية وتوجهات الوزراء الأمريكيين المرتقبين، لكنها في الوقت ذاته طالبت حكومة الاحتلال بالحذر الشديد إزاء مواقف ترامب ذاته، وإمكانية أن يفرض عليها سياسات بعينها، لن تستطيع أمامه إلا الرضوخ لها.
ورصدت "عربي21" أهم القراءات الإسرائيلية بهذا الخصوص، التي اعتبرت أن "دولة الاحتلال تسير نحو فترة دراماتيكية، ستشكل الشرق الأوسط لسنوات قادمة، ولذلك قد لا يكون بوسعها أن تفعل ذلك مع فريق أمريكي أفضل مما أعلنه ترامب، لأنه من المستحيل ألا ينظر الإسرائيليون بارتياح كبير تجاه تعيينات ترامب الجديدة، لأنهم سيشكلون سياسته الخارجية في السنوات المقبلة".
صافرة إنذار
ياكي ديان، الرئيس الأسبق لديوان وزيري الخارجية سيلفان شالوم وتسيبي ليفني، والمستشار السياسي في واشنطن، والقنصل الإسرائيلي في لوس أنجلوس، ذكر أن "أغلب الإسرائيليين يدركون أن سياسة ترامب ستكون أكثر حسما في مواجهة التحدي الأكبر الذي يواجههم، ويتلخص بمنع إيران من التحول لقوة نووية، وهو ذاته الذي لم يتردد بالانسحاب من الاتفاق النووي أمام الضغوط الإسرائيلية، واغتال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21"، أنه اليوم يبدو في ولايته الثانية أكثر حذرا من التعامل الهجومي مع إيران، خاصة وأن نائبه جيه دي فانس لم يتردد في القول أن إيران مشكلة إسرائيلية بالأساس، وهو الذي يعبر عن تيار "أمريكا أولاً" في الحزب الجمهوري، فيما يرى التيار الإنجيلي أن إسرائيل هي الحليف الأهم للولايات المتحدة".
وأوضح، أن "إدارة ترامب الثانية ورغم أنها ستبقى ودّية للغاية مع إسرائيل، لكنها ستكون تجاهه أكثر تحفظاً في ضوء التحديات الهائلة المتعلقة بنهاية حرب غزة، وعودة المختطفين، والتوصل لاتفاق في لبنان، وعودة المستوطنين إلى الشمال، وقبل كل شيء، وقف التسلح النووي الإيراني، في ظل تحالفها القوي مع روسيا".
وأكد أن "حقيقة أن اليهود اختاروا مرة أخرى التصويت بشكل جماعي للديمقراطيين وهاريس بنسبة 70 بالمئة، أفسحت المجال لتسريبات تقول إن ترامب سيقلل من التزامه تجاه إسرائيل، مما يعتبر صافرة إنذار كبيرة لها، رغم أن تعييناته الجديدة تُظهر التزامها التام تجاه دولة الاحتلال، ووقف التسلح النووي في إيران، وتفكيك حزب الله، وتدمير حماس، ويعتبر بصدق "فريق الأحلام"، ما يدفع لأن تتخذ القوى الإقليمية مواقف أكثر حذرا،
وأشار إلى أن ترامب قال في مرات عديدة أنه يريد نهاية الحروب على كل الجبهات، والأهم من ذلك كله، يرغب برؤية اتفاق بين السعودية وإسرائيل، وهو ما لم يتمكن جو بايدن من تحقيقه".
أثمان باهظة
واستدرك بالقول أن "ترامب سيوقف قرارات وقف تسليح دولة الاحتلال، وعدم فرض الفيتو في الأمم المتحدة على القرارات المناهضة لها، وفكّ عزلتها عقب الدعاوى القضائية في لاهاي، لكن كل ذلك يعني أن يطلب فريق ترامب من نتنياهو دفع المقابل بالعملة الإسرائيلية، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب عليه رفض الضغوط التي يمارسها ترامب، وبالتالي فإن دولة الاحتلال ستكون مطالبة بقبول صفقات أفضل مع الإدارة الجديدة في لبنان وغزة، حتى لو اضطررنا لدفع أثمان باهظة".
من جانبه، أكد البروفيسور يوسي شاين، خبير العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وعميد كلية العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، وعضو هيئة التدريس بجامعة جورج تاون في واشنطن، أن "التعيينات التي قدمها ترامب كفيلة برسم البسمة على وجوه حكومة الاحتلال، لكن مهم أن نتذكر أن لديه أصدقاء آخرون في الشرق الأوسط، ومعهم المصالح المشتركة، صحيح أن ترامب خلال الفترة الانتقالية إلى الإدارة الجديدة في العشرين من يناير، لا يتمتع بعد بسلطة رئاسية، لكنه يتمتع بالشرعية، وروحه في ارتفاع. لأنه يحظى بخبرة رئاسية من دورته السابقة".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "كل هذه التعيينات الجديدة كفيلة بأن تجعل الاحتلال يبدي ارتياحه، خاصة قوى اليمين المتطرف، حيث يتوقع أن تتفق الإدارتان وجهاً لوجه بشأن العديد من القضايا، ولكن في النهاية، علينا أن نتذكر أن ترامب يظل ترامب، الذي يعتني بمصالح الولايات المتحدة أولاً، وقبل كل شيء، وسيظل معنا طالما أننا "أصول" لأهدافه، أما إذا أثارت أعصابه تصرفات بن غفير وسموتريتش من حيث أفكار الضمّ في الضفة الغربية، حينها يمكن لإسرائيل توقّع الضرر".
صفقة القرن
وختم بالقول أن "دولة الاحتلال مطالبة بأن تتذكر أن ترامب في ولايته السابقة، قدم "صفقة القرن" لصهره جاريد كوشنر، وتحدث عن دولتين لشعبين، أما في ولايته الجديدة، فهل سيبقى الشرق الأوسط الجديد الذي يريد ترامب هو ذاته السابق، أم سيلغي صفقته السابقة، وبدلاً من حل الدولتين، قد يخرج برؤية دولة واحدة من النهر إلى البحر، لا يزال من الصعب معرفة ذلك، على الأقل حتى الآن، مع التأكيد على مصالحه مع العديد من حلفائه في المنطقة، غير إسرائيل".
بدوره قال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، إن "تعيينات ترامب الجديد، ورغم ما أحدثته من ارتياح في تل أبيب، لكن كثيرا من وزرائها الذين لا يريدون إنهاء الحروب في المنطقة، قد يفاجأون برئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو خاضعا أمام مطالب ترامب التي تطالبه بوقفها، لأن عودته للمكتب البيضاوي، وما أعلنه من تشكيلة جديدة في طاقمه، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على إسرائيل والشرق الأوسط".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "مثل هذه التعيينات الجديدة لترامب ستسفر عن إنجازات دبلوماسية كثيرة إذا عرفت إسرائيل كيف تتصرف بـ"عقلانية" تجاهها، لأن عليها أن تفهم مواقف ترامب وفريقه من قضايا مثل إنهاء الحرب، والسعي للسلام".
وبين، أن "تسمح له بمساعدتها مثلما ساعد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، مناحيم بيغن في توقيع اتفاق كامب ديفيد مع مصر عام 1979، خاصة حين طالب الرئيس أنور السادات إسرائيل بإخلاء مستوطنات ياميت في سيناء، والانسحاب منها كلها، حينها أجاب بيغن أنه لا يستطيع فعل ذلك، لأن حكومته لن توافق أبدا".
تكرار كامب ديفيد
وكشف أن "اتفاق كامب ديفيد كاد أن يفشل لولا إعلان كارتر عن استعداد الولايات المتحدة لوقف تقديم كل المساعدات لإسرائيل إن لم تنسحب من كل سيناء، وبفضل هذا التهديد، تمكن بيغن من إقناع حكومته بأنه ليس أمامها خيار سوى الانسحاب من سيناء، وكانت النتيجة اتفاق السلام مع مصر، والآن، مع عودة ترامب، يتوقع أن تحدث نفس العملية، فهو يكره الحروب باهظة الثمن، ويطالب إنهاء حرب الاحتلال ضد حماس وحزب الله حتى تنصيبه في 20 يناير".
وأكد أنه "عندما يقول ترامب "لا تفعل"، "Don’t", فلا يستطيع أحد، بمن فيهم نتنياهو، أن يعارضه، لأنه حينها سيقول لوزرائه الذين لا يريدون إنهاء الحروب: "ماذا يمكننا أن نفعل، لقد "لوى" الرئيس أيدينا"، كما أنه لن تنطلق عملية التطبيع مع السعودية إلا إذا وافق الاحتلال على مناقشة "الطريق" إلى دولة فلسطينية، ورغم إعلان نتنياهو أن "حكومتي لن توافق على ذلك أبداً"، حينها سيعطيه ترامب أمرا، وحينها فقط سيتحقق التطبيع مع الرياض".
وأشار إلى أن "فرحة اليمين الإسرائيلي بانتصار ترامب، وتشكيل فريقه الرئاسي، لكنهم ينسون أنه عارض ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية، وعارض بناء المستوطنات غير القانونية، ووقع على صفقة القرن التي تنص على حلّ الدولتين، وسيكون من الصعب على الإسرائيليين، إن لم يكن من المستحيل، إقناعه بالتخلي عن هذه السياسة، على العكس من ذلك، قد يجبرهم على التخلي عن سياساتهم.
وختم، "مثل هذه النتيجة لا تضرّهم بالضرورة، صحيح أن التاريخ لا يعيد نفسه دائما، وترامب ليس كارتر، ونتنياهو ليس بيغن، لكن "لوي" اليد يشكل أداة مهمة في الدبلوماسية".
وفي ذات السياق، أكد شلومو شامير خبير الشؤون الأمريكية بصحيفة معاريف، أنه "بعد تعيينات ترامب الأخيرة، ابتهجت وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكنها نسيت شيئاً واحداً، لأنه لم تكن هناك إدارة متعاطفة وداعمة ومخلصة للاحتلال مثل إدارة الرئيس جو بايدن، واليوم تشير الأوساط السياسية في تل أبيب بحماس وإعجاب إلى التعيينات الجديدة باعتبار أنها مؤيدة لها، مما يفسح المجال للاعتقاد الخاطئ أن إسرائيل بكت وناحت وعانت في السنوات الأربع الماضية في ظل إدارة بايدن".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تعيينات ترامب التي تعتبر سببا وجيها للرضا الإسرائيلي، لا يجب أن تنسينا أن الرئيس بحد ذاته شخصية نرجسية انتقامية، لا يمكن التنبؤ بها، ولا تتسامح، ولذلك لن يكون كبار المسؤولين المعينين متأكدين أبدًا من أنه معهم حقًا في دعمهم المطلق لدولة الاحتلال".