قصص الفارين من موت الشمال المحاصر
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
وراء ما يحدث في شمال غزة حكاية طويلة، بدأت فصولها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء مرحلة جديدة في الحرب.
حيث أمر الجيش الإسرائيلي السكان بالإخلاء الفوري والتوجه نحو جنوب القطاع، وكان هدفه المعلن هو منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تأهيل نفسها، ليبدأ على الفور تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة.
ورفض سكان شمال غزة مع بداية الحملة العسكرية، المقدر عددهم اليوم حوالي 200 ألف نسمة، النزوح من مناطق سكنهم، ويعتقدون أن عدم مغادرة منازلهم سوف يفشل مخطط إسرائيل في السيطرة على الشمال.
لكن الاحتلال سعى عبر وسائل مختلفة إلى إجبار المدنيين في شمال غزة على النزوح، وذلك بفرضه حصارا مطبقا، منع فيه الماء والغذاء وتدفق الدواء للمستشفيات، ثم منع الوقود عن المرافق الصحية، وهذه الظروف أجبرت الأهالي على الهرب والبحث عن مكان يبقون فيه على قيد الحياة.
خرجوا يصفون ما تركوه وراءهم بأنه الأسوأ منذ بداية الحرب، وأن الجثث مترامية على الطرقات تنهشها الكلاب.
"كل ثانية نسمع انفجارات، الدبابات تطلق قذائف والطائرات المروحية تطلق نيرانا، والمسيرة تقصف التجمعات البشرية".
تصف الأمم المتحدة ما يحدث في شمال غزة بأنه أهوال تفوق الوصف، ويقول المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "تم محو شمال غزة من الخريطة، ما يطلبه الجيش الإسرائيلي ليس إخلاء وإنما تهجير قسري، أفعال الموت المروعة تؤكد ذلك".
وعبر المفوض العام عن اعتقاده بأن 100 ألف من سكان جباليا محاصرون، وقال إن الوكالة لم تتمكن من إدخال أي إمدادات لهم، ولم تصلهم أي مساعدات منذ 3 أسابيع.
من جانبها، قالت المسعفة نفين الدواوسة -الشاهدة على قصف الجيش الإسرائيلي لمركز إيواء تابع للأونروا في مخيم جباليا- إن الجيش الإسرائيلي لم يمهل النازحين ولم يعطهم وقتا كافيا للمغادرة قبل أن يقصفهم، مما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين، معظمهم أطفال.
وترفض إسرائيل التعليق على الإبادة الجماعية وعلى الهدف من تهجير سكان شمال غزة، وكذلك تتحفظ على الإجابة عن أي أسئلة لها علاقة بتنفيذ خطة الجنرالات التي تهدف إلى تحويل تلك المنطقة إلى ثكنة عسكرية.
ويواصل الاحتلال عملياته العسكرية الواسعة والمستمرة على مدار الساعة منذ أكثر من 21 يوما، ويؤمن سكان تلك المنطقة بأن هدف تلك العمليات هو تهجيرهم.
وهنا يجب الإشارة إلى أن محافظة شمال غزة تعد جزءا صغيرا من النصف الشمالي للقطاع، ومنها انطلقت حركة (حماس) لتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتقع المحافظة قرب إسرائيل، وهي منطقة صغيرة المساحة لا تتجاوز 61 كيلومترا مربعا، وكان يسكنها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول نحو 27 ألف نسمة، وتضم بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا وبعض القرى والأحياء الصغيرة.
صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في جباليا صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في بيت لاهيا صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في بيت حانونالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی شمال غزة
إقرأ أيضاً:
طيران الجيش السوداني يقصف «بارا» وسط مخاوف على المدنيين
طيران الجيش السوداني استهدف حيا سكنياً ومنشأة صحية- وفق ما أفادت مصادر محلية، فيما تعذر الحصول على معلومات دقيقة.
بارا: التغيير
شن طيران الجيش السوداني صباح اليوم الاثنين غارات جوية على مدينة بارا بولاية شمال كردفان- غربي وسط البلاد- والخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وتأتي هذه التطورات الميدانية ضمن تحركات عسكرية أوسع حيث يواصل الجيش تقدمه من مدينة الأبيض باتجاه مناطق تقع تحت سيطرة الدعم السريع في ولايتي شمال وجنوب كردفان.
وقال مصدر لـ«التغيير» إن غارات طيران الجيش السوداني، استهدفت منشأة صحية هي مبنى إدارة التأمين الصحي وحي الوادي السكني، وسط مخاوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في ظل تعذر الحصول على معلومات دقيقة نتيجة انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في المنطقة.
وتكرر مؤخراً سقوط الضحايا المدنيين جراء قصف طيران الجيش على مناطق سكنية وأعيان مدنية في مواقع تشهد معارك بينه وبين قوات الدعم السريع في سياق الحرب المندلعة منذ 15 ابريل 2023م.
وفي الأثناء، ذكرت تقارير إعلامية لمواقع محلية معروفة بمساندتها للجيش السوداني، أن القصف الجوي استهدف مواقع تمركز لقوات الدعم السريع وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.
وذكرت أن الجيش دمّر حوالي 20 عربة قتالية ومدرعة بجانب مخزن كبير للأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي، علاوة على مقتل ما لا يقل عن 40 عنصراً كانوا داخل المعسكر المستهدف.
بينما نقلت مواقع عن مصادر بالدعم السريع تأكيدها أن قيادة القطاع في بارا شكلت لجنة تحقيق برئاسة مقدم وعضوية ثمانية ضباط للوقوف على أسباب الخسائر الفادحة وتقصير القيادات الميدانية.
يذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر منذ فترة على عدة مواقع استراتيجية في المدينة من بينها الكيلو زيرو ومبنى التأمين الصحي والسوق والطريق الرابط بين بارا ومدينة الأبيض وكذلك الطريق المؤدي إلى أم دم حاج أحمد وأم درمان.
وتقع مدينة بارا في شمال كردفان على بعد نحو «317» كيلومترا من العاصمة الخرطوم و«40» كيلومترا من مدينة الأبيض، وتعد المدينة محطة مهمة في وسط المسافة الصحراوية التي تربط الخرطوم بولايات كردفان وتتميز بمواردها الطبيعية المتنوعة.
الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان الطيران الحربي بارا شمال كردفان