الأونروا تدعو إلى هدنة ولو لبضع ساعات في شمال غزة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة، في وقت يقول فيه مسؤولون صحيون إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 3 أسابيع.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني -اليوم الثلاثاء- إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيرا إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض.
وأضاف لازاريني في بيان على منصة إكس أن "الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب، يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة".
وتابع "موظفونا يبلغون أنهم لا يستطيعون العثور على طعام أو ماء أو رعاية طبية، ورائحة الموت في كل مكان، حيث تُركت الجثث ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض".
وأوضح لازاريني أنه جرى رفض بعثات لإزالة الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية.
وتابع "أدعو إلى هدنة على الفور حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمنا".
وقال لازاريني إنه طوال العام الماضي من الحرب في غزة بقي بعض موظفي الأونروا في الشمال وعملوا المستحيل لتقديم المساعدة إلى النازحين.
وأضاف "أبقينا بعض ملاجئنا مفتوحة رغم القصف العنيف والهجمات (الإسرائيلية) على مبانينا".
جثث في الطرقاتوأمس الاثنين، طالبت الوكالة الأممية -في منشور على إكس- السلطات الإسرائيلية بالسماح لها بالوصول إلى شمال غزة بشكل عاجل بهدف تنفيذ عمليات إنقاذ في غزة، بما في ذلك انتشال العالقين تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون صحيون -اليوم الثلاثاء- إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 20 شخصا.
وأشار مسؤولون صحيون والدفاع المدني الفلسطيني إلى أن جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم الإسرائيليون متناثرة على الطرق وتحت الركام.
وأضافوا أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى الجثث بسبب استمرار الضربات الجوية.
من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش الموجود حاليا في شمال غزة إن "هناك كثيرا من الجرحى استشهدوا أمامنا، ولم نستطع تقديم أي شيء لهم".
وأضاف البرش في بيان "لا توجد لدينا أكفان للشهداء، وناشدنا الأهالي التبرع بالأقمشة العادية".
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في محافظة شمال القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياح هذه المناطق بذريعة منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أميركي واسع تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلّفت حتى ظهر اليوم الثلاثاء 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات شمال غزة
إقرأ أيضاً:
كاتبة فلسطينية: وقف إطلاق النار لن يشفي جراح غزة
قالت الكاتبة الفلسطينية رؤى شملخ في مقال نشره موقع موندويس الأميركي إن المجتمع الدولي يختزل غزة في بعض مشاهد المعاناة التي تظهر في عناوين الأخبار، لكن الحقيقة أكثر تعقيدا بكثير، لأن وراء كل خبر إنسانا يعيش آلاما لا يمكن تخيلها.
وذكرت شملخ أن نزيف الدماء قد يتوقف، والجثث قد تُرفع من الشوارع، لكن ما عاشه سكان القطاع المحاصر لن يُمحى من ذاكرتهم حتى إن مضى العالم قُدما معتقدا أنه قد حلّ المشكلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسطlist 2 of 2إندبندنت: أرقام تكشف تفاصيل تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزةend of listوتابعت أن وقف إطلاق النار الذي يحتفل به العالم ليس سوى محاولة يريد من خلالها أن يشعر بأنه فعل ما يكفي لإرضاء ضميره، لكنه من وجهة نظر الفلسطينيين لا يعدو أن يكون "استراحة صغيرة" في خضم معاناة لا تنتهي.
وقالت الكاتبة -وهي من أصل فلسطيني ومن سكان حي الشيخ عجلين في قطاع غزة- إن حيها على سبيل المثال كان عالما قائما بذاته، لكنه الآن لم يعد موجودا إلا في ذاكرتها، ولم يبق منه سوى أطلال.
وتابعت أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالقتل وبتفجير المباني، بل سيطر على الشوارع والمزارع وحتى المقابر، وحولها إلى "مناطق عسكرية"، فضاع المكان الذي كان يحمل تاريخا وهوية، ودُفن تحت الأنقاض في عملية تدمير للذاكرة والمنازل والعائلات والتاريخ.
إعلانواعتبرت أن هذا التدمير والطمس ليس مجرد أثر جانبي للحرب، بل هو جهد مقصود لقطع الروابط بين الفلسطينيين وأرضهم، وتجريدهم من هويتهم، حتى يصبحوا ضحايا بلا وجوه ولا أسماء، وتضيع قصة غزة الحقيقية بين الأنقاض، وتطغى الحسابات السياسية على معاناة البشر.
كل ذلك يحوّل معاناة الفلسطينيين -حسب تعبيرها- إلى رواية سهلة الهضم بالنسبة للرأي العام العالمي، بينما يتم إخفاء الخسائر الأكبر والأخطر تحت أكوام الهدم.