د. لولوة البورشيد

تُعد مسألة شراء الأراضي في البلدان العربية من القضايا المُثيرة للجدل، حيث تُعتبر جزءًا من المشروع الاستعماري الصهيوني الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر واستمر حتى اليوم. هذا المشروع يهدف إلى تحقيق أهداف سياسية واقتصادية متعددة، والتي تؤثر سلبًا على المجتمعات العربية وتاريخها.

وتتعلق بالاستغلال الاستعماري والممارسات التوسعية التي تهدف إلى السيطرة على الأراضي والموارد في المنطقة.

وتأسس المشروع الصهيوني على فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد استخدم هذا المشروع العديد من الوسائل لتحقيق هدفه، بما في ذلك شراء الأراضي. منذ فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، بدأ الصهاينة بجمع الأراضي من خلال مؤسسات مثل "الصندوق القومي اليهودي"، مستفيدين من عدة عوامل، منها الفقر الاقتصادي والجهل لدى بعض الفلاحين العرب.

ومن وجهة نظر الصهاينة، يعتبر شراء الأراضي خطوة استراتيجية لتوسيع السيطرة الاقتصادية. فامتلاك الأراضي يتيح لهم إقامة مستوطنات وبنية تحتية تدعم النمو الاقتصادي للمجتمع الإسرائيلي. كذلك، يتيح شراء الأراضي لهم الاستفادة من الموارد الطبيعية والمياه، مما يُعزز من اقتصادهم.

وسياسياً، يُعتبر شراء الأراضي وسيلة لتعزيز الوجود اليهودي في المناطق العربية، مما يُسهم في تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح الكيان الصهيوني. يعتقد الصهاينة أن توسيع الأراضي المملوكة لهم يساعد في تحقيق الأمن القومي ويعزز من موقفهم في أي مفاوضات مستقبلية.

وعلى المستوى الثقافي، يسعى الصهاينة من خلال شراء الأراضي إلى تعزيز الهوية اليهودية وفرض نمط حياة يتوافق مع ثقافتهم، مما يؤدي إلى تآكل الهوية العربية التقليدية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهميش المجتمعات المحلية وإضعاف الروابط الاجتماعية بين الأفراد والمجتمعات.

الآثار الاجتماعية: تتسبب مثل هذه الأفعال في إحداث تغييرات جسيمة في التركيبة السكانية للمناطق المعنية، مما يؤدي إلى النزاعات والصراعات الطويلة الأمد بين السكان الأصليين والمستعمرين.

القوانين والاتفاقيات: تعتبر بعض الدول شراء الأراضي من قبل الغرباء (بما في ذلك الصهاينة) مخالفة للقوانين المحلية والدولية. ففي بعض الحالات، يتم اتخاذ تدابير قانونية ضد هذه العمليات للحفاظ على حقوق السكان الأصليين.

وقد واجهت المجتمعات العربية هذه الممارسات بالتحدي، حيث شهدت قضايا الأراضي عمليات استملاك قسري واحتجاجات. تعتبر هذه الخطوات انتهاكًا للسيادة الوطنية ولحقوق الناس في أراضيهم. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء العديد من المنظمات التي تدافع عن حقوق الأراضي للمواطنين العرب وتعمل على توعية المجتمعات بخطر هذه الممارسات؛ فهذا يُعتبر غير قانوني وغير أخلاقي في نظر الكثيرين.

وأخيرًا.. إنَّ وجهة نظر الصهاينة حول شراء الأراضي في البلدان العربية تحت بند مشروع الاستعمار تعكس طموحات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة. ومع ذلك، فإنَّ التحديات والمقاومة من المجتمع العربي لا تزال قائمة، مما يمثل رسالة قوية ضد محاولات التوسع والاستيلاء. إن فهم هذه الديناميكيات التاريخية والسياسية يُبرِز أهمية العمل على تعزيز الهوية الوطنية وحماية الحقوق التاريخية للشعوب في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فريق "مسؤوليتي" في بنك نزوى يواصل مبادراته التطوعية لخدمة المجتمع

 

 

مسقط- الرؤية

يُواصل فريق مسؤوليتي التطوعي التابع لبنك نزوى- البنك الإسلامي الرائد والأكثر موثوقية في سلطنة عُمان- تحقيق تأثير إيجابي بارز في المشهد الاجتماعي من خلال مبادراته الخيرية المتنوعة. وقدم الفريق في العام الماضي ما يقارب 1,498 ساعة تطوعية، ليؤكد بذلك مكانة فريق مسؤوليتي في الأعمال التطوعية، وكانت جهود الفريق ذات تأثير عميق في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، فضلاً عن مُساهمته الفاعلة في الحفاظ على البيئة، ما يترك إرثًا مستدامًا وقيمًا حقيقية.

وتضمنت ساعات العمل التطوعية للفريق تنفيذ مجموعة من المبادرات المؤثرة مثل تنظيف الشواطئ وزراعة الأشجار، التي تهدف إلى حماية كوكب الأرض وتعزيز الوعي البيئي بين أفراد المُجتمع، كما أطلق الفريق حملة توعية عبر منصات التواصل الاجتماعي لرفع الوعي بأهمية الاستدامة، وتشجيع الأفراد على تبني مُمارسات صديقة للبيئة، مع التركيز على التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه العمل الجماعي في الحفاظ على البيئة.

وقاد فريق مسؤوليتي أيضًا شراكات استراتيجية مع العديد من الفرق الخيرية والجمعيات لتقديم الدعم للأسر المحتاجة، من خلال توفير الإمدادات الغذائية والضروريات الأساسية، وخلال شهر رمضان المبارك تعاون الفريق مع الجمعيات الخيرية ومطعم روزنة لتوسيع دائرة العطاء، من خلال تحضير وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين. وقد عززت هذه المبادرة روح العطاء والوحدة التي تجسد جوهر شهر رمضان المبارك.

وقال أحمد الوائلي رئيس قسم التسويق والاتصال المؤسسي: "يجسد فريق مسؤوليتي التزامنا بتحقيق أهداف الاستدامة الاجتماعية والبيئية التي أُدرِجت في رؤية عمان 2040، ومن خلال عملنا المُستمر، ونسعى لإحداث تأثير ملموس في حياة الأفراد، وتمكين المجتمعات، وتعزيز المساواة، وضمان عدم استبعاد أي شخص بينما تواصل البلاد تقدمها نحو النمو المستدام، وتُعد مبادرات فريق مسؤوليتي مثالًا قويًا على كيفية تحسين رفاهية المجتمع، والحفاظ على مواردنا الطبيعية، وتهيئة الطريق لمستقبل مزدهر، مما يمنح الأجيال القادمة فرصة للازدهار".

ويمثل تمكين المجتمع والاستدامة جوهر رؤية بنك نزوى التشغيلية، حيث يواصل البنك تعزيز التواصل الفعال مع المجتمعات التي يخدمها، ويسعى لتخفيف الصعوبات ودعم التنمية المستدامة.

وعمل فريق مسؤوليتي على تعزيز هذا الالتزام من خلال بناء شراكات استراتيجية مع منظمات تشاركنا نفس الاهتمامات، والجمعيات الخيرية، والمهتمين بالبيئة، بهدف تحقيق تأثير طويل الأمد، وهذه المبادرات تساعد الأفراد وتدعم المجتمعات وتعزز قيم المساواة والشمولية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً ويعزز المسؤولية البيئية.

 

مقالات مشابهة

  • هل المال المدخر للزواج وشراء مسكن الزوجية عليه زكاة؟.. الإفتاء تجيب
  • فريق "مسؤوليتي" في بنك نزوى يواصل مبادراته التطوعية لخدمة المجتمع
  • "صالح لكل البلدان باستثناء إسرائيل".. بنجلادش تؤكد تضامنها مع غزة.. ما القصة؟
  • عيار 21 الآن بيعًا وشراءً.. مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الإثنين 14 أبريل 2025
  • قرقاش: عقدة «الإخوان» تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح
  • هكذا شارك “صاروخ يمني” الصهاينة احتفالاتهم بعيد الفصح اليهودي.. (فيديو) 
  • نائب مصري .. مايحدث في غزة والضفة يغري الصهاينة نحو مناطق عربية أخرى
  • أوبزيرفر: ما يحدث في غزة إبادة والساسة في البلدان الغربية يواصلون تمويلها
  • سعر الدولار اليوم السبت 12/4/2025 بيع وشراء في البنوك
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية