بعد انضمام مصر لـ البريكس.. هل يشهد الدولار تراجعًا قريبًا؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
في خطوة تاريخية تعكس تحولًا نوعيًا في العلاقات الدولية والاقتصادية لمصر، انضمت مصر رسميًا إلى مجموعة البريكس الاقتصادية، والتي تضم في عضويتها دولًا كبرى مثل روسيا، الصين، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا، إلى جانب أعضاء جدد من أبرزهم مصر، السعودية، والإمارات. هذا الانضمام يمثل جزءًا من مساعي المجموعة لتعزيز حضورها العالمي وبناء علاقات أعمق مع دول المنطقة.
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا إلى مدينة قازان في روسيا الاتحادية للمشاركة في قمة دول البريكس. هذه القمة هي الأولى التي تشهد مشاركة مصر كعضو رسمي في المجموعة منذ انضمامها بداية العام الجاري. خلال هذه القمة، سيعرض الرئيس السيسي رؤية مصر حول مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية الهامة، خاصة ما يتعلق بتعزيز التعاون بين دول التجمع. الهدف الرئيسي هو تطوير العمل متعدد الأطراف والمساهمة في مواجهة التحديات العالمية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
كما سيركز الرئيس على إصلاح الهيكل المالي العالمي لتحقيق توازن عادل، مع التركيز على دعم مصالح الدول النامية في المحافل الدولية والإقليمية. ويأتي هذا في ظل التأثيرات السلبية المتزايدة للأزمات والصراعات الدولية التي تؤثر على مسار التنمية في هذه الدول.
ومن المتوقع أن تتطرق مداخلات الرئيس السيسي إلى قضايا تغير المناخ وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بين دول "البريكس". كما ستشارك مصر في قمة "بريكس بلس"، والتي تجمع بين أعضاء "البريكس" وعدد من الدول والمنظمات الدولية المؤثرة. ويعتزم الرئيس السيسي التأكيد على أهمية هذا الاجتماع في تعزيز التعاون "جنوب - جنوب"، الذي يسهم في دعم جهود التنمية المتبادلة بين الدول النامية.
وعلى هامش القمة، من المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى عدد من القادة والزعماء المشاركين في القمة. ستركز هذه اللقاءات على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول، إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أستاذ استثمار: تكتل «البريكس» يسمح للدول الأعضاء بالتبادل التجاري بالعملات الوطنية|فيديو الإحصاء: 7.3 % ارتفاعاً بصادرات مصر إلى دول البريكس خلال 8 أشهر من2024وفي سياق متصل، سيتناول الرئيس السيسي خلال مشاركته في القمة جهود مصر الحثيثة لتهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومنع توسع دائرة الصراعات. يأتي ذلك في إطار تحذيرات مصر المتكررة من مخاطر تحول النزاعات الحالية إلى حروب إقليمية تهدد السلم والأمن الدوليين ومقدرات شعوب المنطقة.
يمثل انضمام مصر إلى مجموعة "البريكس" خطوة جديدة نحو تعزيز دورها كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي، كما يعكس التزامها بالتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة.
توسع البريكس وتأثيره على مصرومن جانبه، يرى الدكتور عادل عامر مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، أن توسيع عضوية مجموعة البريكس منذ يناير الماضي ليشمل دولًا جديدة كالمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، يعزز من دور المجموعة في تحقيق التوازن الاقتصادي والسياسي على الساحة العالمية، وأشار عامر إلى أن مشاركة مصر لأول مرة كعضو مكتمل في قمة زعماء البريكس سيكون لها أصداء إيجابية كبيرة على علاقتها بدول المجموعة، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف عامر في نصريحات لـ “صدى البلد”، أنه يمكن لمصر أن تلعب دورًا مهمًا كجسر اقتصادي بين مجموعة البريكس ودول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ويرى أن مصر تمتلك الإمكانيات التي تمكنها من أن تكون بوابة لأسواق القارة الأفريقية، وتساهم في تعزيز الصادرات من هذه المنطقة إلى دول كبرى مثل روسيا والصين والهند. هذا الدور يعزز من مكانة مصر كلاعب إقليمي مهم ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة في المنطقة.:
وأحد أبرز المكاسب المتوقعة من انضمام مصر إلى مجموعة البريكس، هو التوجه نحو استخدام العملات المحلية في عمليات التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، ما سيقلل من الطلب على الدولار ويخفف من الضغوط التضخمية المرتبطة بتغيرات سعر الصرف. هذا التحول سيساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في مصر، خاصة في ظل ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس.
وقبل انضمامها إلى مجموعة البريكس، كانت مصر تمتلك علاقات اقتصادية قوية مع دول المجموعة، خاصة مع روسيا والصين، ويشير عامر إلى أن هذه العلاقات كانت قد وضعت الأساس لتعميق التعاون الاقتصادي مع هذه الدول، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس نحو 31 مليار دولار، ويرتبط ذلك بعدة اتفاقيات شراكة استراتيجية وسياسية، أبرزها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع روسيا التي وقعت في عام 2018.
وأشار عامر إلى أن وجود مصر داخل تكتل البريكس يفتح أمامها فرصًا واسعة للوصول إلى مستلزمات الإنتاج والتكنولوجيا بأسعار تنافسية من دول مثل الصين والهند. كما يسهم في تأمين وصولها إلى موارد أساسية مثل النفط بأسعار مناسبة. ويُذكر أن الدول الأعضاء في مجموعة البريكس تمتلك ما يزيد عن 30% من حجم الاقتصاد العالمي وتسيطر على 40% من تجارة النفط، ما يعزز من فرص مصر في الاستفادة من هذا التكتل الاقتصادي العملاق.
ويمثل انضمام مصر إلى مجموعة البريكس خطوة استراتيجية نحو تعزيز دورها على الساحة الدولية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع دول كبرى. وهذا الانضمام يأتي في توقيت مهم تسعى فيه مصر إلى تقوية علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم، وتعزيز الاستفادة من الفرص التي يقدمها التعاون مع مجموعة تضم الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البريكس مصر السيسي روسيا دول البريكس قمة دول البريكس قمة البريكس إلى مجموعة البریکس الرئیس السیسی دول البریکس انضمام مصر مصر إلى مع دول
إقرأ أيضاً:
تراجع طفيف في سعر صرف الليرة السورية اليوم الأحد
تراجع سعر صرف الليرة السورية -اليوم الأحد- بصورة طفيفة أمام الدولار الأميركي في تعاملات السوق الموازية، في حين سجل ثباتا في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.
تعاملات السوق الموازية تراجع سعر صرف الليرة السورية اليوم الأحد أمام الدولار في دمشق وحلب بصورة طفيفة إلى 11 ألفا و800 ليرة مقابل الدولار من 11 ألفا و700 سجلها أمس عند الشراء، في حين زاد سعر البيع إلى 12 ألف ليرة مقابل الدولار من مستوى 11 ألفا و900 ليرة. في إدلب (شمالي غرب سوريا)، انخفض سعر صرف الليرة السورية اليوم الأحد مقابل الدولار بصورة طفيفة إلى 11 ألفا و800 ليرة عند الشراء من 11 ألفا و700 ليرة أمس، وارتفع سعر البيع إلى 11 ألفا و900 ليرة من 11 ألفا و800 مسجلة أمس. في الحسكة، تراجع سعر صرف الليرة السورية اليوم الأحد إلى 11 ألفا و750 مقابل الدولار من 11 ألفا و700 ليرة أمس عند الشراء كما انخفض إلى 11 ألفا و850 ليرة من 11 ألفا و800 عند البيع. سعر صرف الليرة لدى مصرف سوريا المركزيوفي المصرف المركزي، استقر سعر صرف الليرة السورية اليوم الأحد عند 13 ألفا للشراء مقابل الدولار، في حين سجّل 13 ألفا و130 ليرة للبيع مقابل الورقة الخضراء (الدولار).
عوامل مؤثرة في دعم الليرة امتناع البنوك والمصارف السورية عن ضخ الليرة في الأسواق، وبذلك اضطر التجار وأصحاب المصانع إِلى بيع الدولار مقابل الحصول على الليرة من السوق الموازية لتغطية نفقاتهم. تمسك الحكومة بكميات محدودة من الليرة لتفي بالتزامها بدفع الزيادة في رواتب الموظفين بنسبة 400% بدءا من فبراير/شباط 2025، مما رفع من طلب الحكومة على الليرة السورية. ارتفاع العرض من الدولار، وتمسك المركزي باحتياطات الليرة. دعم الليرة تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأسبوع الماضي بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا، والتي تعوق تسليم المساعدات الإنسانية وتعافي البلاد، قد تُرفع سريعا. كما دعم العملة السورية دعوة 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تعليق العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتا في قطاعات مثل النقل والطاقة والخدمات المصرفية. صرح وزير التجارة السوري في حكومة تصريف الأعمال السورية ماهر خليل الحسن -في حوار مع الجزيرة نت- بأن الرسوم الجمركية في معظمها سوف تشهد انخفاضا كبيرا، مؤكدا أن ذلك سوف ينعكس بشكل مباشر وإيجابي على أسعار السلع في الأسواق. خففت أميركا من العقوبات على سوريا مما يتيح إجراء معاملات مع المؤسسات الحكومية وبعض معاملات الطاقة، والسماح بتحويل الأموال الشخصية إلى سوريا بما في ذلك عبر المركزي السوري. قالت حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين إن سماح الولايات المتحدة بالتحويلات الشخصية من السوريين في الخارج كان خطوة إيجابية، داعية إلى رفع العقوبات بالكامل. قالت حاكمة مصرف سوريا المركزي إن البنك لديه ما يكفي من المال لدفع رواتب القطاع العام بعد زيادة 400% التي تعهدت بها حكومة تصريف الأعمال. تحدث وزير الاقتصاد باسل عبد الحنان للجزيرة نت في وقت سابق من الشهر الماضي عن خطة بشأن الليرة، قائلا إن الهدف الرئيسي أولا تثبيت سعر الصرف من أجل استقرار الأسواق وتحريك عجلة التبادل التجاري. إعلان