جو- أرض.. حقائق عن مخزون إسرائيل من الصواريخ بعيدة المدى
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
ضمن تقرير نشره موقع "الحرة" في التاسع عشر من أكتوبر استعرض خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، فابيان هينز، عدة احتمالات قد تسلكها إسرائيل لتنفيذ ضربتها المرتقبة ضد إيران، وكان الأكثر ترجيحا منها أن تلجأ للقصف عن بُعد عبر طائرات حربية وباستخدام صواريخ متطورة بعيدة المدى.
وبدا الاحتمال الذي رجحه الخبير متوافقا إلى حد قريب مع مضمون الوثائق الاستخباراتية المصنفة "سرية للغاية" والتي تسلطت الأضواء عليها خلال اليومين الماضيين، ودفعت الولايات المتحدة الأميركية لبدء عمليات تحقق وإجراء اتصالات مع المسؤولين الإسرائيليين بهذا الشأن.
الوثائق وعددها اثنتان تحتويان على تقييم أميركي مزعوم للخطط الإسرائيلية لمهاجمة إيران، وظهرتا على تطبيق الرسائل "تلغرام" يوم الجمعة.
ويعتمد التقييم على تفسير صور أقمار اصطناعية وغيرها من المعلومات الاستخباراتية، وبدوره قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الاثنين، إن الرئيس جو بايدن "قلق للغاية" بشأن التسريب.
كما أضاف كيربي أن المسؤولين لم يحددوا بعد ما إذا كانت الوثائق قد تم نشرها نتيجة اختراق أو تسريب.
وتحمل الوثيقتان علامات "سرية للغاية" وعلامات تشير إلى أنها مخصصة فقط للولايات المتحدة وأعضاء آخرين من دول "العيون الخمس"، أستراليا وكندا ونيوزيلندا وبريطانيا، وفقا لشبكة "سي أن أن" الأميركية.
وبالنظر إليهما فإنهما تشكلان تقييما سريا لاستعدادات إسرائيل لضرب أهداف في إيران، استنادا إلى معلومات استخباراتية تم تحليلها يومي 15 و16 أكتوبر من قبل وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية الأميركية.
وكان أبرز ما ميّزهما هو الإشارة إلى نظامين للصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو: "غولدن هورايزون" و"روكس"، والتي يحتمل أن تستخدمها إسرائيل في ضربتها المرتقبة.
ما "روكس" و"غولدن هورايزون"؟بناء على ما أشار إليه الخبير هينز والوثائق "المسربة" التي يجري التحقق منها تثار التساؤلات عن المخزون الذي تملكه إسرائيل من الصواريخ بعيدة المدى، والتي تطلق من الطائرات الحربية على نحو محدد.
بداية من نظام "روكس" الصاروخي بعيد المدى الذي ورد ذكره في الوثائق فهو من إنتاج شركة "رافائيل" الإسرائيلية، ومصمم لضرب مجموعة متنوعة من الأهداف فوق الأرض وتحتها.
في المقابل يُعتقد أن "غولدن هورايزون" يشير إلى نظام صواريخ "بلو سبارو" الذي يبلغ مداه نحو 2000 كيلومتر (1240 ميلا). ولا توجد معلومات أخرى ودقيقة عنه على المواقع المتخصصة بالأمن والدفاع، سواء الإسرائيلية أو الأجنبية.
وتقول شركة "رافائيل" عبر موقعها الرسمي إن "روكس" تم الكشف عنه في عام 2019، وإنه مخصص لضرب أهداف محصنة بشدة وبدقة متناهية في الساحات التي لا تتوفر فيها أنظمة تحديد المواقع العالمية.
ويمكن تجهيز الصاروخ إما برأس حربي اختراقي أو انفجاري، وتتاح عملية تشغيله وإطلاقه ليلا ونهارا وفي جميع الأحوال الجوية.
كما توضح الشركة أنه "باستخدام خوارزمية فريدة لمطابقة المشهد وتكنولوجيا مكافحة الموجات فإن (روكس) يتغلب على أي سيناريو تشويش، بالإضافة إلى أخطاء الملاحة وموقع الهدف".
وسبق وأن لاحظ محللو دفاع أن جسم صاروخ "روكس" يبدو أنه مشتق من صاروخ Black Sparrow، الذي أنتجته "رافائيل" أيضا، بحسب تقرير لمجلة "فوربس"، نشر في يونيو 2024.
ومع ذلك تختلف ملاحظات المحللين مع التأكيدات التي نشرتها الشركة بعد عام 2019، مشيرة إلى أن الصاروخ قائم على دمج "التقنيات المتقدمة من أسلحة جو-أرض القديمة من طراز Popeye وSPICE".
"أنظمة معروفة وغامضة"ويوضح هينز الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها لندن أن إسرائيل لديها برنامج تطوير وإنتاج كبير وواسع للأسلحة المحمولة جوا.
وفي حين أنها تشتري أسلحة جوية من الولايات المتحدة، لكنها أيضا تطور أنظمتها الخاصة.
ويطور (الإسرائيليون) جميع أنواع الأسلحة المحمولة جوا، من القنابل الصغيرة والخفيفة للطائرات بدون طيار، إلى القنابل الموجهة الثقيلة للطائرات، ووصولا إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية المحمولة جوا.
والشيء المهم هو أنهم استخدموا العديد من هذه الأسلحة في ضربات مختلفة في حملتهم في غزة ولبنان، وخاصة في سوريا في السنوات القليلة الماضية، وفق هينز.
ورغم أننا رأينا العديد من تلك الاستخدامات مؤخرا إلا أن الخبير يعتقد أن إسرائيل تمتلك أنواعا معينة من الأسلحة و"لا تظهرها للجمهور".
ويقول: "الإسرائيليون عندما تكون الأنظمة غير متطورة للغاية أو مجرد أنظمة عادية، سيعرضونها وربما يصدرونها، ولكن بالنسبة للأنظمة الأكثر قدرة، فهم أحيانا لا يعرضونها للعالم".
كما أن أحد الأمور المثيرة للاهتمام هو أنه في شهر أبريل الماضي وبعد ضربة إيرانية بدا أن إسرائيل استخدمت صواريخ باليستية محمولة جوا. وهذه الصواريخ تطلق من الطائرة لا الجو، مما يمنحها بعدا إضافية.
وكانت إسرائيل امتلكت القدرة على شن هجمات بعيدة المدى من الطائرات منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، وعندما وصلت طائرات الفانتوم إليها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزليم بوست"، في أبريل 2024.
ووفقا لوثائق وافقت أرشيفات جيش الدفاع الإسرائيلي على نشرها فقد بنى جيش الدفاع الإسرائيلي قدرات هجومية في ليبيا واليمن من خلال التزود بالوقود مرتين بين طائرات الفانتوم، بحسب الصحيفة ذاتها.
وتستطيع الطائرات المقاتلة التي بحوزة إسرائيل (إف-15 وإف-16 وإف-35) أن تصل إلى مدى يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر ذهابا وإيابا دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
وتمتلك إسرائيل طائرات تزود بالوقود من طراز "بوينغ 707"، مما يجعل من الممكن توسيع مدى هجوم الطائرات وتغطية كامل مساحة إيران، كما اشترت إسرائيل طائرات تزود بالوقود جديدة من طراز بوينغ " KC-46"، ومن المقرر أن تدخل الخدمة في عام 2025.
ومن خلال استبدال طائرات "بوينغ 707" القديمة، ستعمل هذه الطائرات على ترقية قدرات القصف بعيد المدى لإسرائيل بشكل كبير، بحسب "جيروزليم بوست".
"صعبة الاعتراض"وتقسم الصواريخ البالستية المحمولة جوا إلى ثلاثة أنواع: قصيرة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى.
ورغم أن إسرائيل تمتلك كل هذه الفئات منذ سنوات، دائما ما تتسلط الأضواء على الصواريخ بعيدة المدى، من منطلق أن المدى الطويل الخاص بها مخصص لضرب المسافات البعيدة، وإيران مثال على ذلك.
يشرح الخبير هينز أن الصواريخ بعيدة المدى صعبة الاعتراض للغاية، وربما تكون قادرة على المناورة أيضا، ويقول إنها توفر عددا من المزايا، تتعلق الأولى منها بالمدى.
ويوضح الخبير أن الصواريخ بعيدة المدى تمتلك مدى كبيرا جدا، مما يعني أن الطائرة الإسرائيلية قد لا تحتاج أبدا إلى دخول المجال الجوي الإيراني، بل يمكنها إطلاق الصواريخ من العراق، كما حدث على ما يبدو في أبريل، وبالتالي، تنخفض فرص إيران في اعتراض الطائرة.
ومن ناحية ثانية قد لا تحتاج إسرائيل أيضا إلى استخدام طائرة شبح، حيث يمكنها استخدام مقاتلة عادية والبقاء بعيدا جدا.
فيما يتعلق بصاروخ "روكس" الذي ورد في الوثيقتين المسربتين يشير هينز إلى أنه نظام معروف وقد عُرض للتصدير مؤخرا.
أما "غولدن هورايزون" (الأفق الذهبي) فلم يسمع عنه من قبل أبدا، ويبدو أنه أحد الأنظمة السرية التي لم تظهرها إسرائيل، ومن المرجح أن تستخدمها في ضربتها المرتقبة ضد إيران.
وعلاوة على ذلك قد تكون صواريخ كروز المحمولة جوا خيارا محتملا آخر.
هذا الخيار سبق وأن استخدمته إسرائيل في سوريا بعدما ضربت موقعا بصاروخ "دليلة"، ومع ذلك يتابع هينز أنهم الآن "ربما سيستخدمون شيئا بعيد المدى".
ماذا عن بقية الأنظمة؟وبحسب الوثائق المسربة أجرت القوات الجوية الإسرائيلية مؤخرا تدريبات مهمة شملت أنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو، بما في ذلك ما لا يقل عن 16 صاروخا من طراز "غولدن هورايزون" و40 صاروخا من طراز "روكس".
وبالعودة إلى الوراء لا يعتبر هذان النظامان الوحيدان اللذان تمتلكهما إسرائيل، بل يضاف إليهما مخزون كبير من الصواريخ بعيدة وقصيرة المدى.
في أوائل يونيو 2024 عرضت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية نسخة جديدة من صاروخها شبه الباليستي الذي يطلق من الجو، والذي أطلق عليه اسم "Air LORA".
وقال مسؤول في الشركة لصحيفة "جينز"، حينها، إن الصاروخ الذي يتم إطلاقه جوا قد أكمل تجاربه مع طائرة "F-16"، وسيكون متوافقا أيضا مع طائرة "Boeing P-8 Poseidon" البحرية متعددة المهام.
ويمكن لـ "Air LORA" أن يحمل رؤوسا حربية متفجرة أو ذات اختراق عميق، مما يجعله مناسبا لإلحاق أضرار حاسمة بالأهداف الاستراتيجية المحصنة، بحسب تقرير لمجلة "فوربس".
وقد طور مصنعو الأسلحة الإسرائيليون مجموعة متنوعة أخرى من الصواريخ المماثلة في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2018، كشفت الصناعات العسكرية الإسرائيلية عن صاروخ "رامبيج"، الذي صمم أيضا لتدمير أهداف عالية القيمة من الجو وعلى مسافات بعيدة تصل إلى 186 ميلا.
وكان أول استخدام إسرائيلي معلن لصواريخ رامبيج ضد مصنع للصواريخ ومستودعات أسلحة أخرى في مصياف في سوريا، في 13 أبريل 2019.
وبحسب ما ورد في تلك الفترة اختارت إسرائيل الصاروخ لتنفيذ تلك الضربة، نظرا لوجود نظام أس-300 الروسي المتقدم بعيد المدى في المنطقة، وفق "فوربس".
تم تطوير صاروخ رامبيج بالتعاون بين صناعات الفضاء الإسرائيلية وشركة إلبيت سيستمز، وهو مبني على صاروخ إكسترا من إنتاج الأخيرة.
وقد صمم في البداية للإطلاق من الأرض ثم تم تعديله للإطلاق الجوي، حيث اكتسب مدى وسرعة أكبر عند إطلاقه من الطائرات النفاثة، ويتميز بأنظمة ملاحة متعددة، مما يوفر التكرار للاستهداف الدقيق، بحسب "جيروزليم بوست".
وتشير مصادر عبرية إلى أن إسرائيل تمتلك منظومة صواريخ أرض-أرض أيضا، مزودة برؤوس حربية تقليدية ونووية، ومعروفة باسم صواريخ أريحا.
وهناك سلاح إسرائيلي هو صاروخ كروز "بوب آي توربو"، الذي طورته شركة رافائيل ويبلغ مداه 1500 كيلومتر.
والصاروخ مصمم للإطلاق من غواصات البحرية الإسرائيلية، وهو قادر على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية، وتقول "جيروزليم بوست" إن هذا المدى يسمح للغواصات الإسرائيلية بضرب إيران من البحر الأحمر أو بحر العرب دون دخول الخليج العربي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصواریخ بعیدة المدى المحمولة جوا من الصواریخ بعید المدى أن إسرائیل تطلق من من طراز من الجو إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرفيق علي سالم البيض وتماهيه مع تزوير حقائق التاريخ
طالعنا الموقع الإلكتروني لـ العربي الجديد بإطلالة مُثيره للسياسي الجنوبي الحضرمي الانفصالي الرفيق / علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأسبق (1986 ـــ1994م)، ونائب رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق (1990 ـــ 1994 م)، طالعنا المقال الحواري بتاريخ / 24/ يناير / 2025م. في حوار مطول أجراه المحرر الصحفي بشير البكر، الذي ينطبق عليه المثل العربي ، “لقد سكت دهراً ونطق كُفراً”، من خلال إيراده مجموعة من المعلومات والمغالطات التاريخية التي تتناقض جذرياً مع سرديات وقائع حدثت قبل عقود ليست ببعيدة من يومنا هذا أي في لحظة كتابة مقالنا هذا بتاريخ 1/فبراير /2025م، ووقت حدوث الحدث، ولازال هناك عدد غير قليل من الشخصيات الحزبية اليمنية المناضلة ممن لعبوا أدواراً مباشرة في التجربة اليمنية الجنوبية المُندثرة أو الميتة، إما كأعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية وأعضاء لجان المحافظات والقيادات الحزبية الوسطية والدنيا للتنظيم السياسي للجبهة القومية الحاكم الدكتاتوري الأوحد بعد رحيل المحتل البريطاني، وللحزب الاشتراكي اليمني بعد توقيع اتفاقية تحالف القوى الحزبية اليمنية المكونة من (الجبهة القومية، وحزب الطليعة الشعبية البعثية رفاق المناضل/ أنيس حسن يحيى واتحاد الشعب الديمقراطي رفاق /عبدالله عبدالرزاق باذيب ) .
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ولازال العديد من هؤلاء الكوادر الحزبية والإدارية وأساتذة الجامعات في الشمال والجنوب اليمني، لازالوا أحياء يرزقون ولا زالوا في أوج قواهم وقدراتهم الذهنية والعقلية والفكرية العالية .
فلماذا يحرج الرفيق علي سالم البيض محبيه واتباعه المحدودين بكل ذلك الزيف والأكاذيب التي سردها من بنات ومخيلات ذهنيته الخاصة، وهنا أدعو القارئ اللبيب لقراءة إجاباته وسرديته الخاصة عن الأحداث والشخصيات والوقائع بشيءٍ من الحيادية والموضوعية، وهل تصلح تلك السرديات والروايات بأن تكون جزءاً من تراث التاريخ اليمني في جنوب اليمن المثقل بالنكبات والمآسي والجرائم التي حينما نتذكرها يندى لها جبين الشرفاء ممن كانوا شهوداً وحاضرين على تلك التجربة البائسة .
ولكي نبين بشيءٍ من الإنصاف بأن هناك محاسن وإيجابيات للتجربة الثورية في جنوب اليمن برمتها، سنذكرأنها :
أولاً : عممت مجانية التعليم بجميع مراحله من رياض الأطفال وحتى نيل أعلى شهادة في التعليم وهي الدكتوراة وفي جميع الاختصاصات بما فيها دراسات الطب والهندسة وغيرها.
ثانياً : عممت مجانية التطبيب والعلاج الصحي على تواضعها، وصولاً لحصول المريض على العملية الجراحية ومجانية الأدوية، مع منع العيادات والمستشفيات الخاصة في البلاد كلها .
ثالثاً : ضمان حصول الخريج الحديث من الجامعات اليمنية والمعاهد في جميع الاختصاصات على فرصة العمل في مرافق الدولة.
رابعاً : السكن للمواطنين كان شبه مجاني، وتم توزيع المساكن من العمارات والفلل والمباني السكنية التي تم تأميمها ومصادرتها من القطاع الخاص .
خامساً : كان موقف الدولة والحزب في جنوب اليمن من القضية الفلسطينية المركزية موقفاً ايجابياً جداً منها، وهو موقف معاد لكيان العدو الإسرائيلي الصهيوني، والتحريض على مقاومته بكل الطرق والأساليب، وتربت وترعرعت أجيال في المدارس والجامعات والمعاهد في حب التضامن الأخوي مع أهلنا في فلسطين، واستوعبت الجامعات والمعاهد المدنية والعسكرية اليمنية الطلاب والشباب الفلسطينيين فيها.
هذه كانت إيجابيات الثورية ذات التوجه الاشتراكي في اليمن الديمقراطية .
لكن تعالوا نبين سلبيات ومساوئ بل جرائم التجربة الثورية ذات التوجه الاشتراكي التي جثمت على جنوب الوطن اليمني وشعبها العظيم منذ أن رحل المحتل البريطاني وحتى يوم الوحدة اليمنية المباركة وتحديداً بعد هزيمة ودحر وإسقاط المشروع الثوري ذي التوجه الاشتراكي النشاز والمشؤوم في 7 / يوليو / 1994م .
أولاً : بعد يوم الاستقلال الوطني في 30 / نوفمبر / 1967 م، وهو ما أطلق عليه بيوم الجلاء لآخر جندي بريطاني مُحتل من مدينة عدن، استلمت السلطة في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية قيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية بقيادة الرئيس قحطان محمد الشعبي وشكل حكومة وطنية بقيادته لفترة وجيزة، وبعدها عُين الأستاذ / فيصل عبداللطيف الشعبي كأول رئيس للحكومة في عدن، وقدمت تلك الحكومة برنامجها الاقتصادي الاجتماعي الوطني على أُسس وطنية واقعية، لكن جرى الانقلاب عليها في 22/ يونيو /1969م، وتمت الإطاحة بالرئيس /قحطان الشعبي وتم سجنه سجناً مؤبداً على طريقة الرفاق، وتم إعدام رئيس حكومته /فيصل عبداللطيف بشكل سري ومجموعة من رفاقهم أمثال /علي عبدالعليم بانافع وغيرهم، وتم إلغاء نهجهم وبرنامجهم الوطني.
ثانياً : استلم السلطة الجناح الماركسي الدموي المتطرف بقيادة / عبدالفتاح اسماعيل علي الجوفي، و/ سالم ربيع علي (سالمين)، و/ محمد علي هيثم و/ علي أحمد ناصر (عنتر) و/ علي سالم البيض، ومن يومها لم تر لا عدن ولا اليمن الجنوبي العافية، وشرع هؤلاء القادة الشباب المتطرفون النزقون بالإجراءات الاقتصادية الثورية والاجتماعية الإجرامية .
ثالثاً : الإعلان الشامل والكامل الوقح والفج عن تأميم ومصادرة ونهب وسرقة جميع البنوك الخاصة والمصارف وشركات التأمين والمصانع والمعامل والورش والمباني والمساكن والمستودعات والفنادق والمتنزهات ودور السينما ومحطات البترول وصالونات الحلاقة، كان الإجراء التعسفي الموجه ضد الرأسمال الوطني الخاص في عملية نهب وسرقة علنية مكشوفة تقودها مؤسسات الدولة السياسية والإدارية والعسكرية والأمنية.
رابعاً : تم الإعلان عن بدء حركة الانتفاضات الفلاحية المُرعبه والموجهة ضد المواطنين ملاك الأراضي الكبار والصغار وتم مصادرة حيازاتهم الفلاحية وبطريقة فوضوية مستهترة بقداسة الملكية وقداسة أرواح الناس الذين تضرروا من تلك الإجراءات النازية ضد المواطنين، أي إجراءات السحل والقتل لعلماء الدين والشيوخ الكرام والمخالفين لهم بالرأي، أما الضحايا فكانوا بالآلاف والذين تم اختطافهم من قبل زوار الفجر وضياعهم ولم تعرف لهم حتى يومنا هذا لا مقابرهم ولا أمكنة جماعية لهم، وهم آلاف الضحايا من الشخصيات الوازنة في المجتمع، ولازال ذلك التاريخ الإجرامي الفاشي مسكوتاً عنه ومخفياً لأسباب لا نعرفها حتى الآن.
كل تلك الأحداث والجرائم لا يتذكرها الرفيق / علي سالم البيض، أو قد خانته ذاكرته، وربما بسبب العمر قد فاته أن يتذكر تلك الوقائع والأحداث أو أنه يحاول أن يتنصل عنها ومنها كونها جرائم عظيمة يحاسب عليها القانون الوضعي اليمني بالإضافة إلى الحكم والقضاء الإلهي الذي سيقابله في قادم الأزمان لما أقره واقترفه باعتباره عضواً في المطبخ السياسي الماسوني للجبهة القومية، وهو المكتب السياسي الذي أقر فيه جميع تلك الجرائم التي حدثت في تلك الحقبة الزمنية السوداء، لا أعادها الله على اليمنيين .
كيف سينسى الرفيق / علي البيض الهاشمي الحسني وهناك أسر هاشمية كريمة هم من تضرروا من إجراءاتهم الفوضوية النازية، وهو أول من عرف بها لأنه يعيش في المجتمع الحضرمي الذي تضرر من كل تلك الجرائم البشعة .
هل نحتاج أن نُذكره بأسماء الأسر الهاشمية الشريفة الكريمة التي تم سحل وقتل رموزها وعلمائها في حضرموت وشبوة وأبين وعدن والضالع وغيرها من المحافظات اليمنية الجنوبية؟ هل نحتاج أن نذكره بأسماء شيوخ القبائل اليمنية التي وصلت مئات وربما آلاف الضحايا من شيوخ القبائل اليمنية الجنوبية.
خامساً : هل نسي أو تناسى الرفيق / علي البيض حادثة إسقاط طائرة الدبلوماسيين اليمنيين بقيادة وزير الخارجية يوم ذاك المغدور به / محمد صالح عولقي مع كوكبة من خيرة الشباب الدبلوماسيين اليمنيين الذين تجاوز عددهم العشرين.
وللتذكير فحسب، حينما استولى الرفاق اليساريون المتطرفون في التنظيم السياسي للجبهة القومية على السلطة الثورية في انقلاب يوم 22 يونيو 1969م، وأسموها زوراً وبهتاناً بالخطوة التصحيحية لمسار الجبهة القومية، شرعوا بالتصرفات والحركات الراديكالية النزقة، ومن بينها إدخال النهج الماركسي اللينيني في أدبيات الدولة والتربية والتعليم والأخلاق وصولاً للجامعة والمعاهد والكليات العسكرية والأمنية، كنوع من غسل أدمغة الجيل اليمني الجديد، وصولاً إلى نهج إنكار تعاليم الدين الإسلامي حد الإلحاد، هذا الاستهتار والعبثية أوصلت التجربة برمتها إلى الانحطاط الفكري والأخلاقي والسلوكي وتدمير أخلاقيات المجتمع اليمني الإسلامي .
سادساً : عانى المواطن اليمني الجنوبي في زمن الحكم التوتاليتاري للجبهة القومية من الحبس الجماعي ومنع السفر للخارج، وظل المواطن البسيط يغامر بحياته عن طريق الهروب غير الشرعي إلى حدود الدولة الشمالية في الجمهورية العربية اليمنية لكي يحصل منها على جواز سفر يمني شمالي لأنه بتلك الوثيقة يستطيع السفر إلى جميع أقطار العالم باستثناء الكيان اليهودي الإسرائيلي، أما الجواز اليمني الجنوبي فلا يصلح للسفر سوى للبلدان الاشتراكية وإثيوبيا والصومال الديمقراطية، وللعلم فإن السفر للخارج كان ممنوعاً البتة على المواطن اليمني العادي، وكان محصوراً فقط بالوفود الحكومية الرسمية، أو للطلاب الذاهبين للدراسة أو للدبلوماسيين أو للجماعات المحظية المحيطين بدوائر السلطة وأصحاب القرار السياسي فحسب.
هل يتذكر الرفيق / علي سالم البيض بأنه كان يحكم بالحديد والنار سجناً كبيراً أسواره حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ؟
سابعاً : في بداية حواره أو مقابلته أو من كتب له سيناريو الحوار، يقول الرفيق / علي سالم البيض إن الصراع بدأ بين القيادات الحزبية للحزب الاشتراكي اليمني منذ أن تم الانقلاب على حكم ورئاسة الرفيق / الرئيس / سالم ربيع علي ( سالمين ) في 26/ يونيو / 1978م، وهذا حدث متأخر جداً، ومن غير الإنصاف التاريخيّ أن يتم تقويم التجربة السياسية للجنوب اليمني منذ ذلك التاريخ، وهي تجربة شاذة ومثيرة للجدل على مستوى الوطن العربي كله أو لنقل على المستوى الإسلامي كله، منذ ذلك التاريخ الذي تعسفه اعتسافاً رفيقنا القديم / علي البيض، أو أنه أراد أن يشطب ويمسح جزءاً من التجربة الثورية المضطربة في جنوب الوطن، لكن المؤرخين الثقات سيتساءلون بموضوعية ويقولون، وأين نذهب بكل تلك الأحداث المأساوية التي سردنا اليسير منها سلفاً فحسب ؟
جمعتني الصدفة المحضة مع صديقي / الأستاذ / جمال عبدالمجيد الجوهري أبا جسار في العاصمة اليمنية صنعاء في صيف 2013 م، وهو من الشخصيات العدنية السياسية النشطة جداً، واتفقنا أن نزور أحد القياديين البارزين المفكرين في الحزب الاشتراكي اليمني ، وحُدد لنا الموعد والمكان، التقينا به في منزله الشخصي، وكنا الاثنين الوحيدين اللذين زاراه في تلك اللحظات، وخضنا معاً في حديث الحاضر اليمني المعقد، وانتقلنا في الحديث الهادئ إلى تناول بعض فصول الماضي القريب نسبياً في زمن تجربة جنوب اليمن، ووصلنا في أحاديثنا إلى الحادثة المأساوية للرئيس الشهيد / سالم ربيع علي ( سالمين )، وحكى لنا الرفيق القيادي الاشتراكي الذي نتحفظ على عدم ذكر اسمه لدواعٍ إنسانية وأخلاقية وسياسية وربما خاصة، وسرد لنا القصة كما يلي :
حينما اشتد الخلاف بين الرئيس/ سالمين وفريقه مقابل فريق الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل الأمين العام للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية، طرح على الرئيس / سالمين خيار تقديم استقالته من منصبه ويتحمل المسؤولية الكاملة في اغتيال الرئيس /أحمد حسين الغشمي، وطلب بالمقابل خروجه من اليمن إلى مدينة / أديس أبابا عاصمة جمهورية إثيوبيا الاشتراكية مع أسرته ومكتبته الشخصية، ووافق جناح /عبدالفتاح إسماعيل على ذلك الطلب، ولحظتها انتهى الاجتماع وذهب الجميع كل إلى منزله، كان ذلك في المساء في قرابة العاشرة مساءً ، وغادر الجميع بما فيهم الرئيس / سالمين، بعد ساعات من ذلك الاجتماع الساخن للمكتب السياسي للتنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية، سُمع دوي إطلاق المدافع والصواريخ وحتى الطائرات الحربية تقصف قصر المدور، أي دار الرئاسة في التواهي، والرئيس سالمين بداخله واستمر إطلاق النار المتبادل بين حراسة الرئيس /سالم ربيع ووحدات عسكرية مقابلة تم تجهيزها من وزارة الدفاع، وتمت إشاعة خبر بأن الرئيس سالمين هو من بدأ بإطلاق النار ولذلك تمت مهاجمته براً وجواً وعبر البحرية أيضاً، وعند نفاد ذخيرة حراساته سلّم الرئيس / سالمين وقادة حراسته ذاتهم للفرقة العسكرية المهاجمة .
في صبيحة اليوم التالي للمعركة الفاصلة في دار الرئاسة (قصر المدور) وفي تمام الساعة الحادية عشرة قبيل الظهر تم طلب أعضاد المكتب السياسي لاجتماع عاجل في قصر المعاشيق بضاحية كريتر، وذهب الجميع فرادى وجماعات من أعضاء القيادة وقبل اكتمال النصاب الحزبي القانوني من جميع أعضاء المكتب السياسي، تم جلب الرئيس / سالمين عنوةً مكبل اليدين من الخلف بالأصفاد الحديدية وبجانبه كل من: الرفيق / جاعم صالح اليافعي والرفيق / علي سالم لعور العوذلي وكانا أيضاً مكبلين بالأصفاد، وتم اقتيادهم بحسب شهود عيان كانوا من سكان الفلة المقابلة لموقع اجتماع المكتب السياسي المزمع عقده، وبعيد لحظات ربما دقائق فحسب من دخول الضحايا الثلاثة للمبنى، سُمع إطلاق وابل من الرصاص من أحد أقبية ذلك المبنى المنحوس، وهكذا تم إعدام الشهيد الرئيس / سالم ربيع علي (سالمين) ورفيقيه دون أن يجتمع المكتب السياسي، ودون أن تُعد له محاكمة حتى صورية.
وكان من بين الحاضرين لاجتماع المكتب السياسي الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل والرفيق / علي ناصر محمد، والرفيق / علي أحمد ناصر (عنتر) والرفيق / علي شائع هادي، والرفيق / صالح مصلح قاسم، والرفيق / محمد صالح مطيع، والرفيق / محمد سعيد عبدالله محسن الشرجبي، وآخرون .
الرفيق / عبدالفتاح إسماعيل يقول للحاضرين ليبث الطمأنينة والثقة في نفوسهم، لأنهم أمام سالمين الذي تهتز أمامه الرجال الصناديد، “لقد تغدينا بسالمين قبل أن يتعشى بنا” .
ولم يُذكر لنا أين كان موقع وتواجد الرفيق / علي سالم البيض في تلك اللحظات التاريخية الدموية، أي لحظة التصفية الجسدية، وإعدام الرئيس / سالم ربيع علي ( سالمين ) ورفاقه الاثنين من قبل رفاق السلاح الأبرار التاريخيين.
وبالمناسبة هنا ينبغي التذكير بأن من تعاون في التخلص وإعدام الرئيس /سالمين هم رفاقه من تنظيم الجبهة القومية، وهي حكمة ربانية من الخالق عز وجل بأن من تخلصوا من الرئيس /قحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية، وأعدموا / فيصل عبداللطيف الشعبي رئيس الوزراء و/محمد عبدالعليم بانافع عضو قيادة الجبهة القومية، هم من تخلصوا من سالمين وهكذا دواليك .
هكذا رويت لنا قصة انتهاء الرئيس / سالمين الحزينة التي بنى عليها الرفيق / علي البيض سرديته غير الموفقة، والله أعلم منا جميعاً.
أما روايته بأنه مناضل مظلوم وتم تخفيض مرتبته التنظيمية من مكتب عضو سياسي إلى عضو لجنة مركزية مرشح، فلازلنا نتذكر جميعاً بأنه شخص قيادي حزبي قد خرق قانون الأسرة المعمول به في زمن الثورة الوطنية الاشتراكية يوم ذاك، وتزوج زوجة ثانية أكثر شباباً من زوجته الأولى وأم أولاده وبذلك الخرق الحزبي التنظيمي عوقب تنظيمياً في إحدى دورات المكتب السياسي، وربما مع تقادم الزمن نسي الرفيق / علي البيض الحادثة الشهيرة للزواج الثاني التي كانت محط تندر واسع في الأوساط الحزبية.
أما روايته وسرديته عن مهندس ومؤسس الحزب الاشتراكي اليمني / عبدالفتاح إسماعيل فهي أيضاً رواية منقوصة أو مجتزأة لغرض في نفس يعقوب، فالرفيق /عبدالفتاح إسماعيل الجوفي المعروف عنه أنه منظر ومفكر وفيلسوف الفكر الاشتراكي العلمي للبلدان النامية عموماً، ولجنوب الوطن على وجه التحديد، وكنا ونحن في عمر الشباب في المراحل الثانوية والجامعية نستمتع بشغف ثوري بالغ لخطاباته ومحاضراته، ومقالاته، وحواراته الفكرية المميزة وبلّغته ومفرداته العميقة، ولدينا يوم ذاك نحن قطاع الشباب قناعة تامة بأنه سياسي محنك في إدارة الاجتماعات الحزبية لهيئات الحزب القيادية باعتباره قد شغل منصب الأمين العام للحزب لقرابة عقد ونيف من الزمان الصعب، وهي مرحلة ثرية جداً هي مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية، فكيف بالرفيق / علي سالم البيض يقول في عبدالفتاح إسماعيل تلك الأقاويل غير السوية، ويصفه بأنه ليس رجل دولة ولا يصلح للحكم أبداً ؟؟؟.
أما ذهابه قسراً وإكراها لمرحلة الوحدة اليمنية :
فقد اتخذ الرفاق القدامى في المكتب السياسي، وربما في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي و أمينه العام الرفيق / علي سالم البيض، اتخذوا أشجع وأنبل وأصدق قرار تاريخي في حياة الحزب منذ التأسيس، ذلك القرار هو طلب الوحدة اليمنية الفورية الاندماجية المباركة، ويعود الفضل في ذلك إلى قيادة الحزب، وقال المحللون المنصفون للتاريخ يوم ذاك، إن الحزب قد كفّر عن كل جرائمه وماضيه الأسود، وخرجت يومها جماهير شعبنا اليمني العظيم بصدق وعفوية في كل محافظات الجمهورية بالتهليل والتكبير للحزب وقيادته وتناسى كل ماضيه وآلامه وجراحاته.
لكن بقية القصة التي يعرفها الجميع، بأن قيادة الحزب الاشتراكي قد ارتدت وتراجعت عن مبادئ الوحدة اليمنية وانقلبت عليه، وأعلنوا التمرد السياسي والعسكري والإداري والأخلاقي عن الدولة اليمنية المركزية الشرعية، وأدخلت الوطن كل الوطن في صراع دموي غير مبرر مطلقاً، لازال الجميع يكتوي بنار تلك الفتنة الخبيثة التي صنعها الموتورون والحمقى والجهلاء في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني يوم ذاك، وبدا الغوغائيون هم من يقودوا دفة فتنة الانفصال ( سياسياً وإعلامياً ) مدفوعين بجهلهم المركب لما ستؤول إليه نتائج تلك الحماقات ونزق الفكر الانفصاليّ المُدمر، طامعين في ذات الوقت في فتات المال الخليجي المدنس التي صرفتها دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة السعودية لتمويل فتنة الانفصال، هكذا هي الحكاية في جوهرها يا رفيقي / علي سالم البيض ! ! ! .
سيلاحظ القارئ اللبيب بأنه في تناولنا للرد على الموقف السياسي والنضالي والكفاحي للرفيق القديم / علي سالم البيض، تناولناه من زاويته العامة، ولم نخض ألبتة في سلوكه الشخصي ولا قضاياه الخاصة، لأننا ننطلق من الجانب الأخلاقي السائد في مجتمعنا اليمني المحافظ، والله أعلم منا جميعاً.
الخلاصة :
يستحق منا التاريخ اليمني القريب والمتوسط أن نعيد كتابته وقراءته مرات عدة كي نستخلص منه العبر والدروس، كي لا تتكرر فصول المأساة التي عاشها الشعب اليمني في زمن الشطرين والدولتين ما قبل الوحدة اليمنية المباركة وما بعدها، فالتركيز على البعد الأخلاقي والقيم الإنسانية النبيلة للشعب هو المعيار الأهم الذي نستند إليه في التقويم والتحليل بعيداً عن حسابات (الأنا) الذاتية الأنانية النرجسية المقيتة، والله أعلم منا جميعاً “وفوق كل ذي علم عليم”.
*عضو المجلس السياسي الأعلى