كيف تؤثر الانتخابات الأمريكية على مستقبل العلاقة بين واشنطن وبكين؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
ترقب كبير في الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حول نتيجة الانتخابات الأمريكية التي ستحدد شكل العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم، فإما أن يكون الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تعهد بمضاعفة الحرب التجارية التي بدأها ضد الصين خلال ولايته الأولى، أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قد تستكمل سياسات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه بكين، مع وجود احتمالية اتخاذ نهج أكثر تصالحا مع مرور الوقت.
رغم أن ترامب يذكر الصين في حملته الانتخابية أكثر بكثير من هاريس، إلا أن كلا المرشحين لم يقدما تفاصيل واضحة حول كيفية إدارة العلاقات مع بكين، فلم تعتبر الصين على رأس أولويات الناخبين في السياسة الخارجية، التي تركز علي حروب الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا، وفقًا لشبكة «NBC» الأمريكية.
وبحسب التقرير الأمريكي، لم يعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، عن أي تفضيل واضح تجاه هاريس أو ترامب، كما وصفت وزارة الخارجية الصينية الانتخابات بأنها شأن داخلي للولايات المتحدة، ومع ذلك، يدرك المسؤولون الصينيون أن كلا من هاريس وترامب قد يتخذان موقفًا «صارمًا إلى حد ما» تجاه الصين.
رفضت هاريس التصريح عما إذا كانت ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن تايوان، وبدلًا من ذلك أكدت أهمية تعزيز الاتصالات العسكرية مع الصين ودعم قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها، ما جعل بعض المسؤولين الصينيين يبدون تفضيلهم لهاريس إلى حد كبير، مستندين إلى التقدم الذي أحرزته إدارة بايدن في تحسين العلاقات مع الصين، إلى جانب توقعاتهم بأنها ستسعى إلى سياسات «أكثر قابلية للإدارة»، رغم أنها ليست بالضرورة صديقة للصين.
ترامب والعلاقات مع الصينمن جهة أخرى، قال المستشار السياسي للحكومة الصينية جيا تشينج قوه: «لقد كانت لدينا 4 سنوات من الخبرة مع ترامب. إنه ليس سياسيًا عاديًا ولا حتى رجل أعمال عادي. إنه شخص غير متوقع في تصرفاته»، مضيفًا أنه قد يتخذ إجراءات تخلق مشاكل ضخمة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، واصفًا إياه بأنه شخص «متقلب ويمكن أن يكون عاطفيًا للغاية»، ما يزيد من حالة عدم اليقين فيما يتعلق بسياساته تجاه بكين.
ترامب وقضية تايوانوفيما يتعلق بقضية تايوان، أشار «جيا» إلى أن ترامب قد يكون «أكثر مرونة وقابلية للتفاوض في القضايا المتعلقة بتايوان»، إذ تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها وتحاول فرض السيطرة عليها بأي شكل ممكن، وما يربط الولايات المتحدة بتايوان هو أنها المصدر الرئيسي للأسلحة لها.
ورغم أن تايوان كانت راضية بشكل عام عن موقف ترامب تجاهها أثناء وجوده في منصبه، إلا أن الأخير دعا تايوان إلى دفع المزيد لواشنطن مقابل حمايتها، متهمًا الجزيرة بتقويض صناعة أشباه الموصلات الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي، عندما سُئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية الأميركية للدفاع عن تايوان، فأجاب بأنه «لن يضطر إلى ذلك» لأن «شي» «يحترمني ويعرف أنني مجنون»، وفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
نائب هاريس وسجله في الصينأما الشخص الذي يتمتع بخبرة كبيرة في التعامل مع الصين فهو نائب هاريس، تيم والز، الذي عاش في الصين لعدة سنوات لتدريس اللغة الإنجليزية وأسس شركة تسافر بالشباب الأمريكي إلى هناك للتبادل الثقافي، إذ قال خلال تجمع انتخابي الشهر الجاري: «أنا أفهم الصين بشكل أفضل بكثير من دونالد ترامب».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصين أمريكا هاريس ترامب مع الصین
إقرأ أيضاً:
سيواجه سيف العدالة الأمريكية| ترامب يعلن القبض على إرهـ ابي خطير ونقله إلى واشنطن
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إلقاء القبض على الإرهابي المسؤول عن التفجير الانتحاري الذي استهدف مطار كابل في أفغانستان عام 2021، وأسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا.
جاء هذا الإعلان خلال أول خطاب لترامب أمام الكونجرس منذ عودته إلى منصبه، حيث استغل الفرصة لتوجيه انتقادات حادة لإدارة الرئيس جو بايدن، واصفًا الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه "كارثي وغير كفء".
ترامب يستذكر ضحايا التفجيرفي خطابه أمام الكونجرس، استذكر ترامب الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في التفجير الذي وقع خلال عملية الانسحاب من أفغانستان، مؤكدًا أن تلك اللحظة كانت واحدة من أكثر اللحظات إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة. وقال ترامب بنبرة حادة: "ربما كانت هذه هي اللحظة الأكثر إذلالًا التي مرت بها بلادنا على الإطلاق"، محملاً إدارة بايدن مسؤولية ما وصفه بالفشل الذريع في إدارة الانسحاب.
القبض على العقل المدبر للهجوموفي تطور مفاجئ، أعلن ترامب أن السلطات الأمريكية تمكنت مؤخرًا من القبض على الإرهابي الرئيسي المسؤول عن الهجوم الدموي على مطار كابل. وأضاف أن هذا الشخص "في طريقه إلى واشنطن لمواجهة سيف العدالة الأمريكية الخاطف"، في إشارة إلى أن الإدارة الحالية ستتخذ إجراءات صارمة ضده. ولم يكشف ترامب عن هوية المعتقل أو تفاصيل عملية القبض عليه، لكنه أكد أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب.
إشادة بدور باكستانوخلال خطابه، أعرب ترامب عن تقديره للحكومة الباكستانية لمساهمتها في القبض على من وصفه بـ"هذا الوحش". وتأتي هذه الإشادة في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد توترات بين الحين والآخر، إلا أن هذا التعاون الأمني قد يمثل نقطة إيجابية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.
انتقادات متجددة لإدارة بايدنلم يفوت ترامب الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة لبايدن، معتبرًا أن سياساته الخارجية أضرت بمكانة الولايات المتحدة عالميًا. وأكد أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تم بطريقة "غير منظمة" أدت إلى خسائر فادحة، وأظهرت واشنطن بمظهر الضعف أمام خصومها.
يأتي إعلان ترامب عن القبض على العقل المدبر لهجوم مطار كابل في توقيت حساس، حيث تسعى إدارته لإعادة ترسيخ صورة الولايات المتحدة كقوة لا تتهاون في محاربة الإرهاب. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوة تمثل انتصارًا أمنيًا، فإن آخرين يعتبرونها محاولة سياسية لاستغلال ملف الإرهاب في إطار التنافس السياسي الداخلي، لا سيما مع استمرار الانتقادات حول تداعيات الانسحاب من أفغانستان.