المرصد العمالي: معيقات عديدة أمام انخراط الشباب بسوق العمل.. ولا بوادر لإزالتها
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
#سواليف
طالب المرصد العمالي الأردني الحكومة بإزالة المعيقات أمام انخراط الشباب بسوق العمل من خلال إعادة النظر بالسياسات الاقتصادية والتعليمية وسياسات التشغيل غير الفعالة المعمول بها منذ عقود.
جاء ذلك في بيان أصدره المرصد العمالي التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من آب من كل عام.
وقال المرصد في البيان إن معدلات البطالة بين الشباب في الأردن تُعد من بين أعلى النسب في العالم، ووصلت إلى مستويات عالية مقارنة مع معدلاتها التاريخية في المملكة ومقارنة مع الغالبية الكبرى من دول العالم ودول المنطقة. اذ أن معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية 15-24 سنة ومن غير الجالسين على مقاعد الدراسة وصل إلى (46.1) بالمئة (42.1 بالمئة للذكور مقابل 64.1 للإناث) خلال الربع الأول من العام 2023.
وأوضح المرصد العمالي أن الأسباب الرئيسة وراء هذه المستويات المرتفعة في معدلات البطالة تتمثل في استمرار تطبيق السياسات المالية الانكماشية والسياسات الضريبية غير العادلة، التي أضعفت قدرات الاقتصاد الأردني على توليد فرص عمل جديدة تستوعب الداخلين الجدد، جراء حالة التباطؤ الذي يعانيه الاقتصاد الأردني منذ أكثر من عقد، حيث تراجعت معدلات النمو الاقتصادي الشمولي خلال السنوات العشر الماضية، وبقيت عند مستويات تقل عن 3 بالمئة.
وأشار المرصد إلى أنه يدخل سنويا سوق العمل نحو 140 ألف باحث عن العمل، في حين يولّد الاقتصاد الأردني بقطاعيه العام والخاص ما لا يزيد عن 40 ألف وظيفة جديدة سنويا فقط.
كما أن استمرار عمليات التوسع في التعليم الجامعي الأكاديمي منذ ثلاثة عقود على حساب التعليم المتوسط التقني والمهني خلافا لحاجات سوق العمل وللممارسات الفضلى في مختلف أنحاء العالم، أحدث تشوهات هيكلية في سوق العمل وساهم في زيادة معدلات البطالة بين الشباب، وفق المرصد.
ولفت بيان المرصد العمالي إلى أن عددا قليلا من الطلبة يلتحقون بمعاهد التدريب المهني والمتوسط سنويا، بسبب العراقيل التي تضعها الحكومة أمام العمل المهني من حيث عدم تهيئة البيئة التشجيعية المناسبة لهذا النوع من التعليم وعدم زيادة مقاعد الدراسة في مؤسسة التدريب المهني ذات القدرة الاستيعابية المحدودة.
كما لاحظ المرصد أن التراجع في جودة التعليم وضعف مخرجاته، والابتعاد عن مناهج التعليم الابتكارية التي تطور المعارف والقدرات التحليلية للطلبة، ساهم في افتقار غالبية الخريجين والخريجات إلى المعارف والمهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل.
وفيما يخص سياسات التشغيل التي طبقتها الحكومات المتعاقبة بما فيها الحالية، أكد المرصد أنها أثبتت عدم فاعليتها، إذ لم تُساهم في خفض معدلات البطالة بين الشباب.
ويعود ذلك بشكل أساس، وفق المرصد، إلى أن تصميم برامج التشغيل تقوم على فرضيات غير دقيقة، تتمثل في أن الباحثين عن عمل لا يعرفون كيفية الوصول إلى فرص العمل المتوافرة، وأن المُشغّلين في القطاع الخاص لا يستطيعون الوصول إلى طالبي الوظائف من الشباب والشابات.
وبين أن الأصل في هذه البرامج أن تستهدف الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع معدلات البطالة، مثل إعادة النظر في السياسات المالية التي أرهقت وأضعفت قدرات الاقتصاد على النمو الشمولي الكافي بالضرائب غير المباشرة (الضريبة العامة على المبيعات والضرائب المقطوعة والرسوم الجمركية).
كما يجب أن تستهدف هذه البرامج تحسين شروط العمل، وفق المرصد، الذي رأى أنها ضعيفة في العديد من فروع القطاع الخاص، وبخاصة مستويات الأجور المنخفضة التي ما تزال عند 260 دينارا شهريا، على الرغم من الارتفاعات التي تطرأ كل فترة وأخرى على أسعار مختلف السلع والخدمات، وهو قريب من نصف خط الفقر للأسر.
وأشار إلى أن هناك قطاعات عديدة تُعاني من ضعف كبير في شروط العمل اللائق مثل قطاعات الزراعة والإنشاءات وصناعة الألبسة، وهو ما يُشكل ظروفا صادمة للعديد من الشباب والشابات طالبي الوظائف الجدد، ويدفعهم إلى الإحجام عن العمل فيها.
وأكد المرصد أن هذه التحديات الصعبة التي يواجهها الشباب والشابات في الأردن، جاءت نتاجا لجملة من الخيارات والسياسات الاقتصادية التي تم تطبيقها في الأردن على مدار العقود الماضية، وأنه آن أوان مراجعتها، إذ تشير استطلاعات الرأي المحلية والدولية إلى أن غالبية الشباب الأردني يرغبون بالهجرة بسبب صعوبة الحصول على عمل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف معدلات البطالة سوق العمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
التعليم تبحث إطلاق منصات تعليمية بالتعاون مع جوجل
إلتقى محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مازن عبدالله رئيس قسم التعليم بشركة جوجل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك على هامش مشاركته في النسخة الثانية من مؤتمر "مبادرة تنمية القدرات البشرية" المنعقد في العاصمة السعودية الرياض.
وقد شهد اللقاء بحث تعزيز سبل التعاون في مجال مدارس التكنولوجيا التطبيقية بهدف إطلاق مدرسة تكنولوجيا تطبيقية لشركة جوجل في مصر، حيث أبرز الوزير محمد عبد اللطيف، تجربة مصر الرائدة في مجال مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والتي تم عرضها في العديد من الدول ومن بينها ألمانيا واليابان وإيطاليا بهدف تخريج طلاب تتواكب قدراتهم مع التطورات المتلاحقة في سوق العمل ، فضلا عن إلحاق خريجي تلك المدارس بكبري الشركات العالمية.
كما أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف حرص الوزارة على التوسع في نموذج مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مختلف التخصصات، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات الدولية بهدف إعداد طلاب مؤهلين للمنافسة في سوق العمل في مختلف التخصصات.
كما تم بحث تعزيز التعاون في إطلاق منصات تعليمية بالتعاون بين الجانبين، وذلك في إطار جهود الوزارة لدمج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي فى التعليم.
وكان محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قد شارك في جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان "تمكين التوافق مع سوق العمل وجاهزية القوى العاملة"، وذلك في إطار فعاليات مؤتمر "تنمية القدرات البشرية" المنعقد بالرياض تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتنظيم وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية.
وجمعت الجلسة التي عقدت اليوم، عددًا من صانعي السياسات وخبراء التعليم وقادة القطاع الخاص من مختلف الدول، حيث شارك في الجلسة كل من لورا فريجنتي، الرئيسة التنفيذية، للشراكة العالمية من أجل التعليم، وليلى محمد موسى، وزيرة التربية والتعليم والتدريب المهني بدولة زنجبار، وأحمد الهنيداوي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، بمنظمة "أنقذوا الأطفال"، والدكتور إبراهيم سعد المعجل، الشريك المؤسس لشركة الخوارزمي القابضة بالمملكة العربية السعودية.
وناقش المشاركون في الجلسة سبل تطوير قوى عاملة مستعدة لمتطلبات المستقبل، وآليات مواءمة الاستثمار في التعليم مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل، بما يعزز جاهزية الشباب لمواجهة تحديات بيئة العمل المستقبلية.
وخلال مداخلته، أكد الوزير محمد عيد اللطيف على أهمية بناء منظومة تعليمية مرنة ومترابطة، ترتكز على التعليم الأساسي، وتدعم اكتساب المهارات العملية، بما يحقق التوازن بين تطلعات الأفراد واحتياجات التنمية الوطنية الشاملة.
كما ثمن الوزير الدور المحوري للتعاون الإقليمي والدولي في تبادل الخبرات وتطوير السياسات التعليمية التي تواكب متغيرات العصر.
وتمثل المشاركة في هذه الجلسة انعكاسا للرؤية المصرية بأهمية تعزيز الشراكات الدولية، والمساهمة في تطوير الرؤى والسياسات التعليمية التي تدعم بناء رأس مال بشري قادر على مواءمة المتغيرات المتلاحقة في سوق العمل.