اليوم التالي في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أمل الهزاني*
اليوم التالي لهزيمةِ العرب من إسرائيلَ في 67 كانَ كارثةً للمنطقة، ومن شدَّة سوئه، أنَّنا لم نعلم متى كانَ؛ لأنَّ نتيجةَ الحرب وصلت متأخرة، بفعل الخدع الإعلاميةِ والجهلِ بالحقائق. وبعد أن عشناه وعاشته المنطقة، وفرض الأمرُ الواقع نفسَه، أصابتنا حمَّى اكتئاب حادَّة، وتراجعتِ المعنويات تراجعاً مؤلماً.
الأيام التالية في حروبِ المنطقة مع إسرائيل، توالت بعد ذلك محصورة تقريباً في غزة لسنوات متتالية؛ 2009، 2012، 2014، 2019، 2021. حروب كانت أيامُها التالية أحاديثَ حول عدد مفجع من الضحايا، وسبل إعادة البناء، ومؤتمرات للدعم، والتعاقد مع مقاولين للبناء والإنشاء وإعادة تأهيل القطاع. في حرب 2006 بين إسرائيل و«حزب الله»، كان اليوم التالي ملكاً حصرياً خالصاً لـ«حزب الله»؛ فبعد أن ناشد الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة الوساطة لوقف إسرائيل القتال، خرج ليعلن أنَّه انتصر نصراً «إلهياً»، وخرجت معه الآلة الإعلامية تكرر هذا الزعم حتى صدقه الكثيرون، الذين يجدون طعم العسل في اجترار الوهم. تلك الحرب تحديداً، رغم القوة الإسرائيلية المسلحة، لم يقدم وقتها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على استراتيجية واضحة للحرب، كانت رد فعل على خطف «حزب الله» جنديين إسرائيليين، كان يضرب بيد قوية في كل اتجاه دون تركيز على أهداف بعينها، ما جعلها حرباً عبثية، أبرز نتائجها أن «حزب الله» عاد أكثر شراسة في قبضته على السلطة داخل لبنان، وحيّد الفرقاء بالسلاح، وكان من أهم تداعيات الحرب، هو احتلاله لبيروت في مايو (أيار) 2008.
كيف هو اليوم التالي في غزة ولبنان بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد تكسير هيكل «حماس» و«حزب الله» القيادي، وتشتيت عناصرهما، وتدمير بنيتهما المسلحة؟ قطاع غزة مثل لبنان، وضعه السياسي لم يكن مستقراً قبل نشوب الحرب، بالتالي يعتقد المرء بدايةً أن أهم ما يمكن تحقيقه بعد إزاحة المعوقات هو الإصلاح السياسي، وهو أمر ممكن رغم اختلاف ظروف المنطقتين. غزة مدمرة بالكامل، وحتى يمكن الحديث عن إصلاح سياسي لا بد أولاً من ضمانة كاملة للوضع الإنساني. لا يمكن للإنسان في غزة انتظار إعادة البناء، الحل الأقرب للواقع أن تجتهد كل الدول والمنظمات لتحويل غزة إلى مخيم كبير تتوفر فيه سبل الحياة، يستطيع فيه السكان النجاة والاحتماء حتى الرجوع إلى الحياة بشكلها الطبيعي، تزامناً مع عودة «منظمة التحرير» إلى الواجهة بتفعيل دورها السياسي في تشكيل حكومة إنقاذ وطني تكنوقراط، لإدارة المرحلة. هذا أقل ما يمكن أن تقدمه «منظمة التحرير» لقيادة العالم في المطالبة بإنقاذ أهالي القطاع الذين يواجهون أسوأ أوضاع إنسانية في التاريخ المعاصر.
أخبار قد تهمك أمير منطقة حائل يرعي حفل افتتاح ملتقى الجمعيات التعاونية في المملكة 2024 22 أكتوبر 2024 - 5:32 مساءً مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11956 نقطة 22 أكتوبر 2024 - 5:27 مساءًاليوم التالي في لبنان أكثر تعقيداً؛ لأنَّه معقل «حزب الله»، أكبر ذراع مسلحة لإيران في المنطقة. بذريعة مذهبية، دفعت إيران بـ«حزب الله» في ثمانينات القرن الماضي إلى لبنان، إنما نهاية الجناح العسكري للحزب على يد إسرائيل، إذا افترضنا نهايته، لا تعني خفض استحقاقه السياسي، ولا تغييب الصوت الشيعي الذي يقوده اليوم رئيس البرلمان المخضرم نبيه برّي. برّي في لقائه مؤخراً مع قناة «العربية»، ذكر أنه مفوض منذ حرب 2006 من «حزب الله»؛ المعنى أنه مفوض للحديث باسمه واتخاذ مواقف باسمه، وهذا عملياً يسهل التفاهمات والجهود الدبلوماسية، خاصة أن إيران اليوم تعمل بجهد كبير على خفض التصعيد وكسب الوقت. نبيه برّي، حارس المعبد، لا يريد فتح البرلمان قبل وقف إسرائيل لإطلاق النار، وهذا اشتراط الطرف الضعيف على الطرف الأضعف، وهو الداخل اللبناني. لا أحد مستفيد من تأجيل تسمية للرئيس اللبناني، وإن كان نبيه برّي ذو الخامسة والثمانين الحصيف، يدرك خطورة الوضع؛ فعليه ألا يحرق مراحل تاريخه الطويل في محرقة الجدال مع الزوار الدبلوماسيين والاستقواء على الفرقاء؛ لأنَّ اللبنانيين سيتذكرون له موقفه اليوم طويلاً. فرصته كبيرة أن يكون بطلاً وطنياً في جمع كلمة اللبنانيين لا الشيعة فقط، والعبور بهم إلى بر الأمان. «حزب الله» لن يعود كما كان عسكرياً، وسياسياً الأمر موكل إلى شخص نبيه برّي في تنظيم الصوت الشيعي، وهو المفوض باسم «أمل» و«حزب الله»، التكتل الشيعي الأكبر.
أكثر ما يقلق في الأيام التالية في منطقة الشرق الأوسط، أن الشارعَ يخرج بوعي أقل، وإدراكٍ أقل لبواعث التجربة ونتائجها. الحروب دروس قاسية، الطبيعي أن يتعلم أطرافها كيف يحذرون ألا تتكرر عليهم، وفي أفضل الأحوال يتعلمون كيف يخرجون منها أقوى مما كانوا، مثل اليابان وألمانيا في التاريخ الحديث، هذا أمر رائع، لكنَّه يعتمد على فهم التجربة. بكل أسف، ما تفرزه منصات التواصل الاجتماعي ينبئ بأنَّ الدروس القاسية قد تعيد نفسها؛ لأن العقلاء يصمتون، وترديد الشعارات الزائفة والتطاول على الحقائق هو الحالة السائدة، وإبراز الأصوات المتطرفة والصراخ المجنون حول الصمود ووهم القوة هو خطاب المرحلة. كيف يمكن لليوم التالي في الشرق الأوسط أن يكون مشرقاً إذا كانت منارات الاعتدال منطفئة؟! علينا أن نتراجع ونُراجع.
*أكاديمية عضو مجلس الشورى السعودي
نقلاً عن: aawsat.com
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد22 أکتوبر 2024 أمیر منطقة حائل الیوم التالی التالی فی نائب أمیر حزب الله
إقرأ أيضاً:
أمير منطقة الباحة يطلع على تقرير إنجازات المركز السعودي للأعمال بالمنطقة
المناطق_واس
اطلع صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة الباحة، على تقرير المركز السعودي للأعمال في المنطقة والجهود المبذولة لتسهيل الإجراءات والخدمات المقدمة للمستثمرين وأصحاب الأعمال.
جاء ذلك خلال لقاء سموه في مكتبه بالإمارة اليوم، المدير العام لفرع وزارة التجارة بالمنطقة سعيد بن محمد الغامدي، الذي قدم لسموه شرحًا عما تضمنه التقرير من منجزات وبيئة الأعمال في منطقة الباحة والنمو الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المركز قدم أكثر من 500 خدمة للمستثمرين مع وصول عدد السجلات التجارية إلى 13 ألف سجل تجاري وتسهيل جميع الإجراءات عبر أتمتة جميع إجراءات التراخيص بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية.
أخبار قد تهمك تفاصيل التنصيب.. يوم تاريخي جديد بحياة ترامب 20 يناير 2025 - 3:34 مساءً اليوم .. حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية 20 يناير 2025 - 3:31 مساءًوثمّن سمو أمير منطقة الباحة الجهود التي يبذلها فرع وزارة التجارة والمركز السعودي للأعمال، لدعم القطاع الخاص وتعزيز البيئة الاستثمارية في المنطقة، مشيدًا بالمبادرات التي تهدف إلى تحسين رحلة المستثمر وتسهيل الإجراءات، مؤكدًا أهمية مواصلة العمل لتطوير بيئة الأعمال بما يحقق التنمية الاقتصادية المستدامة في المنطقة.
من جهته أعرب الغامدي عن شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة الباحة على دعمه الدائم ومتابعته الحثيثة لتحسين البيئة الاستثمارية وخدمة المستثمرين في المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 20 يناير 2025 - 3:38 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد20 يناير 2025 - 2:59 مساءًانطلاق أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس أبرز المواد20 يناير 2025 - 2:55 مساءًنائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية أبرز المواد20 يناير 2025 - 1:58 مساءً“الخارجية الفلسطينية” تُطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على المستوطنين أبرز المواد20 يناير 2025 - 1:54 مساءًانخفاض أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 80.51 دولارًا للبرميل أبرز المواد20 يناير 2025 - 1:50 مساءًإدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض تقبض على 9 أشخاص ارتكبوا 33 حادثة احتيال مالي20 يناير 2025 - 2:59 مساءًانطلاق أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس20 يناير 2025 - 2:55 مساءًنائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية20 يناير 2025 - 1:58 مساءً“الخارجية الفلسطينية” تُطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على المستوطنين20 يناير 2025 - 1:54 مساءًانخفاض أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 80.51 دولارًا للبرميل20 يناير 2025 - 1:50 مساءًإدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض تقبض على 9 أشخاص ارتكبوا 33 حادثة احتيال مالي تفاصيل التنصيب.. يوم تاريخي جديد بحياة ترامب تفاصيل التنصيب.. يوم تاريخي جديد بحياة ترامب تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن