الجزيرة:
2025-01-22@01:04:20 GMT

قصص الفارين من موت الشمال المحاصر

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

قصص الفارين من موت الشمال المحاصر

وراء ما يحدث في شمال غزة حكاية طويلة، بدأت فصولها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء مرحلة جديدة في الحرب.

حيث أمر الجيش الإسرائيلي السكان بالإخلاء الفوري والتوجه نحو جنوب القطاع، وكان هدفه المعلن هو منع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تأهيل نفسها، ليبدأ على الفور تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة.

ورفض سكان شمال غزة مع بداية الحملة العسكرية، المقدر عددهم اليوم حوالي 200 ألف نسمة، النزوح من مناطق سكنهم، ويعتقدون أن عدم مغادرة منازلهم سوف يفشل مخطط إسرائيل في السيطرة على الشمال.

لكن الاحتلال سعى عبر وسائل مختلفة إلى إجبار المدنيين في شمال غزة على النزوح، وذلك بفرضه حصارا مطبقا، منع فيه الماء والغذاء وتدفق الدواء للمستشفيات، ثم منع الوقود عن المرافق الصحية، وهذه الظروف أجبرت الأهالي على الهرب والبحث عن مكان يبقون فيه على قيد الحياة.

الفلسطينيون في جباليا ينزحون إلى مناطق أكثر أمانا (الأناضول)

خرجوا يصفون ما تركوه وراءهم بأنه الأسوأ منذ بداية الحرب، وأن الجثث مترامية على الطرقات تنهشها الكلاب.

"كل ثانية نسمع انفجارات، الدبابات تطلق قذائف والطائرات المروحية تطلق نيرانا، والمسيرة تقصف التجمعات البشرية".

تصف الأمم المتحدة ما يحدث في شمال غزة بأنه أهوال تفوق الوصف، ويقول المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "تم محو شمال غزة من الخريطة، ما يطلبه الجيش الإسرائيلي ليس إخلاء وإنما تهجير قسري، أفعال الموت المروعة تؤكد ذلك".

وعبر المفوض العام عن اعتقاده بأن 100 ألف من سكان جباليا محاصرون، وقال إن الوكالة لم تتمكن من إدخال أي إمدادات لهم، ولم تصلهم أي مساعدات منذ 3 أسابيع.

من جانبها، قالت المسعفة نفين الدواوسة -الشاهدة على قصف الجيش الإسرائيلي لمركز إيواء تابع للأونروا في مخيم جباليا- إن الجيش الإسرائيلي لم يمهل النازحين ولم يعطهم وقتا كافيا للمغادرة قبل أن يقصفهم، مما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين، معظمهم أطفال.

التهجير القسري من محافظة شمال غزة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (رويترز)

وترفض إسرائيل التعليق على الإبادة الجماعية وعلى الهدف من تهجير سكان شمال غزة، وكذلك تتحفظ على الإجابة عن أي أسئلة لها علاقة بتنفيذ خطة الجنرالات التي تهدف إلى تحويل تلك المنطقة إلى ثكنة عسكرية.

ويواصل الاحتلال عملياته العسكرية الواسعة والمستمرة على مدار الساعة منذ أكثر من 21 يوما، ويؤمن سكان تلك المنطقة بأن هدف تلك العمليات هو تهجيرهم.

وهنا يجب الإشارة إلى أن محافظة شمال غزة تعد جزءا صغيرا من النصف الشمالي للقطاع، ومنها انطلقت حركة (حماس) لتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتقع المحافظة قرب إسرائيل، وهي منطقة صغيرة المساحة لا تتجاوز 61 كيلومترا مربعا، وكان يسكنها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول نحو 27 ألف نسمة، وتضم بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا وبعض القرى والأحياء الصغيرة.

صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في جباليا

صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في بيت لاهيا

صور من الأقمار الصناعية توضح الدمار في بيت حانون

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی شمال غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا تبقى من مخيم جباليا بعد عمليات الاحتلال العسكرية؟

في أول تغطية حصرية بعد وقف إطلاق النار، وثق مراسل الجزيرة أنس الشريف من داخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمخيم جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 100 يوم.

وكشفت المشاهد المصورة عن تدمير شبه كامل للمنطقة، حيث طال الدمار المربعات السكنية والشوارع والطرقات والبنية التحتية، وأظهرت اللقطات الحصرية أحياءً سكنية بأكملها محولة إلى أنقاض، مما يجعل المنطقة غير صالحة للسكن بشكل كامل.

وأشار التقرير إلى أن التدمير لم يقتصر على المباني السكنية، بل امتد ليشمل المستشفيات ومراكز الإيواء التي تعرضت للقصف والحرق من قبل قوات الاحتلال، في استهداف متعمد لإخراج المخيم عن الخدمة بالكامل.

وتكرر نمط الدمار بمخيم جباليا في المناطق المجاورة، مما يعكس إستراتيجية ممنهجة للتدمير الشامل خلال 471 يوماً من العمليات العسكرية التي وصفها الشريف بـ"حرب الإبادة والتهجير" بحق المواطنين والنازحين في شمال قطاع غزة.

كارثة إنسانية

ولفت المراسل إلى كارثة إنسانية تحت الأنقاض، تتمثل في وجود مئات الجثث العالقة التي لم يتمكن أحد من انتشالها، إضافة إلى انتشار جثث في الشوارع والطرقات تعرضت للنهش من قبل الكلاب الضالة، في مشهد يعكس حجم المأساة.

إعلان

كما وصف حالة الصدمة التي تنتاب الأهالي العائدين للمخيم، حيث يحاولون التعرف على ما تبقى من معالم حياتهم السابقة وسط الدمار الشامل.

ويمتد هذا المشهد المأساوي ليشمل مناطق أخرى مثل بيت حانون وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وتل الزعتر وجباليا البلد.

ونبه التقرير إلى أن المنطقة بأكملها تفتقر لأي مظاهر للحياة بعد تدمير جميع مقوماتها الأساسية، ويشير إلى أن السكان يعلقون آمالهم على عملية إعادة الإعمار متمنين أن تبدأ في أقرب وقت ممكن.

وكان تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز -في الـ16 من الشهر الجاري- استعرض تفاصيل تدمير إسرائيل مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 200 ألف نسمة. ووفقا لشهود عيان ومسؤولين محليين، فإن المخيم الذي وُصف بأنه "جزء حيوي من الحياة الفلسطينية" تحول الآن إلى "أكوام من الأنقاض".

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تُشيّع خمسة من قادتها في مخيم جباليا شمال غزة
  • هاليفي يعلن استقالته اعترافا بفشل الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: أتحمل كامل المسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يضع شرطا لعودة سكان غزة إلى الشمال
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقدم استقالته بسبب فشله في منع هجوم 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات تعصف بالقيادة وهاليفي يتحمل المسؤولية
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر بيانا بشأن عودة سكان غزة لشمال القطاع
  • ماذا تبقى من مخيم جباليا بعد عمليات الاحتلال العسكرية؟
  • جباليا: وقف إطلاق النار يظهر حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي وصدمة سكانها من هول المشهد
  • الجيش الإسرائيلي يقصف شمال قطاع غزة ووسطه بالمدفعية والطائرات