هل استخدمت أميركا أخطر قنابلها غير النووية في اليمن؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
نشرت القوات الجوية الأميركية، قبل أيام، قاذفات شبحية عابرة للقارات من طراز B-2 لشن ضربات واسعة النطاق ضد 5 أهداف في اليمن باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
وذكرت مجلة Military Watch، أن الهجوم جاء بعد أكثر من عام من تبادل الهجمات بين جماعة الحوثي اليمنية من ناحية، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل من جانب آخر، وسط إجماع على أن الجهود التي تقودها البحرية الأميركية لشل القدرات القتالية اليمنية كانت بعيدة كل البعد عن النجاح.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الهجوم “دليلاً فريداً على قدرة الولايات المتحدة، على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناول أيدينا، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها”.
وفي حين أن صواريخ كروز Tomahawk التابعة للبحرية، والصواريخ التي تطلقها مقاتلات F-18 التي يجري إطلاقها جواً من حاملات الطائرات، ليست كلها مُحسَّنة بشكل جيد لاختراق التحصينات، فإن B-2 تعتبر أفضل الأصول المُحسَّنة في العالم الغربي لمثل هذه العمليات.
ويمثل استخدام B-2 تتويجاً لما يقرب من عقد من الجهود التي تبذلها دول متعددة باستخدام الأسلحة الغربية لتحييد مواقع تخزين الأسلحة والقواعد اليمنية الرئيسية.
وتشمل أهداف هجمات B-2 ثلاث مناطق ثكنات ومخابئ عميقة مرتبطة بها، كل منها كان يضم في الأصل لواء صواريخ Scud سوفييتي من الثمانينيات، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تم تجهيزها بصواريخ Hwasong-5/6 الكورية الشمالية.
وأعادت جماعة الحوثي تجهيز نفسها بأعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية الفريدة تماماً، والتي يُعتقد أنه جرى تطويرها بدعم إيراني وربما كوري شمالي.
أخطر القنابل الغربية
ويمكن لكل طائرة B-2 حمل ما يصل إلى 18 ألف كيلوجرام من الذخيرة، ولديها مدى عابر للقارات يسمح لها بضرب أهداف عالمياً من قواعد في ميسوري وجزيرة جوام.
ومع ذلك، أثارت طبيعة هدف الهجمات الأخيرة تكهنات كبيرة بأن القاذفات كانت مجهزة بقنابل خارقة للذخيرة الضخمة من طراز GBU-57، وهي ثقيلة جداً بحيث لا يمكن لأي طائرة مقاتلة أخرى حملها.
ودخلت هذه القنابل الخدمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتعتبر على نطاق واسع الأكثر خطورة في ترسانات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتعتبر قدرة GBU-57 على اختراق بعض أفضل المواقع العسكرية وأكثرها حساسية في جميع أنحاء العالم دون عبور العتبة النووية، وبالتالي منح B-2 مدى عميقاً بشكل خاص، يجعلها دون شك أكثر القنابل خطورة في العالم الغربي.
وبالنسبة للتحصينات العميقة، ربما يكون نشر العديد من GBU-57 ضرورياً مع توجيهها الدقيق بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ما يسمح للقاذفات بوضع رؤوس حربية متعددة في موقع دقيق، مع حفر كل منها أعمق من الرأس الحربي السابق لتحقيق اختراق أعمق.
ويتوقع أن تلعب القنابل دوراً محورياً في الضربات الأميركية المحتملة على إيران، التي تلقت لعقود من الزمان دعماً واسع النطاق من كوريا الشمالية لتحصين منشآتها العسكرية ومستودعات الأسلحة وعدد من مواقعها النووية في أعماق الأرض.
عيوب خطيرة
ورأت مجلة Military Watch، أنه على الرغم من قوة قنابل GBU-57 إلا أن بها عدد من العيوب الخطيرة، موضحة أن أهم العيوب أنه لا يمكن نشرها إلا بواسطة قاذفات B-2، والتي لا يوجد منها سوى 19 في الخدمة بالقوات الجوية الأميركية.
ويجعل تركيز قاذفات B-2 في قاعدة وايتمان الجوية عرضة للهجمات الصينية أو الروسية أو الكورية الشمالية.
وفي حين أن متطلبات الصيانة العالية بشكل استثنائي للطائرات ومعدلات التوافر المنخفضة تعني أن عدداً صغيراً جداً من القاذفات متاح عادةً.
وكانت B-2 متطورة، عندما تم تقديمها في أواخر التسعينيات، على الرغم من وجود مخاوف جدية في الغرب بشأن قدرات الدفاعات الجوية السوفيتية المتقدمة لتهديدها بما في ذلك على مسافات طويلة.
ويترك التقدم في تقنيات الاستشعار القاذفات الشبحية في التسعينيات بقدرة محدودة للغاية على البقاء على قيد الحياة في ضربات الاختراق.
وعلى الرغم من أن خليفة القاذفة B-2 الأخف وزناً والأقصر مدى قيد التطوير حالياً، في إطار برنامج B-21، حيث من المتوقع أن تتولى الطائرة مسؤولية نشر قنابل GBU-57، إلا أن التأخيرات الخطيرة في البرنامج، تعني أن القاذفات لن تكون متاحة حتى قرب نهاية العقد.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
الهجمات الأميركية على اليمن والرسائل إلى إيران
شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مؤكدة أنها قتلت عددا من قادتهم البارزين، في حين حمّلت إيران مسؤولية دعم الجماعة، وأرسلت تحذيرات مباشرة إلى طهران بشأن تداعيات استمرار دعمها للحوثيين.
وتأتي هذه الهجمات في ظل توتر متزايد في المنطقة، وسط اتهامات أميركية لإدارة الرئيس السابق جو بايدن بالتسبب في تصعيد الوضع.
وحسب مراسل الجزيرة في واشنطن أنس الصبار، فإن الضربات على اليمن حملت رسائل مزدوجة، إذ لم تكن موجهة فقط للحوثيين، بل كانت أيضا رسالة واضحة إلى إيران.
فقد أكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن لن تكتفي باستهداف المواقع العسكرية للحوثيين، بل ستوجه كذلك ضغوطا متزايدة على إيران، في سياق إعادة تشكيل العلاقة الأميركية مع الشرق الأوسط في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن هذه الهجمات تمثل نقطة تحوّل في التعامل الأميركي مع الحوثيين، حيث تسعى الإدارة الحالية إلى فرض معادلة جديدة تختلف عن إستراتيجية الضربات المحددة التي انتهجتها الإدارات السابقة.
ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، فإن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن التجارية والحربية الأميركية في البحر الأحمر، وهو ما يضع المواجهة على مسار قد يمتد لأسابيع.
إعلان العلاقة مع إيرانفي السياق ذاته، يرى مسؤولون أميركيون أن هذه العمليات ليست معزولة عن العلاقة مع إيران، إذ إن واشنطن ترى في دعم طهران للحوثيين جزءا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي.
وتشمل هذه الإستراتيجية تقديم دعم استخباراتي وتوجيه مباشر للعمليات التي ينفذها الحوثيون، إضافة إلى تزويدهم بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وأشار الصبار إلى أن التصريحات الأميركية بشأن إيران لم تقتصر على دعم الحوثيين، بل امتدت إلى برنامجها النووي وبرامجها الصاروخية، حيث يروج بعض المسؤولين، لا سيما من الدوائر الجمهورية، لضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد طهران، سواء من خلال تكثيف العقوبات أو حتى اللجوء إلى حلول عسكرية إذا اقتضى الأمر.
كما أن هناك ضغوطا متزايدة من اللوبيات المقربة من الحكومة الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة -حسب الصبار- لدفع إدارة ترامب إلى التصعيد مع إيران، في محاولة لإجبارها على تغيير سياساتها، أو التخلي عن دعمها للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط.
في المقابل، أدانت الخارجية الإيرانية الغارات واعتبرتها انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وردا على التهديدات الأميركية باستهداف بلاده، نفى قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أي دور لطهران في وضع سياسات "أنصار الله" باليمن، محذرا من وصفهم بالأعداء من أن أي تهديد ضد بلاده سيواجه برد صارم ومدمر، حسب قوله.