بسبب «الصياح».. زوجان فرنسيان يواجهان دعوى قضائية غريبة من جيرانهما
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
المشاعر الطيبة والألفة هي الغالبة في علاقة الجيران بعضهم البعض، وعلى الرغم من وقوع بعض الخلافات أحيانًا لأسباب معينة تزداد معها حدة المشكلات، فإن ما حدث في إحدى مقاطعات الريف الفرنسي بين أسرتين متجاورتين كان أحد أكثر الأسباب غرابة؛ إذ أقبلت إحدى الأسرتين على مقاضاة الأخرى بسبب صياح الديك.. فماذا حدث؟
دعوى قضائية بسبب ديكيشهد الريف الفرنسي حالة من الجدل القانوني بسبب صياح الديك «ريكو»، وهو من سلالة بانتام، يعيش في بلدة بورجوين جاليو بمقاطعة إيزير بالريف الفرنسي، ويمتلكه زوجان؛ إذ رفع أحد جيرانهما دعوى قضائية ضدهما بسبب الإزعاج الذي يسببه صوته العالي، زاعمًا أن صياح الديك المتكرر يسبب له صعوبة في التركيز والنوم، ويؤثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية.
ومع التورط في الدعوى القضائية، أكد مالكا الديك أنهما اتخذا جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إزعاج الجيران؛ إذ قاما بتجهيز حظيرة الدجاج بنظام آلي يفتح ويغلق تلقائيًا في أوقات محددة، لافتين إلى أن الديك لا يصيح إلا عددًا محدودًا من المرات يوميًا.
نمط الحياة الريفية والحضريةوبحسب ما ورد على موقع «odditycentral»، فقد تتجاوز هذه القضية حدود النزاع الفردي؛ إذ تبرز فيها مسألة التوافق بين نمط الحياة الريفية والحضرية؛ إذ يرى مالكا الديك أن صياح الديك جزء لا يتجزأ من الحياة الريفية، وأن جارهما الجديد لم يأخذ هذا الأمر في الاعتبار عند الانتقال إلى المنطقة، ومن جهته، يصر الجار الشاكي على حقه في الهدوء والسكينة، مؤكدًا أن صياح الديك يشكل انتهاكًا لهذه الحقوق.
وعلى الرغم من أن قصة الديك «ريكو» أثارت جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ أطلق نشطاء حملة لدعم الديك، مؤكدين على أهمية الحفاظ على التراث الريفي، فإن هذه القضية لم تكن الأولى من نوعها، بل جزءًا من سلسلة قضايا مشابهة في فرنسا؛ إذ سبق أن رفعت دعاوى قضائية ضد ديكين آخرين بسبب صياحهما، وقد أثيرت خلال هذه القضايا مسألة أهمية الحفاظ على التراث الحسي للريف الفرنسي، وتحديدًا الأصوات المرتبطة به مثل صياح الديك.
انتظار قرار القضاء الفرنسيومن المتوقع أن يصدر القضاء الفرنسي قراره في هذه القضية خلال الأشهر المقبلة، والذي سيكون له تداعيات مهمة على القضايا المشابهة في المستقبل، وسيحدد إلى أي مدى يمكن التوفيق بين حق الأفراد في الهدوء وحق المجتمعات المحلية في الحفاظ على هويتها الثقافية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دعوى قضائية صياح الديك واقعة غريبة
إقرأ أيضاً:
الإصلاح الحقيقي يبدأ بأمور صغيرة ... ردّ الديك
يُحكى عن ملك في غابر الزمان كان يحكم مملكته المتنامية الأطراف بالعدل والقسطاس، ويعطي كل ذي حق حقه، فعاش أهل هذه المملكة في أمان ورفاهية وبحبوحة. وكان يدير شؤونهم بحكمة ودراية أصبحت مضرب مثل لدى القريب والبعيد. وكان يتفقد مملكته دوريًا، ويستمع إلى رعاياه وما لديهم من شكاوى. وبسبب هذه الرعاية لم يكن أحد يتذمر من أي نقص، وكان الجميع يعيشون في سلام ووئام، فعمّ الاستقرار كل أرجاء هذه المملكة المترامية الأطراف، وكان الناس ينامون وأبواب منازلهم مفتوحة. ولم يكن يقع أي حادث يعكّر صفو هذه العيشة الهنية. وكان الجميع سعداء في ظل هذا الملك، الذي لم يجد الزمان بمثله.ففي إحدى المرات رجع الملك المالك سعيدًا من جولة تفقدية، وبعدما اطمأن إلى أحوال الرعية، استدعى ابنه البكر، وأعرب له عن رغبته في أن يوليه على هذه المملكة السعيدة. واشترط عليه أمرًا واحدًا، وهو أن يطلعه دوريًا على أحوال البلاد والعباد. وهكذا كان، إذ تخّلى الملك عن عرشه، وأجلس عليه ابنه بصفته ولي العهد، وتمنى له التوفيق في تولي مسؤولية السهر على راحة الناس واسعادهم.
مهمة الملك الجديد كانت سهلة للغاية. فالبلاد تنعم بالأمان والسلام، وأهلها ينامون ملء جفونهم تاركين أبواب بيوتهم مفتوحة. ومع اطمئنان هذا الملك، الذي ترعرع وملعقة الذهب في فمه، انصرف إلى اللهو والسهر تاركًا أمور الناس لمساعديه، الذين استفادوا من هذا الظرف لتحقيق ما لا يتوافق كثيرًا مع ما أسّس له الملك الأب.
وبعد مرور شهر طلب الملك من ابنه أن يقدّم له جردة حسابية عمّا استجد من تطورات خلال الشهر الأول من تسلمه مقاليد الحكم، فطمأنه إلى أن أمور البلد على خير ما يُرام باستثناء حادثة صغيرة، إذ أن أحد الفلاحين الذي يقطن على أطراف المدينة تعرّض للسرقة، حيث أقدم مجهولون على سرقة ديك من مزرعته. فسأل الملك ابنه: وأنت ماذا فعلت، هل عملت على كشف الفاعل وردّ الديك إلى أصحابه؟ الجواب كان بالنفي، مع شيء من الاستخفاف بما طُلب منه.
وفي نهاية اللقاء – الجردة جدّد الملك مطالبة ابنه بأن يعمل ما في وسعه لكي يرد الديك إلى أصحابه.
وفي الشهر الثاني، وفي بداية اللقاء التقييمي، سأل الملك ابنه: هل نجحت في ردّ الديك إلى أصحابه، فسمع منه الجواب نفسه. ولكن تبيّن للملك الأب أن حوادث السرقة بدأت تتكاثر فما كان منه سوى تكرار ما طلبه في اللقاء الأول، وقال له: اعمل جهدك لردّ الديك إلى أصحابه. إلاّ أن الديك لم يردّ. وهكذا بدأت أحوال المملكة تسوء أكثر فأكثر، وبدأ الناس لا ينامون قبل إقفال أبواب منازلهم بعناية حتى أن البعض منهم قرّر التناوب على السهر لحماية الأرزاق من السارقين، الذين تكاثروا.
ومع كل لقاء بين الوالد وابنه كان السؤال نفسه يتكرّر: ماذا فعلت لردّ الديك إلى أصحابه؟ وكان الجواب هو نفسه: لا شيء. وينتهي اللقاء بالطلب ذاته: ردّ الديك.
وبعدما دبّت الفوضى وتكاثرت أعمال السرقة والنهب في المملكة تيقّن الملك الأبن من مغزى ما كان يطلبه منه والده في كل مرّة كان يسأله فيها عمّا إذا كان قد عمل على ردّ الديك إلى أصحابه.
هي قصة قد تكون مستوحاة من الخيال، ولكن فيها من الحقائق اليومية ما يجعلها عنوانًا لما يمكن أن تكون عليه حال كل مسؤول جديد تُسند إليه مسؤولية إدارة شؤون البلد. فالإصلاح الحقيقي يبدأ بأمور صغيرة وصولًا إلى الأمور الكبيرة.
المصدر: خاص "لبنان 24"