أكد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية أن عجز المنظومة الدولية عن وقف هذه الجرائم الإسرائيلية غير مسبوقة الوحشية في التاريخ الحديث، يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، وتدميراً ممنهجاً للقانون الدولي والمنظومة الدولية التي بنيت على مدار ثمانية عقود، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تفشل الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن في تحقيق أهداف وغايات ميثاق الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلم الدوليين.


جاء ذلك في كلمة السفير العكلوك أمام أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك برئاسة اليمن (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية).


وشدد العكلوك على أن الأجيال القادمة ستتذكر تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات ومطالبات وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وعدم استخدام الآليات التي يتيخها ميثاق الأمم المتحدة في سبيل ذلك، بما فيها الفصل السابع من الميثاق.


وقال: "لا تسعفني الكلمات واللغة لأعبر عن الآلام والظلم والعذاب الذي يتجرعه شعبنا الفلسطيني، فالكلمات تعجز أمام هول وفداحة العدوان والجرائم الهمجية الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء في فلسطين، والدعوات والمناشدات لا تجدي نفعاً أمام آلة القتل الهمجية الإسرائيلية، التي لا ينتمي فاعلها لجنس البشر الأسوياء".


وأضاف أن إسرائيل، قوة الاحتلال المتوحشة ما زالت على مدار 382 يوماً تسفك دماء الأطفال والنساء، وتدمر الحياة بكل أشكالها في قطاع غزة، بلا هوادة أو رحمة، ودون أي اكتراث لمفهوم الإنسانية، وما أُنزل وما وضع من شرائع لتعليم الناس معنى الإنسانية. 
ولفت الى ان إسرائيل ما زالت تقتل الناس بعشرات آلاف الأطنان من القنابل الأمريكية وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم، وتسرق من بين مسامات جلدهم الإنسانية التي يتشبثون بها حتى الرمق الأخير.


وذكر أن إسرائيل التي أعادت اختراع المحرقة بشكل جديد، باتت تحرق الناس أحياء وتحرق المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.


وأبرز مندوب فلسطين ان رغبة القتل وشهوة الإجرام التي تلبست إسرائيل وهي ترتكب أبشع صور جريمة الإبادة الجماعية التي تدخل عامها الثاني على التوالي، تثبت أن إسرائيل، قوة الاحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية، قد بلغت من الوحشية ما لم تبلغه قوة غاشمة على وجه الأرض في التاريخ الحديث.


وتابع أن ما تقوم به إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من تنفيذ خططها الإجرامية الممنهجة السياسية والعسكرية للتهجير القسري الفعلي لمئات آلاف المواطنين الفلسطينيين، خاصة من شمال قطاع غزة، بهدف إخلائه تماماً من المواطنين عبر تثبيت الإبادة والتدمير والتجويع وتدمير أسباب ومقومات الحياة من ماء وطعام ودواء وعلاج ووقود واتصالات، يشكل انطلاقة فعلية لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، الأمر الذي سيتسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية التي تفرضها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها، وهو ما اعتبرته جامعة الدول العربية في قرارات سابقة، عدواناً إسرائيلياً على الأمن القومي العربي.


وشدد على ان دولنا العربية، كجزء من المجتمع الدولي، تتحمل مسؤولية تاريخية قومية ودولية عن القيام بإجراءات وخطوات عملية لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ويكون ذلك عبر تنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستويي القمة ووزراء الخارجية من خلال إطلاق خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أربعة أسس أنها تعمل ضد أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأنها تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وأنها لم تفِ بشروط عضويتها في الأمم المتحدة واستناداً إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 19/7/2024 والذي اعتبر أن الاحتلال الإسرائيل غير قانوني ويشكل نظام فصل وتمييز عنصري وتجب إزالته وآثاره.


ودعا الى ضرورة انضمام الدول العربية إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وأن نعمل في اتجاه يعزز بث محكمة العدل الدولية في ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. 
ولفت الى اهمية أن تقاطع الدول العربية إسرائيل اقتصادياً وسياسياً، وأن تعلن مقاطعة 97 شركة تعمل مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي، استناداً إلى قاعدة البيانات التي أصدرها وحدثها مجلس حقوق الإنسان في جنيف.


وأبرز أهمية أن تطلق الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني حملات ملاحقة قانونية للمسؤولين الإسرائيليين عن جريمة الإبادة الجماعية، وفق قائمة العار لأولئك المسؤولين الإسرائيليين والتي أعلنت في قرار القمة العربية.
ونوه الى ضرورة أن تدرج الدول العربية المنظمات الإرهابية الإسرائيلية التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك وتمارس الإرهاب ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية.


ودعا الى العمل مع المحكمة الجنائية الدولية نحو إصدار مذكرات الاعتقال التي طلبها المدعي العام للمحكمة، بحق المجرم نتنياهو ووزير دفاعه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية السفير العكلوك الوفد بوابة الوفد الإبادة الجماعیة الشعب الفلسطینی الدول العربیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

"المستقلة لحقوق الإنسان": العدوان على شمال غزة تصعيدا في مسار الإبادة الجماعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في غزة، اليوم الإثنين، أن ما يشهده شمال قطاع غزة يُعتبر تصعيدًا نوعيًا في مسار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها كافة سكان القطاع، إلا أن هذه العمليات في الشمال بلغت مستويات غير مسبوقة من القتل والتجويع واستهداف المؤسسات الصحية والبنى التحتية ومصادر المياه ومقومات الحياة للسكان، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، ما يفاقم الكارثة الإنسانية بشكل مقلق.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للهيئة عقد في مركز التضامن الإعلامي بدير البلح التابع لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.

ووجهت الهيئة تحذيرًا حول خطورة ما يجري في شمال قطاع غزة، حيث تتعرض المنطقة لحملة تطهير عرقي ممنهجة، ويُجبر السكان على النزوح جنوبًا، يتم بعدها نسف واحراق ما تبقى من منازلهم، بهدف تفريغ الشمال من ساكنيه وفرض واقع احتلال دائم، يترافق مع إقامة معسكرات عسكرية، وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا يمهد الطريق لإعادة الاستيطان في المنطقة. 

وأضافت على الرغم من صعوبة إحصاء دقيق لعدد الضحايا، فإن التقديرات تشير إلى سقوط أكثر من 500 شهيد منذ بدء الحملة العسكرية في 5 أكتوبر الجاري، أغلبهم من النساء والأطفال، والعدد مرشح للزيادة بشكل كبير مع استمرار العدوان الوحشي.

وأشارت إن النزوح الجماعي لآلاف العائلات من شمال قطاع غزة نحو مدينة غزة والمناطق الجنوبية، وخاصة منطقة المواصي، أدى إلى تعميق الأزمة الإنسانية وزيادة الضغط الهائل على المناطق والمراكز التي تستقبل النازحين. 

وفي ظل انعدام الأمن الغذائي في كافة أنحاء القطاع، فإن الوضع في الشمال بات ينذر بحدوث مجاعة حقيقية في بعض المناطق نتيجة الحصار الخانق المفروض عليها. 

وقالت الهيئة إن التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية، التي تمنح الاحتلال مهلة زمنية لتعزيز إدخال المساعدات الإنسانية، تمثل في حقيقتها غطاءً سياسيًا يتيح لقوات الاحتلال مزيدًا من الوقت لارتكاب المجازر ومواصلة عمليات التطهير العرقي بحق المدنيين العزل. 

وأوضحت أن الاستهداف المكثف لمنطقة جباليا ومحيطها، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي وحشي وعمليات قتل وتفجير وحرق منازل على نطاق واسع، فان منطقة بيت لاهيا وبيت حانون أيضا تتعرض لحصار وعدوان كبيرين. 

وبينت أنه في 19 أكتوبر 2024، استشهد أكثر من 80 مواطنًا فلسطينيا جراء قصف الاحتلال لمنازل سكنية في منطقة مشروع بيت لاهيا، وأصيب المئات، بينما لا يزال العديد من المفقودين تحت الأنقاض دون معرفة مصيرهم. 

كما استهدف الاحتلال بشكل مباشر مستشفيي كمال عدوان والعودة، وحاصر مراكز إيواء، مجبرًا النساء والأطفال على الخروج واحتجاز الرجال، ولم تُعرف مصائر الكثير منهم حتى الآن.

وأضافت " أن بيت حانون، شمال قطاع غزة، لا يزال حوالي 6،000 مواطن فلسطيني محاصرين في منازلهم وفي مراكز الإيواء، حيث تنتشر الآليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المنطقة، وتمنع حركة السكان. 

ويعاني المحاصرون من نقص حاد في المواد الغذائية والصحية الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والأدوية المنقذة للحياة".

وأشارت الي أن قوات الاحتلال احتجزت أعداد غير معروفة من المواطنين الفلسطينيين من فئات عمرية مختلفة خلال عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة ، واقتادت عدد منهم الى أماكن مجهولة الامر الذي يثير القلق على مصيرهم خاصة على ضوء ما تم توثيقه من جرائم وحشية بحق الاسرى الفلسطينيين.

وطالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف هذه الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في شمال قطاع غزة، وأكدت على ما يلي: 

1.   اتخاذ إجراءات تنفيذية وفورية لوقف عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في جباليا وشمال قطاع غزة، وضرورة محاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم، التي تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما يتوجب وقف جميع عمليات التهجير القسري للسكان

2.   تحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسؤولياتها الإنسانية، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لضمان وصول المساعدات الطبية والإغاثية إلى الضحايا المدنيين، وتقديم الخدمات المنقذة للحياة في المناطق المحاصرة، وفتح ممرات امنة لوصول المساعدات وإخراج الجرحى والحالات الطبية الحرجة

3.   نفاذ قرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الامن والجمعية العامة المتعلقة بوقف الحرب ودخول المساعدات وفتح المعابر ووقف الإبادة الجماعية.

4.    الكشف عن مصير الاسرى والمعتقلين من قطاع غزة، واجبار سلطات الاحتلال على تقديم قائمة بأسماء جميع المعتقلين لديها وأماكن احتجازهم والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم وكذلك لمحاميهم وعائلاتهم بالتواصل معهم لحين الافراج عنهم.

5.   وقف استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام والسماح بدخول مؤسسات الإغاثة الإنسانية الدولية الى شمال القطاع للوقوف على حقائق الاوضاع الكارثية وتقديم المساعدة للضحايا.

مقالات مشابهة

  • انطلاق دورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية لمناقشة الجرائم الإسرائيلية
  • اليمن يترأس الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • "العكلوك" يطالب بتجميد إسرائيل في الأمم المتحدة لتهديدها الأمن والسلم الدوليين
  • "المستقلة لحقوق الإنسان": العدوان على شمال غزة تصعيدا في مسار الإبادة الجماعية
  • التعاون الإسلامي: استمرار الجرائم الإسرائيلية وصمة عار في جبين الإنسانية
  • فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث وقف الجرائم الإسرائيلية
  • السفير مهند العكلوك: فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ بمجلس الجامعة العربية
  • الأورومتوسطي: يجب إعلان شمال غزة منطقة منكوبة ووقف الإبادة الجماعية
  • الأمم المتحدة: جميع الدول والمنظمات الدولية ملزمة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية