خبراء: توجيهات أمير الشرقية لتحسين الحركة المرورية تعكس رؤية استراتيجية لتخفيض ازدحامات السير والحوادث
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أشاد عدد من الخبراء والأكاديميين من المنطقة الشرقية، بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية ورئيس لجنة السلامة المرورية، لعقد ورشة عمل لرؤساء الجهات المعنية بهدف البدء في تنفيذ الحلول المقترحة للحد من تكدس الشاحنات وتحسين انسيابية الحركة المرورية على طرق المنطقة.
وأكد الخبراء أن التوجيهات تمثل خطوة مهمة في سبيل معالجة التحديات المرورية التي تعاني منها المنطقة، مشيرين إلى ضرورة تنفيذ الحلول المتكاملة والاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير منظومة النقل.رؤية استراتيجيةوأشادت عضو لجنة البيئة بالغرفة التجارية الشرقية، وعضو اللجنة الوطنية للبيئة والمياه والزراعة باتحاد الغرف السعودية، فرح الغريب، بتوجيهات سمو الأمير سعود بن نايف، مؤكدة أنها تمثل استجابة فورية للتحديات المرورية الراهنة، خاصة مع تزايد أعداد الشاحنات والمركبات على الطرق.
أخبار متعلقة الدفاع المدني.. أمطار متوسطة إلى غزيرة على الشرقية حتى السبتنائب أمير الشرقية يرعى افتتاح ملتقى التحول الرقمي لتبادل الخبراتفرح الغريب
ووصفت الغريب الإجراءات بأنها تعكس رؤية استراتيجية تهدف ليس فقط إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية، بل أيضاً إلى تعزيز السلامة العامة.الحلول اللوجستيةوأشارت الغريب إلى أن الحلول اللوجستية يجب أن تكون متكاملة مع إجراءات حماية البيئة، موضحة أن تقليل التكدس المروري سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء في المنطقة.
وأضافت: ”المراقبة البيئية يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من الحلول المرورية، بما في ذلك إدخال تقنيات ذكية لرصد الانبعاثات وتنظيم حركة الشاحنات بطرق أكثر فعالية.“
وأضافت الغريب أن الحلول المستدامة تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مؤكدة أهمية دعم الشركات في اعتماد ممارسات نقل صديقة للبيئة.البنية التحتية الخضراءوقالت: ”يجب تشجيع القطاع اللوجستي على استخدام مركبات تعمل بالطاقة النظيفة، مثل الشاحنات الكهربائية أو التي تعتمد على الهيدروجين، وذلك للحد من التأثيرات البيئية السلبية الناجمة عن استخدام الوقود التقليدي.“
وأكدت أيضاً ضرورة تطوير البنية التحتية الخضراء بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، لافتةً إلى أن إنشاء مناطق انتظار خارج النطاق العمراني يجب أن يُصمم بطريقة تراعي المعايير البيئية.
وقالت: ”يمكن لهذه المناطق أن تكون مجهزة بأنظمة طاقة متجددة، مما يقلل من استهلاك الطاقة ويعزز مفهوم المدن الذكية والمستدامة.“
وشددت الغريب على أهمية توسيع نطاق التوعية التي تستهدف المواطنين وسائقي الشاحنات على حد سواء، مع التركيز على أهمية الالتزام بالتوجيهات المرورية والبيئية لتحقيق مستقبل أكثر أماناً واستدامة في المنطقة الشرقية.جودة الحياةوأشادت الدكتورة عائشة العصيل، استشارية الأمراض الباطنة في مستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، مؤكدة أنها تأتي في توقيت حاسم لمعالجة مشكلة تكدس الشاحنات وتحسين انسيابية الحركة المرورية في المنطقة الشرقية.
د. عائشة العصيل
وأوضحت العصيل أن التوجيهات تعكس اهتمام سموه العميق بإيجاد حلول مستدامة للتحديات المرورية، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة وتقليل الضغط على البنية التحتية.الطرق البريةوأشارت العصيل إلى أن الخطوات التي وجه بها سمو الأمير، مثل إنشاء مواقف انتظار خارج النطاق العمراني، تمثل أساساً قوياً لتخفيف تكدس الشاحنات على الطرق السريعة. ولكن الأهم هو تكامل الحلول مع مشاريع أخرى مثل إنشاء الميناء الجاف وتطوير السكك الحديدية لتسهيل حركة البضائع بعيداً عن الطرق البرية.
وأكدت أن ”الاعتماد على النقل البحري والسكك الحديدية بدلاً من الطرق البرية سيقلل من التكاليف التشغيلية، وسيسرع عمليات نقل البضائع، مما يعزز من تنافسية المنطقة الشرقية كمركز لوجستي هام.“رؤية المملكة 2030كما أضافت العصيل أن التوجيهات تحمل أبعاداً اقتصادية وبيئية هامة، حيث أن تقليل تكدس الشاحنات سيسهم في خفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الضارة، ما يدعم رؤية المملكة 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.
وأشارت إلى أهمية تعزيز الوعي المروري لدى سائقي الشاحنات وتكثيف حملات التوعية حول أهمية الالتزام بالقوانين المرورية، مؤكدة أن الجهود ستسهم في تحسين السلامة العامة على الطرق وتقليل الحوادث المرورية الناتجة عن التكدس.النقل البحريوأوضح خالد بارشيد، رئيس اللجنة العقارية السابق بغرفة الشرقية، أن تفعيل ميناء الجبيل والنقل الترددي البحري لحاويات البضائع سيكون له دور كبير في تخفيف الضغط على الطرق البرية في المنطقة الشرقية.
خالد أحمد بارشيد
وأكد أن النقل البحري يعد حلاً فعالاً لتقليل عدد الشاحنات التي تعبر الطرق الرئيسية، خاصة في أوقات الذروة، ما يساهم في تحسين انسيابية الحركة المرورية وتقليل الازدحام.
وأضاف بارشيد أن الربط بين النقل البحري والسكك الحديدية سيحقق تأثيراً إيجابياً طويل الأمد، إذ سيمكن من نقل البضائع بشكل أكثر سلاسة ودون الاعتماد الكامل على الشاحنات.
وأشار إلى أن تقليل الاعتماد على النقل البري سيسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية لشبكة النقل بشكل عام.أنظمة مرور ذكيةكما اقترح بارشيد تطوير أنظمة إدارة مرورية ذكية تعتمد على تقنيات الاستشعار وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، لتنظيم حركة الشاحنات وتوجيهها إلى الطرق الأقل ازدحاماً.
وأوضح أن الأنظمة قادرة على تقليل وقت الانتظار وتحسين كفاءة الحركة المرورية، مما يؤدي إلى تدفق أكثر سلاسة لحركة الشاحنات والبضائع، ويساهم في تقليل الحوادث والازدحامات على الطرق.انسيابية الحركة المروريةوأشادت الدكتورة جملاء المري، الأكاديمية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، بتوجيهات سمو الأمير سعود بن نايف الرامية إلى تخفيف تكدس الشاحنات وتحسين انسيابية الحركة المرورية في المنطقة الشرقية، مؤكدة أن هذه التوجيهات تمثل رؤية شاملة ومستدامة لمواجهة التحديات المرورية.
د. جملاء المري
وقالت المري: ”إن مبادرة تفعيل ميناء الجبيل والنقل الترددي البحري للبضائع تعكس حرص القيادة على استباق المشكلات وتقديم حلول عملية تسهم في تخفيف الضغط على الطرق البرية.“
وأضافت المري: ”إن الدعم اللامحدود من سمو الأمير وتوجيهاته المستمرة في مواجهة جميع المعوقات بالمنطقة، يمثل ركيزة أساسية لتنفيذ الخطط التنموية. إن الجهود تعزز من رفاهية المواطنين وتسهم في تحسين جودة الحياة.“تحسين حركة الشاحناتكما أكدت المري أن النقل البحري للبضائع يمثل خطوة مهمة نحو تحسين حركة الشاحنات، وأن ربط النقل البحري بالسكك الحديدية سيعزز من كفاءة الشحن ويسهم في تقليل الاعتماد على الطرق البرية.
وأشارت إلى أهمية استخدام التقنيات الذكية في تنظيم حركة الشاحنات، مؤكدة أن الأنظمة المرورية الذكية ستلعب دوراً كبيراً في توجيه الشاحنات بفعالية وتقليل الازدحام المروري.
وقالت: ”إن التوجيهات تشكل نموذجاً للتخطيط المستدام الذي سيعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني وحركة النقل في المنطقة.“تطوير البنية التحتيةوأثنى الدكتور عثمان الشمراني، أستاذ الهندسة المدنية، على توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، بعقد ورشة عمل للبدء في تنفيذ الحلول للحد من تكدس الشاحنات، وتحسين انسيابية الحركة المرورية، مؤكداً أن الخطوة تعكس حرص سموه على تطوير البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة.
د. عثمان الشمراني
وأشار الشمراني إلى أن كثرة الشاحنات تعكس الحركة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة، مُشدداً على ضرورة استغلال السكك الحديدية في نقل البضائع إلى موانئ جافة خارج النطاق العمراني، لتفريغها وإعادة تحميلها على شاحنات تتجه إلى المدن المختلفة.
وطالب بالتعاون بين أمانة المنطقة الشرقية ووزارة النقل لمنع دخول الشاحنات إلى النطاق العمراني في أوقات الذروة، ووضع جدول دخول وخروج لها خارج هذه الأوقات.
كما شدد على ضرورة التأكد من التزام الشاحنات بمساراتها المرورية، ووضع خطط طوارئ لإزالة أي شاحنة متعطلة عن الطريق بسرعة، لمنع إعاقة الحركة المرورية.استخدام الذكاء الاصطناعيودعا إلى إنشاء طرق رئيسية ثانية تخصص للشاحنات موازية للنقل البري، وإيجاد محطات استراحة خارج النطاق العمراني مجهزة بمختلف الخدمات.
وأكد أهمية جدولة دخول الشاحنات إلى الميناء لنقل واستلام البضائع، باستخدام الذكاء الاصطناعي و«GPS» لتنظيم دخولها ومنع تكدسها داخل النطاق العمراني.
وطالب بالتوجه إلى الجامعات للاستفادة من خبرات المتخصصين في هندسة النقل والمرور، لإيجاد حلول عملية ومثلى تتناسب مع تطلعات سكان المنطقة.حركة الشاحناتوأشاد الدكتور عبدالله المغلوث، عضو جمعية الاقتصاد السعودية، بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، رئيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة، أمانة اللجنة، بعقد ورشة عمل لرؤساء الجهات المعنية؛ للبدء في تنفيذ الحلول والتوصيات للحد من تكدس الشاحنات، وتحسين انسيابية الحركة المرورية على طرق المنطقة.
د. عبدالله المغلوث
وأكد المغلوث أن التوجيهات تأتي في وقتها، حيث يعاني سكان المنطقة الشرقية من تكدس الشاحنات، خاصة في أوقات الذروة، ما يؤدي إلى هدر الوقت والجهد وزيادة الضغط النفسي على السائقين.
وأشار إلى أن مبادرة تنظيم دخول الشاحنات إلى العاصمة الرياض، والتي بدأت قبل عام، تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب تعميمها على جميع مدن المملكة.
ودعا المغلوث إلى إدارة متكاملة لحركة الشاحنات داخل المدن، بحيث يتم تحديد أوقات وأماكن سيرها، بما يضمن عدم تأثيرها على انسيابية الحركة المرورية.حلول جذريةأشاد المهندس حسين السلامين، ماجستير إدارة أعمال هندسة كهربائية، بتوجيهات أمير المنطقة الشرقية، مؤكداً أنها تعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى لتحسين انسيابية الحركة المرورية في المنطقة.
م حسين السلامين
وأشار السلامين إلى أن تفعيل ميناء الجبيل والنقل البحري الترددي، وزيادة الاعتماد على السكك الحديدية، وتخصيص مواقف خارج النطاق العمراني للشاحنات، تعد حلولاً جذرية لمشكلة تكدس الشاحنات.نقل البضائعبدوره، أشاد المهندس المستشار عبدالله إبراهيم المقهوي بتوجيهات أمير المنطقة الشرقية، مؤكداً أنها ستسهم في تحسين سلامة الطرق وكفاءة سلاسل الإمداد، وتخفيض تلوث البيئة.
م عبدالله المقهوي
وأشار المقهوي إلى أن تعظيم الاستفادة من القطار في نقل البضائع سيرفع من كفاءة سلاسل الإمداد، ويقلل من ازدحام الناقلات على الطرق، ويقلل من استهلاك الوقود، ويحافظ على البيئة.حلول هندسية مبتكرةوأكد صلاح المغلوث، عضو مجلس إدارة جمعية بشائر للتوعية بأضرار المخدرات، أن توجيهات ودعم أمير المنطقة الشرقية سوف تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق بتحسين جودة الحياة في المدن السعودية.
صلاح المغلوث
ودعا المغلوث إلى إيجاد حلول هندسية مبتكرة للتخفيف من مشكلة الازدحام المروري، مثل أنظمة النقل الذكية، وإشارات المرور الذكية، ولوحات الرسائل المتغيرة.السكك الحديديةوأشاد عبدالعزيز العمير، مرشد سياحي، بجهود الحكومة الرشيدة في أنسنة المدن، مؤكداً أن توجيهات أمير المنطقة الشرقية تعتبر من الحلول المساعدة لتحقيق هذا الهدف.
عبدالعزيز العمير
وأشار العمير إلى أن تفعيل دور السكك الحديدية في نقل البضائع من الموانئ البحرية يقلل من عدد الشاحنات على الطرق العامة والطرق الداخلية.
كما أكد أهمية تنظيم الحركة المرورية للدراجات النارية العاملة في توصيل الطلبات، للحد من أي مشاكل أمنية وحوادث مرورية.السلامة المروريةورحب الدكتور بدر آل سعد القحطاني، المتخصص في الشؤون القانونية والمجتمعية بتوجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية التي تهدف إلى وضع حلول لهذه المشكلات الناشئة، مشيرًا إلى أن التوجيهات تعكس حس المسؤولية العالي لسموه تجاه صحة وسلامة المواطنين.
د. بدر القحطاني
ولفت إلى المخاطر المرورية التي يسببها سائقو الدرجات النارية المكلفون بتوصيل الوجبات، حيث يغلب عليهم السعي وراء الربح المادي دون مراعاة السلامة المرورية والصحية للآخرين.
وأشار الدكتور القحطاني إلى أن التسمم الغذائي يعد من أبرز المخاطر التي تهدد هذه السلامة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن طرق غير صحية في توصيل الأطعمة من المطاعم إلى العملاء، مما يؤدي إلى تلوث الوجبات واحتمالية حدوث تسمم غذائي.الحد من الحوادثوأعادت الدكتورة أمل العلي، استشاري أسنان الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، التأكيد على حرص الحكومة الرشيدة على تلبية احتياجات المجتمع، مشيرةً إلى أهمية تنظيم حركة الدراجات النارية العاملة في توصيل الطلبات لما لها من تأثير على انسيابية الحركة المرورية والحد من الحوادث في المنطقة الشرقية.
الدكتورة أمل العلي استشاري أسنان أطفال وذوي الاحتيجات الخاصة
وحذرت الدكتورة العلي من التبعات النفسية والاجتماعية والمادية لسوء تنظيم هذه الخدمة وعدم ضمان الأمان للسائقين والمستفيدين على حد سواء.
وأشادت بتركيز صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على إيجاد حلول مثلى لقضايا مهمة في المنطقة الشرقية، مؤكدةً أن معالجة القضايا تساهم في تحقيق الأمن والسلامة ورفع مستوى جودة الحياة للجميع.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 التكدس المروري الشرقية الشاحنات أمير الشرقية تحسين جودة الحياة الحركة المرورية الحوادث أمیر المنطقة الشرقیة فی المنطقة الشرقیة السلامة المروریة السکک الحدیدیة البنیة التحتیة حرکة الشاحنات تنفیذ الحلول الاعتماد على رؤیة المملکة النقل البحری الطرق البریة نقل البضائع جودة الحیاة سمو الأمیر تنظیم حرکة على الطرق فی تحسین مؤکدة أن للحد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر ترسم خارطة الطريق.. كيف تخطط للاستفادة من مشروعات الطرق وشبكات النقل لدعم الاقتصاد؟
أدركت مصر خلال السنوات الأخيرة أهمية تطوير البنية التحتية كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، لذلك ركزت الدولة جهودها على تحسين شبكات الطرق والكباري والنقل، بالإضافة إلى إنشاء شبكة اتصالات حديثة، وتوفير البيانات والمعلومات اللازمة، فضلًا عن إعداد خريطة استثمارية شاملة لدعم جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
ممرات لوجستيةوفي إطار خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات، تنفذ وزارة النقل المصرية عددًا من الممرات اللوجستية التي تهدف إلى ربط الموانئ البحرية المصرية ببعضها وربط مناطق الإنتاج والتصدير، مع التركيز على إنشاء مجتمعات صناعية وزراعية وعمرانية جديدة.
وتعتمد هذه الممرات على شبكة السكك الحديدية والقطارات الكهربائية السريعة التي تربط المدن والمحافظات ببعضها، ما يسهم في تعزيز الاستثمار وخلق فرص اقتصادية جديدة.
مشروعات كبرى لتطوير شبكة النقلبدأت مصر إنشاء شبكة القطار الكهربائي السريع، والتي تضم خطين رئيسيين بطول 2000 كيلومتر ويربط الخط الأول بين ميناء العين السخنة على البحر الأحمر وميناء الإسكندرية ومدينة العلمين الجديدة وميناء جرجوب على البحر المتوسط، مما يعزز الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط كقناة موازية لقناة السويس. أما الخط الثاني، فيربط مدن صعيد مصر بالطريق الصحراوي الغربي، ما يخلق محاور تنموية تخدم حركة السياحة والصناعة، ويُنتظر قريبًا البدء في تنفيذ الخط الثالث الذي سيربط المدن الساحلية بمناطق نهر النيل، مما يتيح ربط المناطق الصناعية والزراعية بالموانئ.
استثمارات أجنبية وتنمية المناطق اللوجستيةتشهد الممرات اللوجستية الجارية تنفيذها اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الأجانب، خاصة في الموانئ البحرية والمناطق الجافة واللوجستية.
وتم التخطيط لإنشاء 7 ممرات لوجستية متكاملة تخدم أهداف التنمية المستدامة. تشمل هذه الممرات:
- ممر السخنة – الإسكندرية اللوجيستي: يربط المناطق الصناعية والموانئ الجافة بميناء الإسكندرية الكبير.
- ممر العريش – طابا اللوجيستي: يمر عبر مناطق الصناعات الثقيلة في سيناء لتعزيز التنمية في شبه الجزيرة.
- ممر القاهرة – أسوان – أبو سمبل اللوجيستي: يشمل الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع ويدعم المناطق الزراعية والسياحية في الصعيد.
كما تم تطوير خطط للاستفادة من نهر النيل كوسيلة نقل، مما يخفف الضغط على الطرق ويوفر وسيلة نقل اقتصادية ومستدامة. هذه المشروعات تُعد قاطرة لتنمية الاقتصاد المصري، مع التركيز على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، محليًا ودوليًا، لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية واجتماعية.
الدكتور علي الإدريسيمشروعات البنية التحتية والاقتصاداتفق خبراء الاقتصاد عالميًا على أن تطوير البنية التحتية يمثل حجر الأساس في مسيرة تطور المجتمعات وتحقيق التنمية الاقتصادية، كما يُعد العنصر الأساسي في جذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومن جانبه، قال أستاذ الاقتصاد، الدكتور علي الإدريسي، إن مشروعات البنية التحتية تلعب دورًا محوريًا في تحسين مناخ الاستثمار وجذب الاستثمارات الجديدة، مشيرًا إلى أنها تمثل أحد أهم معايير التقييم الدولي لمناخ الاستثمار، سواء من خلال تقرير ممارسة الأعمال أو تقرير التنافسية العالمية.
وأضاف الإدريسي خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن استمرار العمل في تطوير البنية التحتية يعود بالنفع على المواطنين والمستثمرين على حد سواء، ما يعظم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح الإدريسي أن مصر تسعى إلى الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة بهدف جذب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأشار إلى أن عوائد هذه الاستثمارات لا تقتصر على توفير فرص العمل، بل تشمل أيضًا نقل رؤوس الأموال والتكنولوجيا، زيادة الحصيلة الضريبية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، إضافة إلى تقليل الاعتماد على الواردات، مما يدعم الميزان التجاري للبلاد.
وأكد الإدريسي أن الإنفاق الحكومي على مشروعات البنية التحتية، بما يشمل تطوير المرافق وإنشاء المدن الجديدة والذكية، يعد عاملاً رئيسيًا في كسر حالة الركود الاقتصادي وتنشيط النمو.
وأوضح أن هذه المشروعات تحفز المستثمرين المحليين وتستقطب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة لقطاعات اقتصادية واعدة، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر الاقتصادية على المستوى الدولي.
إسلام الأمينبوابة لدعم الاقتصاد والتنمية المستدامةمن جانبه، قال المحلل الاقتصادي، إسلام الأمين، إن مصر لديها رؤية طموحة في رسم خارطة طريق شاملة لدعم الاقتصاد من خلال تطوير مشروعات الطرق وشبكات النقل، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاستثمارات الكبيرة التي تُضخ في هذا القطاع تسهم بشكل مباشر في تحسين البنية التحتية، بما يربط مناطق الإنتاج الصناعي والزراعي بالموانئ والأسواق المحلية والعالمية، مما يعزز كفاءة سلاسل الإمداد والتجارة، ويخفض تكاليف النقل، ويزيد من سرعة تداول البضائع.
وأوضح الأمين أن مشروعات النقل الكبرى مثل القطار الكهربائي السريع والممرات اللوجستية، بالإضافة إلى تطوير الطرق والكباري، تُعد استثمارات استراتيجية طويلة الأجل تفتح آفاقًا جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية. وأشار إلى أن هذه المشروعات لا تخدم فقط الاقتصاد، بل تمتد آثارها إلى تحسين جودة حياة المواطنين من خلال توفير وسائل نقل آمنة ومتطورة تُسهل التنقل وتقلل من حوادث الطرق.
كما أكد الأمين أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز شراكتها مع القطاع الخاص في إدارة وتشغيل مشروعات النقل، مما يعكس توجهًا حكوميًا لدعم الابتكار وتعظيم الكفاءة. وأشار إلى أن هذه الجهود تسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للنقل واللوجستيات، خاصة مع ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر مشروعات تربط الموانئ والمناطق الصناعية بالأسواق العالمية. وشدد على أن هذه الاستراتيجية الشاملة من شأنها أن تدعم أهداف رؤية مصر 2030، وتحقق طفرة اقتصادية كبيرة تلبي طموحات الدولة في التنمية والازدهار.
الدكتور عادل عامرقاطرة التنميةمن جانبه، أكد الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، أن قطاع النقل يعد من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تؤثر كفاءة شبكات وأساطيل النقل بشكل مباشر على كفاءة القطاعات الاقتصادية والخدمية، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن القيادة السياسية المصرية تدعم بقوة الشراكة مع القطاع الخاص، محليًا ودوليًا، لتنفيذ المشروعات الكبرى، ما يساعد في توفير خدمات نقل متميزة وآمنة ومنضبطة تخدم المواطنين والاقتصاد على حد سواء.
وأشار إلى أن وزارة النقل وضعت استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة النقل حتى عام 2050، تتضمن تحديث مرافق النقل البري والبحري والجوي، بالإضافة إلى تطوير البنية التشريعية والهيكلية لتسهيل دخول القطاع الخاص.
وتشمل هذه المشروعات تطوير النقل النهري وزيادة الاعتماد على نهر النيل كوسيلة نقل للبضائع والركاب، مما يخفف الضغط على الطرق ويقلل من الازدحام المروري.
وأشار إلى أن صناديق التمويل العربية والدولية أبدت اهتمامًا كبيرًا بتمويل مشروعات البنية التحتية في مصر.
وأكد عامر أن الموانئ البحرية ومشروعات السكك الحديدية والنقل الجماعي، والمراكز اللوجستية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد، ولكنها تمثل حلًا عمليًا لتقليل الفجوات في البنية التحتية، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.