يميل أغلب الناس الى الاستمتاع في الشعور بالخوف ويحرصون على خوض تجربة "الخوف"، ولذلك فإن "غرفة الأشباح" هي واحدة من أهم المرافق في مدن الألعاب، كما أن تجربة "بيت الرعب" تستقطب الملايين من البشر سنوياً الذين يسافر بعضهم من بلد إلى آخر بحثاً عن "مدينة أشباح" أكثر رعباً.

 

ويُعتبر الشعور بالخوف هو أحد المظاهر الغريبة لدى البشر، حيث إن أغلب الناس يستمتع بهذا الشعور، وخاصة بعد انقضائه، ويظل يتذكر تجربة الخوف أو الرعب التي مر بها سابقاً، ويستعرضها على أنها واحدة من التجارب الممتعة والجميلة في حياته.

 

وحاول تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert، المتخصص بالعلوم والتكنولوجيا تفسير هذه الظاهرة الغريبة، والاجابة على سؤال "لماذا يستمتع الناس بالخوف؟".

وقال التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" إن "شركة أميركا هانتس" المتخصصة بالمنتجات المتعلقة بالشخصيات المرعبة ووجوه التخفي، تُقدر أن الأميركيين ينفقون ما يزيد عن 500 مليون دولار أميركي سنوياً على رسوم دخول البيوت المسكونة لمجرد تجربة الخوف والشعور بالرعب. 

كما أن العديد من عشاق الرعب لا يقتصرون على ذلك، وإنما يستمتعون بأفلام الرعب والعروض والكتب طوال العام.

 

وتقول عالمة النفس سارة كولات إن ثمة تقاطع بين علم النفس والخوف، وهو تقاطع مثير للاهتمام، مشيرة إلى النظرية التي تقول إن المشاعر تطورت كخبرة عالمية لدى البشر لأنها تساعدنا على البقاء.

 

وأضافت: "إن خلق الخوف في حياة آمنة يمكن أن يكون ممتعاً، وهو وسيلة للناس للتدرب والاستعداد لمخاطر الحياة الواقعية".

 

ويقول تقرير "ساينس أليرت" إن تجارب الخوف المتحكم فيها، حيث يمكنك النقر على جهاز التحكم عن بعد، أو إغلاق الكتاب، أو الخروج من المنزل المسكون بالأشباح متى شئت، تقدم النشوة الفسيولوجية التي يثيرها الخوف، دون أي خطر حقيقي.

 

وعندما تشعر أنك تحت التهديد، ترتفع مستويات الأدرينالين في جسمك وتنشط استجابة القتال أو الهروب التطورية، ويزداد معدل ضربات قلبك، وتتنفس بشكل أعمق وأسرع، ويرتفع ضغط دمك، ويستعد جسمك للدفاع عن نفسه ضد الخطر أو الهروب بأسرع ما يمكن.

ويقول التقرير إن هذه الاستجابة الجسدية حاسمة عند مواجهة تهديد حقيقي، فعندما تتعرض لخوف متحكم فيه، مثل الخوف المفاجئ في برنامج تلفزيوني عن الزومبي، يمكنك الاستمتاع بهذا الإحساس النشط. وبعد ذلك، بمجرد التعامل مع التهديد، يفرز جسمك الناقل العصبي الدوبامين، الذي يوفر إحساساً بالمتعة والراحة.

 

وفي إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين زاروا منزلاً مسكوناً عالي الكثافة كتجربة خوف متحكم فيها أظهروا نشاطاً دماغياً أقل استجابة للمحفزات وقلقاً أقل بعد التعرض. وتشير هذه النتيجة إلى أن تعريض نفسك لأفلام الرعب أو القصص المخيفة أو ألعاب الفيديو المثيرة يمكن أن يهدئك بعد ذلك.

كما يشير التقرير الى أن المرور بتجارب الخوف الشديد يعزز الروابط بين الأفراد الذين يعيشون حالة الخوف معاً، ومن الأمثلة الجيدة على ذلك المحاربين القدامى الذين خدموا معاً في القتال، والناجين من الكوارث الطبيعية، و"العائلات" التي تم إنشاؤها في مجموعات من المستجيبين الأوائل.

 

ويضيف: "إن التهديد المتصور يدفع البشر إلى رعاية الأبناء وإنشاء روابط اجتماعية وعاطفية للحماية والراحة. ويتم تنظيم هذا النظام إلى حد كبير بواسطة ما يسمى (هرمون الحب) الأوكسيتوسين".

 

وأظهر الباحثون في مختبر الخوف الترفيهي بجامعة آرهوس في الدنمارك في إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون بانتظام وسائل الإعلام المرعبة كانوا أكثر مرونة نفسية أثناء جائحة "كوفيد-19" من غير عشاق الرعب.

 

ويقول العلماء إن هذه المرونة قد تكون نتيجة لنوع من التدريب الذي مر به هؤلاء، فقد تدربوا على التعامل مع الخوف والقلق الناجم عن شكل الترفيه المفضل لديهم، ونتيجة لذلك، كانوا أكثر استعداداً لإدارة الخوف الحقيقي الناجم عن الوباء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخوف البشر العربية الرعب أفلام الرعب القتال

إقرأ أيضاً:

محاربة السرطان.. "البوابة" في منزل الأم المثالية 2025 ببورسعيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقت "البوابة نيوز" السيدة رنده سمير مسعد محمد، الفائزة بلقب الأم المثالية 2025 على مستوى محافظة بورسعيد، وذلك داخل منزلها في حي العرب الشهير ببورسعيد.

 

محاربة السرطان.. "البوابة" في منزل الأم المثالية 2025 ببورسعيد 

 

بنبرة فخر تختلط بدموع الفرحة تروي قصتها قائلة: "أنا حاصلة على بكالوريوس التجارة، وزوجي - رحمه الله - حاصل على ليسانس الحقوق، ولكنه لم يعمل بمهنة المحاماة وعمل "شيف" في مطعم شهير، وكان رجل خلوق رأيت منه كل خير طوال زواجنا، وكان حلمه تعليم أولادنا الاثنين والوصول بهما إلى كليات القمة، وأوصاني بذلك قبل وفاته، ويوم وفاته كان صدمة كبيرة، وظلام، ولحظتها كان ابني الأكبر (محمد) في الثانوية العامة، وشقيقته مريم بالصف الثاني الاعدادي".

 وتابعت:"ذهبت للإقامة مع والدتى السيدة المسنة والتي كنت أجلس معها لرعايتها، وهناك بدأت في عمل حلويات وبيعها للاقارب والجيران، والأصدقاء، ثم تعرفت على بعض السيدات للعمل معهن في طهي الطعام وبيعهه "أون لاين"، وكنت اعمل من الساعة 7 صباحا حتى 4 عصرا مع السيدات في طهي الطعام وأعود للمنزل لرعاية أمي وأبنائي، واستكمل عملي بالمنزل في عمل الحلويات لبيعها كذلك بيع مستلزمات منزلية".

وأكملت حديثها:"لقد حرمت نفسي من كل شىء حتى أوفر جميع احتياجات أولادي، حتى تخرج ابني من كلية الهندسة وحصل على تقدير امتياز، وتم تعيينه في شؤكة بميناء دمياط الجديدة وابنتي إلى الفرقة الرابعة بكلية الطب البيطري، وبذلك حققت حلم ووصية زوجي رحمه الله".

وتواصل حديثها بنبرة حزن شديد قائلة:"أصيبت بالمرض الخبيث في الصدر، والآن أنا في مرحلة العلاج بالكيماوي، وكل ما يؤلمني ليس المرض ولكن الخوف على أولادي لأن الحزن يغمرهم بسبب مرضي، وأصعب موقف في حياتي أثناء تمشيط ابنتي لشعري ولاحظت أنه بدأ يتساقط نتيجة العلاج فكنت حزينة لحزت أبنائي، واتظاهر أمام أبنائي بالقوة دائما وعدم الخوف، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أرى ابنتي عروسة جميلة، وأرى ابني في الكوشة مع بنت الحلال".

مقالات مشابهة

  • وقاحة أمريكا
  • الأمم المتحدة: كوارث المناخ أدت لنزوح مئات الآلاف من البشر خلال 2024
  • الخوف من الكتب
  • اليمن بلسان الرعب الصهيوني: أمريكا تُخاطر
  • محاربة السرطان.. "البوابة" في منزل الأم المثالية 2025 ببورسعيد
  • باحث: الخوف يسيطر على الفلسطينيين بغزة.. والأشلاء في كل مكان
  • بالفيديو.. باحث فلسطيني: القصف على غزة أمس هو الأعنف منذ بدء الحرب
  • ظهور امرأة بعد اختطافها من إب تثير الرعب بعد الكشف عن عصابة تختطف النساء
  • دراجات الكواد تثير الرعب بالحوز و مطالب بتدخل الدرك
  • تجربة درع السودان وتجارب كل التشكيلات العسكرية التي ساهمت (..)