إسرائيل تريد اتفاقاً مع حزب الله بشرط احتفاظها بحق استخدام القوة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
سرايا - رصد خاص - يوسف الطورة - وسعت إسرائيل موجة هجومها من خلال شن غارات جوية في أنحاء لبنان، تبررها قواتها إستهدافاً للمؤسسات المالية التابعة لحزب الله، ما وسع هجومها ضد الجماعة المسلحة قبل ساعات من وصول المبعوث الأمريكي "آموس هوكستاين" إلى العاصمة اللبنانية بيروت.
وتبرر الرواية الإسرائيلية الضربات لمهاجمة "النظام ومعاقل الحزب الاقتصادية"، مع التركيز على فروع مؤسسة القرض الحسن.
ونفذت إسرائيل، الأثنين، 11 غارة على الضواحي الجنوبية لبيروت، والتي تعرضت سابقا لقصف مكثف وتضم مقر حزب الله، بالإضافة إلى مناطق أخرى في البلاد، وفقا لوسائل إعلام لبنانية رسمية.
وجاءت الضربات قُبيل زيارة المبعوث الأمريكي للبيت الأبيض، آموس هوكستين، إلى بيروت، الأثنين، في إطار الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار على قاعدة تعديل القرار الدولي "1701".
وقال هوكستين، الذي من المقرر أن يلتقي بالقادة اللبنانيين، إن الهدف هو اتفاق شامل ينفذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويضمن أن يكون هذا الصراع هو الأخير لأجيال كثيرة.
وهو القرار الذي أنهى الحرب السابقة عام 2006، كان من المفترض أن ينسحب حزب الله من منطقة الحدود، التي كان من المقرر أن تصبح منزوعة السلاح باستثناء قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، والجيش اللبناني الرسمي.
ودعا القرار حينها إلى وقف تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، وإلى توقف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية، لكن لم يلتزم أي من الطرفين بالاتفاق بالكامل.
وقال هوكستين في مؤتمر صحفي: "يجب أن نكون صريحين، لم يفعل أحد أي شيء لتنفيذه"، وأضاف "إن عدم التنفيذ خلال تلك السنوات ساهم في الصراع الذي نحن فيه اليوم، ويجب أن يتغير ذلك".
وأصدرت إسرائيل "ورقة عمل" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تطالب فيها بالسماح لها في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بتطبيق القرار "1701" بالقوة إذا رأت انتهاكات من حزب الله، وفقا لتسريبات إعلامية غربية، الأثنين، كشفت لأول مرة تفاصيل الرسالة الإسرائيلية.
وتتضمن الرسالة، "إذا رأت إسرائيل خطراً على مدنييها، فإنها تطالب بالسماح لها بالتدخل ومعالجة الأمر، لأن أحداً آخر لن يفعل ذلك"، وفق مضمونها.
وتؤكد الهجمات الأخيرة المخاوف اللبنانية من أن إسرائيل توسع هجومها ضد حزب الله ليشمل البنية التحتية غير العسكرية، وتعتبر الحركة المدعومة من إيران أيضاً القوة السياسية المهيمنة في لبنان وتمتلك شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع أنحاء البلاد.
وأصدرت إسرائيل أوامر للبنانيين بإخلاء مناطق في بيروت، وأجزاء أخرى من البلاد قريبة من المؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله.
واقر المتحدث العسكري الإسرائيلي ضرب عدة أهداف قبل تنفيذها بساعات، وأهداف إضافية استمرت طوال الليل.
وبالتزامن قال مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي، إن إسرائيل ستهاجم فروعا مختلفة لمؤسسة القرض الحسن في جميع أنحاء لبنان، لكنه ألمح إلى أن إسرائيل قد توسع حملتها ضد الشبكة المالية لحزب الله، مشيراً إلى أن الجماعة تتلقى تمويلاً من إيران عبر سوريا ومن شركات لبنانية مرتبطة بها، بالإضافة إلى تبرعات الأفراد.
مبررا الغرض من هذه الضربات استهداف قدرة حزب الله على العمل خلال الحرب، وأيضا بعدها لإعادة بناء وإعادة تسليح الجماعة في اليوم التالي، واستهداف سيطرة حزب الله على أجزاء كبيرة من المجتمع اللبناني.
ويستخدم العديد من اللبنانيين، خاصة من المجتمع الشيعي، شبكة القرض الحسن المالية، من خلال شبكة فروعها المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وتعرضت القرض الحسن، التي تعتبر رسمياً مؤسسة غير ربحية، للعقوبات من قبل الولايات المتحدة في عام 2007، لارتباطها بحزب الله الذي أتاح للجماعة التي تصنفها واشنطن كإرهابية الوصول إلى النظام المصرفي الدولي.
وتصنف المؤسسة واحدة من أكبر المؤسسات المالية في لبنان من حيث قاعدة عملائها وانتشارها، تصنفها واشنطن وإسرائيل احد ابرز اذرع الحزب المالية.
في عام 2021، قال زعيم حزب الله حينها حسن نصر الله، إن نحو 300 ألف شخص لديهم قروض مع المؤسسة، وأنها قدمت قروضاً بقيمة 3.7 مليار دولار إلى 1.8 مليون شخص منذ تأسيسها مطلع ثمانينات القرن الماضي.
وتقدم المؤسسة قروضا صغيرة بدون فوائد بالدولار الأمريكي، مدعومة بضمان شخصي أو ودائع ذهبية، يستخدمها المجتمع الشيعي وانصار الحزب لدفع رسوم المدارس والجامعات، وحفلات الزفاف، والأعمال التجارية الصغيرة.
وتعتبر القرض الحسن واحدة من الأدوات الرئيسية لحزب الله في شبكاته الرعوية والخدمات الاجتماعية التي تساعد في تعزيز شعبيته، وزادت الشعبية بعد أن تركت الأزمة الاقتصادية في لبنان العديد من البنوك مفلسة.
وكثفت إسرائيل هجومها ضد حزب الله الشهر الماضي، قائلة في البداية إن هدفها هو دفع الجماعة بعيداً عن الحدود اللبنانية لضمان عودة نحو 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل بسبب إطلاق الصواريخ.
ووسعت إسرائيل أهدافها، في اعقاب اغتيال نصر الله وعدد من كبار مسؤولي الحزب مؤخرا، حيث شنت غارات جوية في جميع أنحاء البلاد وبدأت غزواً برياً للجنوب.
وأقرت إسرائيل، الأحد، بقتل ثلاثة جنود لبنانيين عن طريق الخطأ بعد إطلاق النار على مركبة للجيش اللبناني في منطقة حانين جنوبي لبنان.
وبررت القوات الإسرائيلية الحادثة، إنها أخطأت في التعرف على الشاحنة، بعد حادثة سابقة في المنطقة نفسها تتعلق بما قالت انها مركبة تابعة لحزب الله، واعتذرت عن ما وصفته " الظروف غير المرغوب فيها".
الجدير ذكره قتل خمسة جنود لبنانيين على يد الجيش الإسرائيلي في الأيام العشرة الماضية.
واندلعت المواجهة مع حزب الله بعد أن أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ باتجاه إسرائيل بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وكان القتال محصورا في منطقة الحدود قبل أن تصعد إسرائيل هجومها الشهر الماضي.
وقتل الهجوم الإسرائيلي في لبنان 2483 لبنانيا و 11628 جريحاً اغلبهم مدنيين ونساء وأطفال، وأجبر أكثر من 1.2 مليون لبناني على الفرار من منازلهم في مناطق الجنوب، معظمهم في الأسابيع الثلاثة الماضية.
في المقابل قتل نحو 80 مدنياً وجندياً إسرائيلياً بنيران حزب الله في شمال إسرائيل وخلال الهجوم البري على جنوب لبنان.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی جمیع أنحاء القرض الحسن لحزب الله حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ميدل إيست آي: الأردن مستعد للحرب مع إسرائيل إذا طرد الفلسطينيون إلى أراضيه
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن الأردن مستعد للحرب في حال تم إجبار الفلسطينيين بالقوة على الهجرة إلى أراضيه".
وعلم الموقع أن "الأردن مستعد لإعلان الحرب على إسرائيل في حال حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرد الفلسطينيين بالقوة إلى أراضيه".
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة في عمان والقدس قولها، إن آخر ما تريده الأردن هو الحرب وهي حريصة على التوصل إلى حل سلمي، لكنهم يصرون على أن الأردنيين سيغلقون الحدود إذا بدأ اللاجئون في العبور إلى البلاد.
وقال أحد المصادر، وإذا سعى الإسرائيليون إلى إعادة فتحه، فسيكون ذلك سبباً للحرب".
ويأتي هذا التحذير في أعقاب تصريحات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يود أن يرى الأردن ومصر تستقبلان الفلسطينيين كجزء من التحرك نحو "تطهير" قطاع غزة.
وبحسب التقرير، فإن الأردنيين ليس لديهم أي وهم بأنهم قادرون على الفوز في حرب مع إسرائيل، ولكنهم يعتقدون أنهم لن يكون لديهم خيار سوى القتال.
وكانت الأردن قد أرسلت كتائب إضافية إلى حدودها الغربية في أعقاب بيان لا لبس فيه من عمان بأنها ستنظر إلى أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على عبور الحدود باعتبارها خرقا صارخا لمعاهدة السلام التي أبرمتها البلاد مع إسرائيل عام 1994.
في المقابل ردت دولة الاحتلال بإنشاء فرقة شرقية جديدة لحماية حدودها مع الأردن.
كما تحدث مصدر للموقع قائلا، إن "اقتراح ترامب كان قضية وجودية بالنسبة للأردن والأسرة الهاشمية على حد سواء"، مشيرا إلى أن "البلاد هي ثالث أفقر دولة في العالم من حيث المياه".
ويعيش سكان القطاع البالغ عددهم 12 مليون نسمة في قطاع من الأرض على طول الحدود الإسرائيلية، بالقرب من نهر الأردن. وقالوا إن القطاع لن يكون قادراً على استيعاب تدفق كبير من اللاجئين.
الخط الأحمر للأردن
ورغم أن الإسرائيليين، بمواردهم العسكرية المتفوقة إلى حد كبير، قد يحققون نصراً تقليدياً بسرعة، فإنهم سيضطرون إلى الاحتفاظ بمنطقة مترامية الأطراف ذات حدود صحراوية مفتوحة إلى الشرق، كما يقول الموقع.
وتمتد الحدود الإسرائيلية مع الأردن على مسافة 400 كيلومتر، أي ما يعادل طول البلاد بالكامل تقريباً، ويزيد طولها عن حدود إسرائيل مع غزة بعشر مرات. والواقع أن معظم المنطقة الحدودية جبلية وعرة، وفي بعض الأجزاء منها يكاد يكون من المستحيل مراقبتها.
وهذا يثير احتمال شن حرب عصابات طويلة الأمد مثل تلك التي أدت في نهاية المطاف إلى طرد الأمريكيين من العراق وأفغانستان بحسب "ميدل آيست أي".
ومن المؤكد تقريبا أن هذه الحرب ستجتذب مقاتلين من سوريا والعراق والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى. والأردن له حدود صحراوية مفتوحة إلى الشرق.
وأشار تقرير الموقع البريطاني، إن الأردن وفرت لسنوات عديدة الاستقرار على الحدود الشرقية لإسرائيل - وهو الاستقرار الذي من شأنه أن يختفي بين عشية وضحاها إذا اندلعت الحرب.
وأضاف، "لقد كانت العلاقات بين الدولتين باردة على أية حال. ولم تخف الحكومة الأردنية رعبها المتزايد إزاء الهجوم على غزة وموجة الفظائع التي ارتكبها المستوطنون والتطهير العرقي في الضفة الغربية".
وبعد وقت قصير من بدء الصراع في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الملك الأردني عبد الله: "فيما يتعلق بقضية اللاجئين القادمين إلى الأردن... هذا خط أحمر".
ومع ذلك، أعلن ترامب الأسبوع الماضي أنه تحدث إلى الملك عبد الله وأخبره: "أود أن تستقبل المزيد من الأشخاص"، كجزء من خطة "تطهير" 1.5 مليون شخص من قطاع غزة.
وأكد الملك عبدالله الثاني خلال لقاءاته مع مسؤولين أوروبيين في بروكسل الأربعاء، "موقف الأردن الثابت بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وحصولهم على حقوقهم المشروعة، وفق حل الدولتين".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الاثنين إن "أي نقاش حول الوطن البديل [للفلسطينيين]... مرفوض".
وأشار الموقع، إلى أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا بسبب قيام ترامب بالفعل بخفض المساعدات الأميركية للأردن، وهناك مخاوف من أن يجعل الرئيس الأمريكي قبول الأردن للاجئين الفلسطينيين شرطا لاستئناف المساعدات، كما أن وجود القواعد الأمريكية في الأردن يشكل تعقيدا إضافيا.
وأضاف، أن تدفق اللاجئين من شأنه أن يخل بالتوازن العرقي الدقيق في البلاد، فهناك أكثر من مليوني أردني مسجلين كلاجئين فلسطينيين. وتشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم أعلى كثيراً، وربما يشكل أغلبية السكان.
عدم الاستقرار والصراع العرقي
وقد أدى التدفق السريع للاجئين إلى الأردن خلال النكبة في عام 1948 ومرة أخرى في عام 1967 إلى أحداث أيلول الأسود في عام 1970، عندما سحقت الأسرة الهاشمية الفصائل الفلسطينية التي كانت تخشى أن تسعى إلى الاستيلاء على الدولة.
وتقول المصادر إن الأردن يخشى أن يؤدي تدفق اللاجئين إلى تجدد الصراعات الأهلية. وقد شعر الشعب الأردني بالغضب بالفعل إزاء الصراع في غزة، وسوف يشكل اللاجئون من غزة والضفة الغربية عاملاً إضافياً مزعزعاً للاستقرار بحسب الموقع.
ورفض دبلوماسيون كبار من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، اليوم السبت، أي تهجير قسري للفلسطينيين، وذلك خلال اجتماع عقدوه في القاهرة.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك "نؤكد رفضنا لأي محاولات للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الإخلاء أو ضم الأراضي، أو إخلاء الأرض من أصحابها... بأي شكل أو تحت أي ظرف أو مبررات".
وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن النسخ المختلفة من اقتراح ترامب بتصدير الفلسطينيين إلى الأردن تعود على الأقل إلى ما يسمى بخطة ألون، التي سميت على اسم السياسي الإسرائيلي إيجال ألون، ففي أعقاب حرب عام 1967، دعا ألون إلى ضم جزء كبير من الضفة الغربية.
كما أن الهاشميين هم أيضًا القائمون على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. وأي تحرك لهدم قبة الصخرة أو المسجد الأقصى لبناء معبد يهودي ثالث - وهو هدف عزيز لدى العديد من الجماعات اليمينية المتطرفة في إسرائيل - سيكون أيضًا سببًا للحرب، وفقًا للمصادر.
ومن المثير للقلق أن حتى بيت هيجسيث، وزير الدفاع الجديد في إدارة ترامب، دعا بتهور إلى بناء معبد يهودي ثالث في موقع المسجد الأقصى في القدس، وفقا لتقرير الموقع البريطاني.