جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@08:05:20 GMT

مستقبل أفضل لخريجي الدبلوم العام

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

مستقبل أفضل لخريجي الدبلوم العام

 

محمد بن زاهر العبري

قبل أيام قليلة، وجهت الكاتبة أُمامة اللواتية مجموعة من الأسئلة لمركز القبول المُوحد بوزارة التعليم العالي، وصفها العديد من المُهتمين بقطاع التعليم العالي بأنَّها كانت أسئلة "في الصميم"، ولكن للأسف فإنه وإلى يومنا هذا لم يقم مركز القبول الموحد، أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتقديم توضيحات وأجوبة شافية عن تلك الأسئلة التي أثارتها الكاتبة في المقال الذي نشرته جريدة الرؤية على 3 حلقات تحت عنوان: "مركز القبول الموحد وطلبة الدبلوم العام إلى أين؟".

يجب علينا ألا ننسى أن مركز القبول الموحد ينمو في بيئة تعليمية غير منافسة على الإطلاق وتبتعد عن متطلبات رؤية "عُمان 2040" بمراحل، ومن المتوقع أن يصيبه العوز الذي أصاب مجمل العملية التعليمية سواء في مستوياتها الأدنى أو العالية، لذا فمركز القبول الموحد اليوم يقدم أسوأ تجربة تعليمية لخريجي الدبلوم العالي، من فرض نسب عالية جداً لأجل المنافسة على مقعد دراسي، وكأنه ينظر بعين الشك في النسب ما بين 80% إلى 90%، الأمر الذي يتفرد به في الإقليم دون أدنى توضيح منه أو الوزارة التي يمثلها عن أسباب ذلك.

فمن بين كل تلك المؤسسات التعليمية في السلطنة، لا أثر لأية واحدة منها في التصنيف العالمي الذي يعتمده QS باستثناء جامعة السلطان قابوس، وقلة قليلة منها فقط تمكنت من أن تتواجد في التصنيف المختص بالجامعات العربية، وفي مراتب متدنية! هل هذه هي المؤسسات التي يمكنها حقاً تقديم تجربة تعليمية عالية الجودة بحيث أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قد حددت أهدافها في تقديم نظام تعليمي يتسم بالجودة؟

وهل الحصول على مقعد في هذه المؤسسات التعليمية أضحى- وأغلبها لا تتمتع باعتماد عالمي لتقديم تجربة تعليمية تتصف بالجودة الحقيقية- غير ممكن للحاصلين على نسب تزيد عن 80%، حتى يصبح خريج الدبلوم العام العُماني محتارا بما أنجزه إذ لم يتبقَ له لدى مركز القبول الموحد إلا الفُتات؟ وكأن هؤلاء الطلبة باتوا ينافسون على مقعد في "هارفارد" أو "استانفورد" أو "أكسفورد"؟

ما هو المعيار الذي تريد الوزارة الموقرة أن تعتمده حينما تقول إنها تهدف إلى (تقديم تجربة تعليمية ذات جودة عالية)؟ أو حينما تقول بأنها بصدد إعداد (كفاءات عُمانية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليا وعالميا)؟ فمع المستوى الذي تُقدمه مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، لا أمل للوزارة الموقرة من أن تحقق أهدافها بالمرة، وبشطب الحصة الكبرى من البعثات الخارجية وجعل أعدادها في أدنى المستويات على الإطلاق، نرى أن الاقتراب من متطلبات رؤية عُمان 2040م في التعليم العالي، فضلاً عن التعليم العادي، تتطلب اعتماد تفكير خارج الصندوق، يقوم بمراجعة شاملة لحالة التعليم بشقيه في السلطنة، ويتخذ قرارات تمنح لأبناء الدبلوم العام تجربة راقية في التعليم العالي.

ما لم يقبل مركز القبول الموحد النقد الموجه له لأجل تطوير أدائه، ولا يعترف بوجود مشكلات حقيقية يعاني منها، ويفضل السكوت وعدم تقديم أجوبة لأسئلة باتت أغلب الأسر العُمانية تطرحها، وأغلب خريجي الدبلوم العام من الشباب العُماني يسأل عن مصير مستقبله التعليمي، فإننا أمام أزمة حقيقية.

ونرى أنَّ بعض الحلول تكمن في:

طرح معايير عالية الجودة لا تسمح بالمؤسسة التعليمية ممارسة عملها دون اعتماد من الهيئة العامة للاعتماد الأكاديمي. الهيئة العامة للاعتماد الأكاديمي عليها رفع سقف معاييرها لمنح الاعتماد بما يتوافق مع التصانيف العالمية لجودة التعليم. إعادة النظر في النسب التي بموجبها يتم منح مقعد لخريج الدبلوم العام، وابتكار نظام مرن مخالف تماماً لما هو معمول به اليوم في مركز القبول الموحد الذي بات عاجزاً عن ضمان مستقبل حملة الدبلوم العام من الحاصلين على نسب نجاح رائعة جداً بين 80% إلى 90% . رفع أعداد البعثات والمنح الحكومة إلى مستوياتها السابقة، في ظل تعليم لا يتسم بالجودة في أغلبه داخليا.

تأمل الأسر العُمانية وحملة الدبلوم العام العُمانيين أن يُعيد مركز القبول الموحد النظر في المعايير التي تحدثنا عنها، ويعمل على ابتكار حلول للمشكلات التي تواجهه لضمان مستقبل أبنائنا الطلبة، حتى لا تظل التجربة التعليمية التي يقدمها دون مستوى الطموح، كما نأمل أن يقدم المركز شرحًا شفافًا للفلسفة التي اعتمدها في عمله والأسباب التي أفضت به إلى اختيارها دون سواها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: السياسة الوطنية للابتكار المستدام خطوة نحو تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن إطلاق "السياسة الوطنية للابتكار المستدام" في فبراير الماضي يعد خطوة مهمة نحو تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الرؤية الإستراتيجية للدولة لدعم الابتكار وريادة الأعمال، وربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية.

وأوضح الوزير أن تعزيز دور الابتكار يأتي على رأس أولويات المرحلة الحالية، تماشيًا مع اهتمام الدولة بتطوير الاقتصاد من خلال الجامعات، وتوفير بيئة محفزة لإنتاج المعرفة، وتعزيز البحث العلمي، مؤكدًا أهمية التعاون بين الجامعات والصناعة؛ لرفع تنافسية الدولة إقليميًا وعالميًا، مشيرًا إلى أن البحث العلمي هو أداة أساسية لمواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن السياسة الجديدة تهدف إلى إنتاج وتصدير المعرفة، وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للابتكار والإبداع، مشيرًا إلى أن إطلاق هذه السياسة يأتي لتطبيق أحد مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وهو مبدأ "الابتكار وريادة الأعمال".

وأشار د.أيمن عاشور إلى أن الإطار الإستراتيجي للسياسة الوطنية للابتكار المستدام يستند إلى رؤية تهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وتتمثل رسالة السياسة في توظيف الابتكار لخلق القيمة وتعزيز الاستدامة في القطاعات الإنتاجية والخدمية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز تنافسية مصر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، موضحًا أن الإطار العام للسياسة يسعى إلى تحقيق عدة توجهات إستراتيجية، تشمل: (تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وتعزيز الابتكار في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتحديث دور الجامعات والمراكز البحثية كمحرك أساسي للابتكار والتنمية المستدامة)، كما يهدف إلى تحفيز بيئة الأعمال الوطنية لتوطين التكنولوجيا، وتنمية الموارد البشرية البحثية والابتكارية، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في المجتمع، بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية والنظم المساندة، وتوفير أطر لحوكمة التقنيات الناشئة، ودعم الابتكار من خلال بدائل تمويلية محلية وخارجية، مثل: الابتكار الأخضر.

ومن جانبه، أشار د.حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي، إلى أن السياسة الوطنية للابتكار المستدام تشمل مجموعة من السياسات والبرامج والمبادرات، مثل تطوير سياسات القبول بالجامعات لتعزيز جاذبية الكليات العملية، وتعزيز دور التحالفات التكنولوجية في توطين التنمية المستدامة، كما تشمل مراجعة التشريعات المتعلقة بالابتكار، وإنشاء المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار، وتدريس ريادة الأعمال بشكل تفاعلي، بالإضافة إلى دعم تفرغ الباحثين، وتقديم حوافز للشركات المتميزة، وبرنامج لنقل وتوطين التكنولوجيا.

وأضاف د.حسام عثمان أن السياسة الوطنية للابتكار المستدام تتضمن أيضًا برامج ومبادرات، مثل: وضع آلية مؤسسية لتعزيز الأنشطة الابتكارية، وبرنامج لنشر الشركات الناشئة، وتمويل الشراكات بين المؤسسات البحثية والشركات التقنية، كما تشمل تعزيز التحول الرقمي في الجامعات والمراكز البحثية، وتطوير نظم الابتعاث العلمي، وبرنامج لتعزيز مساهمة العلماء المصريين بالخارج، بالإضافة إلى تسويق خدمات المؤسسات البحثية وتكريم النجاحات الابتكارية.

كما تتضمن السياسة الوطنية للابتكار المستدام برامج ومبادرات، مثل: دعم التدريب الصناعي، ومشاركة الجامعات والمراكز البحثية في إعداد الإستراتيجيات التنموية، وتمويل اقتناء التقنيات والملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا، كما تشمل برنامجًا لتنمية الموارد البشرية للبحوث والتطوير، وتطبيق مؤشر الابتكار، وتطوير آليات لاختيار ومحاسبة القيادات التنفيذية، بالإضافة إلى تمويل الابتكارات الخضراء، وتعزيز الثقافة العلمية في المجتمع، وتطوير آليات تسجيل حقوق الملكية.

وصرح د.عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن السياسة الوطنية للابتكار المستدام تأتي ضمن إطار شامل يهدف إلى تعزيز قدرة مصر على المنافسة العالمية في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي والصناعة، بما يسهم في تحقيق الرؤية الوطنية للابتكار ودعم الاقتصاد المصري. 

مقالات مشابهة

  • المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
  • آفاق برنامج لقبول الطلبة الدوليين والعُمانيين في مرحلة البكالوريوس
  • التعليم العالي: دعم الابتكار وريادة الأعمال في الصناعات النسيجية لتعزيز التصنيع المحلي
  • وزير التعليم العالي: السياسة الوطنية للابتكار المستدام خطوة نحو تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام
  • التعليم العالي: السياسة الوطنية للابتكار المستدام تتماشي مع رؤية الدولة لدعم ريادة الأعمال
  • وزير التعليم العالي يعلن إقامة شراكات بين المؤسسات البحثية ومجتمع الصناعة
  • «التعليم العالي» تواصل جهودها لتنفيذ مبادرة «تحالف وتنمية» لتحفيز الابتكار
  • التعليم العالي: إطلاق سلسلة إنفوجرافات صوموا تصحوا من معهد تيودور بلهارس
  • التعليم العالي: إطلاق سلسلة إنفوجرافات "صوموا تصحوا" من معهد تيودور بلهارس
  • التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام